عنوسة المرأة السعودية... تداعيات طي الكتمان

 

شبكة النبأ: تكتنف المجتمع السعودي العديد من الاشكاليات والقضايا التي تخلف ضلالا قاتمة على السكان، خصوصا على صعيد الشؤون الاجتماعية والنفسية، مما تفرز ارهاصات غالبا ما تكون ذات مردودات سلبية، يقف العرف وتطرف المؤسسة الدينية دافعا لها وان كان ذلك بصورة غير مباشرة.

حيث كشفت بعض الدراسات الاجتماعية مؤخرا عن العديد من الافات الاجتماعية التي تعصف بالمواطنين السعوديين، مع غياب واضح لرؤى او حلول قادرة على التصدي لها.

ومن بين تلك الظواهر اتضح ارتفاع خطير لنسب العنوسة بين النساء السعوديات في مجتمع يسوده العرف الذكوري، مما أدى الى ان يترتب عليه الكثير من التداعيات الخطيرة، لا تزال طي الكتمان نظرا لحساسية الامر.

4 ملايين  عانس

فقد ذكر تقرير أن دراسة سعودية "كشفت" أن عدد الفتيات العوانس في المملكة مرشح للتزايد من مليون ونصف مليون فتاة حالياً إلى نحو أربعة ملايين فتاة في السنوات الخمس المقبلة.

ووفقاً لصحيفة "القدس العربي" اللندنية، التي نشرت تقرير وكالة يونايتد برس إنترناشيونال (يو.بي.أي) الأمريكية، حذرت نتائج الدراسة، التي أجراها الدكتور علي الزهراني عضو التدريس في الجامعة الإسلامية لصالح جمعية أسرتي، من ارتفاع كبير في نسبة العنوسة في المملكة بوجه عام، والمدينة المنورة على وجه الخصوص.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 18 ألف حالة طلاق وقعت العام الماضي مقابل 60 ألف عقد زواج، ما يشير إلى أن نسبة الفشل الزواجي تصل إلى 30 في المائة.

وخلصت الدراسة إلى أن الحلول المقترحة للتصدي لمشكلة العنوسة في مجتمع منطقة المدينة المنورة، غرب المملكة، تحديداً تكمن في تعديل الاتجاهات السلبية التي أصابت شخصية الإنسان في مجتمع المنطقة.

وهذه الاتجاهات، تعني إصلاح وتعديل بعض العيوب والاتجاهات السلبية التي أصابت تركيبة شخصية الفرد، بفعل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي أصابت مجتمع المدينة المنورة بعد عصر الطفرة، وتعديل الاتجاهات التي يتبعها تغيير في السلوك، والتي لا بد وأن تشمل الشباب الذي يرغب في الزواج، والفتيات اللاتي ينتظرن الزواج، والأسر التي تسعى لتزويج أبنائها وبناتها.

واستنادًا إلى إحصاءات وزارة الخدمة الاجتماعية فإن العنوسة في السعودية تجاوزت النسب الطبيعية، وقال الشيخ خالد الهميش المسؤول عن موقع "زواج" على شبكة الإنترنت "لدينا مليون و800 ألف فتاة لم تتزوج.. وهن تجاوزن سن الثلاثين"، محذراً من خطورة هذا الوضع قائلا إنه يجب معالجته.

وحذر علماء اجتماع من تنامي ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي، والتي تصل إلى أكثر من 25 في المائة من حالات الزواج، بزيادة عن المعدل العالمي الذين يتراوح بين 18 و22 في المائة، مشيرين إلى أن أكثر من 60 في المائة من حالات الزواج في السعودية تنتهي في عامها الأول.

وتشير سجلات وزارة الخدمة الاجتماعية إلى وقوع أكثر من 25 ألف حالة طلاق في العام 2009، مقابل 120 ألف حالة زواج في العام ذاته.

وسجلت دراسة لوحدة الأبحاث في مركز الدراسات الجامعية ارتفاعاً في معدل الطلاق في السعودية من 25 في المائة إلى أكثر من 60 في المائة خلال السنوات العشرين الماضية.

وفي السياق ذاته، طالب باحث اجتماعي سعودي، العام الماضي، بتدريس مهنة "الخطاب والخطابة" في الجامعات السعودية لمواجهة الارتفاعات المتزايدة لحالات العنوسة.

وكانت بعض القبائل السعودية قد بدأت مؤخراً بوضع ضوابط ملزمة لتحديد مهور الزواج المرتفعة، والتي تشكل عائقاً أمام زواج الكثير من الشباب السعودي، الذين يحجمون عن فكرة الزواج لحين تدبر الأمر، ما يرفع عدد العوانس في بلد تحتل القبلية فيه مكانة رئيسية لدى أفرادها.

