ويكيليكس تنشر الفتنة في العراق

حسن الأنصاري

من يعتقد أن وسائل الاعلام في الدول الغربية لا تعمل ضمن المنظومة المتكاملة لتحقيق المصالح السياسية والاقتصادية لتلك الدول فهو جاهل وساذج!. دول الغرب بزعامة القطب الأعظم أميركا لديها القدرة أن تفرض علينا «الواقع» كما تشاء حسب أجندتها الزمنية كما يمكنها تغيير هذا «الواقع» متى ما تحققت الأهداف ووصلت مصالحها المشتركة لمستوى السقف المرسوم مسبقا أو قريبا منه وبنسبة عالية!.

« ما هي مصلحة ويكيليكس بنشر الوثائق السرية في هذا الوقت»؟! سؤال طرحته مذيعة «بي بي سي» على السيد «كمال الساعدي» عضو المجلس البرلماني العراقي!

والجواب بكل بساطة هي نفس مصلحة «بي بي سي» باثارة مثل هذه المواضيع لخلق الفجوات والفتن الطائفية لتعزيز «واقع» يريد الغرب فرضه علينا أن معادلات الصراع والتعسف والتكفير والارهاب والتعذيب والقتل محلية بحتة وكأن الغرب لا علاقة له بالمعارك والأحداث الدموية التي يدفع ثمنها أبناء هذه الأمة في فلسطين المحتلة ولبنان وأرض الرافدين!.

 الاعلام الغربي هو الساعد الأيمن في نشر معادلات الفوضى الخلاقة نستقبلها حين الراحة وفي حالة الاسترخاء تغزو عقولنا اللينة لكي تتصلب بالطائفية والعصبية حين اليقظة لنقبل واقعا أننا أخوة أعداء لا نتصارع مع بعضنا البعض إلا لسفك الدماء بينما الاعلام العربي يبقى هزيلا ضعيفا وإن اجتمع جميع سواعده ولا يمكنه كسر هذا الساعد الغربي القوي المتين بمليارات الدولارات من خزينة دول الغرب!.

 وسائل الاعلام في دول الغرب تلعب الدور الأهم في تنفيذ الاستراتيجية الغربية للسيطرة والتحكم على دولنا بل وإنها شريكة وتتقاسم معها المصلحة والوثائق السرية كما تدعي وكالة «ويكيليكس» لم تنشرها قربة إلى الله تعالى ولا شك أن هناك قوة مضادة لا تريد الاستقرار للعراق وتحارب بشدة حتى لا تتيح الفرصة أمام السيد المالكي لتشكيل حكومته الجديدة.

 وأيضا هناك من وضع العراق من بين أجندته الانتخابية ليحتل مقعدا في الكونغرس وآخرون لا هم لهم إلا امتصاص خيرات أرض الرافدين وهناك من يجد المتعة في مشاهدة مسلسل العمليات الارهابية ويستلذ بهضم قوت الشعب العراقي وهم منشغلون بغسل وتكفين ودفن ضحاياهم الأبرياء حتى تستمر الاضطرابات!.

المصالح عديدة ومختلفة الأوجه ولكن ماذا يستفيد الشعب العراقي من نشر هذه الوثائق في هذا التوقيت غير استمرار الاضطرابات وفتح نوافذ جديدة لنشر الفتنة الطائفية واستغلالها لتنفيذ المزيد من العمليات الارهابية وقتل الأبرياء؟!.

 أعتقد أن الخيار الأنسب هو تجميد بحث مدى مصداقية ما ورد في هذه الوثائق لأن الاستقرار لا يتحقق إلا بعد تشكيل الحكومة وهو الخيار الأفضل حتى تتحقق المصالح العامة للشعب العراقي في ظل النظام والقانون!.

www.aldaronline.com

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 31/تشرين الأول/2010 - 23/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م