البيئة في المدن ومحاولات وقف التلوث

 

شبكة النبأ: لأن عالمنا مملوء بأنواع عديدة من التلوث منها الضجيج والدخان والغبار والمواد الكيميائية، بالإضافة الى فضلات الإنسان والقمامة التي يخلفها من خلال استخدامه للعديد من الحاجات التي تدخل في استخداماته اليومية.

لهذا تسعى العديد من الجهات التي تدعو الى المحافظة على البيئة الى الحذر من انتشار هذه الأسباب وزيادة تأثيرها على جو الكرة الأرضية والإنسان، لاسيما وإنها تؤدي الى إصابة الأخير بعدة أمراض خطيرة تؤدي الى الموت في أكثر حالاتها، كما يبحث الأطباء والباحثين من خلال دراساتهم على إيجاد طرق للحد من التلوث والحفاظ على سلامة الأجواء تفاديا منهم لأي أمراض مستقبلية فالوقاية خير من العلاج، كما رصدوا ان هناك العديد من الأشياء الموجودة في حياتنا تساعدنا على التنفس وطرد التلوث ولكن في الوقت الذي لا نعرف أهميتها ونفقد فائدتها مما يؤدي الى زيادة الوضع سوءا

النباتات تنظف الهواء

حيث قال باحثون ان النباتات خاصة بعض الأشجار التي تقع تحت ضغط تقضي بدرجة أفضل مما كان يعتقد على بعض الملوثات الكيميائية في الهواء.

وقال توماس كارل من المركز الوطني الأمريكي لأبحاث الغلاف الجوي وهو مركز أبحاث تموله الحكومة ويقع في بولدر بولاية كولورادو "النباتات تنظف الهواء الى حد اكبر مما كنا ندرك. انها تمتص بعض أنواع ملوثات الهواء."

وعرف العلماء منذ فترة طويلة ان النباتات تمتص ثاني اكسيد الكربون وهو غاز يتكون بشكل طبيعي في الغلاف الجوي ويمكنه حبس الحرارة تحته ولكنهم لم يعرفوا أن بعض النباتات تتفوق في مسألة امتصاص فئة من المواد الكيميائية تعرف باسم المواد العضوية المتطايرة المشبعة بالأكسجين او (في.اوه.سي.)

وتتكون هذه المركبات التي قد يكون لها تأثير صحي وبيئي طويل الأجل في الغلاف الجوي من الهيدروكربونات وغيرها من المواد الكيميائية الناتجة عن مصادر طبيعية ونشاط الإنسان ومنها النباتات والسيارات ومواد البناء. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وجاء في الجمعية الأمريكية للرئة أنه لأن مركبات في.اوه.سي يمكنها الاتحاد مع اكسيد النيتروجين وتكوين الأوزون فإنها قد تساهم في إحداث التهابات بالرئة وأزمات في التنفس. وتمكن كارل المشرف على الدراسة التي نشرت في دورية العلوم (ساينس Science) وبمعاونة زملائه من تحديد ان النباتات النفضية وهي التي تسقط أوراقها بشكل موسمي تمتص مركبات (في.اوه.سي) بدرجة أسرع بأربعة أضعاف مما كان يعتقد في السابق.

وقال الباحثون ان النباتات تتميز في القيام بذلك في الغابات الكثيفة حيث لوحظ استيعاب 97 في المئة من مركب في.اوه.سي. وفي متابعتهم لأشجار الحور على وجه الخصوص لاحظ الباحثون انه عندما تكون تحت ضغط بسبب قطع ما فيها او التعرض لمهيج مثل التلوث بالأوزون فإنها تزيد على نحو حاد من امتصاصها للمركب.

بالون يساعد على التنفس

وعندما يتعلق الأمر بالتلوث، فالعاصمة الفرنسية، باريس، لا تختلف كثيراً عن أي مدينة أوروبية أخرى، غير أنها تتميز ببالون "هواء باريس" الضخم الذي يحلق عالياً في المدينة ليطلع الباريسيين عن مدى جودة الهواء يومياً.

