السينما... هدف نبيل ام متاجرة بقضايا الشعوب

 

شبكة النبأ: أثبتت لنا السينما انها اكبر من كادر عمل لتصوير احد الأفلام المتكون من مخرج وممثلين ومنتج هكذا الى اصغر عضو في الكادر، حيث ما قامت به السينما خاصة في الآونة الأخيرة من تطورات في التقنية وفي النصوص وحتى في التأثير الذي تزرعه في نفس المتلقي من خلال اللقطات والأداء التمثيلي الرائع والممتع، أدى هذا كله الى جعل السينما هي لغة العالم التي تجمعه بمختلف ثقافاته ولغاته وهذا ما يحصل عندما نسمع عن إصدار جزء جديد من إحدى أجزاء ذلك الفيلم العالمي الشهير او عندما يقوم الممثل ذاك بجولة في إحدى تلك المدن صاحب تلك الشخصية المحبوبة من قبل المهووسين بالسينما بل وصل الهوس الى السفر من دولة الى أخرى في سبيل حضور افتتاح احد الأفلام.

بالإضافة الى ان السينما أصبحت تقدم للمشاهدين تاريخ بلد كامل وما مر به من حقب صعبة، ومع العلم ان هذا المجال (التمثيل والإخراج والتصوير والاختصاصات السينمائية الأخرى) يعود على أصحابه بالوارد المادي الكبير إلا انه أصبح ظاهرة تدل على ثقافة ذلك البلد وأدبه.

حروب الخليج

حيث تهادت نجمة هوليوود سلمى حايك على السجادة الحمراء مرتدية فستانا أنيقا تداخل فيه اللونان الذهبي والأسود وأعلى كعب حذاء قد يكون على الإطلاق.

وقالت للصحفيين معلقة على دورها كعضو بلجنة التحكيم في مهرجان الدوحة السينمائي "يعجبني حقا وأتعامل معه بجدية شديدة." وأضافت "يبدو أنهم أقاموا موطنا عظيما للفنون والثقافة والسينما."

من كان يصدق أنها تتحدث عن قطر تلك الدولة الصحراوية البالغ عدد سكانها 1.7 مليون نسمة معظمهم من المغتربين والتي طالما اعتبرت منعزلة ثقافيا حتى بالمقارنة مع جيرانها من دول الخليج العربية.

وفي الأعوام الأخيرة تنافست دول الخليج - التي تملك المال الوفير بسبب احتياطيات النفط والغاز الهائلة والأعداد القليلة لسكانها - على أن تصنع لنفسها مكانة كعواصم ثقافية. وفي الدوحة متحف رائع للفن الإسلامي أما ابو ظبي فتقيم فرعا لمتحف جوجنهايم النيويوركي ومتحف اللوفر الباريسي.

لكن المهرجانات السينمائية باتت الحدث الثقافي المفضل منذ أقامت دبي مهرجانها عام 2004 الذي كان وجها دعائيا لمسعاها لتصبح مقصدا للسائحين الاثرياء. وقبل فترة قصيرة من ظهور حايك في مهرجان الدوحة تريبيكا السينمائي الثاني مشت النجمة أوما ثورمان على السجادة الحمراء في مهرجان ابو ظبي السينمائي الرابع بالامارات العربية المتحدة. وقالت للصحفيين في العاصمة الاماراتية "للمرة الاولى أشعر بطاقة تخرج من مهرجان في هذه المنطقة."

ورصدت الإمارات ثالث اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم جوائز قيمتها نحو مليون دولار لمهرجان ابوظبي لهذا العام والذي شارك فيه 13 فيلما عالميا تعرض لأول مرة. وستتاح لدبي التي تعاني من مشاكل مالية أزالت عن المدينة بعض بريقها الفرصة للرد في ديسمبر كانون الأول.

وقالت سينثيا شنايدر خبيرة تاريخ الفن وأستاذة الدبلوماسية بجامعة جورجتاون في واشنطن "اخر مرة أعلم بها بوجود هذه النوعية من المنافسة الثقافية كانت بين الدول المدينية خلال النهضة الايطالية" مشيرة الى دول مستقلة ذات سيادة مؤلفة من مدينة واحدة.

