شبكة النبأ: (دمشق)، بالأمس كانت هناك
منظمات حقوق إنسان ترفع شعارها ضد الحرب على العراق، ثم تسلسل بعد
أحداثها محاكم ضد من اعتدوا على العراق، حتى وصلنا اليوم إلى شعار جديد
وهو (ويكيليكس)، والذي لم يجلب ما سبقه الخير للشعب العراقي، فهل يا
ترى سيكون هذا هو الأمل المرتقب أم أنه كحال من سبقه من شعارات براقة
مورست على حقوق العراقيين المساكين التائهين في البحث عن وسيلة نجاة
تخلصهم مما هم فيه اليوم.
حول هذا التصعيد الإعلامي كان لنا لقاء مع عدد من اللاجئين
العراقيين في الخارج والمقيمين في سوريا لنسمع منهم التالي:
جبار الكردي مواطن عراقي في سوريا علق عن نشر مذكرات ويكيليكس قائلا،
العراقيون ادرى بمن الحق بهم الاذى، ابتداءا من الولايات المتحدة
وسياسياتها الرعناء في العراق، مرورا بدول الجوار الاقليمي وما تم
تصديره من قتل ومحن الى الشعب".
ويتسائل الكردي، "الا ان الملفت للنظر فعلا ما هو سبب هذا التوقيت؟"
ويضيف، "أهو لتخفيف أزمة أمريكا بالعراق وضعفها على تشكيل حكومة
منتخبة، وما هي تداعيات نشرها على الوضع في الداخل العراقي".
ويتابع، ما تم نشره مسبقا من الوثائق ليس أقل شأن عن ما احتوته
ويكيليكس، ابتداء من جرائم أبي غريب و العديد من مجازر الاحتلال في
محافظات العراق".
ويختتم حديثه لـ (شبكة النبأ المعلوماتية)، "اعتقد ان ما سوف يثار
لن يتعدى الضجة الاعلامية".
اما عباس الراوي 55 عام متقاعد، يرى أن أمريكا هي المسيطرة على
وسائل الإعلام والسياسة بالمنطقة، وانها تقف وراء تلك التسريبات لغايات
سياسية بحته فيقول، "بالأمس هددت امريكا قناة الجزيرة بالقصف، بعد
نشرها صور ووثائق عن العراق، واليوم تعكس المعادلة السابقة وتسمح وتسكت
عن ملفات من شأنها أن تثير الشقاق بين العراقيين وهم لا يزالون في مخاض
ازمة تشكيل الحكومة".
مستدركا،"فنحن نفرح بفتح وكشف كل ما هو من عادته مستورا كي لا يخفى
على الشعب والعالم شيء، لكن هل فعلا سيرد الحق بعد نشرها فالعرب اليوم
أصبحوا ساحة تجارب لكل ما يراد له أن يقدم لخانة الاختبار، ام سيكون
مجرد تحريض طائفي بين مكونات الشعب العراقي كما حصل في عام 2005، عندما
استضافت قناة الجزيرة قبل يومين من الانتخابات شخصية مغمورة قامت بسب
وقذف شخص السيد السيستاني".
ويضيف الراوي، "في ذلك الحين نجحت الجزيرة ومن يقف ورائها في تعزيز
الانقسام الطائفي في الانتخابات البرلمانية، ومهدت لوصول الائتلاف
الموحد بطريقة مريحة الى اغلبية الاصوات".
الى ذلك يحذر الدكتور فائق الكربولي الشعب العراقي من إعلام ما يثار
بحسب قوله، فيعتقد ان أمريكا اليوم تريد من الشعب العراقي أن ينفذ لها
أجندتها المطلوبة على حساب دمائهم البريئة. فيقول الكربولي، "لماذا لم
تقم هذه المنظمات بفتح وكشف وثائق شركة بلاك ووتر وجرائم أمريكا التي
خلفت جيوش من الأرامل تنذر بالخطر للبلاد أليس هذا أولا بها".
مؤكدا، أن هناك شيء يراد دثره من خلال هذه الفبركة الإعلامية لكن لن
يطول عليه الأمد حتى يكشف كما كشف ما قبله.
ويضيف خلال حديثه لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "منذ أول يوم لدخول
أمريكا العراق تعالت أصوات العراقيين أن ما يحصل ليس بصحيح، فقانون
بريمر بحل المؤسسات كان هو اليد الطولى والمبرر الأكبر لفسح المجال
أمام المخربين بخرق المؤسسات وإنتشار تنظيم القاعدة والمليشيات
المسلحة".
تغيير الواقع
الدكتورة ولاء ألخابوري من جهتها لفتت الى موضوعة خطيرة قد لا تقل
شئنا عما تم تداولة في تلك الوثائق، حيث تقول، "كم أتمنى أن تكشف هذه
المنظمات والمؤسسات عن ملفات زودناهم بها تعني بأمراض وحالات تنذر
بالخطر تستدعي وقوف إنساني يساعدها".
مضيفة، "نحن اليوم في عامنا الثامن ولم نستطع توفير أبسط العلاج في
العالم لمرضى تزهق أرواحهم في كل ساعة ولم نجد لهم من يسمع صرخاتهم من
على أسرة المستشفيات فكيف إذا سيكون حال ما هو أعظم من ذلك فأغلب
اللاجئين مصابين بمرض السرطان وباقي الأمراض المزمنة دون أن يلتفت لهم
أحد برحمة وشفقه".
موضحة، "فالمنظمات والفضائيات التي كشفت عن المستور اليوم تمتلك
حقائق أكبر مما ذكرت لما لم تناشد بها أم لأنها لم تصب في المصلحة
المطلوبة لتسييس مرادها..؟" |