شبكة النبأ: قد يظن الكثيرون ان
الهجرة لها تأثيرات سلبية على تلك الدول التي تستقبل الإعداد الهائلة
منها وفي بعض الأحيان توضع قوانين وعقوبات عليهم في سبيل إخراجهم ذلك
بعد ان يجدون عراقيل وصعوبات في انجاز معاملاتهم الرسمية، لكن هذه
الظنون محتها ألمانيا وذلك بسبب ما تعانيه من نقص في العمالة الماهرة
وشحة الأيدي العاملة والأكبر من ذلك هو عدم الاستفادة من الكفاءات التي
تدخل البلد مع المهاجرين، حيث تصاعدت الأصوات ومن أكثر من مسئول في
الحكومة مطالبة بإيجاد خططا جديدة للاستفادة من المهاجرين الوافدين
لألمانيا حيث وصفت مطالبهم الأمر وكأن ألمانيا تخسر هذه الفرص لتحسين
الاقتصاد الألماني والمجتمع ككل فلا تقتصر الفائدة على الاقتصاد بل
هناك تلاقح الثقافات واللغات، وبين موافق وآخر رافض انقسمت الآراء في
الحكومة الألمانية على الموافقة لاستقبال عدد اكبر من المهاجرين.
فشل التعددية
فقد قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ان محاولة المانيا خلق
مجتمع متعدد الثقافات "فشلت تماما" مما زاد من سخونة جدل يستقطب
معسكرها المحافظ بشأن الهجرة والاسلام . وقالت ميركل التي كانت تتحدث
في اجتماع للأعضاء الشبان بالحزب الديمقراطي المسيحي ان السماح لأشخاص
ينتمون لخلفيات ثقافية مختلفة بأن يعيشوا جنبا الى جنب دون ان يندمجوا
لم تنجح في بلد يقيم فيه نحو أربعة ملايين مسلم.
وقالت ميركل في الاجتماع الذي عقد في بوتسدام جنوبي برلين "هذا
الأسلوب (المتعدد الثقافات) فشل .. فشل تماما." وتواجه ميركل ضغوطا من
داخل حزبها الديمقراطي المسيحي لاتخاذ خط أكثر تشددا ضد المهاجرين
الذين لا يظهرون استعدادا للتكيف مع المجتمع الالماني واستهدف تعقيبها
فيما يبدو تهدئة منتقديها. وقالت ان المطلوب من المهاجرين في السابق
كان قليلا جدا وعبرت مجددا عن خطها المعتاد بأنه يتعين عليهم تعلم
اللغة الألمانية من اجل الالتحاق بالمدارس وان تتاح لهم فرص في سوق
العمل.
واتخذت المناقشات بشأن الأجانب في ألمانيا منحى آخر منذ ان نشر تيلو
ساراتسين المدير السابق بالبنك المركزي الألماني كتابا يتهم فيه
المهاجرين المسلمين بخفض مستوى الذكاء في المجتمع الألماني. ووجه
الانتقاد الى ساراتسين بسبب آرائه وفصل من البنك المركزي الألماني لكن
كتابه اكتسب شعبية كبيرة وأظهرت استطلاعات الرأي ان غالبية الألمان
يتفقون مع أفكاره. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وحاولت ميركل في كلمتها إرضاء الجانبين وانتهجت خطا متشددا في
حديثها بشأن الهجرة لكنها قالت أيضا للألمان انه يتعين عليهم ان يقبلوا
ان المساجد أصبحت جزءا من المشهد الالماني. وقالت ان تعليم الألمان
العاطلين عن العمل يجب ان يحظى بأولوية على توظيف عمال من الخارج مع
الاشارة الى ان المانيا لا يمكنها ان تستغني عن العمال المهرة الأجانب.
انقسام في الحكومة
وفي تطور للأحداث، أثارت تصريحات أدلت بها ميركل انقساما في الحكومة
حول ما اذا كان يجب على ألمانيا قبول مهاجرين يتمتعون بمهارات أكبر
وتحتاج إليهم الصناعة الألمانية.