بعد النفط

وتتناقض عروض الأفلام التي تعرض للمرة الأولى والحفلات التي تقام بعدها مع الواقع السياسي والثقافي الذي يهيمن على مجتمعات الخليج. وفي السعودية على سبيل المثال لا توجد دور عرض سينمائي على الإطلاق.

اما معظم الافلام العربية التي تعرض في دور السينما في بقية منطقة الخليج والتي لا تحظى بدعاية تذكر وسط الافلام الامريكية والهندية التي تحقق ايرادات هائلة فهي أفلام درامية او كوميدية تنتج في مصر. وكانت مصر التي تقع عند منتصف الطرق بين أفريقا والشرق الاوسط ودول حوض البحر المتوسط تصنع الافلام قبل 100 عام حين كان كثيرون في الخليج يعيشون في أكواخ من سعف النخل وهي طريقة حياتهم التقليدية قبل أن تتغير بعد اكتشاف النفط.

ويقتصر الإنتاج الدرامي في الخليج على المسلسلات التلفزيونية التي ينتج معظمها في الكويت والبحرين. وحتى في هذا المجال يتم انتاج عدد اكبر من المسلسلات التلفزيونية العربية خارج الخليج في دول مثل سوريا ولبنان التي بها مجتمعات اكثر ليبرالية ولها تاريخ أطول بمجال الفنون.

ويقول بيتر سكارليت المدير التنفيذي لمهرجان ابوظبي السينمائي ان المهرجانات تلعب دورا في تنمية الفنون بدول الخليج على الرغم من افتقار المنطقة للإنتاج. وأضاف "في ابو ظبي الافلام الوحيدة التي تتاح للناس مشاهدتها حين لا يكون المهرجان منعقدا هي أفلام بوليوود (الهندية) وهوليوود متوسطة المستوى."

وتابع قائلا "على الاقل تعرض أفلام من بقية أنحاء العالم لعشرة ايام في كل عام. هناك فرصة لتقديم عينة من تاريخ السينما الذي لا يستطيع الناس الاطلاع عليه وكل هذا في الصالح وهو عنصر ضروري في تأسيس ثقافة سينمائية." وعلى الرغم من العقبة الواضحة التي يمثلها انتشار الرقابة على المواد ذات المحتوى السياسي والجنسي على نطاق واسع في الشرق الاوسط ترعى حكومة ابوظبي محاولة لإنتاج المزيد من الأفلام المحلية. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ويجري حاليا إنتاج فيلم (ظل البحر) رابع فيلم إمارتي روائي طويل. ويتناول فكرة تعاني المجتمعات الخليجية في التعامل معها وهي التحديث السريع الذي يمزق عالما من القرى الهادئة التي يعيش أهلها على الصيد ومراكز تجارة اللؤلؤ لتحل محلها مدن تحمل ملامح المستقبل بمناظرها الأخاذة وهي بالنسبة للبعض مثالية لكنها للبعض الآخر تدخلات مزعجة.

وقال سكارليت الذي كان في قطر لحضور مهرجان الدوحة بعد مقارنة الأحداث خلال مهرجان ابوظبي الذي يشغل منصب مديره التنفيذي ان التغيرات السريعة في الشكل الحضري والسكاني والاقتصادي للمجتمع في دولة مثل الإمارات أفكار جاهزة لتقديمها على الشاشة الفضية.

وأضاف "من الواضح أن اي انتاج سينمائي في الامارات يجب أن يتعامل مع فكرة أن التغيير الثقافي سريع جدا." ومضى يقول "الكل مهتم بالاستعانة بماض ثقافي وتوفيقه بما يتلاءم مع وجه الحاضر الذي يتغير بسرعة."

فيلم جديد في العراق

من جانب آخر، فأن الحب وحقوق النساء والإبادة الجماعية ليست سوى بعض الموضوعات التي يتناولها فيلم (زهور كركوك) أول إنتاج سينمائي دولي يصور بالكامل في العراق منذ حرب الخليج.

الفيلم الذي أخرجه فريبورز كامكاري المولود في الإقليم الكردي بشمال العراق يحكي قصة حب بين امرأة عراقية من الطبقة العليا وطبيب عراقي يتعرض لاضطهاد وبطش نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الثمانينات.

