اوروبا تغلق ابوابها أمام المهاجرين وتنكفأ على نفسها

 

شبكة النبأ: يشير مصطلح الهجرة إلى وصول أفراد جدد إلى مكان ما أو إلى السكان. وهو مصطلح بيولوجي ومهم في علم البيئة التجمعي الذي يختلف عن الارتحال والنزوح.

يرجع السبب في ظهوره الهجرة إلى الحاجة إلى قيام اقتصاد يجعل الناس يرتحلون باستمرار من أجل العمل أو تأهيل القوى العاملة من خلال الدراسة، ولاسيما الدراسات العليا المتقدمة والمتخصصة أو اللجوء السياسي عبر الحدود الذي يعتقد البعض أنه يرجع لنظام عفا عليه الزمن داخل الدولة.

والمهاجرون هم الأشخاص الذين حصلوا على وضع قانوني يتميز - على الأقل - بشكل من أشكال تصريح الإقامة الذي ينظم شروط عملهم ويسعى بعض - ولكن ليس كل - العمال الأجانب والمغتربين إلى الحصول على جنسية البلد التي يعملون بها وبعضهم يحصل عليها.

التقرير التالي يبين مناطق الهجرة والضغوط التي يواجهها المهاجرون فضلا عن توضيح بوصلة موجات الهجرة في العالم.

موجة مناهضة للمهاجرين

فحين عقد سياسي مغمور في برلين يدعى رينيه شتاتكفيتس مؤتمرا صحفيا وأعلن تشكيل حزب جديد يحمل اسم "الحرية" لم يعر كثيرون خارج المانيا الامر اهتماما.

لكن في العاصمة الالمانية جاء تأسيس حركة على غرار حزب السياسي الهولندي خيرت فيلدرز المناهض للمهاجرين ليحدث زلزالا سياسيا ترددت توابعه في مكتب المستشارة الالمانية انجيلا ميركل على الجانب الاخر من البلدة.

وقال شتاتكفيتس الذي طرد من حزب ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي بسبب ارائه لرويترز الان نركز على بناء هذا الحزب الجديد في برلين لكن اذا حالفنا النجاح هنا فلن أستبعد قطعا توسيع نطاق هذا على مستوى البلاد.

ويبلغ شتاتكفيتس من العمر 45 عاما وهو من منطقة بانكوف في شرق برلين ويريد حظر ارتداء الحجاب واغلاق المساجد ووقف الاعانات الاجتماعية للمسلمين. حسب رويترز

شتاتكفيتس أحدث وجه ضمن فئة من المناهضين للمهاجرين على الساحة السياسية الاوروبية. وتجتذب هذه الفئة ناخبين وتضع القاعدة العريضة من الساسة في موقف الدفاع.

والاحزاب صاحبة البرامج المناهضة للاجانب ليست بجديدة في اوروبا. ففي فرنسا يمثل حزب الجبهة الوطنية بقيادة جان ماري لوبان قوة منذ سنوات وكذلك حزب رابطة الشمال عضو الائتلاف الحاكم بايطاليا.

لكن خبراء يقولون ان مخاوف الجماهير بشأن الهجرة زادت في اعقاب الازمة الاقتصادية. ويتهافت ساسة في أنحاء اوروبا اكثر من اي وقت مضى على استغلال هذه المخاوف محطمين في طريقهم محرمات من حقبة ما بعد الحرب.

يقول دومينيك مواسي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس ما نشهده ليس اتجاها جديدا بل هو تعمق وتسارع وتيرة شيء كان موجودا بالفعل.

وأضاف هؤلاء الساسة يلعبون بالنار لان المشاعر ازاء هذه القضية قوية وقد لا تختفي حين يتعافى الاقتصاد.

وفي غضون بضعة أشهر أصبح فيلدرز الذي يريد حظر القران وطرد المسلمين الذين يرتكبون جرائم أقوى سياسي في هولندا.

وبعد انتخابات غير حاسمة جرت في يونيو حزيران تعتمد أحزاب يمين الوسط على فيلدرز لتشكيل حكومة أقلية قد تعطيه نفوذا كبيرا. وتظهر استطلاعات للرأي أنه اذا لم يتسن تشكيل هذا الائتلاف وأجريت انتخابات جديدة فان حزب الحرية الذي يقوده سيحصل على اكبر عدد من الاصوات.