ورفض وزير الداخلية الالماني توماس دي مايتسيره دعوات من ثلاثة
وزراء اخرين في الحكومة قالوا ان ألمانيا يجب أن تخفف قواعدها بشأن
المهاجرين لان البلاد تواجه نقصا في أعداد العمال المهرة مع تضاؤل
تعداد سكانها. وقال دي مايتسيره وهو صوت محافظ كبير في حزب الاتحاد
المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي اليه ميركل في اشارة الى مطالب وزراء
اخرين "يقدم الجميع اقتراحات دون أن يفهم الموقف ... القوانين القائمة
مرنة بما يكفي." وحث فولف وهو أول رئيس ألماني يزور تركيا منذ عقد
بلاده على قبول المسلمين كجزء أصيل من المجتمع الألماني. بحسب وكالة
الأنباء البريطانية.
وانتقد الحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر وحزب اليسار
المحافظين الذين يتحدثون ضد الهجرة الامر الذي أحدث انقساما داخل
الائتلاف الحاكم. وكان وزير الاقتصاد الالماني راينر برودرله القيادي
في حزب الديمقراطيين الاحرار الشريك في الائتلاف الحاكم ووزيرة العمالة
اورسولا فون دير ليين ووزيرة التعليم انيتا شافان أيدوا تخفيف القواعد
الخاصة بالعاملين الاجانب.
الحاجة
من جانبه قال خبير سكاني بارز ان على ألمانيا ان تخفف القيود على
الهجرة لتوفير العمالة الماهرة من مهندسين وخبراء كمبيوتر تحتاج اليهم
ألمانيا على وجه السرعة لتأمين نجاحها الاقتصادي في المستقبل.
وقال راينر كلينجولز مدير معهد برلين للسكان والتنمية ان الهجرة الى
ألمانيا توقفت فعليا خلال العامين الماضيين. وشهدت ألمانيا جدلا شديدا
بشأن الهجرة خلال الاشهر الاخيرة. وأضاف ان المانيا تحتاج بشدة الى
مهاجرين على الرغم من أن عدد العاطلين عن العمل يبلغ ثلاثة ملايين شخص.
وقال لرابطة الصحافة الاجنبية "نحتاج الى العمال الان... لا يمكننا ان
ننتظر عشر سنوات كي يصبح هؤلاء العاطلون مهندسين مدربين." وأضاف "الهجرة
ضرورية لألمانيا."
وأضاف كلينجولز ان المانيا تسمح بدخول 200 ألف مهاجر لكنها في العام
الماضي استقبلت 15 ألفا فقط. وتعني القيود الجديدة ومن بينها اختبارات
القابلية لتعلم اللغة ان الهجرة من تركيا توقفت تماما تقريبا. وكانت
الاستعانة بعمال وافدين أغلبهم عمال غير مهرة قادمين من تركيا خلال
الستينات عنصرا مهما فيما أصبح يعرف بالمعجزة الاقتصادية الألمانية بعد
الحرب العالمية الثانية. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
والآن تقدم دول كثيرة من خارج الاتحاد الأوروبي ومن بينها تركيا
المزيد من العمال المدربين الذين يحتاجهم الاقتصاد الألماني. وقال
كلينجولز ان نقص العمال في ألمانيا سيتفاقم في السنوات القادمة. وسوف
ينخفض عدد السكان في عمر العمل أي بين 18 و65 عاما بنسبة 30 في المائة
بحلول عام 2050.
نقص المهارات
بينما قالت انيتا شافان وزيرة التعليم الألمانية ان حكومة بلادها
ستواجه نقصا في أعداد العمال المهرة عن طريق الاستفادة من عدد كبير من
الأجانب الذين لا يمكنهم ممارسة مهنهم لان درجاتهم العلمية لم تعتمد.
