شبكة النبأ: ليس لأنه مرض خطير او انه
يسبب الموت ولا لأنه ليس له علاج او غير فعال، يعتبر مرض الزهايمر
مشكلة عالمية وأزمة صحية كبيرة حيرت الأطباء والجمعيات والباحثين، بل
لأنه يجعل الإنسان ينسى كل ما فعله على المدى البعيد او القريب ويظهر
هذا النسيان الضعف والإذلال لمن يصاب به.
بالإضافة الى انه يعرقل عمل الإنسان خلال حياته ويجعله بدون ذكريات
وهذه الذكريات هي أجمل ما يملكه الإنسان فهي التي تجعله يرى الماضي من
خلالها بعد ان رحل، لهذا عزم الأطباء على إجراء البحوث والدراسات في
سبيل القضاء على هذا المرض الذي أشارت البيانات الأخيرة انه يكلف
العالم ملايين من الدولارات التي تصرف على إيجاد دواء له، علما ان
الدواء الشافي مازال مبهما وغير موجود لأن الأدوية التي ظهرت لحد الآن
هي مجرد وقاية خير من العلاج، وهذا ما أثار مخاوف العديد من الباحثين
في مجال الطب الى ان انتشار المرض سيكون كبيرا خلال الأعوام القادمة.
125% بالشرق الأوسط
فقد أظهر تقرير صدر بمناسبة اليوم العالمي لمرض الزهايمر أو "الخرف"،
أن عدد المصابين بالمرضر حول العالم سيتضاعف في الـ20 سنة المقبلة،
وخصوصا في الدول النامية، إذ من المتوقع أن ترتفع نسبة المصابين بهذا
الداء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 125 في المائة.
وأشار التقرير الصادر عن منظمة "مرض الزهايمر الدولية"، إلى أن
الزيادة الكبيرة ستكون بسبب ارتفاع عدد السكان، خصوصا في الدول النامية،
مبينا أنه "من المتوقع خلال العقدين المقبلين أن يزداد عدد المصابين
بالخرف بنسبة 40 في المائة في أوروبا و63 في المائة في أمريكا الشمالية،
و77 في المائة في جنوبي أمريكا اللاتـينية." بحسب وكالة انباء السي ان
ان.
وأضاف التقرير أنه "بالمقارنة مع ما سبق، فإنه من المتوقع أن تزيد
عدد الحالات المصابة بالخرف، بنسبة 125 في المائة بالشرق الأوسط وشمال
إفريقيا و117 في المائة بشرق آسيا و107 في المائة بجنوب آسيا وما بين
134 إلى 146 في المائة في سائر أنحاء أمريكا اللاتينية."
مليون مريض مستقبلا
بينما يرصد الأطباء الانتشار السريع لحالات الإصابة بالزهايمر،
ويعاني أكثر من 35 مليون شخص في العالم من هذا المرض الذي لم يكتشف له
العلماء دواء حتى الآن، الذي يتسبب في موت خلايا المخ وتدمير الذاكرة.
وقال طبيب الأعصاب الألماني الشهير، البروفيسور جيرويون فينك "للأسف
مجتمعنا غير مستعد بالشكل الجيد لمواجهة هذا المرض بأبعاده الهائلة،
وتزايد هذه الأبعاد بشكل هائل". ويتوقع العلماء أن يصل عدد حالات
الإصابة بالزهايمر إلى نحو 115 مليون حالة بحلول عام 2050، ويعاني نحو
2,1 مليون ألماني من العته الذي يعتبر الزهايمر أكثر أشكاله، ويصاب ما
يصل إلى 250 ألف شخص سنويا بهذا المرض.
وقالت خبيرة الرعاية الصحية بمنظمة كاريتاس الخيرية الألمانية ماريا
هانيش، "ما زال يتوجب علينا فعل الكثير فيما يتعلق بالعته، إنه أكبر
تحد يواجهنا، أصبح أغلب المرضى المقيمين في المستشفى للعلاج من
المصابين بالعته".
وأشارت هانيش إلى أن العقاقير الموجودة حاليا لا تشفي من المرض،
ولكنها تساعد أحيانا في أن يظهر المرض متأخرا، وأن يظل المريض "قادرا
على القيام بتعاملاته اليومية"، وقالت إن الأدوية المضادة للعته لا
تكون مجدية إلا إذا اكتشف المرض مبكرا. ووضعت الجمعية الألمانية
للزهايمر اليوم العالمي للزهايمر تحت شعار "العيش بشكل مشترك". بحسب
وكالة الأنباء الألمانية.