ويتحول بالون الهيلوين الضخم، ويبلغ عرضه 22 متراً وعلى ارتفاع 32 متراً، إلى اللون الأخضر في إشارة إلى جودة الهواء، وإلى الأحمر عند ترديه، والبرتقالي عندما تتأرجح النوعية بين الاثنين، وخلال النهار، عادة ما تعكس لافتات وشاشات تلفزيونية مسطحة ذات الألوان.

 ويتم قياس جودة الهواء باستخدام بيانات من عشرات أجهزة الاستشعار لرصد مستويات ثاني أكسيد النتروجين والأوزون والجسيمات في أنحاء المدينة. ويذكر أن البالون صمم في الأصل كنقطة جذب سياحي تتيح رؤية عاصمة النور من ارتفاع عال، إلا أن الشركة المشغلة، أيروفيل، قررت تحويله إلى مؤشر لجودة الهواء.

وقال ماثوي غوبي، مدير الشركة المشغلة: إن البالون نموذج مثالي صديق للبيئة: "وهو مؤشر احترام للطبيعة والجو، نحن لا نحرق أي وقود نطيره بقوى الطبيعة، فهو الأمل لمخاطبة مخاوف التلوث." بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

ومن جانبها قالت كارين ليغر من "أيرباريف"، الوكالة الحكومة المسئولة عن نوعية الهواء في فرنسا، إن كافة مدن أوروبا تواجه تحديات كبرى متمثلة في الالتزام بلوائح تنظيم نوعية الهواء. ونوهت: "في باريس بلغنا المعدل المسموح به.. وهذا في الحقيقة تحد كبير."

ولفت دينيس بوبين، نائب عمدة العاصمة إلى أن تلوث الهواء في المدينة يؤثر على أعمار الباريسيين بما قد يصل إلى أقل من تسعة أشهر أقل مقارنة بمن يعيشون في مناطق الريف. وأضاف قائلاً للشبكة: "يحذر العلماء من أن ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص يتوفون سنوياً في باريس جراء التلوث."

وتخطو المدينة بخطوات واسعة نحو تحسين نوعية الهواء وببناء وسائل مواصلات عامة صديقة للبيئة كالترام وتخصيص مسارات خاصة للدراجات، والعمل على خفض عدد السيارات في الشوارع بواقع الربع. ويذكر أن الكثير من طلاب المدارس في باريس يتنقلون عبر البالون، وفق جيرومي جياكوموني، رئيس "أيروفيل."

فقدان دائم للسمع

بينما تهدد مصادر الضوضاء المختلفة ومنها حركة المرور التي لا تنقطع على مدار الساعة في المدن الأمريكية المكتظة وكذلك المفرقعات التي تطلق خلال الاحتفالات وبخاصة في الصيف بفقدان السمع بشكل دائم.

وقال دافيد كوفين مدير عيادة السمع في جامعة ولاية إنديانا الامريكية إن الضوضاء المؤذية للسمع قد تكون على شكل مفرقعات أو ضجيج محركات سيارات ومركبات في الطرق العامة أو أصوات آلات قطع الأعشاب في الحدائق وحتى أصوات الموسيقى الصاخبة التي تصدح في الشوارع خلال الاحتفال بمناسبة معينة.

وأضاف كوفين إن قوة هذه الأصوات تتراوح ما بين 90 و 140 ديسيبل /وحدة قياس الأصوات ومعدلات الضوضاء/ وهذا قد يسبب الصمم. وقال كوفين إننا نعيش في مجتمع تزداد فيه الضوضاء كل يوم. بحسب وكالة الأنباء القطرية.

وذكرت دراسة صدرت مؤخراً عن المركز الوطني للإحصاءات الصحية الأمريكية إن حوالي 15% من الأميركيين دون التاسعة عشرة من العمر يعانون من الصمم بشكل من الأشكال. ونصح كوفين أخيراً الذين يجدون أنفسهم في أجواء ضجيج وصخب وضع سدادات في آذانهم للوقاية من الصمم أو ما وصفه بالتلوث السمعي خلال فصل الصيف.

