برلسكوني يمتطي ايطاليا والاخيرة ترفسه

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يسجل لنا التاريخ العديد من الشخصيات البارزة، بغض النظر عما تركته من ارث ايجابي كان ام سلبي، بعد ان استطاعت ان تضع نفسها في سجالات المؤيدين والمناهضين لها، فيما تطل علينا شخصية رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني كإحدى اكثر الشخصيات في الوقت الراهن جدلا، بعد ان اتسمت معظم سلوكياته بالغرابة المفرطة والتصرفات المرتدة على جميع الاعراف السياسية والاخلاق الاجتماعية وقبل كل شيء الاديان السماوية.

فهذا الرجل استطاع النجاح في الوصول الى قمة الهرم السلطوي في ايطاليا على الرغم من سيرته العملية المتسمة الفساد الاداري والاخلاقي، يقابله عجز كبير اصاب خصومة في معظم جولات الصراع التي خاضها معهم.

والغريب في كل ذلك، لم تؤثر تلك المؤاخذات السلبية المحسوبة على برلسكوني في نيله بشكل مستمر شعبية كبيرة في اوساط المجتمع الايطالي مكنته عدة مرات من تسنم منصب رئاسة الوزراء، مما يعكس القول المعروف كيفما تكونوا يولى عليكم.

الحياة والنساء

فقد اكد رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلسكوني الذي يرد اسمه في فضيحة جنسية اخرى حول فتاة قاصر مغربية تدعى روبي، انه "يحب الحياة والنساء".

وقال سيلفيو برلسكوني (74 عاما) في بروكسل عقب القمة الاوروبية، للصحافيين الايطاليين الذين كانوا يسألونه عن الفضيحة الجنسية التي تهز الساحة السياسية الايطالية "أنا انسان فرح. أحب الحياة وأحب النساء".

وتتناول الصحافة الايطالية برمتها قضية الشابة المغربية روبي التي شاركت في حفلات جريئة في سعيها الى دخول عالم الاستعراض. وبعدما أوقفتها الشرطة اثر اتهامها بالسرقة، تحدثت الى محققي الشرطة عن مشاركتها في حفلات في منزل سيلفيو برلسكوني بالقرب من ميلانو، شمال البلاد.

يبدو أن الصحافة الايطالية تستبعد أن تكون اقامت علاقة جنسية مع سيلفيو برلسكوني، ومحاموه نفوا رسميا هذا الاحتمال.

واضاف برلسكوني "لا أحد يستطيع اجباري على تغيير نمط حياتي. أنا فخور به. أعيش حياة فظيعة وأبذل جهودا جبارة. اعمل حتى الساعة الثانية والنصف فجرا. بعد ذلك اخلد الى النوم وأنهض في الساعة السابعة. وإن كنت بحاجة من حين لآخر الى أمسية للاسترخاء، لا أحد سيجبرني على تغيير نمط حياتي".

واسم سيلفيو برلسكوني وارد عدة فضائح جنسية ما دفع زوجته فيرونيكا لاريو الى طلب الطلاق.

صور فاضحة

وتحت عنوان "الصور التي لا يريد بيرلسكوني الإيطاليين أن يروها"، نشرت صحيفة El Pais الأسبانية خمس صور ذكرت أنها التقطت في حفلات "صاخبة"، أقامها رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني، في فيلته الخاصة بجزيرة سردينيا.

وعمدت الصحيفة، التي تصدرت إحدى تلك الصور غلاف عددها، إلى تمويه صور الأشخاص الظاهرين في الحفلات باستثناء بيرلسكوني، حيث تظهر في إحدى تلك الصور لقطة لمجموعة من السيدات اللواتي يلبسن أزياء فاضحة، واللواتي كن شبه عاريات بالكامل.

وذكرت الصحيفة أن الصور كان قد التقطها المصور الإيطالي، أنتوليو زابادو، والذي سبق وأن حاول بيعها للمجلة الإيطالية "بانوراما"، التابعة لإمبراطورية بيرلسكوني الإعلامية، حيث تدخل هذا الأخير شخصياً لمنع ظهورها إلى العلن في إيطاليا بأسرها، بحجة أنها انتهاك لخصوصيته.

