الارض في اغلال الاحتباس الحراري

التغيير المناخي يهدد الفقراء وزيادة السكان يفقم الاستهلاك الاحفوري

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: تتزايد المخاوف من ما ستؤدي اليه المخلفات الصناعية والحرائق والتخلف الذي يعيشه العالم حيث إن أكثر الدول لا تهتم بهذه الأسباب التي تزيد من التلوث وهذا ما يؤدي بدوره الى تدمير الجو والغلاف الجوي الأرضي مما يخلق ازمة عالمية تؤدي بدورها الى إحداث الضرر بالبشرية وكثرة الأمراض وانتشارها بصورة مخيفة.

ولكن العديد من الجمعيات التي تدافع عن الطبيعة وتخشى ما تخشاه من حدوث كارثة عالمية في تلوث الجو على التنبيه والتحذير من الأمور ستزداد اذا لم يتم الانتباه لما يدور الآن من عدم اهتمام وتقصير في حماية البيئة، كذلك توجه دعوة الى الدول المتقدمة على مساعدة الدول النامية في التحسين من جوها والتقليل من مسببات التلوث.

قلق عالمي

حيث دعا ألامين العام للمنظمة العالمية للمناخ ميشال جارو الى تكثيف الجهود ضد ارتفاع حرارة الأرض، وذلك على هامش مؤتمر في بوغوتا. قال جارو "نحن قلقون جدا".

واضاف "من المهم اتخاذ اجراءات باسرع وقت ممكن" مضيفا "في حال انتظرنا فان النتائج ستكون اخطر وتكاليف التأقلم ستكون اكبر ايضا بالنسبة لعدد كبير من الدول". ودعا الى اتخاذ الاجراءات الضرورية من اجل "تخفيف" ارتفاع حرارة الارض. بحسب وكالة فرانس برس.

وقال ايضا "حتى مع تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة سيكون هناك مع ذلك تغيير مناخي" مضيفا ان "على المزارعين ان يؤقلموا زراعاتهم" وكذلك المؤسسات الصحية لمواجهة ظهور امراض جديدة مرتبطة بالتغير المناخي.

جمع 100 مليار دولار

من جانبه قال رئيس وزراء النرويج ينس شتولتنبرج ان مجموعة استشارية تابعة للامم المتحدة وافقت على ان المهمة ستكون صعبة لكنها ممكنة بالنسبة للدول الغنية لكي تجمع 100 مليار دولار كما هو مزمع سنويا اعتبارا من عام 2020 لمساعدة الدول الفقيرة على محاربة التغير المناخي.

وقال شتولتنبرج الذي شارك في رئاسة اجتماع ختامي لكبار الخبراء في اديس ابابا مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ان فرض عقوبات أعلى على انبعاث الكربون يجب ان يكون مصدرا رئيسيا لجمع الاموال. وقال شتولتنبرج لقمة رويترز عن المناخ العالمي والطاقة البديلة "خلصنا الى انها (مهمة) صعبة لكنها ممكنة لجمع 100 مليار دولار."

ووافقت الدول الغنية في قمة كوبنهاجن في ديسمبر كانون الاول 2009 على استهداف جمع 100 مليار دولار سنويا من عام 2020 لمساعدة الدول الفقيرة على تقييد انبعاث الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض والتكيف مع الاثار المحتملة مثل الفيضانات والجفاف والانهيارات الأرضية وارتفاع منسوب مياه البحار.

لكنها لم تتفق على كيفية عمل ذلك ولم تقطع أي دولة تعهدات راسخة في المدى البعيد بتقديم أي أموال. وستنشر المجموعة الاستشارية التابعة للأمم المتحدة التي عينها الأمين العام بان جي مون في مارس آذار لكي تتقدم بأفكار تقريرا نهائيا في أوائل نوفمبر تشرين الثاني. وقال شتولتنبرج ان المجموعة ستقدم توصيات لكنها لن تكون خطة كاملة. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وقال شتولتنبرج "لن يكون هذا مشروع خطة بصيغة دقيقة عن كيفية جمع 100 مليار دولار."

