مساوئ التكنلوجيا على صحة الانسان

 

شبكة النبأ: قد تكون هناك فوائد كبيرة لا تعد ولا تحصى تقدمها الآلات الالكترونية المتطورة، لاسيما وان حاجات الإنسان لا تنتهي مهما حاول ان يؤديها كلها فالإنسان وبطبيعته يبحث عن الأحدث والاجدد بذلك هو يخلق أدواته المتطورة من خلال أفكاره بسبب حاجته لقضاء أعماله وصورة سهلة ويسرة وسريعة، هذا ما تتيح له فائدة كبيرة ووقت قصير لتأدية الواجبات التي بدورها توفر له سبل الراحة.

لكن هذا كله جعل الكثيرين يغفلون عن مساوئ هذه التقنيات وسلبيات التطور التكنولوجي حيث بينت دراسات قام بها باحثين في هذا المجال لكشف هذه المساوئ وفعلا بينوا ان هناك حالات نفسية قد تصيب الإنسان إذا بدأ يدمن على استخدام شبكة الانترنت العالمية قد تستمر معه مدى حياته وهذا ما يؤثر على طبيعة تفكيره وتعامله مع الآخرين بالإضافة الى مستقبله العلمي والعملي، وليس هذا فقط بل بينت بحوث ان هناك مواد تستخدم دائما في التطور الالكتروني لحاجياتنا الخاصة تؤثر على جسم الإنسان مسببتا له أمراض قد تكون خطيرة ومشاكل صحية.

الإنترنت يسبب الاكتئاب

فيبدو أن المراهقين "المدمنين" على الإنترنت معرضون للإصابة بالاكتئاب أكثر من أقرانهم الذين يتصفحون الشبكة الإلكترونية بوتيرة عادية ومضبوطة، بحسب دراسة علمية في الولايات المتحدة. والدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "آركايف أوف بيدياترك أند أدوليسانت ميديسين" التي تعنى بطب الأطفال والمراهقين، تناولت 1041 مراهقا من محافظة غوانغزهو الصينية (الجنوب). وكان الباحثون يهدفون إلى تحديد الاستخدام المرضي للشبكة ورصد إشارات القلق والاكتئاب.

غالبية المراهقين (940 مراهقا) كانوا يتصفحون الإنترنت بوتيرة عادية. لكن 62 منهم (6,2%) صنفوا على أنهم "متصفحون مرضى" في حين اعتبر مراهقان اثنان (0,2%) "مريضين بشكل حاد".  أعيد تقييم الوضع النفسي لهؤلاء بعد تسعة أشهر.

فخلص العلماء إلى أن المراهقين الذين يستخدمون الإنترنت من دون ضوابط وبشكل غير عقلاني، معرضون للإصابة بالاكتئاب أكثر بحوالي مرتين ونصف المرة مقارنة مع متصفحي الشبكة العاديين.

ومن بين المراهقين الذين يعانون من ضغوط دراسية، يشعر المدمنون على الإنترنت بأنهم مكتئبون أكثر بمرة ونصف المرة من أقرانهم الذين يستخدمون الشبكة باعتدال.

وتشير هذه النتائج إلى أن "المراهقين الذين لا يعانون أساسا من أي مشاكل صحية نفسية في حين أنهم يتصفحون الإنترنت بأسلوب مرضي، قد يعانون من الاكتئاب" نتيجة لإدمانهم على الشبكة الإلكترونية، بحسب ما أعلن معدا الدراسة لورانس لام من جامعة الطب في سيدني (أستراليا) وزي وينغ-بينغ من وزارة التربية الصينية. بحسب وكالة فرانس برس.

ويتميز إدمان الإنترنت بسلوك ينطوي على أعراض مشابهة لتلك المتعلقة بأنواع الإدمان الأخرى، وفقا لما أورده التقرير. وفي حين كانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن غالبية المتصفحين "المرضى" هم من الذكور، حذر معدا هذه الدراسة من تفشي هذا "الإدمان" لدى الإناث أيضا.

وتلفت الدراسة الجديدة إلى أنه من بين العناصر التي تميز الاستخدام المرضي للانترنت عن سواه، يأتي ولوج الشبكة بهدف التسلية أكثر مما هو بهدف الدراسة أو جمع المعلومات.