وفي فرنسا اتخذ الرئيس نيكولا ساركوزي اجراءات وقائية لحرمان حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف من تحقيق مكاسب مماثلة وأعلن حملة على الغجر والمجرمين المنحدرين من أصول أجنبية مما أثار انتقادات حادة من مجلس حقوق الانسان تابع للامم المتحدة ومن البرلمان الاوروبي.

وفي ايطاليا التي استقبلت عددا من المهاجرين اكبر مما استقبلته اي دولة من الاتحاد الاوروبي العام الماضي اكتسب حزب رابطة الشمال بزعامة اومبرتو بوسي نفوذا هائلا على السياسة الداخلية ونجح في تمرير قوانين صارمة تسمح للسلطات بتغريم وسجن المهاجرين غير الشرعيين بل ومعاقبة من يوفرون لهم المأوى.

وتقول هيذر جراب مديرة معهد المجتمع المفتوح في بروكسل ان المزيد من الساسة الاوروبيين يدركون أنهم يستطيعون بالتركيز على الهجرة استغلال مخاوف الناخبين ازاء عدة قضايا بدءا بالاقتصاد والوظائف وانتهاء بالعولمة والتغيير وتزايد الشكوك المحيطة بالمستقبل.

واضافت شعر الناس في اوروبا بالارتياح في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية وهم يرون الان أن هذا المستوى من الارتياح في خطر... والنتيجة هي أن التسامح لم تعد له نفس المكانة الرفيعة كقيمة اوروبية حتى في الدول التي كانت تفخر بأنها منفتحة وليبرالية.

ومن بين هذه الدول السويد اذ يبدو أن حزبا مناهضا للمهاجرين في طريقه لتفادي عقبة الاربعة في المئة في انتخابات 19 سبتمبر ايلول ودخول البرلمان للمرة الاولى.

فقد تخلى أعضاء الحزب الديمقراطي السويدي عن صورة حليقي الرؤوس واستبدلوها بصورة أصحاب الحلل الانيقة حاملين رسالة صيغت بعناية تؤكد دعمهم لاسرائيل وحقوق المرأة فضلا عن الدعوة لتجنب قدوم المهاجرين المسملين والتي قال زعيم الحزب جيمي اكيسون انها تتفق مع المنطق السليم.

واذا نجح الحزب في الوصول الى البرلمان فانه قد يحرم رئيس الوزراء المنتمي ليسار الوسط فريدريك راينفيلدت من أغلبية ويضطره الى بحث التعاون مع حزب وصفه من قبل بأنه حزب "يميني مصاب بالهلع من الاجانب".

وفي المانيا حيث كان لذكرى العهد النازي دور في الحد من تأثير الاحزاب اليمينية المتطرفة فان ظهور قوة جديدة مناهضة للمهاجرين قد يحمل مضمونا أخطر على النظام السياسي.

ومع صعود الحزب اليساري الجديد وحزب الخضر في العقود الاخيرة أصبحت هناك الان ستة أحزاب في البرلمان الاتحادي ببرلين وهو أمر يعقد بشدة تشكيل ائتلافات مستقرة على المستوى الاتحادي.

فاذا ما نجح حزب سابع يقوده شتاتكفيتس او مناهض غيره للمهاجرين في تجاوز سقف الخمسة في المئة ودخول البرلمان الالماني فانه سيهز المشهد السياسي بألمانيا بقوة.

ويقول مانفريد جولنر رئيس مجموعة فورزا لاستطلاعات الرأي "الخطر قائم" مشيرا الى الدعم الشعبي القوي للانتقادات التي وجهها تيلو ساراتسين المسؤول بالبنك المركزي الالماني للمهاجرين المسلمين في كتاب صدر مؤخرا حذر فيه من أفول نجم المجتمع الالماني التقليدي.

وأضاف جولنر هناك فقد للثقة في الاحزاب الموجودة.. نوع من الفراغ يمكن أن تملؤه شخصية كاريزمية مثل (الزعيم النمساوي اليميني المتطرف السابق يورج) هايدر.

تراجع الهجرة

وفي ظل تراجع الهجرة قالت وكالة مراقبة الحدود الاوروبية ان الهجرة غير المشروعة تراجعت عند الحدود في كل أنحاء أوروبا في الشهور التسعة الأولى من العام باستثناء الحدود اليونانية مع تركيا التي زادت عندها حالات العبور بشكل غير مشروع التي جرى رصدها في هذه الفترة الى خمسة أمثالها.

