كثير من الملل تم تسميتها باسم مؤسسيها وعرفت كذلك على مر العصور
ومنها مثلا الجعفرية (الامام جعفر الصادق عليه السلام) الاسماعيلية (اسماعيل
بن الامام الصادق عليه السلام) الحنفية (ابو حنيفة) الزيدية (زيد بن
علي عليهما السلام) وكثيرة جدا هي الامثلة، بقي هل يوافق اصحاب العلاقة
بتسميتهم باسم امامهم ؟ الكثير يفتخر بذلك ليقينهم بصحة معتقد امامهم
وهذا حق لهم وبعيدا عن صحتها او خطأها.
من على قناة العربية عرض برنامج يوم الجمعة 29/10 بعنوان (واجه
الصحافة) الموضوع الذي تناوله البرنامج هو مصطلح الوهابية وما يترتب
عليه من تبعيات وقد اجمع الذين تم استضافتهم في البرنامج (للدكتور فهد
السماري، الدكتور عبدالعزيز السعيد، المفكر الإسلامي زين العابدين
الركابي، الدكتور ناصر التويم) على ان مصطلح الوهابية اريد به التنكيل
بالدولة السعودية ومحاولة تفريقه عن بقية المذاهب الاسلامية وجعله
منفردا في اطروحته.
يقول الدكتور السماوي (أن المصطلح في حد ذاته "استخدم للازدراء".)
اما الدكتور السعيد تحدث عن التسمية بـ"الوهابية" هي خطأ واضح في ظل
نسبتها لوالد الشيخ محمد بن عبدالوهاب وليس إليه، المفكر الإسلامي زين
العابدين الركابي أن إطلاق مصطلح "الوهابية" إنما قصد به الكيد للنظام
السياسي السعودي، وأن المصطلح يعتبر "خطأ فاحشاً ناتج عن الدعاية
الكاذبة" اما الدكتور ناصر التويم قال (الكتاب الغربيون فأخذوا مصطلح (الوهابي)
واستخدموه في الأغلب على أنه مصطلح ازدرائي).
لو قارنا بين ادبيات الفكر الوهابي مع بقية كل المذاهب سيتضح لنا
الى اي مدى يختلف هذا الفكر بكل ما يطالب به عن بقية المذاهب بل ان
الفكر السني المعتدل ينتقد الفكر الوهابي واكثر من ندوة عقدت في الازهر
تنادي بضرورة احتواء الفكر الوهابي الذي صرف اكثر من 70 مليار دولار
على اجندته في الازهر، وبعد ان فاحت رائحة الفتاوى الوهابية التي تحض
على الكره والقتل عالج الموقف ملكهم بحصر الفتوى بالمشايخ التابعة له.
الدرر السنية في الأجوبة النجدية والذي جمع فيه مؤلفه عبد الرحمن بن
قاسم فتاوى محمد بن عبد الوهاب في أكثر من سبعة آلاف صفحة وكذلك كتاب
التوحيد مع صغر حجمه اعتبروه من أهم مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب،
هذه الكتب وغيرها تتضمن جوانب مهمة من افكار الوهابية وقد الف الكاتب
السعودي حسن فرحان المالكي كتاب اسماه رد الشبهات جوابا على هذين
الكتابين اللذين جمع فيهما اكثر من اربعين فتوى تكفيرية وقد كفر عبد
الوهاب كل المذاهب السنية وحتى السعوديين كما وكفر الفخر الرازي واخيرا
كفر الوهابية نفسها ومن ثم استدرك الامر وافتى بفتوى تبرر تكفيره لبعض
الوهابية، وجعل المسلم امام خيارين اما اتباع الوهابية او التكفير
والقتل.
بقي ان نقول للاخوة المشاركين في البرنامج لو كنتم على يقين من
افكار عبد الوهاب لازددتم فخرا بتنسيبكم الى اسمه اما انكم تعتقدون
الازدراء والتنكيل بمن يحمل هذا اللقب فهذا يعني ان هنالك امورا غريبة
جاء بها محمد عبد الوهاب جعلتكم تتحفظون على لقب الوهابية.
|