العيد لمن غفر له

حسن الأنصاري

يوم غد هو اليوم الأعظم لحجاج بيت الله الحرام حيث الوقوف بعرفات، وهنيئا للذين يتقبل الله عز وجل منهم التوبة والمغفرة وهم يغسلون أرواحهم وأبدانهم من الرجس والدنس فتمحى منهم الأعمال السيئة والمعاصي لتحفظ لهم الأعمال الصالحات وبعدها يبدأ عداد الحساب من جديد.

هذه الوقفة بين يدي الخالق فرصة قد لا تتكرر في عمر المسلم المؤمن، أما من لا عهد له مع الله ولا صدق ولا وفاء وتغلبه النفس الأمارة بالسوء بعد تلك الوقفة فما له إلا مشقة وتعب يوم عرفات!

من المناسب أيضا أن نقف اليوم لتقديم بعض التأملات لما فيها خير الدنيا والآخرة:

قيل لأحد الحكماء: خذ حظك من الدنيا، فإنها فانية زائلة عن قريب. فقال الحكيم: الآن وجب ألا آخذ حظي منها.. وروى الصدوق (عليه الرحمة) عن الصادق من آل محمد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن عيسى بن مريم عليه السلام مر بقبر كان يعذب صاحبه ومر به ثانية بعد سنة فرأى أن العذاب قد رفع عنه، فقال: اللهم إني قد مررت بهذا القبر قبل سنة وكان صاحبه يعذب ومررت به في هذه السنة فوجدته مرفوع العذاب، فأوحى إليه أن يا روح الله، كان لصاحب هذا القبر ولد صغير، فبلغ سن الرشد وأصلح طريقا للمسافرين والمارة وآوى يتيما فرحمت أباه وغفرت له لما عمله ولده من خير وبر(منازل الآخرة ص 47).

رحمة الله ومغفرته تحيطان الانسان في الدنيا وفي عالم البرزخ وأيضا ينقل المرء من درجته إلى درجة أعلى بالعمل الصالح وثقل ميزان أعماله. ويؤكد الكثير من الروايات أن الصلاة على النبي وإن كانت كتابة فإنها تزيل من السيئات والمعاصي.

روى الشيخ الصدوق عن الامام الرضا عليه السلام أنه قال: «من عجز عما يزيل معاصيه وسيئاته فليكثر الصلوات على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى آله لأن الصلوات تحطم المعاصي وتبيد السيئات». (بحار الأنوار).

كل عام وأنتم بخير وعيد المرء حين تمحى عنه المعاصي والسيئات ويغفر له، اللهم صل على محمد وآل محمد.

www.aldaronline.com

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 14/تشرين الثاني/2010 - 7/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م