وانخفض عبور الحدود بشكل غير مشروع بنسبة 99 في المئة في جزر الخالدات الاسبانية في تلك الفترة وبمقدار الثلثين في ايطاليا بسبب الأثر المزدوج للأزمة الاقتصادية الأوروبية واتفاقات ترحيل المهاجرين التي وقعت مع دول افريقية.

وقالت وكالة فرونتكس لمراقبة الحدود يوم الاثنين ان وصول المهاجرين بشكل غير مشروع قفز 369 في المئة على أساس سنوي الى ما يزيد على 31 الف حالة عند الحدود البرية لليونان مع تركيا في الشهور التسعة حتى سبتمبر ايلول.

وقال نائب المدير التنفيذي لفرونتكس جيل ارياس فرنانديز ان الحدود اليونانية التركية أصبحت بالنسبة للكثيرين طريقا أكثر أمنا وأرخص الى الاتحاد الاوروبي من عبور البحر المتوسط. بحسب رويترز.

ويستخدم تسعة من كل عشرة مهاجرين بشكل غير مشروع اليونان حاليا كنقطة انطلاق الى الاتحاد الاوروبي وتجد الدولة التي تعاني من أزمة ديون خانقة صعوبة في التصدي للأعداد المتزايدة عند حدودها الشمالية.

وقال ارياس فرنانديز في مؤتمر صحفي "المشكلة الرئيسية التي تعترض سبيل التصدي لهذا التدفق للهجرة غير المشروعة على اليونان هي... نقص التعاون من الجانب التركي ان لم نقل غيابه."

ويقول مسؤولون يونانيون ان تركيا لا تبذل جهدا كافيا لمنع عبور الحدود بطريقة غير مشروعة الى اليونان وان رفضها استعادة المهاجرين الذين عبروا الحدود من أراضيها يشجع راغبي الهجرة على سلوك هذا الطريق.

مزيدا من القيود

ومن اجل فرض القيود فمن المتوقع ان تصبح خطة تضعها الدنمرك لتشديد قوانين الهجرة من خلال نظام نقاط يعكس مدى صلاحية المهاجرين موضوعا ساخنا في حملة الانتخابات البرلمانية التي يحين موعدها بحلول نوفمبر تشرين الثاني 2010.

وفي الوقت الذي تتحول فيه الهجرة الى موضوع مثير للجدل بشكل متزايد في دول غرب اوروبا ابرمت حكومة الاقلية في الدنمرك اتفاقا مع حزب الشعب اليميني الذي يدفعها الى مزيد من التشدد في تشريعات الهجرة.

وبموجب الاتفاق سيتعين على الاجانب المتزوجين من دانمركيين ويريدون الحصول على الاقامة في الدنمرك -بالاضافة الى دفع رسوم اعلى - تجميع نقاط على أساس التعليم وخبرة العمل واجادة اللغة.

وأقرت حكومة رئيس الوزراء لارس لوكي راسموسن قوانين هجرة أكثر صرامة في مقابل الحصول على تاييد من حزب الشعب الدنمركي ثالث اكبر حزب في البرلمان منذ عام 2001. وموقف الدنمرك ازاء الهجرة الان هو احد اكثر المواقف تشددا في اوروبا. بحسب رويترز.

وتوصلوا في وقت متأخر يوم الاربعاء لاتفاق يتضمن ادخال نظام نقاط لهجرة الازواج الاجانب ويشمل مستويات التعليم والعمل والمهارات اللغوية وغيرها من المؤهلات.

وسيحتاج الازواج دون سن 24 الى الحصول على 120 نقطة في حين يحتاج من هم اكبر من ذلك الى نصف هذه النقاط. والحصول على شهادة من الدنمرك أو جامعة اجنبية كبرى يمنح الحاصل عليها 120 نقطة مقابل 40 نقطة للحاصلين على تدريب مهني في الخارج.

وفيما يتعلق بالعمل لكي يحصل الشخص على نقاط -- بين 40 و80 نقطة -- يتعين ان يكون قد التحق بوظفية في الخارج لمدة عامين ونصف العام من اخر ثلاث سنوات او وظيفة لائقة في الدنمرك على مدار العامين الماضيين.

كما تمنح اجادة اللغات الانجليزية والالمانية والفرنسية والاسبانية واللغات الاسكندنافية نقاطا لمن يتقنها. وقال مسؤول في وزارة الهجرة انه لم يتم تحديد موعد للتصويت في البرلمان على الاقتراح لكنه سيجرى على الارجح بعد نهاية العام.