وأضاف "سنقدم بعض العمل التحليلي وبعض الإرشادات ونختصر الخيارات المختلفة التي نعتقد انها الأكثر واقعية والأكثر إمكانية للتحقق."

التركيبة السكانية والنمو السكاني

بينما ذكر باحثون أن العالم سيصبح على الأرجح مكانا أكثر ازدحاما بحلول عام 2100 وان التغيرات في التركيبة السكانية في هذا النمو السكاني - أي عدد الأشخاص وأعمارهم وأماكن إقامتهم - ستؤثر على الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

ويرى الباحثون ان تباطؤ النمو السكاني قد يكون له أثر عميق على مستوى انبعاثات ثاني اكسيد الكربون من استخدام الوقود الحفري لكن هذا لن يكون كافيا بمفرده لمنع التأثير الأشد حدة للتغير المناخي. ويشير العلماء منذ وقت طويل إلى وجود صلة بين النمو السكاني وزيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لكن الابحاث السابقة لم تركز على التغيرات في التركيبة السكانية التي ستسير على الأرجح إلى جانب الزيادة في أعداد الأشخاص.

وذكر باحثون من الولايات المتحدة وألمانيا والنمسا في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (Proceedings of the National Academy of Sciences) أن من المتوقع ان يصبح سكان العالم اكبر سنا بوجه عام ومن المرجح ان يعيش المزيد من الأشخاص في منازل اصغر حجما بدلا من العيش ضمن عائلات كبيرة. ولكن كم سيكون عدد الأشخاص وقتها؟ يرى الباحثون ثلاثة سيناريوهات وهي استمرار المعدلات الحالية التي ستؤدي إلى زيادة قدرها ملياري شخص بحلول عام 2050 أو مسار نمو أبطأ قد يعني زيادة بنحو مليار شخص او مسار نمو أسرع قد يؤدي إلى زيادة عدد السكان بنحو ثلاثة مليارات بحلول عام 2050. وهذا سيعني ان عدد سكان الأرض سيكون نحو تسعة مليارات شخص بالمقارنة بأكثر من ستة مليارات حاليا.

وقال الباحثون إن المسار الخاص بالنمو الابطأ قد يؤدي إلى خفض الانبعاثات بما بين 16 و29 في المئة من الكمية اللازمة لمنع درجات الحرارة على مستوى العالم من التسبب في تأثيرات خطيرة. وأضافوا ان وجود تركيبة سكانية من كبار السن مع مشاركة اقل في القوى العاملة قد يؤدي الى خفض الانبعاثات بنحو 20 في المئة في بعض الدول الصناعية. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وبوجه عام فانه كلما زاد عدد الأشخاص كلما زاد استخدامهم من الوقود الحفري الأمر الذي يتسبب في المزيد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. لكن برايان اونيل من المركز الوطني الامريكي لأبحاث الغلاف الجوي وأحد المشاركين في الدراسة قال إن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية وعلى وجه الخصوص في الدول النامية سيستخدمون المزيد من الكتلة الحيوية كوقود بدلا من الوقود الحفري مثل الفحم والنفط. لذلك فان أي هجرة رئيسية من الريف إلى العيش في الحضر سيعني على الأرجح استخداما اكبر في الوقود الحفري لا سيما في العالم النامي.

الصين تتجاهل

الصين التي تحوي على اكبر تجمع سكاني في العالم وتعتبر اكبر ملوث للمناخ اتهمها أكبر مبعوث أمريكي معني بالمناخ بمحاولة تقويض الالتزامات التي تعهدت بها لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في أحدث جولة من المحادثات الدولية بشأن تغير المناخ.

وقال تود ستيرن ان الصين - التي احتلت مكان الولايات المتحدة كأكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري - يجب ان تحترم التعهدات التي قطعتها على نفسها في اتفاق كوبنهاجن العام الماضي كما تجب معاملة بكين مثل الدول الملوثة الكبرى الأخرى. وقال ستيرن في كلمة أعدت لإلقائها بجامعة ميشيجان ان المفاوضين الصينيين "يتصرفون تقريبا كما لو ان الاتفاق لم يبرم ويصرون على التعهدات الملزمة قانونا للدول المتقدمة والأفعال التطوعية فقط حتى بالنسبة للأسواق الناشئة."