والدنا يرفض تزويجنا

تستعد ست ثلاثينيات في المدينة المنورة بالسعودية إلى رفع قضية عضل ضد والدهن بسبب رفضه تزويجهن متحججاً بأن لا بنات عنده للزواج.

وبحسب الأعراف السائدة في المنطقة، فإن قطار الزواج فات بالنسبة لفتاة تجاوزت الثلاثين سنة.

ووفقاً لصحيفة "عكاظ" اليوم الأحد، ذكرت الفتيات الست في خطاب تلقاه رئيس لجنة المحاماة في المدينة المنورة سلطان بن زاحم، أن والدهن رفض العديد من الشباب المتقدمين لخطبتهن رغم تمتعهم بالدين والخلق.

وطالبت الفتيات في خطابهن بمنحهن القدرة على تزويج أنفسهن، بعد حالة اليأس التي وصلن إليها.

ووفقاً للصحيفة السعودية اليومية، أكد "بن زاحم" أن بإمكان الفتيات التقدم بدعوى ضد وليهن، وسيستدعي القاضي الولي لسؤاله عن سبب رفض التزويج، فإن كان العيب واضحاً منع القاضي الزواج، وإن ثبت العكس، فإن القاضي يتولى التزويج.

وذكر "بن زاحم" أن شكوى الفتيات لا تدخل ضمن عقوق الوالدين لأنهن يطالبن بحق عفتهن وحياتهن الاجتماعية خاصة.

ويعاني المجتمع السعودي من ارتفاعات متزايدة في حالات العنوسة التي تجاوزت المليون فتاة وفقاً لبعض التقارير.

الرجل الثري

كما كشفت دراسة سعودية أن عدد الفتيات العوانس في السعودية مرشح للتزايد من 1.5 مليون فتاة حالياً إلى نحو أربعة ملايين فتاة في السنوات الخمس المقبلة.

كشفت دراسة سعودية أن عدد الفتيات العوانس في السعودية مرشح للتزايد من 1.5 مليون فتاة حالياً إلى نحو أربعة ملايين فتاة في السنوات الخمس المقبلة.

قال تحقيق نشرته صحيفة "الرياض" السعودية إن بعض فتياتنا (السعوديات) يتصورن "أن الزوج الثري هو مفتاح السعادة والرفاهية والمباهاة بين قريناتها فالسعادة في نظرهن هي في كثرة الخدم والبيت الكبير والسيارات الجديدة ويغذي هذا الإحساس الشعور بالتفوق والاختلاف عن الأخريات والهروب من عدم الشعور بالحاجة أو عدم وجود كل الكماليات بين أيديهن".

وأضافت الصحيفة قولها، هذه المشاعر السلبية دمرّت حياة العديد من فتياتنا، وتحولت مشاعرهن مع مرور الزمن إلى حالة نفسية سيئة، عدن منها إلى طابور العوانس الطويل والممل.

وتزامن التحقيق الصحافي الذي نشر اليوم الثلاثاء مع دراسة سعودية، نشرت أمس الإثنين، كشفت أن عدد الفتيات العوانس في المملكة العربية السعودية مرشح للتزايد من 1.5 مليون فتاة حالياً إلى نحو أربعة ملايين فتاة في السنوات الخمس المقبلة.

ووفقاً للصحيفة السعودية، ردت "أنيسة"، وهي فتاة جامعية على سؤال "هل صحيح رفضت أكثر من عريس؟" قائلة "نعم، لم يكونوا أثرياء.. لا أريد أن أعيش مع زوج فقير ينتظر راتبه آخر الشهر، أو يستدين كلما احتجت إلى أمر ما، أولا يستطيع تحقيق أحلامي بالسفر ورؤية دول العالم.. الوضع اليوم غير أول، لقد أتاح لنا العصر مشاهدة كل شيء، ونرى من خلال التلفزيون كيف يعيش بعضهم في رفاهية.. أنا لست اقل منهم.

وقالت "حنان"، وهي مازالت طالبة جامعية "لن أتزوج إلاّ رجلا غنياً يستطيع تحقيق رغباتي، ويوفر لي كل ما أتمناه واشتهيه من طلبات، مشيرة إلى أن الزواج مرة واحدة في الحياة، فعندما يأتي الزوج المناسب ولديه المال الذي يوفر لي من خلاله السعادة والرفاهية، فسوف أقبل به، ولا يهمني حتى ولو كان أكبر مني.. المهم أنه غني.. وعندما يكون كذلك سوف يكون لدي خادمه، وسائق، ومنزل ملك، ومجوهرات، وجميع أنواع الماركات، وكل ما احتاجه.. فالرجل الغني يسعدني ويسعد أهلي، و(الطفران ما وراه غير الهم والتعب)".