ويؤدي العته إلى وفاة خلايا المخ بشكل متزايد وغير قابل للعلاج،
ويبدأ الإنسان تدريجيا في نسيان ذكرياته، وتتغير شخصيته، ويغيب المرضى
عن الزمان والمكان، ويقل نشاطهم، ويصبحون عاجزين محتاجين للمساعدة على
مدار الساعة.
وحيث إن أصحاب هذا المرض لا يتعافون منه فإن الوقاية منه أهم من
العلاج، حيث أكدت الكثير من الدراسات أن ارتفاع المستوى التعليمي يحمي
من الإصابة بالمرض، وكذلك تنشيط الذهن بشكل مستمر حسبما أوضح
البروفيسور فينك، وتساعد الرياضة المنتظمة والحركة بشكل كبير في
الوقاية من المرض. وتعتبر الإصابة بالسكر والأمراض المتعلقة بتحويل
الدهون إلى طاقة من أهم الأسباب المساعدة على الإصابة بالمرض.
معايير جديدة
كما يقترح خبراء في مرض الزهايمر معايير جديدة لتشخيص خرف الشيخوخة
يتم ملاحظتها في مرحلة مبكرة ويتوقع ان تجعل عددا اكبر من الاشخاص
يعالجون او يجربون أدوية جديدة. وقالت مجموعة دولية من الخبراء ان
المعايير الجديدة ستعدل تشخيصالزهايمر لتأخذ في الاعتبار التطورات
العلمية الحديثة ومن بينها استخدام ما يسمى بالمؤشرات الحيوية التي
يمكن ان تظهر ماذا كان شخص معرضا لخطر الاصابة بالمرض قبل ان تظـهر
عليه أي أعراض.
وينظر على نطاق واسع الى هذه المرحلة التي يمكن ان تكون قبل نحو عشر
سنوات من بدء خرف الشيخوخة على انها افضل وقت للتدخل في الزهايمر.
واظهرت دراسات حديثة الى ان فحص المخ بالاشعة وتحليل السائل النخاغي
واختبارات اخرى يمكن ان تساعد في التكهن بالشخص الذي سيصاب بالزهايمر
وتصبح حاسمة للباحثين وشركات الادوية التي تحاول تطوير علاجات جديدة.
بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وقال برونو دوبويس من مستشفى سالبتريه الفرنسي "من المهم جدا
بالنسبة لنا الانتقال من الطريقة القديمة لرؤية مرض الزهايمر الى طريقة
جديدة تأخذ في الاعتبار أهمية المؤشرات الحيوية. "لم يعد هناك سبب
للانتظار حتى يصاب المرضى بخرف شيخوخة كامل." ويراس دوبويس مجموعة
العمل الدولية لمعايير البحث الجديدة لتشخيص مرض الزهايمر.
والزهايمر هو الشكل الأكثر شيوعا لخرف الشيخوخة وهو مرض يصيب المخ
يفقد فيه الناس تدريجيا ذاكرتهم وقدرتهم على الادراك ورعاية انفسهم.
ويؤثر هذا المرض على اكثر من 26 مليون شخص في العالم ولا يوجد علاج له.
602 مليار دولار
وفي السياق ذاته قال تقرير طبي إن العالم تكبد هذا العام ما يقرب من
388 مليار جنيه استرليني (602 مليار دولار) لعلاج مرض الخرف (الزهايمر)،
أي ما يعد أكثر من 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وجاء في التقرير العالمي للزهايمر لعام 2010 أن تكلفة علاج مرض
الزهايمر تشمل الرعاية الاجتماعية والرعاية غير المدفوعة من جانب أقارب
المرضى والفواتير الطبية لعلاجه. ومن المتوقع كما جاء في التقرير أن
يرتفع الرقم سريعا في السنوات المقبلة إلا أن الحكومات غير مستعدة
لمواجهة هذا التحدي.
وتقدر جمعية الزهايمر في المملكة المتحدة تكاليف المرض في البلاد
حاليا بنحو 20 مليار جنيه استرليني في العام. وصدر التقرير تزامنا مع
اليوم العالمي لمرض الزهايمر بتفويض من الجمعية الدولية للزهايمر.
وقالت الدكتورة ديزي أكوستا رئيسة الجمعية الدولية للزهايمر إن التقرير
"بمثابة دعوة للاستيقاظ بأن مرض الزهايمر والأمراض الذهنية الأخرى تعد
أبرز الأزمات الصحية والاجتماعية في القرن الـ 21". وأضافت أن "حكومات
العالم غير مستعدة للاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن هذا
المرض".