وتأتي هذه الصور ضمن جملة الانتقادات الموجهة لبيرلسكوني، والتي زعمت أنه ينقل ضيوفه إلى فيلته بسردينيا عبر استخدام الطائرات الرسمية الإيطالية، لا طائراته الخاصة.

من جهته رفض بيرلسكوني هذه الاتهامات، حيث رأى أنه لم يرتكب أي خطأ في استخدام طائرات الدولة الرسمية.

قريبة الرئيس مبارك

على صعيد متصل فجرت قصة الفتاة وهي راقصة تشتهر باسم "روبي" وعلاقتها مع رئيس الوزراء المنتمي ليمين الوسط والبالغ من العمر 74 عاما احدث فضيحة بشأن الحياة الخاصة لبرلسكوني.

وتعج الصحف بتفاصيل عن حفلات زعمت روبي انها حضرتها في مقر اقامة قطب الاعلام الايطالي برلسكوني.

ونقل عنها وصفها للحفلات الماجنة بانها "بونجا - بونجا" في اشارة واضحة لمزحة بذيئة تقال عند الاشارة الى بعض اشكال الانشطة الجنسية وهو مصطلح بات معروفا بالفعل في الثرثرة اليومية العامة.

ويقول برلسكوني الذي نجا من فضائح اخرى متعلقة بقضاء حفلات مع مرافقات وقضية فتاة قاصر اخرى خلال العام الماضي انه ساعد روبي عندما كانت تواجه مشكلات مع الشرطة لكنه نفى التدخل في سير جهاز العدالة.

ونشرت صحيفة كورييري ديلا سيرا التي تحظى باحترام واسع في ايطاليا اليوم تفاصيل محادثة هاتفية قالت ان برلسكوني اجراها مع قائد شرطة ميلانو عندما اعتقلت روبي بتهمة السرقة في مايو ايار.

وقالت الصحيفة ان برلسكوني طلب منه عدم ارسال روبي الى ملجأ وأضافت الصحيفة انه تعهد بعد ذلك بارسال معاونة له موثوق بها لاصطحاب الفتاة. وأكدت المساعدة للصحف بانها اصطحبت الفتاة من قسم الشرطة بناء على طلب برلسكوني.

ونفى حلفاء برلسكوني تلك المزاعم. وقال وزير العمل ماوريتسيو ساكوني ان "حملة ضارية منظمة" تكمن وراء عدد التحقيقات التي لها صلة برئيس الوزراء وذلك في محاولة للاطاحة به من السلطة. بحسب رويترز.

وقالت المعارضة التابعة للجناح اليساري في ايطاليا والتي كثفت هجومها ضد رئيس الوزراء بسبب الفضيحة ان احدث التقارير توضح ان الوقت قد حان لبرلسكوني كي يستقيل من منصبه.

وقال بيرلوجي بيرساني زعيم الحزب الديمقراطي اليساري في بيان " الانباء القادمة من ميلانو تخبرنا بشيء واضح.. برلسكوني لا يستطيع البقاء دقيقة اخرى في دور (منصب) عام استباحه بصورة بذيئة."

وقال انريكو ليتا وهو عضو يساري بالبرلمان ان استقالة برلسكوني باتت امرا "محتوما" اذا كان قد تدخل شخصيا لدى الشرطة في قضية روبي.

وقال انطونيو دي بيترو زعيم حزب ايطاليا القيم وخصم قديم لبرلسكوني "برلسكوني يجب ان يستقيل".

وأضاف "اذا كان لا يريد ان يفعل ذلك من اجل الايطاليين فعليه ان يفعله من اجل نفسه لان يحتاج الى علاج قبل فوات الاوان."

وتعرض برلسكوني بالفعل لانتقادات من مجلة فاميليا كريستيانا الاسبوعية الكاثوليكية التي اتهمته بفقدان "السيطرة على النفس" وانتقدته ايضا صحيفة الاساقفة الايطاليين افينيري.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها "احترام الشخصية الرصينة والمحتشمة للمنصب العام الذي تمثله هو الحد الادنى (من الواجب)."