خضروات

وفي أكبر مدن الولايات المتحدة ، اصبحت زراعة الطماطم والاعشاب الطبية والعطرية والجزر وغيرها من النباتات اللازمة للاستهلاك الشخصي أمرا شائعا. وفي الوقت الذي تزايدت فيه زراعة الخضروات في مدينة نيويورك. الا ان هناك مكانا وحيدا يمكن لمعظم الثمانية ملايين شخص من سكان المدينة أن يستخدموه كحدائق لهم وهو سطح المنزل. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وتبلغ مساحة أكبر سطح في المدينة 3700 متر مربع ويقع في بروكلين. حيث يتم استخدام رافعة لنقل التربة إلى الحديقة الهائلة فوق سطح الطابق السادس. ويعمل بالحديقة عمال يتولون نزع الأعشاب الضارة في الوقت الذي يتمتعون برؤية منظر السماء في مانهاتن. ويباع إنتاج هذه المزرعة لمطاعم المدينة.

دراجات

فيما تطمح كوبنهاغن لأن تصبح أكثر العواصم مراعاة للدراجات الهوائية بدأت تشق طرقات مخصصة لوسيلة النقل هذه بغية حث المزيد من السائقين على ترك سياراتهم في المرأب وركوب دراجاتهم الهوائية.

افتتان الدنماركيين بالدراجة الهوائية كبير لدرجة أن بعض المسارات المخصصة للدراجات لم تعد تتسع للعدد الكبير من راكبي وسيلة النقل هذه. فكل يوم، يتزاحم 36 الف دراج في نوريبروغاد، أحد الشوارع الرئيسية في المدينة التي تشهد زحمة دراجات خانقة في ساعات الذروة.

تتذمر ليا بريسيل، وهي طالبة تبلغ من العمر 22 عاما قائلة "نتدافع للتقدم وبعض الدراجين ليسوا ودودين". هذا ما دفع البلدية الى إطلاق مشروعها الذي يقضي بشق مسار للدراجات بعرض أربعة امتار وشارع مخصص بشكل شبه حصري لحافلات المدينة.

والهدف هو جعل نوريبروغاد "اكبر شارع للدراجات في اوروبا"، حسبما اعلن اندرياس روهل من البلدية. ويرى الناطق باسم اتحاد الدراجين الدنماركي فريتس بريدال ان "فكرة انشاء +طرقات سريعة يمكن التنقل عليها بالدراجات+ اتت في الوقت المناسب لأن مسارات الدراجات في العاصمة مكتظة بعدد متزايد من الناس الذين يريدون ركوب دراجاتهم في كل الظروف".

وفي حين ان "السيارة كانت رمز الحرية (خلال ستينات القرن الماضي)، فإن الدراجة الهوائية اكتسبت اليوم الرمز نفسه، وأصبحت وسيلة نقل تستعملها كل الطبقات، بما في ذلك السياسيون" كما يقول في اشارة الى رئيس الوزراء لارس لوك راسموسين الذي ذهب الى باريس على دراجته الهوائية في العام 2009.

في الواقع، "هذه فكرة سديدة جدا ستصعب حياة سائقي السيارات وتسهل حياة الدراجين، ما قد يدفع سكان الضواحي الذين لا يزالون +مولعين+ بالسيارات الى ركوب دراجاتهم للذهاب الى كوبنهاغن" كما تقول ليا بريسيل.

أساس الفكرة

وتنوي البلدية أيضا ربط وسط المدينة بالضواحي من خلال طرقات مخصصة للدراجات، في إطار سياستها لتشجيع ركوب الدراجات التي خصصت حتى الآن 250 مليون كرونة (33,6 مليون يورو) للبنى التحتية الضرورية للدراجات بين العامين 2006 و2010، و75 مليون كرونة إضافية للعام 2011.

وتضم العاصمة الدنماركية مسارات للدراجات بطول 390 كيلومترا وعددا من الدراجات (560 الفا) يفوق عدد السكان (519 الفا). 37% من كوبنهاغن الكبرى يركبون دراجاتهم للذهاب الى عملهم او مدارسهم، وهذه النسبة تبلغ 55% لسكان المدينة. ويؤكد روهل "لكننا نريد القيام بأكثر من ذلك، ونريد أن تفوق نسبة راكبي الدراجات من الضواحي 50% في العام 2015".