تنهي الطبيبة الشابة نجلاء دراستها بجامعة روما وتعود إلى كركوك بحثا عن حبيبها الكردي شيركوه الذي التقت به في إيطاليا. وتصطدم الشابة العربية التي نشأت في بغداد وتلقت تعليمها في الغرب بتقاليد عائلتها حينما تحاول تحقيق أحلامها وأفكارها. ويتناول الفيلم أيضا أحداث حملة الأنفال التي نفذتها قوات صدام واستخدمت خلالها أسلحة كيماوية ضد مدنيين أكراد عراقيين.

يعرض فيلم (زهور كركوك) ضمن مسابقة مهرجان روما السينمائي الدولي. وذكر كامكاري خلال مقابلة في العاصمة الإيطالية أنه أراد أن يحكي تجاربه الشخصية التي عاشها في طفولته وأن يحول الذكريات المؤلمة إلى نوع من الذاكرة الجماعية في محاولة لفهم العراق المعاصر.

وقال المخرج خلال المقابلة "نحن نعيش منذ أكثر من سبع سنوات مع العراق .. أخبار العراق.. الوضع في العراق.. لكن لا أحد يقول لنا شيئا عن جذور هذا العراق.. عراق اليوم. حاولت أن أحكي عن جذور العراق من وجهة نظر شخص يعيش هناك ورأى كل شيء من الداخل. حاولت أن أحكي وأفسر حال العراق اليوم. لأنه ثمة ماض. الماضي الذي لا نتحدث عنه في العادة في السينما ولا في الأخبار."

ويدور محور الفيلم حول شخصية البطلة نجلاء التي تتخذ قراراتها بنفسها ولا تتلقى أوامر من أحد. وأوضح كامكاري أنه أراد في فيلمه التعبير عن معظم نساء الشرق الأوسط اللاتي يناضلن في مواجهة قواعد ظالمة في حياتهن اليومية من أجل تغيير مجتمعاتهن.

وقال "إنه في اعتقادي أمر أساسي. القوة الكبيرة للديمقراطية في تلك البلاد. الحركة الكبيرة في تلك البلاد.. بلاد الشرق الأوسط. سواء إيران أو العراق أو دول أخرى في المنطقة. إنهم يدفعون البلاد إلى ديمقراطية النساء. وأنا أعتقد أن هذا أمر أساسي. مهم جدا تمثيل هذا النوع من النساء. المرأة في الفيلم.. للمرة الأولى نرى امرأة مسلمة ليست أما.. ليست زوجة.. ليست امرأة محاطة بأطفال ورجل شرير يسيء إليها كل يوم. إنها امرأة تقع في الحب وتقرر مصيرها بنفسها وتضحي بكل شيء من أجل هذا الحب." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

صور (زهور كركوك) على مدى شهرين خلال عام 2009 في إقليم كردستان شبه المستقل بشمال العراق. واضطر صناع الفيلم لاستيراد كل معدات التصوير والصوت والديكور من الخارج لعدم وجود صناعة سينما متطورة في العراق.

لكن رغم صعوبة ظروف التصوير أكدت الممثلة الفرنسية المغربية الأصل مرجانة علوي التي أدت دور نجلاء أن تعدد جنسيات وثقافات العاملين في الفيلم وحماس السكان المحليين ساهما في صنع تجربة فريدة.

وقالت "كان أمرا رائعا.. لا ينسى.. كان استكشاف تلك المنطقة وهؤلاء الناس فرصة حقيقية لي. كان موقع التصوير مليئا بجنسيات مختلفة. كنا نحو 12 جنسية مختلفة في موقع التصوير وهو أمر بالغ الثراء من الناحية الثقافية ووجودي هناك كان رائعا." وأضافت "كان صعبا بالتأكيد لأنهم لا.. يصورون أفلاما كثيرة هناك لذلك كانت الظروف.. ظروف التصوير.. مروعة لكنها مثيرة جدا والناس هناك كانوا متحمسين جدا للفيلم.. هذا الفيلم بصفة خاصة.. وكان ذلك لطيفا."