وتعج الصحف الإيطالية بتفاصيل عن حفلات زعمت روبي أنها حضرتها في مقر إقامة برلسكوني.

ووصفت الحفلات الماجنة بأنها "بونغا ـ بونغا" في إشارة واضحة لمزحة بذيئة تقال عند الإشارة إلى بعض أشكال الأنشطة الجنسية، وهو مصطلح بات معروفاً بالفعل في الثرثرة اليومية العامة.

يترك ثاباتيرو وحده في مؤتمر صحفي

فيما انصرف رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني من مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو تاركا الضيف الاسباني وحده على المنصة في حيرة من أمره.

وما كاد الزعيمان ينتهيان من القاء التصريحات الافتتاحية حتى قال برلسكوني للصحفيين ان يوجهوا اسئلتهم الى ثاباتيرو وشكر ضيفه بحرارة وانصرف رافعا يده في الهواء.

وقال برلسكوني وهو ينصرف "أترك صديقي ثاباتيرو يتلقى أسئلة الصحفيين التي أتوقع ان تتركز على زيارته للفاتيكان... أهنئه كما تهنئون قديسا لانه في حالة نعيم مقيم بعد ان تلقى مباركة البابا."

وبعد ان وجد ثاباتيرو نفسه يقف وحده امام حشد من الصحفيين ابتسم ناظرا في اتجاه برلسكوني قبل ان يغادر المنصة بعد ذلك بلحظات. بحسب رويترز.

وعاد الزعيم الاسباني بعد قليل ليتلقى وحده اسئلة الصحفيين لكن التشوش الذي احاط بالمؤتمر الصحفي دفع شبكة تلفزيون كبرى واحدة على الاقل الى قطع تغطيته.

اجتماعات العشرين

في سياق متصل خلال اجتماعات قمة العشرين، برزت فتاة شقراء مجهولة الهوية برفقة الوفد الإيطالي الذي كان متواجداً في تورنتو بكندا، وفقاً لما نقلته وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء عن مصادر إعلامية إيطالية.

الفتاة الشقراء كانت مبعثاً لفضول الصحفيين بحسب تلك المصادر، خاصة وأنه لم يعرف عن وجودها من قبل.

فقد قال موفد جريدة الماسيجيرو على موقعها على الإنترنت إن الفتاة "كانت آخر من نزل من طائرة الوفد الإيطالي برئاسة رئيس الوزراء سلفيو برلسكونى."

ووصفها موقع الجريدة بأنها "شقراء ترتدي ملابس بيضاء وأنها ظلت منزوية"،على حد تعبيره.

وحسب موقع الصحيفة الإيطالية، فإن الفتاة "لم يحدد بعد اسمها ولكن ربما تكون نفسها التي شوهدت مع برلسكوني في اجتماع رسمي بأحد المنتجعات."

وأشارت الوكالة الإيطالية إلى أن برلسكونى كان قد قال قبل عدة أيام لرئيس الوزراء البلغاري، بويكو بوريسوف، أثناء زيارة لصوفيا "أنت تعرف يا بوريسوف أن ثمة طابور من النساء يرغبن في الزواج منى، فأنا مازلت شاباً."

وتساءل موفد الصحيفة الإيطالية عما إذا كانت هذه الفتاة من الطابور الذي أشار إليه الملياردير والإمبراطور الإعلامي، رئيس الوزراء الإيطالي.

يشار إلى أن حياة برلسكوني، البالغ من العمر 73 عاماً، كانت عرضة للانتقاد من الصحافة، خصوصاً، عندما يتعلق الأمر بمغامراته مع النساء، والتي وصلت إلى حد دفعت زوجته لطلب الطلاق.

ولعل حكاية المراهقة الإيطالية، التي أثارت مشاركة برلسكوني في حفل عيد ميلادها حملة عنيفة تفجرت على إثرها سلسلة فضائح، واحدة من هذه القضايا.

وفي وقت لاحق، نشرت صحيفة "إل بايس" الإسبانية ما قالت إنه صور لحفلات صاخبة في فيلا يملكها برلسكوني على جزيرة ساردينيا، ظهرت فيها امرأة عارية.

