اليمن في طوافة النجاة الامريكية

في مواجهة حرب القاعدة

 

شبكة النبأ: يرى محللون في شؤون الإرهاب لن يحل أي من الغزو أو الضربات الجراحية مشكلة إرهاب القاعدة في اليمن، أو يجعل الولايات المتحدة أكثر أمنا وإن الحظ حالف واشنطن وحلفاءها ثلاث مرات هذا العام، لكن الاعتماد على ذلك الحظ ليس بالرهان السليم أو الآمن.

من جهة اخرى تنظيم القاعدة الذي يتمركز في اليمن من جهته يعمل على تفادي الأخطاء التي ارتكبها من قبل، خصوصا الاخطاء التي صدف وقوعها في العراق، عندما تبنى قيادة التنظيم اشخاص من غير العراقيين.

حيث ان قاعدة اليمن يقودها أشخاص ينتمون إلى المناطق التي ينشط فيها التنظيم، وبدلا من إقصاء القبائل والعشائر كما فعل التنظيم في العراق، يقوم الفرع اليمني بدمجهم في صلب نشاطاته.

وفي الوقت الذي كيّف فيه الجيش الأميركي نفسه للقتال، فإن تنظيم القاعدة هو الآخر يقوم بدوره ويتخذ اللازم لتغيير طرقه وأساليبه.

إن قيادة القاعدة في جزيرة العرب هي حصريا للسعوديين واليمنيين، وأن بعض المحللين يعتبرون القاعدة في اليمن المؤسسة الأفضل تمثيلا، وتتفوق في ما يتعلق بـ المستوى الاجتماعي والانتماء العشائري والهوية الإقليمية على أي مجموعة أو حزب يمني.

وعلى الصعيد الحكومي بات ينظر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي كان جزءا من الحل بخصوص القاعدة، على أنه جزء من المشكلة فيما يتعلق بالإصلاحات وقد تقلصت المساعدات المالية الأميركية إلى مستوى محرج.

كما تحول اهتمام الحكومة اليمنية كذلك، فبدلا من العمل على تأمين النصر حولت انتباهها ومقدراتها العسكرية ضد تمرد عسكري في أقصى شمال البلاد بدأ في صيف 2004. وهكذا وبعد اندلاع الحرب الأهلية تارة وتوقفها مرة أخرى لست جولات منذ ذلك الحين أدى ذلك إلى استنزاف خزينة البلاد وتفاقم التمرد القبلي.

التقرير التالي يبين اهم نشاطات القاعدة في اليمن وأهم الجراءات التي تتخذ هناك في ردع التنظيم.

رؤية أوباما

فقد اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما تصميمه على تدمير تنظيم القاعدة في اليمن بعد اكتشاف طردين مشبوهين في بريطانيا ودبي ارسلا من اليمن ويحويان على ما يبدو مواد متفجرة موجهة الى اماكن عبادة يهودية في شيكاغو.

واكدت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي ان الطرد المكتشف في مطار ايست ميدلاندز وسط انكلترا يحتوي فعلا على مواد متفجرة.

واضافت ان تحقيقا يجري حاليا لمعرفة ما اذا كانت هذه المواد عبوة ناسفة صالحة للاستخدام.

واعلن اوباما موقفه بعد الانذار العالمي الذي تسبب به اكتشاف هذين الطردين على متن طائرتي شحن والمخاوف من اعتداءات تستهدف الولايات المتحدة.

وقال اوباما من البيت الابيض اريد ان اعلم الاميركيين بتهديد ارهابي حقيقي يطال بلدنا. واضاف ان فحصا دقيقا لهذين الطردين يدل على انهما يحويان على ما يبدو على متفجرات.

واوضح ان هذين الطردين كانا موجهين الى اماكن عبادة يهودية في شيكاغو معقله الانتخابي حيث من المقرر ان يمضي في اطار جولة اخيرة على الولايات الاميركية قبل الانتخابات التشريعية المقررة. بحسب فرانس برس.

ولا يزال التحقيق جاريا. لكن ارسال الطردين من اليمن يوجه الشكوك الى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي حاول سابقا استهداف الولايات المتحدة خصوصا عبر محاولة الاعتداء الفاشلة التي نفذها شاب نيجيري لتفجير طائرة كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت يوم عيد الميلاد من العام الماضي.