وحذرت نتائج الدراسة السعودية، التي أجراها الدكتور علي الزهراني عضو التدريس في الجامعة الإسلامية لصالح جمعية "أسرتي"، من ارتفاع كبير في نسبة العنوسة في المملكة بوجه عام، والمدينة المنورة على وجه الخصوص.

وتقول "سامية"، وهي موظفة "الحمد لله أنا موظفة، وأحوالي مستورة، ولكن لن أتزوج إلاّ رجلا ميسور الحال، لا أقول غنيا جداً، ولكن يجب أن يكون على قدر من الاستطاعة على تحقيق ما تتمناه كل فتاة عصرية تعيش في زمن مختلف فيه مئات المغريات في السكن.. والكماليات؛ لذلك لن يحقق لي هذه الأشياء إلاّ رجل قادر، وهذا يعني أنه يملك المال، فالمال هو عصب الحياة".

وحذرت نتائج الدراسة السعودية، التي أجراها الدكتور علي الزهراني عضو التدريس في الجامعة الإسلامية لصالح جمعية "أسرتي"، من ارتفاع كبير في نسبة العنوسة في المملكة بوجه عام، والمدينة المنورة على وجه الخصوص.

وأشارت نتائجها إلى أن 18 ألف حالة طلاق وقعت العام الماضي مقابل 60 ألف عقد زواج، ما يشير إلى أن نسبة الفشل الزواجي تصل إلى 30 في المائة.

وخلصت الدراسة إلى أن الحلول المقترحة للتصدي لمشكلة العنوسة في مجتمع منطقة المدينة المنورة، غرب المملكة، تحديداً تكمن في تعديل الاتجاهات السلبية التي أصابت شخصية الإنسان في مجتمع المنطقة.

واستنادًا إلى إحصاءات وزارة الخدمة الاجتماعية، فإن العنوسة في السعودية تجاوزت النسب الطبيعية، وقال الشيخ خالد الهميش المسؤول عن موقع "زواج" على شبكة الإنترنت "لدينا مليون و800 ألف فتاة لم تتزوج.. وهن تجاوزن سن الثلاثين"، محذراً من خطورة هذا الوضع قائلاً، إنه يجب معالجته.

وحذر علماء اجتماع من تنامي ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي، والتي تصل إلى أكثر من 25 في المائة من حالات الزواج، بزيادة عن المعدل العالمي الذين يتراوح بين 18 و22 في المائة، مشيرين إلى أن أكثر من 60 في المائة من حالات الزواج في السعودية تنتهي في عامها الأول.

وتشير سجلات وزارة الخدمة الاجتماعية إلى وقوع أكثر من 25 ألف حالة طلاق في العام 2009، مقابل 120 ألف حالة زواج في العام ذاته.

وسجلت دراسة لوحدة الأبحاث في مركز الدراسات الجامعية ارتفاعاً في معدل الطلاق في السعودية من 25 في المائة إلى أكثر من 60 في المائة خلال السنوات العشرين الماضية.

وفي السياق ذاته، طالب باحث اجتماعي سعودي، العام الماضي، بتدريس مهنة "الخطاب والخطابة" في الجامعات السعودية لمواجهة الارتفاعات المتزايدة لحالات العنوسة.

وكانت بعض القبائل السعودية قد بدأت مؤخراً بوضع ضوابط ملزمة لتحديد مهور الزواج المرتفعة، والتي تشكل عائقاً أمام زواج الكثير من الشباب السعودي، الذين يحجمون عن فكرة الزواج لحين تدبر الأمر، ما يرفع عدد العوانس في بلد تحتل القبلية فيه مكانة رئيسية لدى أفرادها.

وفي يونيو/حزيران الماضي، انتشرت حملة غير رسمية بين الشباب السعودي عن طريق البريد الإلكتروني تحمل عنوان "العمل حق وليس مكرمة" يناشد فيها أصحابها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإيجاد حلول لمشكلاتهم، والتي يأتي "تأمين العمل" في مقدمتها، إذ تبلغ نسبة البطالة في السعودية أكبر مصدر للخام 10.5 بالمائة في العام 2009 ارتفاعاً من 10 في المائة قبل عام.

كما لم تنس "الحملة" موضوع "العنوسة" في المجتمع السعودي. وقالت إحدى صور الحملة، "إحصائيات: 2 مليون عانس. شباب وفتيات ضحايا العنوسة واتهامات للتعليم والتقاليد (والبطالة)".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28/تشرين الأول/2010 - 20/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م