وقالت الوزيرة لصحيفة (فاينانشال تايمز دويتشلاند) ان هناك نحو 300
ألف أجنبي مقيم في ألمانيا ولديهم مهارات لا يمكن الاستفادة منها لان
مؤهلاتهم التي حصلوا عليها من دولهم لم يتم اعتمادها. وأضافت أن
الحكومة الالمانية تود أن تقر قانونا هذا العام لتسريع عملية اعتماد
أوراق الأجانب. ويعمل الكثيرون من حملة الشهادات الطبية والهندسية
وغيرها في أغلب الأحيان في وظائف أقل لان أوراقهم لم تعتمد.
وقالت شافان "سيعطي القانون الجديد لمن تلقوا تعليما في الخارج
الفرصة لتقييم درجاتهم العلمية في ألمانيا... نريد الوصول الى مهارات
لم تستغل." وتقول الغرفة الألمانية للصناعة والتجارة ان ألمانيا بحاجة
لنحو 400 ألف عامل ماهر. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وفي مقابلة أخرى مع قناة (زيد.دي.اف) التلفزيونية قال وزير الاقتصاد
الألماني راينر برودرله ان ألمانيا يجب أن تطبق نظام هجرة يعتمد على
النقاط يسمح للعاملين المهرة بدخول البلاد للحد من النقص. وطرحت
اورسولا فون دير ليين وزيرة العمالة فكرة تقليل الحواجز أمام دخول بعض
العاملين الأجانب.
ملفات سرية
من جانب آخر، كشف كتاب جديد يصدر في ألمانيا أن وزارة الخارجية
الألمانية قامت بدور فعال في محرقة اليهود أكثر مما كان يُعتقد في
السابق وظلت ملاذا لدبلوماسيين نازيين سابقين لعشرات السنين بعد الحرب.
ويسرد كتاب "الوزارة والماضي" كيف أن وزارة الخارجية كانت مُدركة
للقتل الجماعي لليهود وأنها "تورطت بشكل فعال" مما يكشف زيف مزاعم قالت
ان أغلب الدبلوماسيين تمكنوا من الحفاظ على طهارة أيديهم. كما أن
الكتاب -الذي يثير ضجة إعلامية في ألمانيا يظهر كيف أن مسؤولين نازيين
سابقين وأنصارا لهم ظلوا محتفظين بمناصبهم بعد الحرب وكيف أن وزارة
الخارجية التي تحظى بالاحترام تمكنت من التستر على الماضي الأسود
لعشرات السنين.
وحتى رغم أن ألمانيا أمعنت التدقيق في حقبة النازية في مراحل مختلفة
منذ عام 1945 فان وزارة الخارجية ظلت بعيدة عن هذه العملية بصورة كبيرة.
وتغير ذلك عام 2005 عندما طالب وزير الخارجية في ذلك الوقت يوشكا فيشر
بالتحقيق. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وقال ايكارت كونتسه وهو واحد بين أربعة مؤرخين كلفهم فيشر بدراسة
تاريخ الوزارة خلال فترة الرايخ الثالث لصالح الكتاب الجديد "شاركت
وزارة الخارجية في جرائم النازية وكانت كمؤسسة أكثر انخراطا في قتل
اليهود." وقال كونتسه لمجلة دير شبيجل "يمكن أن نقول بالفعل ان وزارة
الخارجية كانت منظمة إجرامية." وأضاف أن جميع من في الوزارة كانوا
يعلمون أن اليهود كانوا يقتلون في شرق أوروبا. كما أن التحقيق في ماضي
الوزارة جاء نتيجة لكتاب صدر في 2004 يتعلق بدبلوماسي رفيع يدعى فريتس
كولبه.
الكل مشترك
وبعد الحرب أقيل كولبه من وظيفته في الوزارة ووصف بأنه خائن لأنه
كان جاسوسا لقوات الحلفاء. وكان مسؤولو الوزارة الذين أقالوا كولبه من
وظيفته من النازيين السابقين. وفي الكتاب الذي يصدر في 880 صفحة وسيقدم
في وزارة الخارجية وجد المؤرخون أن "الدبلوماسيين كانوا مطلعين على
السياسات المتبعة مع اليهود في كل الأوقات" وإنهم "شاركوا بشكل فعال"
في القتل الجماعي "في أنحاء أوروبا".