الإيصالات الإلكترونية سامة

رصدت ثلاث دراسات طبية متخصصة أجريت أخيراً، مجموعة من المخاطر الصحية المحتملة على بعض المستهلكين، الذين يتعاملون بشكل متكرر مع الإيصالات الإلكترونية في معاملات البيع والشراء وسحب وإيداع الأموال وما إلى ذلك، والتي تحتوي على مادة "BPA" وهي اختصار لمركب عضوي من مجموعة الـ"فينول"، الذي يستخدم في إنتاج البلاستيك غالباً.

وقالت الدراسات إن مادة "BPA" قد تتسلل بسهولة عبر اختراق الجلد إلى الدم عبر الأصابع مثلاً، في وقت تنتشر فيه هذه الإيصالات في محلات البيع بالتجزئة ومراكز التسوق حول العالم، خصوصاً وأن هذه المراكز تطبع الإيصالات على أنواع من الأوراق الحساسة للحرارة، والتي تستخدم فيها مادة "BPA" كمطور للألوان.

وتحتوي "BPA" على هرمون الإستروجين الذي طالما أبدت تقارير صحية منذ منتصف عام 1930 قلقها بشأن استخدامه في المنتجات الاستهلاكية، فيما أصدرت عدة حكومات في عام 2008 طلبات لتقرير مدى سلامته على الصحة، ما دفع بتجار تجزئة إلى إزالة المنتجات التي تحتوي على هذه المادة.

وأثار تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية مخاوف حول تعرض الأجنة والأطفال الرضع وكذا الصغار إلى مشاكل صحية عند تعرضهم لـ"BPA" المباشرة. وتم ربط الملوثات الناجمة عن النشاط البيولوجي لهرمون الاستروجين، وكذا المخاطر الصحية المسببة لمشاكل سلوكية عند الأطفال، وأمراض مثل السمنة والقلب، ووصلت المسألة إلى رحم الأمهات، حين قالت الدراسات أنه من الممكن حدوث إصابات عندما يتعرض الشخص لهذا الهرمون.

واستنادا إلى تزايد القلق حول المخاطر المحتملة في كل مكان من التعرض لـ"BPA"، وخاصة في الأطفال، أصدرت الحكومة الاتحادية الأمريكية مؤخرا تحذيرات للآباء عن عائلاتهم الذين من المرجح أن يواجهون مواد كيميائية.

وفي دراسة سويسرية نشرت على الانترنت في الكيمياء التحليلية أودع المؤلف المشارك كوني جروب، وهو كيميائي تحليلي مع السلطة الرسمية للرقابة الغذائية في كانتون زيورخ. ورقة بها مادة "BPA"  على الأصابع الجافة، فيما لاحظ دخول مكونات "BPA" الدهنية أو شمعية إلى الجلد.

وقال: "بعد ساعتين من عقد الأصابع الجافة، تسرب ما يقرب من 30 في المائة "BPA" و"لم يعد استخراجه ممكناً، كما ولا يمكن غسله." بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

وأضاف: "الشيء المروع، عندما وضعت قليلا من الإيثانول (الكحول) على أصابعي المغطاة بـ "BPA"، وبعد ساعتين كان قد اختفى فيه تماما، ومن المرجح أن يكون "BPA" اخترق بشدة في الجلد، وربما بقدر مجرى الدم."

وبناء على هذه المعدلات الجديدة لانتقال "BPA" من الورق الحراري، والفريق السويسري يتوقع أن معظم الناس لن تحصل على أكثر من نحو 2.5 في المائة من المتحصل اليومي من "BPA" من معالجة من خلال استلام واحدة.

وقالت الدراسات إن مادة "BPA" تعتبر من المواد الكيميائية الخطرة على الصحة العامة، وهي أصبحت منتشرة حالياً بشكل كبير في المنتجات الاستهلاكية، على الرغم من آثارها الصحية الضارة على البشر." وحملت الدراسات خبراً اعتبرته ساراً حيث توقفت بعض الشركات عن استخدام المواد الكيميائية في الإيصالات، بينما يبقى الرهان على المستهلكين أنفسهم في التعامل مع هذه المواد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/تشرين الأول/2010 - 19/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م