لندن تحد من عدد المهاجرين

ومن أجل الحد من الهجرة اعلنت الحكومة البريطانية خفضا بنسبة 20% في عدد التاشيرات التي ستمنح العام المقبل للعمال القادمين من دول خارج الاتحاد الاوروبي وذلك بهدف خفض عدد المهاجرين الا انها خففت القيود بالنسبة للعاملين في الشركات متعددة الجنسيات.

وقالت وزيرة الداخلية تيريزا ماي ان اجهزتها ستمنح 21 الف و700 تاشيرة دخول عام 2011 الى العمال المؤهلين مقابل 28 الف تاشيرة عام 2009.

واوضحت الوزيرة ان معظم التاشيرات ستمنح للذين يحصلون على عرض عمل قبل وصولهم الى بريطانيا مع تخصيص الف تاشيرة لمن يبرهنون على مواهب استثنائية بما في ذلك العلماء والرياضيين المميزين مثل لاعبي كرة القدم. بحسب فرانس برس.

وستجرى مراجعة هذه الحصص العام المقبل. واعتبرت ماي ان ذلك سيؤدي الى منع وصول العمال غير المهرة او عديمي الكفاءة.

وقد استجابت الحكومة لطلب ملح من اوساط الاعمال بتعديل قواعد منح التاشيرات المتعلقة بالشركات متعددة الجنسيات التي ستفلت من القاعدة العامة وستتمكن من استقدام عمالها لمدة اقصاها خمس سنوات على ان لا يزيد ما تدفعه لهؤلاء عن 40 الف جنيه استرليني (47 الف يورو) سنويا.

وكانت عدة مؤسسات كبرى هددت بترك البلاد اذا لم تحصل على مطلبها في هذا الصدد. وذكرت ماي متحدثة الى النواب بالوعد الانتخابي لرئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون بخفض عدد المهاجرين من 196 الف سنويا الى "عشرات الالاف" تشمل جميع الفئات.

وقالت الوزيرة للوصول الى ذلك علينا التحرك على كل وسائل الدخول الى المملكة المتحدة: تاشيرات العمل وتاشيرات الطلبة وتاشيرات الاسر.

ويرى وزير التجارة فينس كابل، عضو حزب الاحرار الديموقراطيين المشارك في الائتلاف الحكومي، الذي اعترض على هذه النقطة في مشاريع المحافظين، ان القواعد التي اعلنت ستتيح الحفاظ على مصالح المؤسسات العاملة في المملكة المتحدة او التي تريد العمل فيها.

وترى الاوساط الجامعية انها المستهدفة الاولى من هذه الاجراءات اذ ان عدد التاشيرات الممنوحة للطلبة من خارج الاتحاد الاوروبي قد يقل بنسبة الثلثين.

وكان كاميرون جعل من خفض الهجرة من وعوده الانتخابية الرئيسية في بلد تاثر كثيرا بالازمة الاقتصادية معتبرا ان العدد الحالي للمهاجرين "غير مقبول".

زيادة عدد المهاجرين لبريطانيا

وأظهرت احصائيات ان عدد من دخلوا بريطانيا العام الماضي للاقامة أو العمل أو الدراسة فاق عدد من غادروها بنحو 200 ألف شخص وهو ما يزيد بنحو 35 ألفا عن العام الاسبق في حين تراجع عدد البريطانيين الذين سافروا للخارج الى أدنى مستوى في عشر سنوات.

وتعهد وزراء بخفض صافي عدد المهاجرين -وهو الفرق بين اولئك الذين يدخلون البلاد والذين يغادرونها- من مئات الالوف في ظل حكومة حزب العمال السابقة الى "عشرات الالوف" بحلول عام 2015 . حسب رويترز

وتقول الحكومة انها لا يمكنها استيعاب ما يعادل مثلي عدد سكان مدينة برمنجهام الذي يضاف الى تعداد السكان كل عقد.

وقال وزير الهجرة داميان جرين ان الاحصائيات تعزز حاجة البلاد الى اتخاذ اجراء قوي لخفض العدد الى مستويات يمكن استيعابها.

كما أظهرت أرقام مكتب الاحصائيات الوطني ان عدد المهاجرين القادمين للدراسة -وهو عدد كبير يريد وزراء خفضه- قفز بواقع 36 الفا الى رقم قياسي بلغ 211 الفا في عام 2009 مقارنة مع العام الاسبق.