من هنا انطلقت فكرة انشاء طرقات سريعة واسعة تنتشر فيها محطات الخدمة لنفخ العجلات وإصلاح سلاسل الدراجات أو شرب الماء، ومجهزة بإشارات مرور تعطي الأولوية للدراجين من اجل نقل سكان الضواحي الى كوبنهاغن "بسرعة وبكل أمان"، كما يشرح. بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

أول طريقين تجريبيين سيفتتحان في أواخر العام 2011 ضمن شعاع 15 كيلومترا حول كوبنهاغن، كما أن طريقا ثالثا ضمن شعاع 20 كيلومترا سيوضع في الخدمة العام 2012. لكن من المهم أن تحذو بقية البلاد (حيث توجد أربعة ملايين دراجة ل 5,5 ملايين شخص) "حذو كوبنهاغن"، كما يقول بريدال مشيرا الى ان اتحاد الدراجين اطلق حملات ل"تشجيع الدنماركيين على ركوب دراجاتهم للذهاب الى العمل، اينما كان مقره".

وتمهد المدن الكبرى مثل آرهوس وأودنسه وآلبورغ ايضا "طرقات سريعة للدراجات". ووفقا لماريا هيليدي سترولي المشرفة على المشروع فإن "هذه المبادرة مفيدة للبيئة والصحة ومن شأنها التخفيف من ازدحام السيارات وهي تتيح للناس التنفس بشكل أفضل في المدن".

أزمة القمامة

ممن جانبها تقول انا لانجيلا وهي تحمل ابنها الذي يبلغ عمره عاما ونصف العام ان طبيب الأسرة أعطاها هذه الوصفة البسيطة.. انتقلي للعيش في مكان آخر.

وتقول لانجيلا ان طفلها يتقيأ كثيرا وتنحي باللائمة في هذا على الرائحة الكريهة والنفايات السامة التي تتراكم في مستودع للقمامة قرب منزلها في ترزينيو على مشارف نابولي حيث تملا أكوام القمامة الشوارع.

وقالت "يجب أن نبقي الاطفال في الداخل مع إغلاق الأبواب والنوافذ لكن حتى هذا لا يكفي." وأضافت "هذا شيء بشع. الدولة تخلت عنا." وافتتح المستودع العام الماضي كحل مؤقت لمشكلة القمامة في ثالث اكبر مدينة ايطالية حيث حولت الجريمة المنظمة وانعدام الكفاءة والانتهازية السياسية التخلص من النفايات الى حالة طوارئ مزمنة. وهو ممتليء بالفعل وقد أثارت خطط لافتتاح مستودع جديد احتجاجات.

وبعد أيام من الاشتباكات بين الشرطة والسكان وعناوين الصحف التي هيمنت عليها صور القمامة وعد رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني بإنفاق 14 مليون يورو لتحسين مستودع ترزينيو وقال ان الموقع لا يهدد الصحة العامة.

ويشعر سكان البلدة الواقعة على مشارف متنزه عام أسفل بركان جبل فيزوف المطل على خليج نابولي بالقلق والتشكك. وقالت انا دي فينسنزو وهي مدرسة "الرائحة تزعجنا لكن هذا أقل ضرر. الشيء الأهم هو أننا نحتضر هنا فهناك سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية والورم النخاعي وهي أبشع الأمراض."

ويقول خبراء طبيون انه قد يكون من الصعب تقييم حجم مسؤولية التلوث عن الامراض التي تسببها ايضا عوامل وراثية واجتماعية اقتصادية وأخرى متصلة بنمط الحياة. وهناك أدلة على أن أجزاء من نابولي ومناطقها النائية تلوثت بشكل مطرد نتيجة عقود من التخلص من النفايات وحرقها بطريقة غير مشروعة.