على صعيد متصل، وصف فريق من الخبراء في معهد كارولينسكا في السويد
وكلية كينجز كوليدج في لندن تكلفة رعاية مرضى الزهايمر إذا ما خصصت
لبلد ما فإن هذا البلد سيكون من أكبر 18 اقتصادا في العالم. بحسب وكالة
الأنباء الكويتية.
وكان نشطاء قد حذروا في وقت سابق من أن تكاليف الرعاية للأشخاص
الذين يعانون من الزهايمر آخذة في الارتفاع ما يرجع في معظمه إلى طول
حياة أولئك المرضى، كما
تاريخ ووقاية
واكتشف الزهايمر للمرة الأولى عام 1906 من قبل عالم ألماني وهو يضرب
خلايا المخ وتحديدا الذاكرة وعادة ما يصيب كبار السن، لكنه قد يطول
متوسطي العمر أيضا وتعتبر النساء الأكثر إصابة بالمرض من الرجال لأنهن
يعشن حياة أطول نسبيا.
وأظهرت الدراسات العالمية عن المرض أن لدى بعض المرضى كميات قليلة
من الألمنيوم مترسبة في المخ إلا أن العلماء الذين درسوا مصادر
الألمنيوم البيئية من المواد المضادة للحموضة أو أواني الطهي ومياه
الشرب لم يجدوا علاقة بين الألمنيوم وهذا المرض.
وفي المقابل أشارت بعض البحوث إلى التأثير الوقائي للأستروجين
والعقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية وفيتامين (5) وعوامل
أخرى. كما أكدت الأبحاث المتخصصة وجود بدائل علاجية للسيطرة على المرض
أهمها التعايش الطبيعي مع المرض مثل استعمال معينات الذاكرة مثل كتابة
قائمة بالأنشطة اليومية والتعليمات اللازمة لتذكير المريض بمهام اليوم،
كما ينصح المختصون بتقليل تجول المريض خارج المنزل لأنه قد يضل طريق
العودة كما ينصح بوضع بطاقة هوية داخل جيبه وعليها رقم هاتف المنزل
وبجانبه ملاحظة بأن الشخص "مريض عقليا".
ودعوا أيضا إلى توفير بيئة هادئة داخل المنزل تضفي الراحة والسكينة
على نفس المريض وإبعاد الآلات الحادة وكل ما يشكل خطرا عليه. وأشار
المختصون إلى عامل مهم أيضا وهو بناء الشخصية حيث يبحث مريض الزهايمر
عن شخص يفهمه ويساعده على بناء شخصيته المشوشة ما يتطلب تعاون الأسرة
معه وتوفير بيئة مفعمة بالحب والحنان والألفة.
اختبار للدم
من جانبهم قال باحثون أمريكيون إن اختبارا بسيطا للدم قد يكشف عن
الإصابة بمرض الزهايمر، وهو ما قد يزيد من أهمية هذا الاختبار.
وأثبتت فرق أخرى أن إجراء اختبار على نخاع العمود الفقري، الذي
يتطلب إجراء عملية بزل يمكن أن يرصد التغيرات المبكرة التي تكشف عن خطر
الاصابة بالزهايمر، وهو مرض يقوض وظائف المخ، ويصيب 26 مليونا على
مستوى العالم على الأقل. وتتسابق شركات منها باير الألمانية وهيلث كير
التابعة لجنرال إلكتريك للانتهاء من التجارب السريرية على مواد جديدة
تجعل لويحات المخ مرئية في الأشعات. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وقال سيد أوبرايانت من مركز العلوم الصحية التابع لجامعة تكساس
التكنولوجية، إن اختبار الدم سيسهل عملية تشخيص الزهايمر. وقال
أوبرايانت الذي تنشر دراسته في دورية أركايفز أوف نيورولوجي ''اختبار
الدم متاح للجميع. يمكن إجراؤه في أي مستشفى، بل يمكن لممرضة الرعاية
الصحية في المنزل إجراءه''.
استخدام المحمول يقي
فيما وجد بحث أمريكي أن الأشعة المنبعثة من أجهزة الهاتف النقال قد
تساعد في تحسين الذاكرة والوقاية من الإصابة بالزهايمر.
ونتائج الدراسة التي أجراها فريق علماء من "جامعة ساوث فلوريدا"
تتعارض مع دراسات سابقة خلصت إلى أن الهواتف المحمولة يمكن أن تسبب مرض
الزهايمر وسرطان المخ. ووجدت الدراسة التي أجريت على فئران ونشرت في
دورية "أمراض الزهامير" أن التعرض لأشعة المحمول لها تأثير إيجابي على
المخ وقد تعالج وتحد من الزهايمر."
