الموت يأتي بغتة ويقهر غرور الانسان

 

شبكة النبأ: تعدد الاسباب والموت واحد، مثل تداولته الاجيال كتعبير شائع لدى ذكر حوادث الموت او القتل التي تلم بأحد الاشخاص، خصوصا من تكون وفاته تتسم بالغرابة او الاستثنائية، سيما ان مثل تلك بعض الحوادث القاتلة غالبا ما تصيب البشر فجأة ودون سابق انذار، في هذا التقرير نستعرض بعض احوال الوفيات لبعض من ساقتهم الاقدار الى حتوفهم بطريقة عجيبة وغير متوقعة.

موت عروس صبيحة زفافها

لم تكتمل فرحة عريس بعد أن خطف الموت عروسه، وحول فرحة عرسه إلى مأتم في الشونة الجنوبية (أخفض بقعة في الأرض وتبعد عن العاصمة عمان بحدود 30 كيلو متراً).

فقد توفيت العروس (26 عاماً) صبيحة ليلة عرسها في منزل الزوجية، حيث تم نقل الجثة إلى مستشفى الشونة الجنوبية.

ونسبت صحيفة الغد اليومية الواسعة الإنتشار في الأردن لطبيب الطوارئ في مستشفى الشونة الجنوبية قوله: "إن الفتاة وصلت الى المستشفى متوفاة"، مشيراً إلى تحويل الجثة إلى قسم الطب الشرعي في السلط لتحديد سبب الوفاة.

من جانبه، أكد مصدر طبي أنه وبناءً على التقرير الأولي للطب الشرعي فإن العروس أصيبت باستسقاء في الرئتين نتيجة هبوط حاد في القلب مما أدى إلى وفاتها.

جاء لتسلم دية شقيقه فيموت دهساً مثله

قتل باكستاني في دولة الإمارات دهساً وكان قد جاء إلى الإمارات ليتسلم دية شقيقه الذي توفي دهساً قبل خمسة أشهر.

وقالت صحيفة "الإمارات اليوم" إنه بعد مرور نحو 32 يوماً على وصول الزائر الباكستاني، طالب أسلم (57 عاماً)، إلى إمارة رأس الخيمة لتسلم 200 ألف درهم (54.46 ألف دولار) دية شقيقه (محمد أسلم)، الذي توفي في حادث دهس قبل خمسة أشهر، تعرض الزائر نفسه لحادث دهس مشابه يوم الجمعة الماضي، أدى إلى وفاته على الفور في مكان الحادث.

وتوفي "طالب أسلم" بعد دهسه من مركبة يقودها مواطن إماراتي يدعى (م.س ـ 24 عاماً)، أثناء قطعه الطريق الرابط بين منطقتي الرمس وشمل في رأس الخيمة، من دون التأكد من خلو الطريق من المركبات فمات على الفور. وكان المتوفى جاء إلى الإمارة لتسلم دية شقيقه المتوفى، الذي تعرّض لحادث دهس من مركبة يقودها مواطن من إمارة الفجيرة خلال شهر فبراير/شباط الماضي، إضافة إلى مستحقاته المالية من الشركة التي كان يعمل فيها مهندساً في إمارة الفجيرة.

وأفاد غلام مصطفى شير خان، وهو أحد أقرباء المتوفى، لصحيفة "الإمارات اليوم" اليومية بأنه افتقد المتوفى الذي غاب لفترة طويلة، ولم يجب على الهاتف أثناء محاولاته المتكررة الاتصال به، وتابع أن "أحد السكان، من الجنسية نفسها، أبلغه بوقوع حادث الدهس، ونقل إليه خبر وفاته، وأنه سيستكمل إجراءات السفر، لإرسال الجثمان إلى باكستان لتسليمه إلى ذويه لإتمام مراسم دفن (طالب) بجانب شقيقه (محمد)".

وأضاف أن "عائلة الشقيقين تعرّضت لفاجعة كبرى، وهي بين مصدق ومكذب لما حدث لابنيها"، وتابع أن والدتهما "مرضت وفقدت قدرتها على النطق من شدة الصدمة، ولا تتوقف عن البكاء"، لافتاً إلى أنها "أرسلت المتوفى إلى الإمارة، لتسلم دية شقيقـه من الشركة التي عمل بها مهندساً في الفجيرة".

وأوضح أن "طالب أسلم دُهس أثناء ذهابه إلى زيارة أحد أصدقاء شقيقه، ويسكن في منطقة الرمس"، مضيفاً أن "طالب كان يعمل محامياً في باكستان ولديه ثلاثة أولاد وطفلة صغيرة، وأنه المعيل الوحيد لأسرته ولأسرة أخيه الذي توفي قبله بخمسة أشهر".