التخلص من النفايات

ووصفت دورية (لانست اونكولوجي) Lancet Oncology الطبية في عام 2004 منطقة كامبانيا وعاصمتها نابولي بأنها "مثلث الموت" بسبب الهواء والتربة والمياه الملوثة بمستويات عالية من السموم المسببة للسرطان والتي يعتقد أنها نجمت عن النفايات. وفي عام 2007 وجد بحث أجراه المركز الوطني للأبحاث بايطاليا أن معدل الوفيات بين من يعيشون بالقرب من مواقع التخلص من النفايات التي لا تخضع لقواعد تنظيمية أعلى بما بين تسعة و12 في المئة من المعدل الإحصائي.

وأظهرت الدراسة أن سرطان الكبد أكثر شيوعا في المناطق الأعلى خطورة غير أنها أشارت الى أن اكثر من نصف الأماكن التي تمت دراستها في المنطقة لم تظهر مشاكل صحية غير طبيعية. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وحال الافتقار للكفاءة السياسية والفساد ونفوذ مافيا نابولي دون إنشاء نظام حديث وامن للتخلص من النفايات. ويمثل جمع النفايات لإعادة تدويرها في نابولي 15 في المائة فقط من الإجمالي وهو واحد من أقل المعدلات في ايطاليا. ويشعر الناس باليأس من الساسة ولا يثقون في البرامج الحكومية التي تهدف الى إنهاء الأزمة.

وعلى غرار كثيرين في المنطقة يقول سكان ترزينيو ان مستودع النفايات بمنطقتهم لا يدار بالشكل الملائم وإنها أصبحت مكانا للتخلص من نفايات تنطوي على مخاطر وبعضها من أجزاء أخرى من ايطاليا. وقال ميشيل اموروزو (41 عاما) وهو محام "نرى شاحنات القمامة تأتي في الليل وتلقي كل شيء في المستودع. نفايات سامة ونفايات مستشفيات."

ومن العناصر الرئيسية في المشكلة أيضا دور المافيا التي تجني مبالغ طائلة من التخلص غير المشروع من النفايات الصناعية وحرقها. وقال باسكوالي رايا من جماعة ليجامبينتي المعنية بالدفاع عن البيئة "المافيا لاعب أساسي في دورة النفايات الصناعية خاصة في نقل النفايات السامة من شمال ايطاليا."

أكبر منتجي النفايات

أظهرت إحصاءات حكومية أن مجتمع هونج كونج خلف نحو طن من النفايات للفرد الواحد العام الماضي، ما جعله أحد أكبر منتجي النفايات بالنسبة لنصيب الفرد في العالم.

ونقل تقرير لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" عن الإحصاءات أن المدينة البالغ تعداد سكانها 7 ملايين نسمة خلفت 45ر6 مليون طن من النفايات عام 2009 ، أو 921 كيلوجراما للفرد.

وتجاوزت هونج كونج بذلك إحصاءات خاصة بـ 30 دولة أخرى أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 2009، حيث سجل سكان النرويج أعلى نصيب للفرد من إنتاج النفايات والذي بلغ 830 كيلوجراما سنويا. وذكرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن نصيب الفرد من إنتاج النفايات في الولايات المتحدة بلغ 760 كيلوجراما سنويا، وفي اليابان كان 410 كيلوجرامات، وفي كوريا الجنوبية 380 كـيلوجراما . بحسب وكالة الانباء الألمانية.

وذكرت الصحيفة أن نحو نصف النفايات في هونج كونج عام 2009 كان مصيره الدفن في المناطق المخصصة لذلك بينما أجريت عمليات إعادة التدوير وغيرها على باقي النفايات . وتعاني هونج كونج من سجل سيئ فيما يتعلق بانبعاثات الكربون، وتعتزم السلطات فرض رسوم نظير جمع القمامة العام المقبل - بالإضافة إلى إنشاء محارق للقمامة وفتح مناطق جديدة لدفن النفايات .

مباني صديقة للبيئة

كما تعمل مجموعة من المهندسين الفلسطينيين الشبان على تصميم مبان صديقة للبيئة في اطار مشاريع لتطوير البنية التحتية تمولها وكالة التنمية الامريكية وتنفذها مؤسسة الإسكان الدولية في الأراضي الفلسطينية.