ربما كانت الجوانب العملية تحديا لكامكاري وفريق العمل في الفيلم لكن المخرج ذكر أنه فوجيء بمساحة الحرية التي سمحت له بها السلطات. وقال "لم يطلبوا حتى الاطلاع على السيناريو.. لم يقرأوه. إنها معجزة بالنسبة للشرق الأوسط. أن يصور مخرج من الشرق الأوسط فيلما بدون رقابة بدون أن يضطر لتقديم السيناريو وقراءة الملاحظات والخضوع لإشراف الحكومة. إنه أمر غير عادي على الإطلاق."

وأضاف "لأنني.. لا أعرف في حقيقة الأمر. لكنهم ربما أرادوا أن يحكوا القصة.. ربما اكتشفوا أن تلك القصص ينبغي أن تروى." فيلم (زهور كركوك) إنتاج إيطالي سويسري عراقي مشترك ويشارك بالتمثيل فيه أيضا الممثل التركي إرتيم إيسير والممثل التونسي المقيم في إيطاليا محمد زواوي الذي يؤدي دور البطولة. وينتظر صدور رواية بنفس العنوان من تأليف كامكاري في وقت قريب.

نسخة طبق الأصل

بينما فاز المخرج الإيراني عباس كياروستامي مناصفة مع الأرجنتيني ميغيل كوهان بجائزة "السنبلة الذهبية" كبرى جوائز الأسبوع الدولي للسينما في بلد الوليد في اسبانيا عن فيلمه "نسخة طبق الأصل".

ويعتبر المهرجان الذي أقام هذه السنة دورته الخامسة والخمسين من أهم المهرجانات السينمائية الاسبانية. وسبق لكياروستامي الحائز العام 1997 السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي عن فيلم "طعم الكرز"، ان فاز العام 1994 بجائزة "السنبلة الذهبية عن فيلمه "عبر أشجار الزيتون". بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

وفيلم "نسخة طبق الأصل" من بطولة الفرنسية جوليات بينوش التي فازت في كان بجائزة أفضل تمثيل عن دورها في الفيلم. وتشاطر الفيلم الإيراني الفوز مع المخرج الأرجنتيني ميغيل كوهان عن فيلمه الأول "سين ريتورنو" (من دون رجعة) وهو فيلم تشويق نفسي يحكم فيه على رجل ويدخل السجن في إطار حادث سير وقع فيه قتلى في حين ان الفاعل الحقيقي يبقى طليقا.

انجلينا جولي وفيلمها الأول

فيما ان أول فلم تخرجه الممثلة انجلينا جولي والذي يتناول قصة حب خلال حرب البوسنة (1992-1995) بين صربي ومسلمة، أعاد فتح جراح ضحايا عمليات اغتصاب في هذا البلد الواقع في البلقان وأطلق جدلا حول من يملك "الحق" في الكلام عن مأساتهن.

وتقول باكيرا هاسيسيتش رئيسة الجمعية المحلية "نساء ضحايا الحرب" التي تضم نساء تعرضن للاغتصاب خلال النزاع "لا يمكنهم ان ينقلوا الى الشاشة الكبيرة معاناتنا". وردا على شائعة نقلتها الصحف المحلية ومفادها ان فيلم انجلينا جولي يروي قصة حب بين صربي ومسلمة يقوم باغتصابها خلال الحرب، أرغمت هذه الجمعية السلطات في منتصف تشرين الاول/اكتوبر السلطات على إلغاء رخصة الفيلم الذي ستصور مشاهد منه في البوسنة.

الا ان المسئولين السياسيين عادوا عن هذا القرار بعدما حصلوا على نسخة من سيناريو الفيلم للتأكد من ان المخرجة الأميركية لا تنوي تصوير قصة كهذه. الا ان الجدل تواصل بعد ذلك. وقد بوشر تصوير الفيلم مطلع تشرين الاول في المجر على ان يتواصل منتصف تشرين الثاني/نوفمبر في البوسنة.

وتشدد هاسيسيتش "لن نسمح لانجلينا بتقديم ضحايا الحرب على قدم المساواة مع الطغاة". وتتابع قائلة "لن نسمح بتصوير معاناتنا بطريقة كاذبة". وكان طلب هاسيسيتش والقرار الأول للسلطات أثار اعتراضات كثيرة في أوساط السينما في ساراييفو التي دانت محاولة الحكومة فرض الرقابة. وطلبت الممثلة الأميركية التي تخرج اول فيلم لها، لقاء الضحايا "لتوضيح سوء الفهم". بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

وانتقدت جمعيات أخرى تضم ضحايا عمليات اغتصاب بدورها هاسيسيتش متهمة إياها بالسعي الى احتكار تمثيل كل النساء الضحايا. وتقول أنيسة سالسينوفيتش المسؤولة عن جمعية الناجين من التعذيب في المعسكرات "ان جمعية واحدة وامرأة واحدة لا يمكنهما التحدث باسم كل النساء" مضيفة ان السلطات كان ينبغي ان تتشاور مع جمعيتها ايضا.