وقال الرئيس الاميركي سنواصل تعزيز تعاوننا مع الحكومة اليمنية بهدف احباط اعتداءات جديدة وتدمير تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

واشار الى ان مستشاره لمكافحة الارهاب جون برينان تحدث الى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

واعلن البيت الابيض الجمعة ان الرئيس باراك اوباما ابلغ مساء الخميس بـ تهديد ارهابي محتمل يستهدف الولايات المتحدة. واتخذت هذه المعلومات الجمعة ابعادا دولية بانذارات اطلقت في دبي واوروبا والولايات المتحدة.

وذكرت وسائل الاعلام الاميركية ان هذه الطرود المشبوهة تحوي على ما يبدو البنتريت وهي مادة شديدة الانفجار استخدمت في الاعتداء الفاشل في عيد الميلاد التي قام بها الشاب النيجيري.

وقال مسؤولين اميركيين ان الطرد الذي تم اعتراضه في بريطانيا يحوي طابعة تم تغيير عبوة الحبر فيها لاخفاء متفجرات. واضاف المصدر نفسه ان الطرد الذي اكتشف في دبي يحوي هواتف نقالة وقطعا من انواع الصواعق واجهزة التفجير.

واكدت صنعاء استعدادها للتحقيق في الطردين اللذين ارسلا من اليمن، حسبما ذكر مسؤول يمني لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته.

وقال مصدر رسمي في صنعاء ان اليمن سيواصل جهوده في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون مع المجتمع الدولي. واضاف المتحدث الذي نشرت تصريحه وكالة الانباء اليمنية ان ما يدفع اليمن الى الاستمرار في مكافحة الارهاب هو انه آفة تهدد امن وسلامة الجميع.

من جهة اخرى، اكد المصدر نفسه ان اجهزة الامن وسلطات الطيران المدني باشرتا التحقيقحول الطرود المشبوهة بالتنسيق مع الاجهزة المختصة في كل من دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الاميركية. واشار الى انه فور التوصل الى اي نتائج سيتم الاعلان عنها في حينه.

وكان وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي اكد ان ما بين 300 و400 عنصر من القاعدة ينشطون بشكل فاعل في عدة محافظات يمنية. وقال صعب ان نقول كم العدد بالضبط لكن العدد الفاعل هم في حدود المئات  من ثلاث الى اربعمئة.

وعبر البيت الابيض عن شكره للسعودية التي سمحت بالحصول على المعلومات المتعلقة بتهديد قريب مصدره اليمن.

واكدت صحف بريطانية عدة السبت ان جهاز الاستخبارات البريطاني (ام آي 6) ابلغ الولايات المتحدة بالتهديد.

وقالت صحيفة ديلي تلغراف ان الاستخبارات البريطانية اكتشفت وجود طرود بفضل معلومات قدمها احد عملائها مسؤول عن شؤون اليمن.

وذكرت الغارديان من جهتها ان الاستخبارات البريطانية ابلغت واشنطن بالامر على الفور.

وفي اطار الاجراءات الامنية المعززة، تم تفتيش طائرتين متوقفتين في مطار فيلادلفيا ونيوآرك.

وقبل ساعات، رافقت مقاتلات كندية ثم طائرات "اف-15" اميركية طائرة ركاب تابعة لشركة الامارات قادمة من دبي ومتوجهة الى نيويورك.

واعلنت شركتا البريد السريع الاميركيتان "يو بي اس" و"فيديكس" وقف خدماتهما انطلاقا من اليمن.

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية ان السلطات البريطانية تدرس بشكل عاجل فرض اجراءات امنية جديدة على طائرات الشحن القادمة من اليمن.

وكانت بريطانيا علقت الرحلات المباشرة القادمة من هذا البلد في كانون الثاني/يناير الماضي.

طلب مساعدة

من جهته قال وزير خارجية اليمن ابو بكر عبد الله القربي ان بلاده تحتاج الى مزيد من المساعدة من حلفائها لمحاربة القاعدة وذلك بعد أيام معدودة من اعلان التنظيم مسؤوليته عن ارسال طردين ملغومين جوا الى الولايات المتحدة.

ويتعرض اليمن لضغوط من واشنطن للقضاء على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لكن البلاد تواجه أيضا تمردا شيعيا متقطعا في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب.