وقال كونتسه ان أحد الدبلوماسيين كتب في تقرير متعلق بمصروفاته ان
الغرض من رحلته هو "تصفية اليهود في بلجراد". ومضى كونتسه يقول "كل من
كان في قسم الحسابات بالوزارة يعلم ما كان يحدث." وأضاف أنه على سبيل
المثال اشترك مسؤولو الوزارة في مفاوضات لترحيل اليهود الى دول مثل
اليونان وفرنسا وصربيا والمجر.
كما وجد المؤلفون أن زعماء ألمانيا الغربية بعد الحرب من كونراد
أديناور وحتى فيلي برانت سمحوا لدبلوماسيين لهم ماض نازي بالبقاء في
مناصبهم. وعادة ما كان يجري تكليف الكثير منهم في دول عربية أو دول
أمريكيا اللاتينية حيث كانت الاحتجاجات العامة نادرة.
طلبة «مزدوجون»
فيما أظهرت إحصائية ان واحدا من كل عشرة طلاب في جامعات ألمانيا له
جذور أجنبية. وعرضت هذه النتائج بمناسبة انعقاد قمة الاندماج التي
تستضيفها دار المستشارية الألمانية سنويا منذ العام 2006 وتهدف لتحسين
سبل اندماج الأجانب في ألمانيا.
ووفقا للدراسة فان 174 ألف طالب من أصول أجنبية، مسجلين في الجامعات
الألمانية وهي نسبة تقدر بـ%11 من إجمالي جميع الطلبة في ألمانيا.
الملفت للنظر في الدراسة ان الكثير من هؤلاء الطلبة الأجانب ينحدرون من
أسر ضعيفة ماديا اذ تقدر نسبتهم بـ %34 مقارنة بـ %13 بين الطلبة
الألمان الذين لهم نفس الظروف الأسـرية. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
ويعتمد هؤلاء الطلاب على الوظائف الجانبية لتعويض الضعف المادي
لأسرهم. وأوضحت الدراسة ان %4 من الطلبة المنحدرين من أصول أجنبية،
يحملون بالفعل جوازات سفر ألمانية وفي مقدمتهم طلبة ينحدرون من روسيا
وبولندا وتركيا وكازاخستان. وأضافت ان %3 من هؤلاء الطلبة لهم أم أو أب
غير ألماني بالإضافة الى نسبة %1 لديهم جنسية مزدوجة.
"فوهرر"
كما أظهرت دراسة تصاعد الآراء اليمينية المتشددة في ألمانيا مع
إبداء واحد من بين كل ثمانية من السكان رغبتهم في ان يروا بلدهم تحت
قيادة زعيم قوي.
ووجدت الدراسة التي أعدتها مؤسسة فريدريتش ايبرت ستيفتونج أن أكثر
من 13 بالمئة من الألمان "يوافقون بشكل عام او بشكل كامل" على ان
المانيا في حاجة الى "فوهرر" -وهو لقب يعني (الزعيم) أطلق على أدولف
هتلر- يحكم البلاد "بقبضة قوية". وبين 2411 شخصا جرى اختيارهم بشكل
عشوائي للمشاركة في الدراسة اعتبر تسعة بالمئة الدكتاتورية "شكلا أفضل
للحكم في ظروف معينة" بينما عبر واحد من بين كل عشرة عن اعتقادهم بأن
الاشتراكية القومية (النازية) لها "جوانب طيبة".
ووصف ستيفن سايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل
الدراسة بأنها "مثيرة للانزعاج". وكاد حزب من أقصى اليمين ان يتخطى
حاجز الخمسة في المائة لدخول البرلمان الألماني في عقد الستينات من
القرن الماضي. واذكت المصاعب التي أحاطت بإعادة توحيد المانيا العنصرية
في عقد التسعينات لكن مثل هذه المجموعات لم تحقق نجاحا يذكر في
الانتخابات في العامين الماضيين. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وتأتي الدراسة بعد شهر من مناقشات حامية بشأن دور المهاجرين
المسلمين في ألمانيا أثارتها تعليقات تحط من قدر الأتراك والعرب أدلى
بها مسؤول بارز بالبنك المركزي الألماني. وقال حوالي 11 بالمائة ممن
شملتهم الدراسة أنهم كانوا سيعتبرون هتلر رجل دولة عظيما لو لم تحدث
المحرقة النازية. وأشارت الدراسة الى ان الألمان من المسنين والذكور
ومن لم يحصلوا على قسط وافر من التعليم هم الأكثر ترجيحا لان يكونوا
عرضة للانجراف نحو اليمين المتطرف.