المتاجرة بالعواطف

وملخص الفيلم وهو بعنوان "انتايتلد لاف ستوري" (قصة حب بلا عنوان) لا يأتي على ذكر عملية اغتصاب خلافا لما تناقلته بعض الصحف. واستنادا الى هذه الوثيقة فان القصة تبدأ العام 1992 في شرق البوسنة عندما تفرق الحرب بين حبيبين.

ومن ثم يلتقيان مجددا الا ان الشابة المسلمة أصبحت معتقلة في معسكر اما حبيبها فبات احد حراس المعتقل. وتؤكد هاسيسيتش ان حتى ذلك "يجرح الضحايا وينال من كرامتهن".

في المقابل تعتبر انيسة سالكينوفيتش ان "عواطف الضحايا لا يمكنها ان تجرح بقصة لا يعرفن شيئا عنها". وترى بعض وسائل الإعلام المحلية ان هذا الجدل يعكس صراعا على النفوذ السياسي و"احتكارا لوضع الضحايا".

واتهتمت مجلة "داني" النافذة هاسيسيتش ب "المتاجرة بعواطف الضحايا" مشددة على ان الكثير من جمعيات الضحايا في البلاد "يشرف عليها" او "يتلاعب بها" سياسيون. وتفيد التقديرات ان آلاف النساء وغالبيتهن من المسلمات تعرضن للاغتصاب خلال حرب البوسنة التي أدت الى مقتل نحو مئة الف شخص. واصدر القضاء الدولي او المحلي أحكاما في حق الكثير من صرب البوسنة على جرائم الحرب هذه.

الاقتباس من الأدب

كما يصعب على عشاق السينما المصرية ومؤرخيها تخيل تاريخها مستقلا عن أعمال أدبية في مرحلة اعتبرها الكثيرون العصر الذهبي للشاشة الفضية في مصر كانت مصدر الهام للمخرجين في أفلام تعد الآن من " الكلاسيكيات".

ففي استفتاء حول أفضل 100 فيلم مصري بمناسبة مئوية السينما عام 1996 جاء 12 عملا من بين أول 20 فيلما في القائمة من مصادر أدبية وهي (الارض) و(الحرام) و(شباب امرأة) و(بداية ونهاية) و(البوسطجي) و(رد قلبي) و(دعاء الكروان) و(اللص والكلاب) و(أم العروسة) و(القاهرة 30) و(شيء من الخوف) و(الطوق والاسورة).

ومن مؤلفي هذه القصص والروايات التي تحولت الى السينما عميد الادب العربي طه حسين ويحيى حقي وعبد الرحمن الشرقاوي ويوسف ادريس وعبد الحميد جودة السحار ويحيى الطاهر عبد الله ونجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الآداب لعام 1988.

ويسجل الناقد المصري محمود قاسم في كتابه (أفلام وأقلام) جانبا من العلاقة بين السينما والادب اذ يورد غلاف المجموعة القصصية أو الرواية الى جوار ملصق الفيلم الذي اقتبس منها ونبذة عن العمل الادبي ومؤلفه والفيلم ومخرجه وكيف اتفق الطرفان وفيما اختلفا.

ومن أبرز أوجه الاختلاف أن فيلم (الارض) الذي أخرجه يوسف شاهين عام 1970 عن رواية الشرقاوي -وهو الثاني في قائمة أهم فيلم مصري- ينتهي بمصرع بطله محمد أبو سويلم دفاعا عن أرضه لكن الرواية تنتهي بالقبض على أبو سويلم وأصحابه وتوحي بالأمل في الإفراج عنهم.