وحددت الصين - بحسب الاتفاق - هدفا لخفض انبعاثات الكربون بنسبة تتراوح بين 40 و45 بالمئة مقارنة مع مستويات عام 2005 . وتأتي تصريحات ستيرن - المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية المعني بتغير المناخ - قبل اقل من شهرين من الاجتماع التالي رفيع المستوى بشأن تغير المناخ في كانكون بالمكسيك. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

واجتمع المفاوضون الدوليون في مدينة تيانجين الصينية في محاولة لوضع أرضية عمل مشتركة لاتفاق عالمي جديد بشأن المناخ العام القادم لكن المحادثات تعثرت بعد ان اختلفت الصين مع دول متقدمة أخرى بشان كيفية توزيع المسؤولية عن عمليات خفض انبعاثات الغازات.

أميركا تساهم

كما أفادت المديرة المنتدبة لبرنامج «ميكونغ للصندوق العالمي للحياة البرّية» الآسيوي، دكيلا تشونغيالبا، بأن شركة «كوكا كولا» الأميركية و «الصندوق العالمي للحياة البرّية»، وهو منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة، درسا خلال الأعوام الأربعة الماضية كيفية مساعدة الأنظمة البيئية في دلتا نهر ميكونغ (الذي ينبع في الصين ويعبر 5 دول آسيوية هي بورما ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام) للاستجابة لارتفاع مستوى سطح البحر، وغيرها من تحديات تغيّر المناخ.

وبحثت الدراسة في كيفية تمكّن متنزه «ترام شام» الفيتنامي القومي من التكيّف مع ارتفاع منسوب مياه البحر، وهي مشكلة كانت المنظمات المحلية تستجيب لها عادة عبر بناء الحواجز، كالجدران والسدود، لإبعاد المياه المالحة. ووجدت ان النظام البيئي تكيّف في شكل أفضل بكثير عندما أزيلت الحواجز التي تهدف إلى حماية المنطقة، وتمت استعادة الانسياب الطبيعي للنظام البيئي وتدفق المياه وازدادت أعداد الأسماك، لأنه كانت لديها حرّية حركة أكبر.

وأوضحت تشونغيالبا أن الأراضي الرطبة تشكل إحدى الحواجز المثالية الطبيعية للأنهار، لأنها «تنظّم تدفق المياه وتوفر المواد الغذائية وتساعد في إزالة التلوث المهم من روافد الأنهر». وأضافت ان «الصندوق العالمي للحياة البرّية» والشركة الأميركية، يحاولان الوصول إلى الصناعات الكبيرة المهتمة بدلتا نهر الميكونغ، مثل صناعة الملابس، لتشجيعهم على الانضمام إلى فرق عمل الشركات التي ستجري أبحاثاً حول سبل الاستـجابة لتغيّر المناخ. بحسب وكالة فرانس برس.

وفي مشروع منفصل، يقوم مركز «باتوكسبت» لأبحاث الحياة البرّية التابع لـ «الهيئة الأميركية للمسح الجيولوجي» بتركيب محطات رصد في دلتا النهر، لدراسة كيفية استجابة غابات المانغروف للارتفاع في مستوى سطح البحر عبر قياس تغيّرات مستوى الأراضي بالنسبة إلى مستوى سطح البحر المحلي. ورُكبت محطات الرصد الأولى في تموز (يوليو) الماضي، على ان يجري الرصد على مدى العقود المقبلة، ويتوقع بناء محطات إضافية.

وأوضح مدير «مركز العلوم المائية» التابع لـ «الهيئة الأميركية للمسح الجيولوجي» في ولاية لويزيانا الأميركية، تشارلي ديماس، أن نماذج تغيّر المناخ تتوقع أن يرتفع منسوب مياه البحر بين متر واحد ومترين خلال السنوات المئة المقبلة.

