حواضن الكوليرا في المجتمعات المنكوبة

 

شبكة النبأ: يعبر مرض الكوليرا من الأمراض المعدية والمميتة، والتي تعرف أحيانا باسم الكوليرا الآسيوية أو الكوليرا الوبائية، هي الامراض المعوية المعدية التي تُسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا المنتجة للذيفان المعوي.

وينتقل الفيروس إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى كوليرا آخرين. ولقد كان يُفترض لفترة طويلة أن الإنسان هو المستودع الرئيسي للكوليرا، ولكن تواجدت أدلة كثيرة على أن البيئات المائية يمكن أن تعمل كمستودعات للبكتيريا.

واشارت الامم المتحدة الى نحو مليون منكوب كما ان مناطق عديدة مقطوعة عن العالم لأسباب عديدة. التقرير التالي يرصد انتشار وخطورة هذا المرض في مناطق مختلفة من العالم.

وباء في هايتي

قالت منظمة الصحة العالمية، إن وتيرة انتشار وباء الكوليرا في هايتي المنكوبة زادت خلال اليومين الماضيين، إذ وصل عدد الحالات المكتشفة حتى يوم الخميس 4722 حالة، بينها 305 وفيات.

وقالت المنظمة في بيان إن حكومة هايتي وشركائها الدوليين يكثفون الجهود للتخفيف من وباء الكوليرا، وإن الأولوية هي لحماية الأسر على مستوى المجتمع المحلي، وتعزيز مراكز الرعاية، وإنشاء شبكة من مراكز علاج الكوليرا والمستشفيات لعلاج الحالات الشديدة. حسب سي ان ان.

والكوليرا هي التهاب حاد يصيب الأمعاء بسبب أكل طعام أو شرب مياه ملوثة، وانتشر الوباء تلو أمطار غزيرة أدت لفيضان نهر أرتيبونيت الذي أغرق المناطق المجاورة له بالمياه.

من جهتها، قالت الأمم المتحدة في بيان، مع تصاعد حالات وفيات الكوليرا في هايتي، عززت الأمم المتحدة وشركاؤها عملياتهم لاحتواء الوباء عن طريق إرسال الأدوية والخبراء الطبيين إلى الجزيرة الفقيرة.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه يعمل مع السلطات المحلية على دفن جثث الموتى بطريقة آمنة وعلى وجه السرعة، وقام المكتب بتوزيع أقراص تنقية المياه والإمدادات لحوالي ثلثي المناطق الموبوءة في الخمسة أيام الماضية.

ونسب بيان للمنظمة إلى إليزابيث بيرز، المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، قولها إن الأولوية ستكون لتزويد المراكز الصحية بلوازم العلاج لمرضى الكوليرا ودعم وزارة الصحة في حملتها الإعلامية، وتوزيع أقراص تنقية المياه وأملاح معالجة الجفاف على نطاق واسع وضمان وجود عدد كاف من الخبراء الطبيين في المنطقة.

وفاة 1555 شخصا في نيجيريا

من جانب آخر اعلن صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) ان مرض الكوليرا الذي يضرب نيجيريا اودى بحياة 1555 شخصا في البلاد منذ مطلع العام.

وقالت متحدثة باسم اليونيسف هي ماريكسي ميركادو ان نيجيريا سجلت اعلى مستوى في حالات الاصابة بالكوليرا خلال السنوات الماضية-- 38173 حالة بينها 1555 حالة وفاة في 20 تشرين الاول/اكتوبر.

وفي 25 اب/اغسطس، اعلنت وزارة الصحة النيجيرية انه سجل في 11 ولاية 6437 اصابة بالكوليرا و352 حالة وفاة هذا العام معظمهم في شمال غرب وشمال شرق البلاد.

واضافت ميركادو ان المرض وصل الى اعلى مستوى مضيفة يبدو ان هناك اصابات جديدة خصوصا في شمال شرق البلاد.

وحسب اليونيسف، فان حوالى 80% من حالات الاصابة بالكوليرا هم من النساء والاطفال.

ومن ناحيتها، قالت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية هي فضيلة شعيب، ان الكوليرا تحولت الى آفة في نيجيريا.

