العقد النفسية البرلمانية

حسن الأنصاري

أحد أعراض العقد النفسية التفاعل السلبي الشديد تجاه المواقف الايجابية، ويعتقد أن هذه الحالة تأتي نتيجة لمعاناة وجود نقص في الانسان المعقد، ومشكلته أنه لا يستفيد من تجارب الحياة ولا يقبل النصيحة من الآخرين! وقد تتولد حالات غيرة بين بعض أعضاء المجلس، ولكن يبدو أن المعاناة من النقص هي الحالة الحقيقية للعقد النفسية لديهم..

 وإلا بماذا نفسر «بلاوي» زنجرة أحد الأعضاء ضد المواقف الايجابية لمعالي وزير البلدية ووزير الاشغال العامة د. المهندس فاضل صفر ومحاربته للفساد سواء كان من التجاوزات في البناء او الأطعمة الفاسدة ومبادرته بتجميد بعض الموظفين المفسدين.

 حيث أشاد الجميع بتلك المواقف وشهد لها المسؤولون في الدولة ورجال الاعلام وغالبية أعضاء المجلس والمواطنون، اذ يعود الفضل اليه في الكشف عن اللحوم الفاسدة!.

 لذا بماذا نفسر هيجان أحد الأعضاء وتكرار تقمصه دور البطولة الاصلاحية المزيفة والتنمية الفكرية السلبية، حيث يفرغ حالته التربوية العنيفة المزمنة والتي أثرت عليه منذ الصغر في المواقف الايجابية للأشراف من الناس الذين سجلوا نجاحات باهرة في التجارة ولهم دور حقيقي في تنمية الاقتصاد الوطني والعطاء المستمر في إصلاح وخدمة المجتمع والمجال الاعلامي النزيه الحر!

نموذجان من العقد النفسية البرلمانية وحالتان سلبيتان لا ترتقيان أبدا لدرجة حسن التصرف وهما للضرر والمنافع الشخصية أقرب، وإذا كان العلاج لا ينفع بهما حتى لو أودعا في أرقى مصح نفسي في «سويسرا» بل ولربما أفسدا مجمع كهنة الحكماء البوذيين في جبال «همالايا» لو أنهما عاشا بينهم لذا لا أعتقد أن قسمهما يجدي نفعا لعلاجهما حتى لو صار القسم «يامعة» وعلق في رقبتيهما! وعسر المزاج والقلق النفسي عند بعض أعضاء المجلس وعدم التفاعل مع المواقف الايجابية سواء من خلال التعاطي مع أعضاء الحكومة أو مع المواطنين..

سابقة لم يكن لها وجود في المجالس العريقة السابقة حين كان النائب يقف ليمتدح موقف الوزير الذي يحارب الفساد في وزارته وإن كان خصيمه أو يثني على مواقف المواطن المخلص في العطاء المتميز لخدمة المجتمع وإن كان ندا له! هكذا الرجال الذين يتمتعون بثقة النفس وقوة العزيمة والقدرة على مكافحة شهوات الذات ومن لا يجد في نفسه مثل هذه الصفات فهو في جناح العقد النفسية البرلمانية و«ما يشوف شر»!

www.aldaronline.com

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/تشرين الثاني/2010 - 20/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م