لطيف ومحبوب ومرح وأكره السياسة

ويتعافى رئيس الوزراء الإيطالي، 73 عاماً، من إصابات بالوجه بعد تعرض للكمة بنموذج مصغر لكاتدرائية ميلان وجهها له شخص زعم أنه مختل عقلياً في 13 ديسمبر/كانون الأول الفائت.

ونقلت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية إن رئيس الحكومة، "يستمتع بتأليف كلمات الأغاني وتأديتها" مشيرة أن إلى أن ثمانية من أغنيات الألبوم الـ12، جاهزة ويتوقع صدوره هذا العام إلا أن أسم الألبوم وتصميم غلافه مازالا طي الكتمان.

يواجه رئيس الحكومة دعوى طلاق من زوجته، فيرونيكا لاريو، 53 عاماً، التي تتهمه بالخيانة ودفع الأموال للحصول على خدمات جنسية، وهو ما ينفيه برلسكوني بشدة، كما واجه صيفاً حاراً إثر مزاعم بإقامته حفلات "ماجنة" في مقره بالعاصمة الإيطالية، روما.

وعلى الصعيد ذاته، توقع فلكي تونسي أن يشهد هذا العام  "نهاية سياسية" لسيلفيو برلسكوني وعودة أحزاب اليسار إلى السلطة ثانية، بعد انتخابات برلمانية إيطالية مبكرة، وفق "آكي" الإخبارية.

وقال الفلكي حسن الشارني في مقابلة مع الوكالة الإيطالية للأنباء "يمكن القول أن سنة ألفين وعشرة ستكون سنة نهايته (برلسكوني) بصفة أو بأخرى، نهاية سياسية و كذلك نهاية صحية لان حادث الاعتداء الأخير الذي تعرض له سيكون له تأثير كبير عليه "حسب قوله.

مليء بالكراهية للديمقراطية

من جهتها شنت أحزاب المعارضة الإيطالية هجوماً عنيفاً على رئيس الوزراء، سيلفيو برلسكوني واتهمته بأنه "مليء بالكراهية للديمقراطية" وبكراهيته للقوانين التي تنادي بالمساواة للجميع.

وجاء هجوم المعارضة الإيطالية بعد تصريح لبرلسكوني بشأن الحكم وإصدار التشريعات التي قال عنها أنه "حين تنظر إليها من الداخل، هي عبارة عن جحيم ليس لأنه لا توجد النوايا والمشاريع الجيدة، ولكن في الحقيقة أننا نواجه بنية دستورية تجعل من الصعب" الحكم.

وأضاف رئيس الحكومة الإيطالية "الوقت غير معقول، وهنا لا أعني بذلك البيروقراطية، ولكن العدالة" في إشارة إلى طول فترة التقاضي، كما أنه من المعروف أن برلسكوني يتهم قضاة ببلاده بملاحقته قضائيا لأسباب سياسية.

ولقد عقبت تصريحات برلسكونى الأخيرة التي أدلى بها في كلمة بالجمعية العامة لاتحاد الشركات الصغيرة والمتوسطة، عاصفة من انتقادات المعارضة، وفقاً لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء.

فمن جانبه، قال عضو أمانة حزب اليسار والحرية، غينارو ميليوري، إن "برلسكونى ملئ بالكراهية للديمقراطية"، بوصفه "أنه يكره أولئك الذين لا يؤيدونه، كما يكره القانون الذي ينادى بالمساواة للجميع ويهدد حريتنا" على حد تعبيره.

أما رئيس حزب إيطاليا القيم المعارض، أنطونيو دي بيترو، فقد ترجم تصريحات برلسكوني بأن الأخير "يرى أن قواعد الدستور تشكل عائقا أمام حكم يتماشى مع شخصيته وأفكاره"، وأضاف منوهاً إلى أنه "في الواقع، النماذج الفاشية فقط يمكنها الاستغناء عن البرلمان والقواعد الدستورية" في البلاد.

ودافع وزير الخارجية فرانكو فراتينى عن برلسكونى، حيث شاطره "القلق" حول الدستور بصيغته الراهنة كونه "قد تم وضعه عقب الحقبة الفاشية، وكان من السليم وقتها ألا يستطيع رئيس الحكومة تعيين وزير أو فصله ولكن اليوم وبعد كل هذه السنوات من الديمقراطية يجب أن يتغير"، على حد وصفه.

