![](Images/189.jpg)
الكتاب: الأسس الفلسفية للعولمة
الكاتب: عصام عبد الله
الناشر: المجلة العربية
عدد الصفحات: 156 صفحة متوسطة القطع
عرض: جورج جحا
شبكة النبأ: ينطوي كتاب "الاسس
الفلسفية للعولمة" لعصام عبد الله على الكثير من المواد في هذا المجال
فهو معرض لمعظم الافكار التي يسهل ان نربطها بصورة او بأخرى بموضوع
العولمة او لا يسهل، وصولا الى مفاهيم غلبت على هذا المفهوم في الآونة
الاخيرة.
يلفت النظر ان كثيرا مما جاء في الكتاب يشكل اراء متعددة متنوعة
تتجاور او تترادف فكأنها ولعل هذا هو المقصود اصلا معرض لكل الافكار
ذات العلاقة الواضحة بهذا الموضوع او تلك التي يمكننا "ربطها" به وان
بصعوبة.
كتاب الدكتور عصام عبد الله ورد في 156 صفحة متوسطة القطع وصدر عن
المجلة العربية في نطاق "كتاب العربية" في مدينة الرياض السعودية.
اما لماذا لم يرد هنا تعريف بالمؤلف فلان الناشر لم يشر الى هذا
الامر لا من قريب ولا من بعيد فكأن كل الناس مع الاحترام الكامل للمؤلف
يعرفون من يكون الدكتور عصام عبد الله.
الكتاب صدر في الرياض والمؤلف كتب مقدمة له صدرت عن "مصر الجديدة"
في القاهرة. فلنفترض اذن ان المؤلف مصري مع الاخذ بعين الاعتبار
احتمالات الخطأ هنا.
الكتاب اذن معرض فكري وفلسفي قيم دون شك وقام المؤلف احيانا بالربط
والتحليل وجاء كثير من ذلك على مستوى فكري رغم شيء من الغموض احيانا في
الربط وفي مدلولات عدد من المصطلحات. بحسب رويترز.
ولعل القاء نظرة على قائمة المحتويات يلقي كثيرا من الضوء على ما
حفل به الكتاب وعلى الطروحات العديدة التي حملها في فصوله الخمسة.
عنوان الفصل الاول هو "علم وتاريخ الافكار" وتحته عناوين فرعية.
اما الفصل الثاني فحمل عنوان "العولمة واجتياز المنهجية" اما الفصل
الثالث فكان عنوانه "العولمة السياسية" وفيه عنوان فرعي هو "الدولة
والانتماء الوطني" وعنوان الفصل الرابع هو "العولمة الاقتصادية" وعنوان
الخامس هو "العولمة والهوية الثقافية والدين" وفيه عناوين فرعية اهمها
اثنان هما "التسامح والعولمة" و"يوتوبيا العولمة".
ولعل الافكار الكثيرة التي تحتشد في الكتاب تجعل من عملية الترابط
المفترضة بين الواحدة منها والاخرى وبينها عامة وبين الفكرة الاساسية
التي تسعى الى "خدمتها" امرا ليس دائم الوضوح.
نبدأ من المقدمة حيث يقول المؤلف "في العام 1993 اصدر الاتحاد
الاوروبي كتابا يحمل عنوان "نمو وتنافسية وعمل" يحدد قواعد اللعبة
الاقتصادية والاجتماعية في القرن الحادي والعشرين.
اما الكتاب الثاني للاتحاد وعنوانه "تعليم وتعلم" فقد صدر سنة 1995
ليشير الى بروز مجتمع - معرفي- جديد تقوم بنيته على رهانات كبرى هي..
العولمة والتكامل بين المعارف والمناهج العلمية والتسارع الكبير الذي
تشهده الفتوحات العلمية والتقنية."
بعد هذه المقدمة التي اصبح فحواها معروفا تماما ومكررا في الحديث عن
العولمة ينقلنا المؤلف الى ما قد يكون غايته الاساسية من طرح هذا
الموضوع فيقول "والملاحظة الاولى على هذين الكتابين تتعلق بالمعرفة
ذاتها خاصة ان ما ينتج اليوم من معارف يتجاوز بكثير ما يستطيع الفرد
استيعابه او ان تلم به مؤسسة واحدة وهي ظاهرة حديثة نسبيا في تاريخ
البشرية."