والكتاب الذي يقع في 225 صفحة كبيرة القطع أصدره قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة المصرية وقال المخرج محمد كامل القليوبي في مقدمته ان الأدب والسينما مثل "جناحي مقص لا يمكن أن ينفصل أحدهما عن الآخر" وان كانت أغلب الراويات التي تنشر حاليا لا تصلح للسينما التقليدية.

واعتبر القليوبي ان الإبداع الأدبي في العالم العربي "أكثر نشاطا من السينما وأن الفن السابع لم يلعب دوره الواجب في إبراز هذه الإبداعات الجادة" كما كان الحال منذ منتصف الخمسينيات حين كانت السينما تعتمد على الأدب. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وأشار الي ان المخرج السينمائي أحمد ضياء الدين أخرج فيلم (أين عمري) -وهو أول فيلم عن رواية لاحسان عبد القدوس- في عام 1956 .. وفي العام التالي ظهر له عملان هما (الوسادة الخالية) و(لا أنام).. وفي عام 1958 ظهر له (الطريق المسدود) وفي العام التالي ظهر (أنا حرة) وكلها من إخراج صلاح أبو سيف.

ولم ينس القليوبي وهو أستاذ للسيناريو في أكاديمية الفنون أن يذكر بأن جودة العمل الادبي لا تضمن له أن يكون فيلما بارزا الا اذا توفر له كاتب ومخرج على المستوى نفسه مستشهدا بنجيب محفوظ الذي تحولت ثلاثيته الشهيرة (بين القصرين) و(قصر الشوق) و(السكرية) على يد حسن الإمام "الى مجموعة من الرقصات والهتافات الوطنية الجوفاء" على عكس تعامل مخرجين جادين منهم كمال الشيخ في (اللص والكلاب) و(ميرامار) وعلي بدرخان في (الكرنك) و(الجوع) وعاطف الطيب في (الحب فوق هضبة الهرم).

ويورد قاسم مؤلف الكتاب في الخاتمة قائمة الاعمال الادبية التي تحولت الى أفلام. وجاءت (ملحمة الحرافيش) لمحفوظ مثل منبع الهام اذ اقتبس منها بين عامي 1985 و1988 ستة أفلام هي (المطارد) لسمير سيف و(التوت والنبوت) لنيازي مصطفى و(أصدقاء الشيطان) لأحمد ياسين و(شهد الملكة) و(الحرافيش) لحسام الدين مصطفى و(الجوع) لبدرخان.

يتحدون الرياح والأمطار لتدشين فيلم جديد

في حين خرج مئات المعجبين إلى لستر سكوير بوسط لندن متحدين الرياح والأمطار لمشاهدة النجوم الذين تهادوا على البساط الأحمر لحضور العرض الأول للفيلم الجديد من سلسلة أفلام هاري بوتر.

وكان روبرت كونر الذي يشبه كثيرا الممثل روبرت جرينت الذي يلعب دور رون في سلسلة الأفلام الناجحة في مقدمة طابور المعجبين وقال "أنا من أشد المعجبين بل لدي وشم لهاري بوتر عرضته على عدد قليل من الممثلين بالفيلم. أنا أحب هاري بوتر. أحب الكتب وأحب الأفلام وأحب الممثلين."

وجاءت دورا السعدي (17 عاما) من السويد خصيصا لتكون متواجدة حين يحضر طاقم العمل والممثلون أول عرض رسمي لفيلم (هاري بوتر ومقدسات الموت.. الجزء الاول) "Harry Potter and the Deathly Hallows: Part 1" الذي يبدأ عرضه في دور العرض في 19 نوفمبر تشرين الثاني. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقالت "انه هاري بوتر. انه كل شيء. انه يشكل حياتنا. الجميع هنا يعتقدون أنه يستحق لأنه جزء من حياتنا الآن." ويضمن الجزء السابع وقبل الأخير من سلسلة أفلام هاري بوتر إيرادات هائلة مرة أخرى لشركة وورنر براذرز على الرغم من عدم التمكن من تحضير نسخة ثلاثية الأبعاد في الوقت المناسب.

وقررت وورنر براذرز تقسيم كتاب (جيه.كيه) رولينج الأخير عن هاري ومغامراته الى فيلمين بعد أن حققت أفلامه الست الأولى إيرادات عالمية بلغت 5.4 مليار دولار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 24/تشرين الثاني/2010 - 17/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م