وذكر الفريق العلمي أن تعريض فئران تم تغيير الجينات الوراثية
لبعضها بشكل يجعلها عرضة للإصابة بالزهايمر لهذه الأشعة، حال دون تكون
التكلسات البروتينية في المخ والتي تؤدي للإصابة بالمرض. وعرضت الفئران
لتلك الأشعة بوضع أقفاصها قرب هوائي يطلق موجات كهربائية مغناطيسية
electromagnetic مشابهة لكتلك التي يطلقها الهاتف المحمول.
وثبت لدى العلماء أن هذه الأشعة تخفف هذه التكلسات لدى الفئران
المصابة بالفعل كما حسنت من ذاكرة الفئران السليمة التي لم تغير
جيناتها.
وقال برفيسور غاري آرينداش إن استخدام المحمول، وعلى المدى الطويل،
يحسن من أداء المخ عوضاً عن التسبب بأضرار به. وكشف البحث العلمي أن
التعرض لأشعة المحمول لعدة أشهر قد عزز قدرات الذاكرة بين الفئران
الطبيعية إلى معدل أعلى من المتوسط، إلا أن هذا التطور استغرق فترة من
الوقت بلغت أشهراً، مما يرجح أن تأثيره على البشر قد يستغرق أعواماً،
مع الأخذ في الحسبان أن جمجمة البشر أكثر سماكة من جمجمة الفئران مما
قد يحول دون تفاعل تلك الموجات مع المخ. بحسب وكالة أنباء السي ان ان.
ولم يحدد الباحثون بعد سبب هذا التأثير الإيجابي لأشعة أجهزة الهاتف
النقال، غير أنهم يعتقدون بأن نتائج هذه التجارب ستكون ذات أهمية
للمصابين بالزهايمر من البشر. ويرى فريق معارض بأن الدراسة اقتصرت على
الفئران، وطالبوا بإجراء المزيد من البحوث لتحديد مدى تأثيرها
وفعاليتها على البشر. وقال أحدهم: "لا نوصي بقضاء 24 ساعة من اليوم في
الحديث على الهاتف المحمول، فنحن نجهل بعد تأثير ذلك على المدى البعيد.
القهوة لا تقي.. بل تعالج
بينما يواصل العلماء سبر أغوار القهوة وكشف المزيد من فوائدها، بعد
أن أثبتت آخر الأبحاث العلمية أن تناول عدة فناجين منها في اليوم قد
يبعد عنا شبح مرض الزهايمر. ووجد البحث الذي أجراه "مركز فلوريدا
لأبحاث مرض الزهامير" في تامبا، أدلة قوية تثبت أن فوائد القهوة لا تقف
عند الوقاية من المرض فقط بل وعلاجه أيضاً.
وكانت دراسة أجريت في مطلع العام الحالي قد أكدت أن للقهوة خصائص
وقائية من المرض.
ولاحظ العلماء أن معدل بروتين "أميلويد" amyloid - ويسبب تكونه في
المخ مرض الزهامير - قد انخفض بنسبة 50 في المائة في أدمغة فئران مصابة
بالمرض بعد أن مزج العلماء مياه شربها بالكافيين.
ويذكر أن مرض الزهايمر يسببه تكون بروتين يسمى بيتا أميلويد في
خلايا المخ، ويعتقد أن هذا البروتين يؤدي إلى إحداث تشوهات في بروتين
آخر يسمى "تاو"، الأمر الذي يسفر عن تدمير خلايا المخ من الداخل.
وانعكست التغييرات في تصرفات فئران المختبرات التي طورت ذاكرة أفضل
وسرعة بديهة.
ويعني تلقي البشر جرعات موازية لأوزانهم استهلاك 500 ميلليغرام من
الكافيين - أي ما يعادل ما بين خمسة إلى ثمانية أونصات من أكواب القهوة
يومياً. بحسب وكالة انباء السي ان ان.
ويمكن الحصول على ذات الجرعات بتناول كوبين من القهوة القوية التي
تباع في المحلات، أو 14 كوباً من الشاي، أو 20 مشروباً غازياً، مثل "الكولا."
وقال أخصائي الأعصاب غاري آرينداش، الذي قاد البحث: "الكشف الجديد يقدم
أدلة بأن الكافيين علاج قابل للتطبيق لمعالجة الزهامير وليس فقط
كإستراتيجية وقائية."
وإلى ذلك، وجدت دراسة علمية، نفذت في يناير/كانون الثاني الفائت، أن
تناول ما بين ثلاثة إلى خمسة أكواب من القهوة يومياً، وفي فترة منتصف
العمر، تخفض، وعند التقدم في السن، احتمالات الإصابة بالزهايمر بواقع
الثلثين.