وأضاف أن "عائلة المجني عليهما لم تُرسل أياً من أفرادها لتسلم جثة ابنها، خوفاً من تعرّض الآخر لحادث مماثل".

نعوش على شكل أسماك وخنازير

فيما يبدو أن موجة التفضيلات الشخصية انتقلت من السيارات والهواتف النقالة، لتصل إلى النعوش والتوابيت، إذ أصبح بالإمكان اختيار نعوش بحسب المزاج الشخصي، منها على شكل دجاجة، أو سمكة عملاقة، أو حتى سلحفاة.

والعمل في تجارة مثل الموت، تجعل صانع النعوش إريك أجيتي أنانغ وعماله، مشغولون جدا، في تحضير النعوش بحسب الطلب.

وأنانغ هو الجيل الثالث من عائلته التي تنحدر من منطقة تيشي في غانا، ويدير ورشة نجارة تتخصص في صناعة التوابيت المفصلة حسب الطلب، وعلى أي شكل، مثل السيارات، أو الخنازير أو البيانو مثلا. بحسب السي ان ان.

وتلقى تلك التوابيت رواجا، وفقا لأنانغ الذي يقول انه صنع ما بين 200 و300 نعش حتى الآن، خلال العام الجاري، باع منها للغانيين، وصدرها إلى دول من بينها الولايات المتحدة وكندا وبلجيكا وأسبانيا وكوريا الجنوبية.

وقال أنانغ إن الورشة التي يديرها أسسها جده سيث كين كيوي في الخمسينيات من العقد الماضي، عن طريق الصدفة تقريبا. إذ كان يصنع في تلك الأيام حمالات خشبية مثل الكراسي، كان يتم استخدامها لنقل زعماء القبائل في المهرجانات التقليدية.

وأضاف "ذات مرة طلب زعيم قبيلة كرسيا يحمل عليه على شكل شكل جذع شجرة كاكاو، وبشكل غير متوقع توفي قبل المهرجان، وتم دفنه في الحمالة ذاتها.. وبعد فترة وجيزة توفيت جدتي التي كانت تحلم دائما بالسفر.. فصنع جدي لها نعشا على شكل طائرة."

والآن، ييبلغ أنانغ من العمر 25 عاما، ويقول انه لم يكن أبدا أكثر انشغالا، مشيرا إلى أنه تلقى  دعوة للمشاركة في "المهرجان الأسود العالمي" الثالث في داكار في ديسمبر/كانون أول المقبل.

رجل القارب

من جهة اخرى وعلى ضفة النهر الأصفر ينفث وي زينبانج دخان سيجارته بينما يتطلع الى مياه النهر.

يمتلك هذا الرجل البالغ من العمر 55 عاما قاربا ، ويمارس مهنة كئيبة: لا يعيش من صيد السمك، بل من انتشال الجثث البشرية من مياه النهر ثم بيعها لعائلات أصحابها. "أنا أعيد للموتى كرامتهم"، يقول وي.

كل يوم يجدف وي الى جسر مؤقت على النهر، حيث تعلق الجثث ولا تحملها المياه أبعد من ذلك. يقول وي إنه انتشل 500 جثة منذ بدأ نشاطه قبل سبع سنين، بعضهم قتلوا وبعضهم انتحروا. حين زرت وي كانت هناك أربع جثث، مستلقية على بطنها في الماء.

عندما يعثر وي على الجثة يضعها في مكان آمن بعيدا عن التيارات المائية، ثم يضع إعلانات في الصحف المحلية يصف فيها الجثث، يتصل به الأهالي على إثرها ثم يزورونه في قريته لمعاينة الجثث، مقابل مبلغ متواضع. بحسب البي بي سي.

وفي إحدى المرات عثر وي على جثة لمسؤول شيوعي أرادت السلطات استعادتها بدون مقابل، وهذا تسبب في إشكال.

وأحيانا تخلق مناظر الجثث جوا من التوتر والانفعالات، يقول وي، ويضيف "في أحد المرات جاء والدان لمعاينة جثة ابنهما، حين رأياها انصرفا دون أن ينبسا بكلمة، ولم يأخذاها".

يدافع وي عن مهنته، ويقول إن السلطات تترك الجثث تتعفن في النهر دون أن تنتشلها، ويؤكد انه لا يفعل ذلك فقط من أجل المال، بل بدافع شخصي، فابنه أيضا انتهى جثة في ذلك النهر، ولم يعثر على جثته أبدا. "كان ذلك مروعا" يقول وي، ويضيف "لهذا شرعت بهذا العمل".

رجل القارب يعيش في زمن التغيير، كل رحلة له في النهر الأصفر تضعه وجها لوجه أمام الجانب المظلم للنمو، حيث في خضم الازدهار الاقتصادي، يكون مصير البعض، بكل بساطة، أن تجرف جثثه المياه.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/كانون الأول/2010 - 4/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م