واكتشف الطردان الملغومان المرسلان الى الولايات المتحدة جوا في كل من بريطانيا ودبي قبل اسبوعين واعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن مسؤوليته عن المؤامرة الفاشلة.

وساعدت واشنطن اليمن في استهداف المتشددين لكن صنعاء تقلق من اي تدخل أمريكي معلن أكثر من ذلك يمكن ان ينفر المواطنين اليمنيين العاديين ويعزز موقف القاعدة. وتقدم بعض الدول الغربية الاخرى المعونة لليمن.

وقال القربي لقناة العربية التلفزيونية الفضائية ان من يريد مساعدة حكومة اليمن فعليه ان يساعد في بناء القوات اليمنية لتحارب الارهاب ويقدم لقواته الامنية التدريب والمعدات وأيضا الدعم اللوجستي في الاتصالات والنقل. حسب رويترز

وقال وزير الخارجية اليمني لصحيفة ذا ناشونال المحلية الناطقة بالانجليزية " الولايات المتحدة تتعاون مع اليمن في الاستخبارات لكن قوات الامن اليمنية هي التي تنفذ العمليات."

وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته أيضا عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب متجهة الى الولايات المتحدة يوم عيد الميلاد من العام الماضي كما قام بمحاولة فاشلة لاغتيال مسؤول أمن كبير في السعودية.

وأثنى القربي على جهود قوات الامن اليمنية حتى الان في محاربة الجماعات المتشددة بالنظر للموارد التي تملكها.

ونقلت الصحيفة عن القربي قوله في أبوظبي أعتقد ان قوات امننا حققت الكثير في التصدي للقاعدة.

وفي بيان أصدره اعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن تحطم طائرة شحن تابعة لشركة (يو.بي.اس) للنقل الدولي في دبي في سبتمبر ايلول لكن الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الامارات العربية المتحدة قالت انه لا يوجد ما يدل على ان شحنة ناسفة هي التي أسقطت الطائرة.

تدريب اليمنيين

من جانبه قال روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي إن الجيش الأمريكي قد يعزز تدريب القوات الامنية اليمنية كوسيلة لوضع مزيد من الضغوط على القاعدة بعد مؤامرة الطرود الناسفة الفاشلة في الشهر الماضي.

واعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الاسبوع الماضي مسؤوليته عن طردين ملغومين كانا في طريقهما إلى الولايات المتحدة وتم اعتراضهما وتحييدهما في دبي وبريطانيا بعد تلقي معلومات من السعودية.

واعلن نفس التنظيم من قبل مسؤوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة في عيد الميلاد الماضي.

وقال جيتس اعتقد انه فيما يتعلق بالتدريب ونحو ذلك فهناك امور اكثر بوسعنا ان نفعلها لمساعدة اليمنيين وتقوية قدراتهم. حسب رويترز

واعتقد ان من العدل ان نقول اننا نبحث معهم مجموعة مختلفة من الاحتمالات بناء على هذه الخطوط.

وعندما طلب منه الاستفاضة لم يقل جيتس سوى اعتقد ان التركيز الاساسي سيكون على التدريب.

ويقول محللون إن الحكومة المركزية اليمنية الضعيفة تواجه مشكلات اقتصادية هائلة ومشاعر قوية مناهضة للامريكيين تعقد شراكتها مع واشنطن. ويحذرون من ان اي تواجد عسكري أمريكي كبير يمكن ان تكون له نتائج عسكية ويغذي اللهجة الخطابية التي تستخدمها القاعدة في التجنيد.

وعززت الولايات المتحدة بالفعل المساعدة المقدمة لليمن لمكافحة الارهاب من 4.6 مليون دولار فقط في عام 2006 الى 155 مليون دولار في السنة المالية 2010 في انعكاس للتهديد المتزايد المتوقع من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي وصف بانه انشط فرع للقاعدة خارج قاعدتها التقليدية في افغانستان وباكستان.

ازدياد الضغوط

وشدد الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، أن بلده بخير ولن ينال منه تآمر متآمر أو حقد حاقد أو عمل إرهابي ضال، وأكد أن الشعب اليمني لن يسمح لأيٍ كان بالتدخل في شؤونه أو استلاب إرادته الحرة، وذلك في مقال كتبه بافتتاحية صحيفة الثورة الحكومية، في وقت تعاني فيه صنعاء الأزمات السياسية بمواجهة تنظيم القاعدة والحراك الجنوبي والتمرد الحوثي.