قضاة طالبان

الى ذلك انتقدت رابطة القضاة في إيطاليا تصريحات رئيس الوزراء، سيلفيو برلسكوني، التي  شبه بعضهم فيها بعناصر حركة "طالبان،" وتزامن الانتقاد مع مصرع جندي إيطالي بكابول على يد عناصر تابعة للحركة الأفغانية المتشددة.

وجاءت "زلة لسان" رئيس الحكومة أثناء تعهده الجمعة بإصلاح النظام القضائي الإيطالي، قائلاً: "هذا بالطبع، لن يسر عناصر طالبان داخل الجهاز القضائي" بالبلاد، حيث دأب برلسكوني على اتهام القضاة بملاحقته قضائيا لأسباب سياسية.

واعتبر أمين عام رابطة القضاة الإيطاليين جوزيبي كاشيني: "شتيمة رئيس الوزراء للقضاة في يوم شهد مصرع خادم وفي للدولة بأفغانستان، إهانة للبلاد لا تغتفر"، وعليه "فإننا ندعو أصحاب المسؤولية إلى الرد"، حسبما جاء في بيان أوردته وكالة أنباء "آكي" الإيطالية.

ويزعم برلسكوني، 73 عاماً، أن سلك القضاء الإيطالي يعج باليساريين الساعين للنيل منه، بعد أن رفعت المحكمة الدستورية الإيطالية العام الماضي الحصانة القانونية التي يتمتع بها رئيس الحكومة أثناء ولايته، ما قد يعني تقديمه للمحاكمة بعدد من تهم الفساد والرشاوي.

وكان رئيس الوزراء الإيطالي قد أثار حفيظة القضاة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد بعد أن قامت قناة تلفزيونية يمتلكها سراً بتصوير قاض أصدر حكماً ضده، والهزء من "جواربه."

وتعالت احتجاجات السلطات القضائية وأحزاب المعارضة في إيطاليا بعد بث "القناة الخامسة"، التي يمتلكها رئيس الوزراء الملياردير، لقطات للقاضي ريمونتو ميسيانو، وهو يمارس حياته الطبيعية.

واستهزأ المعلق التلفزيوني بجوارب القاضي ذات اللون الفيروزي قائلاً إنها "عجيبة"، واصفاً إياه بـ"الشخص الغريب الأطوار الذي لا يهدأ إلا عند زيارة الحلاق" أثناء بث لقطات له وهو يدخن وخلال زيارته لصالون الحلاقة.

واحتج محامون وجماعات الحقوق المدنية بأن التصوير السري انتهاك غير مسبوق لخصوصية أحد أعضاء سلك القضاء.

ومؤخراً وصف برلسكوني نفسه بأنه أكثر شخص، في العالم بأسره، تعرض للاضطهاد، إلا أنه لم يفته مدح نفسه بالقول "وأنا أفضل رئيس وزراء في وقتنا الحالي."

وشهد العام الماضي سلسلة فضائح لرئيس الوزراء الإيطالي بعد دعوته عدداً من المرافقات إلى حفلات صاخبة أقيمت في مقريه الرسميين في روما وسردينيا.

ونشرت وسائل إعلام أوروبية لما قالت إنه صور لحفلات صاخبة في فيلا يملكها برلسكوني على جزيرة ساردينيا، ظهرت فيها امرأة عارية.

وطلبت زوجته، فيرونيكا لاريو، 53 عاماً، دعوى للطلاق من رئيس الوزراء الإيطالي.

تمثال يحقق طفرة في المبيعات

فيما حقق بائعو التذكارات طفرة في بيع تماثيل كاتدرائية ميلانو مثل ذلك التمثال الذي قذف به رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني في اعتداء وقع عليه.

وقال ماريو صاحب متجر في ميدان الكاتدرائية حيث وقع الاعتداء "المبيعات ارتفعت بالتأكيد."

واضاف "الناس يشترونه بالتأكيد كتذكار للحدث .. يبدو انه سيكون احد اشهر الهدايا في عيد الميلاد."