وانتهى المهندسون من إنشاء مبنى (جمعية رعاية الطفل الفلسطيني..سفير) في مخيم عسكر القريب من مدينة نابلس على مساحة 600 متر مربع ويستخدم كمركز متعدد الأنشطة للأطفال.

وصمم المركز بطريقة هندسية تم فيها الاستفادة من طاقة الشمس والرياح والخشب المعاد تصنيعه إضافة الى إعادة استخدام مياه المطبخ والغسيل لري المزروعات المحيطة به فضلا عن الاستفادة من مياه الأمطار.

وقال المهندس ياسر دويكات احد المشاركين في تصميم المبنى خلال جولة لمجموعة من الصحفيين فيه "يقدم هذا المبنى نموذجا للحفاظ على البيئة من مختلف النواحي سواء من حيث تقليل استخدام الطاقة من خلال طرق عمل النوافذ والجدران والمظلات الخارجية المصنوعة من الخشب إضافة الى عمل محطة تكرير محلية للمياه الرمادية (مياه المطبخ والغسيل) للاستفادة منها في ري المزروعات."

وأضاف "كما تلاحظون انه باستعمال أدوات بسيطة يمكن ان نوفر نسبة كبيرة من الطاقة قد تصل الى 60 في المئة ... المهم وجود تخطيط يكون تنفيذه ممكنا بما هو متوفر." وأوضح دويكات ان تكاليف إنشاء مبان صديقة للبيئة قد تزيد بنسبة 20 في المائة عن المباني العادية الا انه على مدار عشر سنوات يمكن توفير هذه التكاليف الزائدة من خلال تقليل استخدام الطاقة.

وقال "المبنى (جمعية رعاية الطفل) صمم لتقليل دخول الشمس إليه قدر الإمكان في الصيف وزيادتها الى أقصى حد في الشتاء من خلال النوافذ التي تستخدم فيها ألواح خشبية تسمح بدخول كميات محدودة من أشعة الشمس صيفا وقصوى شتاء معتمدين بذلك على حركة الشمس." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ويخدم المبنى ما يزيد على 12 ألف طفل من أبناء المخيم يتعلمون فيه مهارات مختلفة كما يضم ساحة للعب. ويفتخر المهندسون القائمون على مشروع إنشاء مبان صديقة للبيئة بانجاز مبنى آخر لجمعية خيرية في قرية مركة - جنوبي مدينة جنين - والتي يبلغ عدد سكانها نحو ألفي نسمة.

وقال المهندس يزيد حشايكة احد المشاركين في تصميم المبنى ان هذه التصميمات "تتيح الاستفادة من الطاقة الشمسية المتجددة الى أبعد حد من خلال النوافذ او السطح الذي صمم جزء منه من الزجاج."

وأضاف "الهدف من هذه المشاريع الخضراء محاولة نشر ثقافة الحفاظ على البيئة من خلال المجتمع المحلي. الأمور سهلة التطبيق ونحن منطقة تشرق فيها الشمس 12 ساعة يوميا مما يجعل الطاقة الشمسية المتجددة إحدى مصادر الطاقة المهمة لدينا."

وأوضحت كاري دينير نائبة مدير البرامج في مؤسسة الإسكان الدولية في الأراضي الفلسطينية ان المؤسسة وقعت اتفاقية جديدة مع وكالة التنمية الأمريكية لتنفيذ مشاريع في مجال تنمية البنية التحتية في الأراضي الفلسطينية خلال السنوات الخمسة القادمة بقية مئة مليون دولار.

وأضافت "نتطلع الى تنفيذ مشاريع بناء مدارس ومراكز صحية ونواد تكون مطابقة للمواصفات العالمية للمباني الصديقة للبيئة إضافة الى تدريب مهندسين جدد في مجال التخطيط لمثل هذه المباني وكذلك عمل ندوات وورش عمل مع المجالس البلدية والمحلية لتعزيز مفهوم الحفاظ على البيئة."