وقال صالح، الذي تتعرض بلاده لضغوطات كبيرة لزيادة جهودها في مواجهة تنظيم القاعدة، خاصة بعد قضية الطرود المفخخة، إن الشعب اليمني تبرز قدرته على مواجهة التحديات والخطوب والكشف عن ذلك المعدن الأصيل والمخزون الحضاري والنضالي الذي ظل يكتنزه في أعماقه وحقق من خلاله الانتصار لنفسه وإرادته وتطلعاته.

ودافع صالح في مقالته عن إنجازات الثورة اليمنية ضد نظام الإمامة السابق، وكذلك عملية توحيد شطري البلاد، فقال إن أجواء الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية التي يعيشها الوطن اليوم كثمرة من ثمار الثورة والوحدة قد فجرت تلك الطاقات الكامنة لدى شعبنا وعززت من قدراته.

وحذر الرئيس اليمني بأن الحرية والديمقراطية تكون ضرباً من ضروب الفوضى المدمرة التي ينبغي أن ينأى عنها الجميع إن لم تقترن بمسؤولية الحفاظ على المكاسب والثوابت الوطنية واحترام الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية. حسب سي ان ان

ولفت صالح إلى ضرورة أن تعي القوى السياسية في الساحة الوطنية سلطة ومعارضة أهمية الحفاظ على ثوابت الوطن ومؤسساته الدستورية وعدم إعاقة عملها واحترام الدستور والقانون، وطالب كافة القوى المشاركة في الحوار الوطني تقديم النموذج الحضاري في حواراتهم ونقاشاتهم وأن لا يجعلوا من الحوار حوار طرشان بل حواراً إيجابياً.

وشدد على ضرورة حصول الانتخابات النيابية في موعدها، مع استمرار الحوار الوطني، وقال إن الشعب اليمني لن يسمح لأيٍ كان بالتدخل في شؤونه أو استلاب إرادته الحرة، وهو قادر دوماً على مجابهة التحديات مهما كانت والخروج منها أكثر قدرة وعزيمة وتصميماً على المضي قدماً وبثقة على الدرب الذي اختطه لنفسه.

اعتقال العولقي بالقوة

من جانب آخر وجه الإدعاء اليمني اتهامات رسمية، لرجل الدين الأمريكي المولد، أنور العولقي، واثنين آخرين بـ تشكيل عصابة مسلحة لمهاجمة ضباط وأفراد أجانب وقوات تنفيذ القانون، ما مهد الطريق أمام إصدار قرار بالقبض عليه باستخدام القوة، وتقديمه إلى المحاكمة.

تأتي هذه الاتهامات الموجهة إلى أنور العولقي، وابن عمه عثمان العولقي، وشخص ثالث يُدعى هشام عاصم، المتهم أيضاً بقتل مواطن فرنسي الشهر الماضي، كأحدث حلقة في سلسلة المحاكمات التي تجريها السلطات اليمنية في صنعاء، لمشتبهين يُعتقد بأن لهم علاقة بتنظيم القاعدة.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، وجهت المحكمة اتهامات للعولقي، الذي تجري محاكمته غيابياً، بالتحريض على العنف ضد الأجانب، فيما وجهت إلى عاصم تهمتي القتل والارتباط بجماعة القاعدة، وهي الاتهامات التي نفاها تماماً، قائلاً إن خلافه مع الفرنسي القتيل، كان شخصياً.

وأفاد عاصم، أمام القاضي محسن علوان، رئيس محكمة أمن الدولة، بأنه تعرض للتعذيب خلال فترة اعتقاله بأحد سجون صنعاء، فيما قال المدعون إن المتهم خطط بالفعل لقتل عدد من الأجانب، بعد شهور من المراسلات المتبادلة مع أنور العولقي. حسب سي ان ان

وخلال الجلسة الثانية التي عقدتها محكمة أمن الدولة لمحاكمة رجل الدين اليمني المولود في الولايات المتحدة الأمريكية، غيابياً السبت، بالإضافة إلى الاثنين الآخرين، دفع الإدعاء بأن العولقي ربما عضو بمنظمة إرهابية، مما يفتح المجال أمام محاكمته كأحد عناصر تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية.

وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب في اليمن، قد وجهت خلال جلستها الأولى، الاتهام غيابياً للعولقي، بالتحريض على قتل أجانب، وتدمير منشآت حيوية، واستهداف رجال أمن.

وجاء الاتهام وفقاً لتوقعات مسؤول يمني كشف في وقت سابق، بأن صنعاء تعتزم توجيه اتهام للعولقي غيابياً.

وتقول حكومة صنعاء إنها كثفت عملياتها لملاحقة واعتقال العولقي، الذي يُعد أحد أبرز قياديي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، باليمن.

تحذير قبيلة أنور العولقي

من جهته حذر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب القبيلة التي ينتمي اليها رجل الدين المتشدد أنور العولقي الامريكي المولد من التعاون مع الحكومة اليمنية طبقا لبيان من الجماعة صدر فيما يبدو قبل مؤامرة الطردين الناسفين في الاسبوع الماضي.

ولم يشر البيان الموجه الى قبيلة العولقي والذي نشره موقع اسلامي على الانترنت الى مؤامرة ارسال طردين ناسفين من اليمن الى الولايات المتحدة ويعتقد أنها من تدبير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وفي وقت سابق من أكتوبر تشرين الاول توصلت الحكومة اليمنية الى اتفاق مع قبيلة العوالق التي ينتمي اليها العولقي لمساعدة القوات الامنية في سعيها للقضاء على القاعدة في محافظة شبوة التي تسكن بها القبيلة.

وتطلب واشنطن العولقي حيا أو ميتا لصلته بالقاعدة وهو الان هدف لعملية أمنية كبرى لملاحقته أطلقتها الحكومة اليمنية يوم الثلاثاء ردا على مؤامرة الطرود الفاشلة التي سببت حالة من الاستنفار الامني على مستوى العالم.

ويواجه اليمن ضغطا دوليا متزايدا للقضاء على متشددين يعملون في اراضيه والتقى رئيس هيئة امريكية مسؤولة عن مراقبة أمن الشحن بمسؤولين يمنيين في صنعاء يوم الاربعاء لبحث تلك القضية. حسب رويترز

وقالت الجماعة في بيان مخاطبة هذه القبيلة من أبى الا الوقوف في صفهم (الغرب والحكومة) وطاعتهم فيما يريدون فليكن على حذر من عقاب الله.

وأضاف البيان فيا اخواننا وبني عمنا يا من أكرمكم الله بالاسلام كونوا عونا لنا على قتال أعداء الله من أمريكا وعملائها وانأوا بأنفسكم عن أن تقفوا موقفا يفرح منه عبدة الصلبان من حكام البيت الابيض.

صانع قنابل سعودي

وبدأ اليمن عملية واسعة النطاق لاعتقال صانع قنابل سعودي متهم بأنه المسؤول عن هجوم فاشل بارسال طردين ملغومين الى الولايات المتحدة في الوقت الذي فجر فيه متشددون يشتبه في انتمائهم للقاعدة خط أنابيب نفط فيما يبدو أنه رد على الحملة.

ونشر اليمن الذي يواجه ضغطا دوليا لاعتقال صانع القنابل قوات الجيش في الجنوب حيث فجر المتشددون خط الانابيب الذي تتولى تشغيله شركة النفط الوطنية الكورية مما أدى الى توقف الانتاج في حقل نفطي في محافظة شبوة ينتج عشرة الاف برميل من الخام يوميا.

وقال ابراهيم شرقية نائب مدير مركز بروكنجز الدوحة لرويترز هذا واحد من الاشياء التي يتعين علينا أن نتوقعها لان القاعدة تريد أن ترسل رسالة للحكومة اليمنية تفيد بأن التصعيد العسكري لا يعني انها ستظل صامتة الان .. وانها سترد وتصعد.

وصرح مسؤول أمني يمني بأن هدف العملية في محافظتي مأرب وشبوة حيث توجد حقول نفط وغاز تشغلها شركات دولية كبرى هو القبض على السعودي ابراهيم عسيري.

كما يستهدف الهجوم القبض على أنور العولقي رجل الدين المتشدد أمريكي المولد المطلوب القبض عليه في واشنطن لصلته بتنظيم القاعدة.