واوضحت اليونيسف ان الفيروس اصاب 13691 شخصا في العام 2009 و5410 في 2008 و1661 في 2007.

مصر والكاميرون وتشاد والنيجر

من جهة أخرى صرح السفير محمد عبدالحكم مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين فى الخارج والهجرة واللاجئين بأن الجالية المصرية فى كل من الكاميرون وتشاد والنيجر وخبراء الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا العاملين فى هذه الدول بخير وفى صحة جيدة، وذلك فى ضوء الأنباء التى تحدثت عن انتشار بعض حالات الكوليرا فى الدول المشار إليها. حسب أ.ش.أ

وأضاف السفير محمد عبدالحكم أن السفارات المصرية فى الدول المشار إليها على اتصال وتواصل مستمر مع الجاليات المصرية فى الدول المشار إليها والاطمئنان عليهم.

قاتلة في غضون ساعات

ومع إعلان الأمم المتحدة عن وفاة 138 شخصاً، على الأقل، والإبلاغ عن أكثر من 1500 إصابة أخرى بالكوليرا، في هايتي، حذر خبراء من أن المرض الجرثومي قد يفضي للموت في غضون ساعات.

والكوليرا هي من أمراض الإسهال الناجمة عن عدوى معوية ببكتيريا الضمة الكوليرية، ويمكن أن تصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، وفق منظمة الصحة العالمية.

وقال د. ويليام شافنر، رئيس الطب الوقائي بالمركز الطب التابع لجامعة فاندربلت: هي نوع من البكتيريا موجود في البيئة وتنمو عند توفر المناخ الملائم، يمكن أن يصاب المرء بها نتيجة شرب ماء أو تناول طعام ملوث بتلك البكتيريا. حسب سي ان ان

وفي حالة الوباء، يمكن أيضا أن تنتشر الكوليرا من براز الشخص المصاب، علماً أن ثلاثة أرباع الأشخاص الذين يحملون البكتريا لا تبدو  عليهم أعراض المرض، والذي يتضمن الإسهال والتقيؤ وتشنجات العضلات والجفاف والصدمة. وقد تحدث الوفاة حال عدم لقي المصاب العلاج فوراً.

ويذكر أن براز المصاب بالكوليرا هو المصدر الرئيسي للتلوث،  فالبكتيريا يمكن أن تعيش أيضاً في بيئة الأنهار المالحة قليلاً والمياه الساحلية، وتنتشر في المناطق التي لا تعالج فيها مياه المجاري وإمدادات مياه الشرب معالجة كافية، وفقاً للمنظمة.

 وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما بين 3 ملايين إلى 5 ملايين شخص يصابون بالكوليرا سنوياً، وتصل الوفيات بالمرض إلى ما بين 100 ألف إلى 120 ألف حالة وفاة.

والكوليرا يمكن علاجها بسهولة ففي حالات الجفاف يمكن إعطاء المرضى أملاح الإماهة الفموية، أما الحالات الحادة فقد يتطلب علاجها بواسطة السوائل الوريدية والمضادات الحيوية.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية ، فإن معدل الوفيات قد يتفاوت ما بين 30 في المائة إلى 50 في المائة حال عدم تلقي العلاج اللازم، وهناك الآن لقاحان جديدان فمويان للكوليرا يوفران حماية طيبة تدوم ثلاث سنوات.

مشردي باكستان

الأمم المتحدة من جهتها أكدت رصد أولى حالات الإصابة بمرض الكوليرا، في منطقة ما زالت تتعرض لفيضانات عارمة في باكستان، والتي تسببت في سقوط ما يزيد على 1200 قتيلاً، وتشريد ما يقرب 14 مليون آخرين، ودمرت عشرات الآلاف من المنازل.

وقبل ساعات من الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون، للمناطق المنكوبة بالفيضانات في شمال غرب باكستان، أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن ما يقرب من 36 ألف شخص من السكان المحليين، يعانون من إسهال خطير، يُخشى أن يكون أحد أعراض الإصابة بالكوليرا. حسب سي ان ان

يأتي الإعلان عن رصد أول إصابة بالكوليرا، بعد أكثر من عشرة أيام على تصريحات وزير الإعلام بولاية خيبر باختونخوا، أكثر الولايات تضرراً من كارثة الفيضانات، ميان افتخار حسين، أشار فيها إلى تلقي السلطات المحلية معلومات مؤكدة عن ظهور أول إصابات بالكوليرا في بعض المناطق بإقليم وادي سوات.