وتقول الحكومة ان تأشيرات الدراسة كانت عرضة لمستوى كبير من اساءة الاستخدام في السابق. وتعهدت باغلاق الكليات الزائفة التي تعلم ان المتقدمين ليس لديهم النية للدراسة وانما يسعون الى العمل بطريقة غير مشروعة.

وقال مكتب الاحصائيات الوطني ان عدد المهاجرين القادمين من الخارج بتأشيرات دخول تتعلق بالعمل تراجع بواقع 27 ألفا الى 193 ألفا في عام 2009 مقارنة مع عام 2008 .

استيعاب المهاجرين

ومن اجل استيعاب المهاجرين دعا وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو فيينا الى مناقضة قضية استيعاب المهاجرين الاتراك مع انقرة بقلب مفتوح بعد الجدل الذي اثارته تصريحات السفير التركي في النمسا، كما ذكرت وكالة انباء الاناضول.

وقال داود اوغلو انه اجرى محادثة هاتفية مع نظيره النمساوي مايكل سبيندليغير مشيرا الى ان بعض تصريحات السفير قدري اجود تزكان اثارت نوعا من الحساسية من وجهة نظر النمسا والاعراف الدبلوماسية.

الا ان الوزير، الذي كان يتحدث امام الصحافة التركية في ستراسبورغ (شمال شرق فرنسا) بمناسبة تولي تركيا الرئاسة الدورية لمجلس اوروبا، شدد على ضرورة اجراء حوار بشان قضية استيعاب المهاجرين. بحسب فرانس برس.

وقال الوزير، كما نقلت عنه الاناضول، ان النقاش بشان الاستيعاب ليس جديدا  هذا النوع من الجدل سيستمر. ومن المهم الحفاظ على مساحة مشاركة بقلب مفتوح بشان مستقبل القارة الاوروبية والعلاقات بين المجتمعات.

واوضح وزير الخارجية انه سيكون هناك قريبا محادثة قريبة مع سبيندليغير "لنناقش بقلب مفتوح" هذه المسألة مؤكدا انه لم يتلق اي طلب باستدعاء السفير.

من جهته اكد السفير انه لم يقصد جرح مشاعر النمساويين وقال تزكان لشبكة ان.تي.في الاخبارية "لم يكن هدفي جرح اي شخص كان. كنت اريد فتح نقاش صحي".

وكان السفير استخدم عبارات غير دبلوماسية في حديث لصحيفة دي بريس النمساوية آخذا على الحكومة النمساوية عدم تشجيع استيعاب الاتراك وعلى النمساويين عامة عدم الاهتمام بالثقافات الاخرى.

واثار هذا الحديث جدلا حادا في النمسا حيث ابدى المستشار فيرنر فايمان "استنكاره" لهذه التصريحات "غير المقبولة وغير المهنية" وفقا لبيان اصدرته المستشارية. ويبلغ عدد افراد الجالية التركية في النمسا نحو 112150 شخصا.

ترحيل مجرمين

وفي ظل القانون يدلي السويسريون الاحد باصواتهم في استفتاءين مثيرين للجدل، الاول حول تشديد سياسة ترحيل المجرمين الاجانب بمبادرة من اليمين الشعبوي، والثاني حول زيادة الضرائب على الاثرياء بمبادرة من الحزب الاشتراكي.

وبعد سنة على الاستفتاء الذي اقر حظر بناء المآذن على الاراضي السويسرية، يثير المشروع الذي طرحه اتحاد الوسط الديموقراطي السويسري (يمين متطرف) المعادي للاجانب تجاذبا شديدا في هذا البلد.

ويدعو النص الى المضي ابعد من القانون الحالي الذي ينص على حالات معينة يمكن فيها ترحيل الاجانب، فيقترح توسيع هذه الحالات وسحب حق الاقامة تلقائيا من الاجانب الذين يرتكبون فئة كبيرة من الجرائم منها "الاغتصاب وجرائم جنسية خطيرة واعمال عنف مثل اللصوصية .. وتهريب المخدرات" وكذلك الغش في المساعدات الاجتماعية. بحسب فرانس برس.

ونددت الحكومة ومعظم الاحزاب بهذا المشروع معتبرة انه مخالف للدستور وللقانون الدولي على اعتبار ان اجراءات الطرد التلقائية غير متكافئة مع حجم مختلف الجرائم المدرجة.