وقالت نيكول ستراك الباحثة المتخصصة في الشؤون اليمنية في مركز الخليج للدراسات "انهم (الحكومة اليمنية) يريدون اظهار مصداقيتهم في محاربة القاعدة. لقد أصبحوا تحت الاضواء من جديد ويريدون التأكيد على أنهم يتعاملون مع الامر. حسب رويترز

ودعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح نظيره الامريكي باراك أوباما في اتصال هاتفي يوم الثلاثاء الى التدخل لدى دول الاتحاد الاوروبي لالغاء قرار يحظر الرحلات الجوية للركاب والبضائع القادمة من اليمن الذي فرضته بعد الهلع الامني.

ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عن صالح قوله لاوباما ان قرار بعض الدول الاوربية بايقاف الرحلات الجوية القادمة من اليمن يعد بمثابة فرض عقاب جماعي على الشعب اليمني ويحقق أهداف الارهابيين ويضر بجهود اليمن في مكافحة الارهاب.

وقال مسؤولون أمريكيون انه تم اكتشاف الطردين الملغومين في شحنات كانت متجهة جوا الى الولايات المتحدة في بريطانيا ودبي ويعتقد انهما من صنع جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا.

وعمق مخطط الاسبوع الماضي مخاوف أمنية غربية تركز على اليمن بعدما أعلنت القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليتها عن تفجير انتحاري نجا منه مسؤول أمني سعودي بصعوبة في أغسطس اب 2009 الى جانب هجوم فاشل يوم عيد الميلاد استهدف طائرة كانت متجهة الى الولايات المتحدة.

وتجمع طائرات أمريكية بدون طيار معلومات عن المقاتلين وتطلق من حين لاخر الصواريخ على مخابئهم الا أن واشنطن وصنعاء تحرصان على عدم الاقرار بذلك.

وفشلت عمليات أمنية يمنية أمريكية مشتركة خلال العام الماضي في قتل أو اعتقال كبار قادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وينذر استخدام القوة برد فعل عنيف من اليمنيين الذين يشعرون بالعداء الشديد تجاه الولايات المتحدة بسبب غزوها للعراق وأفغانستان وبسبب دعم واشنطن لاسرائيل.

وكانت القاعدة هددت في السابق باستهداف البنية التحتية لقطاع النفط والغاز في اليمن لكن مثل هذه الهجمات كانت نادرة نسبيا. وقامت قبائل ساخطة من وقت لاخر بنسف أنابيب نفط للضغط على الحكومة.

 وقال شرقية انها (خطوط الانابيب) هدف سهل ولا تحتاج الى مزيد من التخطيط. في كل الاهداف السهلة الاخرى وخاصة في الاجزاء الجنوبية من اليمن يجب أن نتوقع رؤية بعض التصعيد في الوقت الراهن.

وفي تطور جديد بشأن اكتشاف الطردين قالت وسائل اعلام أمريكية ان مسؤولين في المخابرات الامريكية تعقبوا عدة شحنات لادوات منزلية من اليمن الى شيكاجو في سبتمبر أيلول وخلصوا الى أنها قد تكون تجربة لهجوم للمتشددين.

ويعتقد مسؤولو المخابرات أن تعقب خط سير الشحنات ربما استخدم لتخطيط مسار وتوقيت وصول الطردين.

وذكر التقرير أن هذه التجربة تضمنت ارسال صندوق به أدوات منزلية وكتب وأعمال أدبية دينية وقرص كمبيوتر لكنه لم يتضمن متفجرات.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن تجربة ارسال الطرد الاول ربما سمحت لمدبري المؤامرة بمعرفة الموقع الذي ستكون به الطائرات التي تحمل الطابعات الملغومة سواء فوق شيكاجو أو مدينة أخرى.

وأضافت أن هذا سيسمح لهم بضبط أجهزة توقيت مثبتة في العبوتين الناسفتين حتى يتمكنوا من تفجيرهما في المكان الذي سيؤدي الى وقوع أكبر ضرر ممكن.

وشددت الحكومات اجراءات أمن الطيران بعد اكتشاف الطردين اللذين كانا ضمن شحنة مرسلة من اليمن الى شيكاجو.

وحذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) من التسرع في اجراءات تحسين أمن الطيران.

وقال جيوفاني بيسينياني المدير العام لاياتا في مؤتمر عن أمن الطائرات في فرانكفورت شهدنا حالات كثيرة جاءت فيها (الحلول) بعواقب غير مقصودة.