محصول الرز مهدد

وأكد الباحث في مركز «ستيمسون» الأميركي، تيم هاملين، أن هذا الارتفاع لمستوى المياه أو التغيرات المتعلقة به يمكن ان تسبب انخفاضاً في محاصيل الرز، ما قد يثير قلقاً بالغاً حول الأمن الغذائي في منطقة يتواجد فيها أهم منتجي الرز عالمياً. وأضاف إن هذا الوضع سيصبح أسوأ إذا شيّدت السدود على النهر، لأن من شأنها أن تقلل تدفّق الطمي الذي يترسب في الدلتا عند أسفله، ويتراكم في الأراضي الساحلية، ويوفر المصدر الرئيس للمواد الغذائية لإنتاج الرز. وأردف ان المشكلة تتفاقم نتيجة نسبة الأمطار السنوية الغزيرة التي تتسبب في حدوث الفيضانات في هذه المنطقة المنخفضة التي تتعرض تربتها للانجراف.

وأضاف هاملين ان بعض السيناريوات يشير الى احتمال زيادة الفيضانات، وكذلك الجفاف، وقد تنتشر كميات إضافية من المياه المالحة في الأراضي الزراعية، ما يجعلها غير صالحة للزراعة. ولفتت تشونغيالبا الى ان ما بين 8 ملايين و10 ملايين نسمة قد ينزحون في نهاية المطاف من المناطق المهددة.

وتتولى «شراكة الأنهر الشقيقة» بين «لجنة نهر ميكونغ» الآسيوية و «لجنة نهر مسيسيبي» الأميركي درس تخفيف آثار تغير المناخ والتكيّف معه. ويعمل الباحثون في جامعة «كان ثو» الفيتنامية على جمع البيانات والتنسيق مع «الهيئة الأميركية للمسح الجيولوجي» لتطوير برامج كومبيوتر لنماذج التوقعات لنهر الميكونغ، التي ستكون متوافرة عبر الإنترنت. وتُطور هذه البرامج لإظهار أثر التغيّر المناخي والتحدّيات الأخرى في حوض النهر. وأوضحت المسؤولة في مكتب وزارة الخارجية الأميركية عن «مبادرة دلتا ميكونغ السفلى» تانيا روجرز، ان النموذج سيظهر النتائج المتوقعة على النهر إذا ارتفعت درجات الحرارة أو شيّدت السدود.

ورعت وزارة الخارجية الأميركية في تموز (يوليو) الماضي جولة مدتها ثلاثة أسابيع في الولايات المتحدة لمهنيين من فيتنام ولاوس وتايلاند وكمبوديا، تركزت على إدارة تجمّعات المياه، وشملت مواضيع حول اكتساب فهم أفضل لتغيّر المناخ والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتحقيق في إيجاد سبل للاستجابة والتكيّف على نحو فعّال. وأوضحت روجرز إن وزارة الخارجية تأمل في المستقبل ان تنقل مسؤولين حكوميين من تايلاند ولاوس وكمبوديا وفيتنام إلى الولايات المتحدة للمشاركة في معلومات حول إدارة تغير المناخ.

إلى ذلك، تطمح «مبادرة شراكة وصول الميثان إلى الأسواق» التي تقودها «الوكالة الأميركية لحماية البيئة» إلى امتصاص غاز الميثان من الجو، لأن مساوئه على احتباس الحرارة تتجاوز غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 23 ضعفاً. وباشرت «وكالة حماية البيئة» والمنظمات الشريكة التي تعمل في تايلاند وفيتنام، في تحديد إمكان استخدام «الهضم اللاهوائي» لمعالجة نفايات الثروة الحيوانية، كاستراتيجية للحد من انبعاثات غاز الميثان. وركّب 11 مشروعاً تجريبياً في تايلاند و3 مشاريع في فيتنام، لاحتجاز غاز الميثان المنبعث من مزارع الخنازير، واستخدامه للتدفئة والطهو.

وأوضحت المديرة في «مجموعة الدعم الإداري لشراكة وصول الميثان إلى الأسواق» أشلي كينغ، أن «وكالة حماية البيئة» ومجموعات أخرى ستستخدم في المستقبل جهود التثقيف والسياسات الحكومية لتشجيع الاستخدام الواسع النطاق للهضم اللاهوائي، والتحقيق حول خيارات التمويل المختلفة.