وتبدو ملاحظته على الكتابين كأنها لا تناقش افكارهما بل تتبناها
لكنها تعالج بعض نتائج او تفاصيل بالنسبة الى هذه الافكار.
وينتقل الى ما يبدو اقرب الى عملية تصحيح لهذا المسار فيقول " لذا
ففي العام 1994 تبنت نخبة من الفلاسفة والعلماء والادباء والفنانين في
العالم وفي مقدمتهم الشاعر العربي الكبير ادونيس ميثاقا جديدا بعنوان "العبر
مناهجية" يعتبر اليوم المكافئ الفكري والروحي لاعلان حقوق الانسان
والمواطن في عصر الثورة الفرنسية 1789".
وعلى ضبابية المعنى المقصود هنا والذي ربما وجد القارىء نفسه يتكهن
به تكهنا وهو يربط بين عدة اقوال وافكار يقول المؤلف ان الهدف من هذا
هو "اعطاء توجه مشترك للمعارف والعلوم والمناهج المختلفة وتمركزها حول
حاجات الانسان وتطلعاته عن طريق ابتكار وتطوير رؤية جديدة للواقع ستصبح
قاعدة للعمل الانساني في المستقبل من اجل استعادة التناغم المفقود بين
العقل الانساني وتكامل المعرفة ووحدتها.
"وهي محاولة لمواكبة الثقافة الانسانية الكوكبية الصاعدة في جميع
وجوهها من خلال ايجاد - معابر- بين مختلف مناهج المعرفة الانسانية
وصولا الى معرفة كلية تتعدى المناهج وتشملها جميعا وبذلك تسهم في فتح
افاق جديدة للوعي الانساني."
ومن هذا الكلام يبدو الامر حتى الان سعيا الى ايجاد سبل لتحسين وجه
العولمة -اذا صح التعبير- دون مناقشة ما طرح.
ونجد ان العولمة تتحول الى ما يشبه اللغز الذي يصعب حله فاذا
بالكتاب الذي تصورنا انه يهدف الى تبسيط فكرة العولمة او ايضاح افكارها
يتحول الى شرح للقارىء عن مدى صعوبتها.
يقول عبد الله "ولان موضوع (العولمة) من اكثر الموضوعات تعقيدا
وتشابكا وثراء في الوقت نفسه بحيث يصعب ان يحيط به باحث واحد او مجموعة
من الباحثين فضلا عن عدم المام علم واحد او منهج واحد بهذا الموضوع
الشائك والشائق اثرنا ان نبحث (الاسس الفلسفية) في ضوء علم تاريخ
الافكار ومناهجه لأنه يركز على العالم الباطني للافكار والمفاهيم التي
تحظى بالانتشار على نطاق واسع وكذلك الافكار التي تتجاوز الافراد من
خلال الجماعات الكبرى والحركات الكبرى للمجتمعات."
ويتحدث عن "خصائص تاريخ الافكار" و"دور الافكار في التاريخ" وعن
"البنائية وتاريخ الافكار" ولا يلبث ان ينقلنا الى موضوع " الدولة
والانتماء الوطني" وننتقل معه الى نماذج منها شرح فكرة " القومية"
ومفهوم "الوطنية" والى الدولة والانتماء الوطني وغير ذلك. ويبدو كثير
من هذه الافكار على عمقها وشرحه لها كأنها اقرب الى "المجانية" في عدم
ارتباطها بقوة بالموضوع الرئيسي فبدت كأنها تراكم من الافكار الرفيعة
ومعرض لها.
وفي الحديث عن "التسامح والعولمة" عرض أفكارا عميقة منها اراء
للفيلسوف الالماني ايمانويل كانت في التنوع والوحدة كما ينقل عن
الفيلسوف الفرد نورث وايتهيد اقوالا في هذا المجال. |