النظام الحاكم فى مصر لا يؤتمن على مصالح البلاد وقد بلغ الفساد وفق
تصريح أحد رموزه إلى الركب (كناية عن تفشى الفساد) ولو أن هؤلاء يوعظون
لذكرناهم بحديث النبى (ص): (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟) فقيل: بلى يا
رسول الله فقال (الشرك بالله، وعقوق الوالدين) وكان متكئا فجلس فقال (ألا
وقول الزور، ألا وشهادة الزور) فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.
ولكنا نذكر الذين يساندون الفساد بدعوى مصالح محدودة فهؤلاء قد يرجى
منهم خير رغم كثرتهم إلا أنه الفقر والجهل والمرض.
(1)
تبجح المزورين ورموز الفساد السياسى
أجمع المنصفون – غير المنافقين- أن انتخابات مجلس الشعب المصرية
2010 قد شابها تزوير فاضح ورأى بعضهم أن على مصر أن تستورد خبراء
للتزوير فانظر إلى قول عبد الوهاب الفندى مثلا "أصبح قصارى ما نتمناه
من أنظمتنا ليس عدالة ونزاهة الانتخابات، أو الاستقامة في الحكم، فذلك
مطلب عزيز المنال. كل ما نرجوه أن يتقنوا المهمة التي نذروا أنفسهم لها
لعقود، ألا وهي تزوير الانتخابات بصورة ذكية وقدر معقول من الكفاءة حتى
لا نصبح ملطشة بين الأمم، وتصبح فضيحتنا بجلاجل حين يقال هؤلاء قوم لا
يحسنون حتى مجرد تزوير انتخابات بصورة مقبولة بعد أكثر من ستين سنة
تمرين! استرونا ستركم الله!" انتهى
المؤلم والذى يبعث على الغيظ أن ترى رموز هذا الحزب الفاسد وهم
يتبجحون (إن مجرد رؤية أحدهم كفيلة بصب اللعنات عليه وحزبه) بأنهم حزب
الأغلبية وبأن نتائج الانتخابات هى نتاج جهد وعمل ولم يعقل هؤلاء أن
التزوير مسجل بالصوت والصورة وأن بيننا وبينهم أحكام القضاء التى لا
نفاذ لها أو على أحسن تقدير بيننا وبينهم سيد قراره وتلك فضيحة أخرى
تضم لفضائحهم المدوية. أما يطلعون على تعليقات القراء فى الصحف
التفاعلية؟! أما يطلعون على مقالات الغرب وتقاريره حول الانتخابات؟!
أما يلتفتون لأحكام القضاء الإدارى ببطلان نتائج الانتخابات فى
الإسكندرية وسبع دوائر أخرى حتى الآن؟! (وفقا لموقع المصريون فقد صدر
حتى الآن 1300 حكما قضائيا منها 300 بشكل نهائى لم يقبل منها سوى 15
حكما فقط) كذبوا أنفسكم إن شئتم واخدعوا السذج فغدا تنتظركم مزبلة
التاريخ، وعلى المجتمع المدنى أن يستميت فى الدفاع عن حقوقه وفى حقه أن
يحيا حياة كريمة خالية من الفساد والتزوير والفقر والجهل والمرض...إننى
أشعر بالعار أن أمثال هؤلاء يعتلون مراكز سياسية حساسة.
(2)
تذكروا عصا سليمان
هؤلاء فشلة حتى فى التزوير رباه ماذا نفعل فى غبائهم ؟ّ هل نزور لهم؟!
هل تذكرون عصا النبى سليمان كيف تآكلت بفعل الحشرة دون أن يدرى أحد
شيئا ؟ هكذا هذا النظام السياسى سوف يتآكل من تلقاء نفسه حتى لا ينهض
المزورون الأغبياء ولا البلطجية العتاة ولا الشرطة الظالمة ولا
المنافقون الجبناء على مساعدته حيث سيصير عبئا على كل هؤلاء بعد حين
ذلك أنه لم يدرك أن الإصلاح أرخص من الفساد لكنه الغباء.
(3)
بشر المفسدين بخيبة سعيهم
أقول للذين ييأسون: إن يد الله تعمل وهى لا تفلت الظالمين... قد
يكون فى شعبنا منبطحون ومنافقون لكن كثيرا من أبناء شعبنا عجزة لا حيلة
لهم ومن هنا فإنهم يمكرون ويمكر الله ولن يمر التوريث وبيننا وبينكم
الأيام أنتم ترونها بعيدا ونحن نراها قريبا ذلك أن الله لا يصلح عمل
المفسدين الذين هبطوا بمصر إلى منحدر خطير: هبوط أخلاقي وحضاري وتاريخى
غير مسبوق (تستدعى ها هنا مقارنات بين صفر المونديال وتنظيم قطر لكأس
العالم وغير ذلك) قد يبدو هذا الكلام أقرب للوعظ (وهو مندوب فى مثل
حالتنا هذى) بيد أن المحبطين أولى الناس بالتذكير بالأمل ذلك أنه لن
يصنع مستقبلهم إلا هم، وهم فقط فما حك جلدك مثل ظفرك، وأسباب التغيير
متوافرة بيد أنها فى حاجة إلى ماهر خبير وأمور أخرى قد فصلها غير واحد
فى أكثر من ميدان. |