تراجع المخاوف

فيما تراجعت المخاوف حيال تلوث نهر الدانوب في المجر فيما بدا التلوث ينحسر بعد التسرب الكيميائي الخطير الذي أدى الى تدفق وحول سامة ومقتل سبعة أشخاص.

وصرح رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان في صوفيا "الخبر السار هو إننا تمكنا من السيطرة (على الأزمة) والمرجح هو ان المياه التي تهدد البيئة لن تتدفق الى الدانوب، حتى على الاراضي المجرية". وأفادت التحاليل الى ان مستوى حموضة الدانوب في كوماروم (80 كلم) غرب بودابست) بلغ 8,5 على مقياس من 14، على ما اكدت المتحدثة باسم أجهزة الطوارئ جيورجي توتوس.

وهذه النسبة تفوق المعدل الطبيعي بقليل حيث يتراوح بين 7 و8 درجات لكن لن تكون لها عواقب مضرة بالنظام الحيوي بحسب المتحدثة. وفيما يبدو ان ثاني اطول نهر في اوروبا بعد الفولغا تجنب الاسوأ، ارتفعت حصيلة الخسائر البشرية الى سبعة قتلى. وعثر على جثة مفقودين اثنين في ديفيكسير بحسب رئيس أجهزة الإغاثة تيبور دوبسون. وتوفي رجل في ال79 متأثرا بجروحه في مستشفى في فيزبريم، على ما ذكرته أجهزة الطوارئ وإدارة المستشفى.

وقتل أربعة أشخاص من بينهم طفلة بعمر 14 شهرا نتيجة سيل الوحول الحمراء التي تدفقت من خزان تابع لمصنع للبوكسيت والالومنيوم تملكه شركة مال، يقع في منطقة اجكا (160 كلم غرب بودابست). وانهار حائط الخزان ما ادى الى تدفق سيول من الوحل السام على سبع قرى مجاورة. وأدت الحادثة غير المسبوقة في المجر الى إصابة 150 شخصا بجروح فيما لا يزال شخص واحد مفقودا.

وما زالت أسباب الكارثة مجهولة لكن الحكومة والمنظمات البيئية على غرار غرينبيس اتهمت شركة مال بوضع كمية مفرطة من الوحل الأحمر في الخزان. وقال مدير غرينبيس-المجر زولت زيغفالفي ان صور الأقمار الصناعية أظهرت وجود شرخ في الحائط قبل يوم من الحادثة. وفيما اعتبر الخبراء ان الأثر القلوي في الدانوب لن يدوم طويلا، فانه ينبغي تقصي نسبة التلوث بالمعادن الثقيلة على غرار الكروم.

وقال الكيميائي في غرينبيس هيرفيغ شوستر في مؤتمر صحافي في فيينا "هناك خطر ان يؤثر التلوث على البيئة والسلسلة الغذائية بصورة دائمة". وأشارت التحاليل الميدانية التي اجرتها المنظمة الى ان "مستوى الزرنيخ بلغ 110 ملغ/كلغ وهو ضعفا مستواه الطبيعي. كما كانت نسبة الزئبق مفرطة ويمكن ان تمتصه الأسماك". بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وطلبت الحكومة المجرية رسميا من الاتحاد الأوروبي مساعدة الدفاع المدني الأوروبي. وتريد بودابست إرسال "ثلاثة الى خمسة خبراء" متخصصين في الوحول السامة وإزالة التلوث والبيئة. فبعد تنظيف المنازل والشوارع بدأ عناصر الإطفاء والمتطوعون بالعمل في الحقول المجاورة. وتأمل السلطات في إتمام الحيز الأكبر من أعمال التنظيف في كولونتار وديفيكسير.

واقترحت شركة مال التي تملكها مجموعة من أثرى أثرياء المجر تقديم 110 آلاف يورو تعويضات للعائلات المتضررة من الحادث، اي 360 يورو لكل عائلة.

وعرض من جهة أخرى الملياردير الأميركي المجري الأصل جورج سوروس مليون دولار للمساعدة على إعادة الاعمار. وقال "على المجر وضع إجراءات وقائية لضمان عدم تكرار حادث كهذا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 11/تشرين الثاني/2010 - 4/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م