وذكر مركز أنباء الأمم المتحدة أن فرق الإنقاذ، التابعة لمنظمات الإغاثة الدولية، تسابق الزمن وأحوال الطقس السيئة، للوصول إلى 14 مليون شخص تأثروا بالفيضانات التي ضربت باكستان، وسط تحذيرات من وقوع فيضانات جديدة ومزيد من الأمطار في البلاد.

وأفادت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إليزابيث بيرز، بأن المنظمة الأممية وشركاءها تلقوا ما يقرب من 20 في المائة من التمويل المطلوب لباكستان، والبالغ 460 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الفورية للمتضررين، من الطعام والمياه النظيفة والمأوى المؤقت والمستلزمات الطبية.

من جانبها، قامت منظمة الصحة العالمية، التي أعربت عن قلقها من تفشي أمراض وبائية ناجمة عن المياه الملوثة، بإجراء العديد من الدورات التدريبية للعاملين في القطاع الصحي ومراقبي المياه، خلال الأسبوع الأول من أغسطس/ آب الجاري، حول كيفية تنقية وتطهير المياه، كما طلبت وضع عيادات متنقلة في المناطق التي لا تتوفر فيها مراكز صحية.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت في وقت سابق من الأسبوع الماضي، من أن أسوأ فيضانات سجلت في تاريخ باكستان، تهدد صحة مئات الآلاف من الأشخاص، إذ يزداد خطر تفشي الأمراض المنقولة بالمياه ووقوع أضرار جسيمة في المرافق الصحية.

وقالت المنظمة إنها تعمل بدعم من السلطات الباكستانية على إرسال الأدوية وما يتعلق بها من الإمدادات الصحية التي يمكن أن تعالج أكثر من 200 ألف شخص إلى المناطق المنكوبة في الإقليم الشمالي الشرقي من البلد.

إلى ذلك، حذرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من أن الكارثة الإنسانية، التي تواجه باكستان، ليست فقط هائلة، وإنما متواصلة ولم تعرف أبعادها بعد.

وقال المتحدث باسم المفوضية، أدريان إدوارد: الأزمة لن تنتهي مع انحسار الفيضانات، وذلك بسبب ما سينجم عنها من تشريد وجوع ومرض.. في مقاطعة خيبر باختنخوا، أغرقت الفيضانات حوالي 78 مخيماً من مخيمات اللاجئين عبر 17 منطقة، ودمر أكثر من 12 ألف منزل، وترك أكثر من 85  ألف لاجئ بلا مأوى.

أفادت منظمة الصحة العالمية أن ثلاثة أقاليم ضربتها الفيضانات في باكستان سجلت ظهور 99 حالة إصابة بالكوليرا وأن البلاد تشهد أيضا تفشي أمراض أخرى.

وأبلغت وزارة الصحة الباكستانية منظمة الصحة العالمية بشأن حالات الإصابة بالكوليرا في 12 كتوبر الجاري بعد أن أكدت فحوص مخبرية تلك الإصابات.، ولم يعلن عن سبب تأخير الإعلان عن تلك الحالات.  حسب د .ب .أ

وجمعت جميع عينات تلك الفحوص قبل 30 سبتمبر الماضي من أقاليم السند والبنجاب وخيبر باختونخوا.

وذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان أن السلطات الصحية في باكستان بدأت اتخاذ إجراءات لمنع تفشي الأمراض وعلاج الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية، يذكر أن الكوليرا مرض بكتيري معد يصيب الأمعاء ويتسبب في حدوث المرض بكتيريا تنتقل عبر المياه الملوثة أو المواد الغذائية الموبوءة وتسبب إسهالا وقيئا، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث جفاف حاد ويمكن أن يتسبب في الوفاة سريعا.

الفيضانات التي ضربت باكستان أدت لنزوح نحو 20 مليون شخص خلال الصيف الماضي، قد تكون ساهمت في انتشار الأمراض من بينها حمى الضنك والكوليرا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/تشرين الثاني/2010 - 26/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م