الخجل يؤخر العلاج
في حين حذر استشاري أعصاب ومخ من الانجراف وراء الإعلانات المضللة
عبر الإنترنت واللجوء إلى الأدوية الشعبية والعشبية التي تدعي العلاج
النهائي لمرض الزهايمر، مبينا أن العلم إلى الآن لم يكتشف علاجا شافيا
للمرض، إنما أدوية مخففة للأعراض المصاحبة التي تظهر على المصاب.
وبين الدكتور نجيب قاضي استشاري العلوم العصبية والإدراك والسلوك في
مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض ورئيس اللجنة العلمية والطبية في
الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر أن أكثر من 30 في المائة من
مرضى الزهايمر يلجأون إلى الأدوية العشبية والشعبية في حين أن 65
يلجأون إلى العلاج الطبي في الحالات المتأخرة، في حين يستغل ضعاف
النفوس في بعض الأسر المصابين في سلب ممتلكاتهم وخاصة في المراحل
المتوسطة للمرض، التي يتحدث فيها المريض لكنه لا يدرك كل ما يفعل.
وأضاف قاضي أن بعض أسر المرضى يشعرون بالخجل من العلاج في بداية
إصابة المريض ما يدفعهم إلى طرق العلاج غير الصحيحة، في حين أن بعض
الأسر ما زالت تنسب المرض إلى أسباب أخرى غير حقيقية مثل العين والسحر
والمس، ما يؤخر علاج المريض ويدهور حالته. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية
إيرين.
وأكد الدكتور نجيب أن مرض الزهايمر عادةً يصيب كبار السن فوق 65
عاماً, ويتضاعف معدل الإصابة كل خمس سنوات، وخرف الشيخوخة هو أحد
الأسباب الرئيسية للعجز والإصابة وتدهور وظائف المخ، وترتبط ارتباطاً
وثيقاً بالأمراض العصبية التي تصيب المخ، ونوه إلى أنه رغم أن الإصابة
عادة بمرض الزهايمر تحدث بعد عمر متقدم وتصل إلى نسبة 2 في المائة إلا
أن الأعمار الأقل معرضة أيضا للإصابة في حال وجود أمراض أخرى متعددة،
مشيرا إلى أن أصغر مريض شاهده لم يتجاوز عمره 21 عاما.
الأسباب والأعراض
وأضاف استشاري الأمراض العصبية، أن السبب الحقيقي للمرض ما زال
مجهولا، ولكن هناك أسباب مختلفة منها التقدم في العمر وتشوه البروتينات
في خلايا المخ وتليفها، الإصابة بأكثر من مرض مثل القلب، السكر، الضغط،
الإصابات البليغة في الرأس، إضافة إلى الأمراض الوراثية.
موضحا أن الدراسات الحالية ركزت على الخلايا الجذعية كعلاج للمرض
ولكن لم تتوصل إلى نتائج مؤكدة، منوها بعدم السفر إلى الخارج خاصة إلى
دول شرق آسيا لزراعة الخلايا الجذعية التي يتوقع أن تكون نتائجها مبهرة
في المستقبل في علاج الزهايمر، ولكنها حاليا قد تصيب المريض بأورام
خبيثة.
وأشار إلى أن الأعراض والعلامات المبكرة لمرض الزهايمر تتمثل في
النسيان قصير المدى وعدم القدرة على أداء الوظائف اليومية كالعمل،
قيادة السيارة بالشكل المطلوب، إضافة إلى العزلة عن الأهل والأقارب
واختلال في الذاكرة، مطالبا الأسر التي تظهر فيها الأعراض بسرعة مراجعة
الطبيب والعلاج لأن ذلك يخفف من حدة المرض.
وبين أن الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر أبرمت أخيرا
اتفاقيات مع مؤسسات ومستشفيات عالمية للإسهام في علاج المرض والحد من
آثاره السلبية داخل المملكة، وشكلت هيئة استشارية داخلية وخارجية تضم
سبعة استشاريين عالميين من كبار المتخصصين في مرض الزهايمر سيزورون
المملكة سنويا لتنفيذ الخطط الطبية للوقاية والعلاج.
وأكد أن الجمعية بصدد تطبيق برنامج الرعاية المنزلية لعلاج المصابين
المتقدمين في المرض وتوعية ذويهم وأسرهم بماهية المرض، إضافة إلى إجراء
أربع دراسات مسحية لتحديد مدى انتشار المرض في المملكة. |