وقال جون بيستول الذي أصبح رئيسا للادارة الامريكية لسلامة النقل في وقت سابق من العام امام المؤتمر الامن لا يمكن ان يوقف العمل.

15 من عناصر القاعدة يسلمون أنفسهم

من جهتها أعلنت السلطات اليمنية، أن 15 من العناصر المسلحة التي يعتقد أنها تنتمي لتنظيم القاعدة، قاموا بتسليم أنفسهم إلى أجهزة الأمن في محافظة أبين، جنوب اليمن.

وذكرت مصادر يمنية أن المسلحين كانوا يتحصنون بالجبال في مديريتي مودية ولودر قبل تسليم أنفسهم إلى محافظ أبين، أحمد الميسري، الاثنين.

وأشار الميسري إلى أن اجتماعات بين شيوخ القبائل في المنطقتين أسفرت عن استسلام المجموعة التي كانت تتصدر قائمة المطلوبين في اليمن، وبينهم ستة عناصر وصفت بالخطرة، كما أوردت وكالة الأنباء اليمنية سبأ. حسب سي ان ان

,يشار إلى أن مواجهات عنيفة دارت في المحافظة الأسبوع الماضي عندما شنت القوات اليمنية عملية برية وجوية لاستهداف عناصر ومعاقل تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية.

وأوضح مسؤول يمني أن العملية تتصل محاولة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية اغتيال محافظ أبين ومسؤولين أمنيين رفيعي المستوى.

وكشف المسؤول أن ستة من عناصر القاعدة قتلوا خلال القصف الجوي الذي استهدف منطقتي لودر ومودية بالمحافظة المذكورة.

وشارك رجال القبائل في المعارك دعماً لمحافظ أبين، الذي قتل شقيقه على أيدي عناصر القاعدة، في كمين مسلح استهدف المحافظ نفسه، وفقاً لما ذكره المسؤول.

وعلى صعيد مواز، دشن اليمن، حملة أمنية واسعة بمشاركة ألف جندي لتطهير جبال صعيد شبوة من عناصر تنظيم القاعدة.

وتعتقد الولايات المتحدة أن رجل الدين الأمريكي، من أصول يمنية، أنور العولقي، يختبئ في المنطقة.

ورغم عدم إشارة السلطات اليمنية إلى أن الحملة تستهدف العولقي، إلا أن مصدراً يمنياً قال إنه يشتبه في وجود المطلوب لدى واشنطن هناك.

استسلام قائد في القاعدة

وافاد مسؤول يمني ان قائدا محليا في تنظيم القاعدة في جنوب اليمن استسلم اثر وساطة قبلية للسلطات التي كانت تلاحقه لضلوعه في هجمات.

وقال المسؤول الامني الذي فضل عدم ذكر اسمه ان جمال احمد معيران مسؤول تنظيم القاعدة في لودر ومودية (في محافظة ابين) استسلم اثر وساطة قام بها وجهاء من عشائر مودية، التي ينتمي اليها.

واضاف ان معيران كان ملاحقا لاتهامه بالضلوع في اغتيال ضباط في الامن السياسي في ابين وسطو مسلح على بنك في عدن، كبرى مدن الجنوب.

وكانت السلطات اعلنت استسلام 15 عنصرا يشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة في محافظة ابين، موضحة ان وجهاء عشائر يواصلون التوسط لاستسلام ستة آخرين.

ومن جهة ثانية، انفجرت سيارة عائدة لضابط في الاستخبارات في زنجبار، عاصمة محافظة ابين، من دون ان تسفر عن ضحايا.

واوضحت الشرطة ان قنبلة موقوتة ادت الى تفجير السيارة المركونة امام منزل الضابط.

وينشط تنظيم القاعدة في ابين التي تعتبر كذلك معقلا للحراك الجنوبي الذي يحتج على حرمان جنوب البلاد من مكاسب التنمية مقارنة مع الشمال.

واكد وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي ان القاعدة لديها مئات المقاتلين في اليمن وان بعضهم يشكلون خلايا نائمة. حسب فرانس برس

وتستضيف ابين ومحافظة عدن المجاورة بطولة كرة القدم لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن والعراق من 22 تشرين الثاني/نوفمبر الى 5 كانون الاول/ديسمبر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 10/تشرين الثاني/2010 - 3/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م