وفي محاولة لتدارك قيام فضيحة جديدة، اطلقت برن مشروعا مضادا ياخذ بدرجة خطورة الجرائم وسيطرح على السويسريين بشكل متزامن للتصويت عليه.

غير ان طرح الحزب اليميني المتطرف لقي اصداء ايجابية بين العديد من الناخبين في هذا البلد الذي يشكل الاجانب 21,77% من سكانه.

وتوقع اخر استطلاع للراي اجراه معهد جي اف اس.برن الاسبوع الماضي فوز النص ب54% من الاصوات مقابل رفض 43% من الناخبين له، ما يهدد بتسديد "ضربة قوية جديدة لصورة سويسرا" على الساحة الدولية براي الحزب الاشتراكي.

وهذا الحزب هو الذي قدم المبادرة الثانية المطروحة في استفتاء الاحد ايضا وتهدف الى الحد من المنافسة الضريبية بين بعض الكانتونات لاجتذاب كبرى ثروات البلد.

ويطالب الحزب الاشتراكي بتحديد حد ادنى قدره 22% للضرائب على العائدات الصافية التي تتجاوز 250 الف فرنك سويسري (187 الف يورو) للفرد الواحد، وبفرض نسبة 0,5% اضافية على الثروات الكبرى ما فوق مليوني فرنك.

واشار الحزب الاشتراكي الى انه في حال اقرار هذه الاجراءات الضريبية الجديدة، فهي لن تعني سوى عدد ضئيل من السويسريين يقارب عشرة الاف من "الاثرياء جدا جدا" يعيشون في 15 كانتونا.

وحملت برن والاحزاب اليمينية والاوساط الاقتصادية على هذه المبادرة لاعتبارها تقلل من قدرة سويسرا على اجتذاب الاعمال والثروات وتسيء الى سيادة الكانتونات. غير ان فرص اقرار النص ضئيلة جدا باعتراف الاشتراكيين انفسهم.

مطالبة بالحقوق

وفي ظل المطالبة بالحقوق يعيش خمسة مهاجرين من مصر والمغرب والسنغال وباكستان منذ 12 يوما معلقين في رافعة في موقع بناء في مدينة بريشيا الصناعية شمال ايطاليا ياكلون وينامون عليها وذلك للمطالبة بالاعتراف بحقوقهم.

وقال احدهم في فيديو بث على الموقع الالكتروني لاذاعة اوندا دورتو التي تدعمهم "لن ننزل قبل ان نحصل على رد ايجابي. نحن لا نخشى احدا".

وقد اضطر الالاف من المهاجرين الى ترك ايطالبا بسبب الازمة الاقتصادية وبعد اعتماد حكومة سيلفيو برلوسكوني اليمينية قوانين تزيد من صعوبة الحصول على تصريح اقامة ولا سيما عندما يفقدون اعمالهم.

وبريشيا التي تقع في اقليم لومبارديا الذي يعد اغنى اقاليم ايطاليا، المدينة الايطالية التي توجد فيها اكبر كثافة للمهاجرين حيث يمثلون 12,9% من السكان وفقا لاحصائيات حديثة لمنظمة كاريتاس الكاثوليكية. حسب فرانس برس

وفي الايام الاخيرة، تظاهر مئات الاشخاص لدعم حركة هؤلاء المهاجرين الخمسة في مدينة يتمتع فيها حزب رابطة الشمال الشعبوي الحليف الرئيسي لحكومة برلوسكوني بشعبية كبيرة. وقد القت الشرطة القبض على 30 شخصا اثر مواجهات.

وقال فيلتشي لوميتي من منظمة "ديريتي بير توتي (حقوق للجميع) هؤلاء الناس تعرضوا للخداع من الدولة التي غيرت التشريع، ومن مخدوميهم ايضا".

واضاف ان الرجال الخمسة طلبوا ان تشملهم حركة توفيق اوضاع قررتها الحكومة لكن طلبهم رفض لان هذه العملية لا تشمل سوى المساعدات المنزلية والخادمات او لانهم لا يملكون عملا ثابتا.

ويوجد نحو اربعة الاف مهاجر في هذا الوضع في بريشيا و300 الف في جميع انحاء ايطاليا وفقا للوميتي.

وقال ان البلدية تتبع سياسة "عنصرية" مع صدور مرسوم بلدي مؤخرا يحرم عائلات المهاجرين والزيجات المختلطة من تقديمات الولادة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 8/كانون الأول/2010 - 2/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م