واستخدم رجل ايطالي له تاريخ مع المرض العقلي نموذجا من الكنيسة المبنية على الطراز القوطي في الاعتداء على وجه برلسكوني (73 عاما) مما تسبب في كسر انفه واثنتين من اسنانه وشق شفته.

وسيخرج الزعيم الايطالي المحافظ الذي تعرض للاعتداء اثناء التوقيع في دفاتر المعجبين بعد تجمع سياسي من المستشفى. وقال الاطباء انه سيحتاج الى الراحة لمدة اسبوعين وانه تأثر بشدة بهذا الاعتداء.

ورغم وجود موجة من التعاطف مع برلسكوني الا ان السائحين اهتموا بشكل كبير بالتذكارات المماثلة لذلك الذي استخدم في الاعتداء عليه. بحسب رويترز.

وقال السائح البرازيلي مانويل ماجاليس "يجب ان احصل على تذكار .. سيكون هدية في عيد الميلاد."

وتصنع التذكارات من مواد مختلفة اذ يبلغ سعر نموذج الرخام الثقيل نحو 10 يوروات بينما يبلغ سعر النموذج الخفيف المصنوع من الراتنج -وهو مادة صمغية اخف- ما بين 5-6 يوروات. ولم يتضح اي منها استخدمها ماسيمو تارتاجليا (42 عاما) في الاعتداء على برلسكوني.

وقال مانتوزي "الناس يمرون ويلتقطون التذكار ليعرفوا وزنه ويروا اذا كان وزنه يمكن فعلا ان يسبب كل هذا الاذى البدني لبرلسكوني."

زلزال لاكويللا

من جهة أخرى تُعرف المخرجة الإيطاليا سابينا غوزانتي بأنها "مايكل مور إيطاليا"، فحتى رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني لم يسلم من الانتقادات اللاذعة التي طالته في أفلامها الوثائقية.

ففي فيلمها الجديد Draquila - Italy Trembles، تسلط غوزانتي الضوء على الزلزال المدمر الذي ضرب لاكويللا الإيطالية، وأدى إلى مقتل نحو 300 شخص العام الماضي.

وتتطرق غوزانتي بالتحديد إلى الدور الذي لعبه برلسكوني في مساعدة ضحايا الزلزال، وتحسين أوضاعهم لاحقا.

ومؤخرا، عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي، وأثار ضجة واسعة بين جموع النقاد، وفي أوساط الحكومة الإيطالية، فقد أثار الفيلم غضب الحكومة، إذ أن عنوانه يجمع ما بين "دراكولا" و"لاكويللا".

وقالت سابينا غوزانتي إن الكثير من الفضائح لا زالت تهز إيطاليا، وبالتالي فإن الصورة تصبح أكثر تعقيدا في البلاد.

وتعرف غوزانتي في بلادها على أنها مخرجة سياسية ساخرة، وناقدة دائمة للحكومة الإيطالية، فقد كتبت سيناريو برنامج تلفزيوني ساخر يحمل اسم Raiot وقامت بالتمثيل فيه وإخراجه. بحسب السي ان ان.

إلا أنه وبعد عرض حلقة واحدة منه، تم إيقافه، بسبب تعرضه لرئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني.

وبالعودة إلى فيلمها الذي أثار ضجة في كان، تقول غوزانتي إن برلسكوني استغل المأساة التي ألمت بسكان لاكويللا، وحولها إلى قضية يمكن من خلالها رفع شعبيته بين الإيطاليين، إذ قام حينها بنقل قمة الثماني الكبار إلى البلدة المنكوبة، وهي بادرة وجهت أنظار العالم إليه.

ومن ثم تطرقت غوزانتي في الفيلم إلى إعادة الإعمار الذي خضعت له البلدة، وصورت هذه المحاولات على أنها حملات اتجار واستثمار لملء جيوب برلسكوني وأعوانه.

وقد حاز الفيلم على إعجاب لجنة التحكيم في كان، كما وصفه عدد من الصحفيين بأنه "وثائقي متوازن ومباشر".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/تشرين الثاني/2010 - 26/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م