معدل المواليد
في حين تراجع عدد المواليد في ألمانيا العام الماضي الى أدنى مستوى
له خلال فترة ما بعد الحرب على الرغم من استثمار الحكومة مليارات
اليورو على حوافز لمواجهة تضاؤل عدد السكان في البلاد.
ويبلغ عدد سكان ألمانيا 82 مليون نسمة ولكن معدلات المواليد
المنخفضة يعني ارتفاع متوسط الاعمار مما يعيق نمو اكبر اقتصاديات
أوروبا. كما أوقف الان ايضا مد الهجرة الذي كان يغذي التوسع الاقتصادي
خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بسبب قيود الهجرة الجديدة.
وذكر المكتب الاتحادي للإحصاءات في فيسبادن ان 665126 طفلا ولدوا في
2009 بتراجع عن 682524 طفلا في 2008. وهبط المعدل السنوي للمواليد اكثر
من 100 الف سنويا خلال السنوات العشر الماضية من 770774 مولودا سجلوا
في 1999.
وقال مسؤول في مكتب الإحصاءات ان رقم 2009 كان أدنى عدد للمواليد في
ألمانيا منذ عام 1945 عندما ولد 520 الف طفل. وألمانيا بها واحد من
أدنى معدل للمواليد في أوروبا. ويتوقع خبراء علم السكان ان يتراجع عدد
سكان ألمانيا من 82 مليون نسمة الى نحو 50 مليون نسمة بحلول عام 2050
في الوقت الذي يمكن ان تتجاوزها فيه دول ذات معدلات مواليد متزايدة مثل
فرنسا وبريطانيا في وقت لاحق من القرن الحالي. بحسب وكالة الأنباء
البريطانية.
وطبقت الحكومة نظام (مكافأة الوالدين) في 2007 والذي يصل الى 25 الف
يورو سنويا لتشجيع الزوجين العاملين على إنجاب اطفال. ويكلف هذا
البرنامج دافعي الضرائب أكثر من 3.5 مليار يورو (4.77 مليار دولار)
سنويا. وارتفع عدد المواليد بنسبة عشرة في المائة في 2007 بالمقارنة مع
2006 ولكنه عاد الى الانخفاض مرة أخرى بعد ذلك.
تفوق النساء
كما أظهر إحصاء رسمي في ألمانيا استمرار تفوق عد النساء على عدد
الرجال. ووفقا لبيانات مكتب الإحصاء ألإتحادي في مدينة فيسبادن فإن عدد
الرجال من إجمالي عدد سكان ألمانيا البالغ عددهم 81.8 مليون نسمة بلغ
49% نهاية عام 2009 .
وشهدت العقود الماضية في ألمانيا توازنا ملحوظا بين عدد النساء
والرجال مقارنة بفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ففي عام 1961
كانت الإحصائيات تشير إلى وجود ألف رجل مقابل 1127 امرأة. ووفقا
لبيانات نهاية عام 2009 فإن هناك ألف رجل مقابل 1040 امرأة. ولكن الوضع
يختلف كثيرا بالنسبة للأجانب الذين يعيشون في ألمانيا والذين قدر
الإحصاء عددهم بـ 7.1 مليون نسمة. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأوضح الإحصاء أن 50.9% من الأجانب في ألمانيا كانوا من الرجال
نهاية عام 2009 وهو عدد أقل مما كان عليه الوضع عام 1961 وهي الفترة
التي فتحت فيها ألمانيا أبوابها بشكل كبير أمام العمالة الأجنبية حيث
كان هناك 451 امرأة فقط لكل ألف رجل أجنبي. |