وأضافت "نحن على وشك الانتهاء من مشروع لإقامة مشاريع بنية تحتية كان الهدف منها أيضا تشغيل الأيدي العاملة للحد من البطالة استمر على مدار السنوات الثلاث الماضية بقيمة 34 مليون دولار وبتمويل من وكالة التنمية الأمريكية."

وتتطلع كاري الى أن تنجح مؤسسة الإسكان الدولية بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والمجالس المحلية في وضع أنظمة ومعايير للمباني الخضراء يتم الالتزام بها في المرحلة القادمة وربما يكون ذلك من خلال حوافز تقدمها الحكومة لإنشاء مثل هذه المباني سواء كانت عامة أو خاصة.

شراء البول

في حين تعرض مدينة دوربان في جنوب أفريقيا على سكانها دفع المال في مقابل الحصول على بولهم في محاولة لتشجيع الناس على استخدام مراحيض لا تحتاج الى مياه صرف.

ويؤكد نيل ماك ليود، رئيس مصلحة المياه في المدينة الساحلية الواقعة على ضفة المحيط الهندي (شرق البلاد) "ان كان بإمكاننا ان نجعل من المراحيض التي لا تحتاج الى مياه صرف مصدر دخل، سيرغب الناس في استعمالها".

حفاظا على النظافة ولأسباب اقتصادية، زودت دوربان الأحياء الفقيرة بنحو 90 الف من هذه المراحيض التي لا تستعمل فيها قطرة مياه واحدة. لكن الناس يتذمرون. في قطاع ايناندا، المشهد مؤسف: ابواب وسطوح مقتلعة، والحجرات تستعمل كملحقات للمنازل او تجرد من كل محتوياتها.

ويشرح لاكي سيبيا من مصلحة المياه في دوربان "الناس يقارنون هذه المراحيض بتلك المزودة بدورة مياه ولديهم انطباع بأننا زودناهم بنظام اقل جودة". حالما تتوافر لديهم الإمكانات، يتخلون عن المراحيض التي لا تحتاج الى مياه وحيث يجب رمي التراب بعد كل استعمال، والحرص على فصل البول عن البراز وإفراغ المراحيض بشكل منتظم.

هذا النظام الذي ابتكر في اليمن قبل قرون "فعال جدا في المناطق الريفية لأن السماد الذي يتم إنتاجه من البول والبراز يستعمل محليا" كما يقول بيار ايف اوجي، المستشار في شؤون المياه والنظافة والمقيم في جنوب أفريقيا.

ويشير "لكن في المناطق المدينية، ثمة فاصل بين منتج (البراز) ومستخدم المنتوجات التي يعاد تدويرها، ومن الصعب تخطي العوامل النفسية". بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

لهذا السبب، لم تعمد سوى قلة من المدن الى انشاء مراحيض لا تحتاج الى مياه صرف على نطاق واسع. وقد اتخذت دوربان هذا الخيار في العام 2002، عندما اظهر تفشي وباء الكوليرا ان المدينة تفتقر الى شروط النظافة، كونها تضم ما بين 1,3 و4 ملايين شخص لا يستعملون اي نوع من المراحيض.

يقول تيدي غوندين، المسؤول عن المشروع "في جنوب أفريقيا، المياه نادرة. لا يمكننا ان نسمح لأنفسنا برمي هذا المورد الثمين في المجارير". بغية إقناع السكان، تنوي المدينة وضع حاويات تتسع لعشرين لترا من اجل الحصول لقاء بدل مالي على البول الغني بالأزوت والفوسفور والبوتاسيوم من اجل تحويله الى سماد.

لا يزال يتوجب تحديد تفاصيل المشروع بالشراكة مع المختبرات السويسرية "اياواغ" ومؤسسة بيل ومليندا غيتس. لكن تم الاتفاق على المبدأ الأساسي. كل عائلة "منتجة" تحصل على 30 راند (3 يورو) اسبوعيا، وهو مبلغ لا يستهان به في بلد حيث يعيش 43% من الشعب بأقل من دولارين يوميا. المرحلة الثانية تقضي بتحويل البراز أيضا الذي ينتهي به المطاف اليوم في الطبيعة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 28/تشرين الثاني/2010 - 21/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م