العيد ورسائل الـ (sms)... تنتزع بهجة العيد واعرافه الجميلة

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: بعد أن أتصف العراقيون بشغف القبلات الحارة، وديمومة التزاور في المناسبات السعيدة والحزينة على حد سواء، بات الكثير منهم حاليا يعزفون عن تلك الظاهرة الايجابية صوب وسيلة مستحدثة في التعويض عن مشاعرهم ومجاملاتهم في مثل هذه المناسبات، خصوصا بعد انتشار وسائل الاتصال الحديثة مثل الهواتف النقالة.

فقد اصبحت الرسائل القصيرة الـ((sms تقلص المسافات تنقل التحايا والاشواق بلمح البصر، كما لها مزايا اخرى وحسنات في هذا الصدد، الا انها كانت سبب رئيس في القضاء على عرف اجتماعي كان يسود المجتمع بشكل شامل ويضفي جمالية خاصة في الاعياد، تمثلت على مدى عقود من الزمان في التزاور بين الاحبة والاصدقاء والاقارب، الامر الذي جعل من تلك خدمة الرسائل القصيرة افرازات سلبية خاصة، بحسب راي الكثير من المواطنين.

وداد راهي معلمة، تصف رسائل العيد بانها اشبه ما تكون بباقات ورد نطرزها على صدور من نحبهم خصوصا وان تلك الرسائل تأتي في اطار مناسبات محددة مثل ايام الاعياد والمناسبات، حيث قالت، "تترك تلك الرسائل علامات مهمه وانطباع ايجابي في نفسي ممن اراسلهم، وتحمل بين طياتها عنوان للذكرى وعدم تجاهل لمن ابعث اليه برساله".

واضافت لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "ناهيك عن كون تلك الرسالة تغنيك عن قطع المسافات البعيدة، لاسيما وان بعض الاصدقاء والاقارب يعيشون في دوله مختلفة وبعيدة عنا، ونفس الشيء ينطبق على الاصدقاء والاقارب الذين هم يسكنون في محافظات العراق المختلفة".

وتتابع، "توفر لك تلك الخدمة حالة التواصل مع الجميع وانته في مكانك وتوفر لك مزايا اقتصادية وتغنيك عن مشاق السفر مثل الزحام وغيره".

اما الاستاذ سمير كاظم لا يحبذ هذا النوع من التخاطب او التواصل على اعتبار ان هناك ثمة طرق اخرى للاتصال من وجهة نظره وهو يفضل البقاء على الطرق التقليدية لأنها بحسب رأيه، هي الاصلح والانسب لخلق قاعدة اجتماعية وانسانية، حيث قال، "ان كل الامور الطارئة هي في عداد الفاقدة للهوية او الشرعية الانسانية، فعندما ابعث برسالة او أتصل بالموبايل لن استطيع التواصل مع من أحب بشكل حقيقي وتفاعلي، ماديا او روحيا".

واضاف، "التواصل بالطرق التكنلوجية اشبه بالأحلام او خيالات سرعان ما تتلاشى او تذوي حالما تنتهي الرسالة او ينقطع الاتصال اللاسلكي".

فيما قال فيصل جاهل، "من المهم بمكان ان نضع برامج وخطط هدفها استثمار حالة التطور بشكل صحيح وسليم خصوصا ونحن بصدد مناقشة ظاهرة الرسائل النصية التي برزت الى السطح وبشكل مفاجئ نتيجة الانفتاح الاقتصادي والمتغيرات الاجتماعية الحاصلة في العراق".

 ويتابع حديثه مع (شبكة النبأ المعلوماتية)، "اليوم احوج ما يكون الى زرع بذر التقارب واللحمة بين مكوناته الاجتماعية على اساس تنمية حالة التواصل الاسري من خلال التزاور والتقارب، وان تكون مناسبة العيد فرصة مهمة للخروج من خانة التخندق والرتابة والايقاع الحياتي الثابت".

ويضيف، "الا ان هذا المعنى قد لا يغنينا عن فرصة استخدام الرسائل النصية وتهنئة بعض ما نحب ممن هم خارج العراق او في محافظات العراق البعيدة نسبيا، لان هذا المعنى قد يكسر طابع الجمود في العلاقات وينميها على امل ان يكون هذا التوجه بديل مناسب الى حدا ما الا انه يقيننا لن يكون بمستوى تقاليدنا الاجتماعية التي توكد على ضرورة محاكة الواقع بكل مباشر وتفصيلي".

عقيل محسن مواطن من اهالي مدينة كربلاء المقدسة، علق قائلا، "ما من شك بأن التكنلوجيا الحديثة بمجملها تمتلك صفة المزاوجة بين الفائدة والمضار، وقد لا نستثني من تلك المعادلة مسالة الرسائل النصية التي باتت تشكل حيز كبير في مسرى حياتنا اليومية فهي تنقل عبر الاثير مشاعرنا الى الاحبة والاصدقاء، ومن خلالها نتواصل في الاعياد والمناسبات".

واضاف خلال حديثه لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "الى ذلك موضوعة المشاركة في البرامج التلفزيونية والمسابقات والى ما الى ذلك من الامور الاخرى التي تدخل في خانة الجانب المعاكس وهي تكاد ان تميل الى رصد المضار الاجتماعية المتوقعة حسبما تفرزه حالة الفتور النسبي في العلاقات الاجتماعية، لاسيما ونحن نستبدل مزايا القاء المباشر ببعض الكلمات الجافه.

الى ذلك علَق عقيل محسن، وهو مواطن من اهالي مدينة كربلاء المقدسة، قائلا، "ما من شك بأن التكنلوجيا الحديثة بمجملها تمتلك صفة المزاوجة بين الفائدة والمضار، وقد لا نستثني من تلك المعادلة مسالة الرسائل النصية التي باتت تشكل حيز كبير في مسرى حياتنا اليومية فهي تنقل عبر الاثير مشاعرنا الى الاحبة والاصدقاء، ومن خلالها نتواصل في الاعياد والمناسبات".

واضاف خلال حديثه لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "لكن دون شك تسبب استعمالات التقنية بشكل كبير مضار اجتماعية متوقعة، تفرز حالة الفتور النسبي في العلاقات الاجتماعية، لاسيما ونحن نستبدل مزايا القاء المباشر ببعض الكلمات الجافة".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 20/تشرين الثاني/2010 - 13/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م