وثائق ويكليكيس هل هي بدعة؟

زاهر الزبيدي

بدعة جديدة من بدع الضلالة يطلقها موقع ويكليكس بنشرة لآلاف الوثائق المبهمة عن حرب "تحرير العراق" والتي لم يستطع أحد التعرف ما ماهيتها لغاية الآن أو على أقل تقدير لم يتداولها الشعب ليعرف ما تحتويه تلك الوثائق فأغلبها، الوثائق، هلامية المحتوي وتتكلم عن خسائر العراق التي أصبحت أمراً واقعاً آمن به كل أبناء الشعب العراقي ففي عام 2004 ـ 2007، كانت حياتنا معرضة للخطر بشكل كبير وكنا نخرج الى أعمالنا وكأننا ذاهبون الى جبهات القتال حيث لا تعلم متى تنفجر عبوة ناسفة، لم تكن اللاصقات والكواتم معروفة حينها، أو متى تخترق صدرك أو رأسك رصاصة ليست بطائشة.

الحرب في المدن كانت أشد ضراوة من حرب التحرير، فالحرب على الجبهات القتالية كانت تقصد العساكر والعدو أمامك واضح المعالم والهيئة، أما في الداخل فكانت الحرب المبهمة تطحن برحاها كل شيء وهي حرب القاعدة التي لم تكن، ولا زالت، لا تميز بين طفل أو أمرأة وما قتلته القاعدة يعادل أضعاف ما قتل على أيدي القوات الأمريكية وحتى الأرقام التي حددها الموقع المذكور لأعداد القتلى العراقيين في تلك الحرب هي غير صحيحة فالقتلى أكثر ما يتصوره أحد فعلى جسر الأئمة وحده زهقت ألف روح والتفجيرات الانتحارية التي كانت تحصل كانت أشد قسوة من تلك التي تحدثها الصواريخ الغبية.

 من أمثلتها أن يأتي الأنتحاري بصهريج الغاز السائل وسط مجمع سكني ويقف خلف الصهريج ليفتح صنابيره ثم يكبر ويفجر نفسه لتتبخر الاجساد البريئة الطاهرة، أو ان يدخل انتحاري جبان وسط سوق شعبي، أسواق الفقراء تلك، لتنقشع غبرة الأنفجار عن المئآت من أجساد العراقيين التي شوتها نار التكفير بلا ذنب أو جريرة ولا حتى لقطرة دم من جندي أمريكي ولكن بدافع من فتوى أفتى بها شيوخ الظلام.

ولا أعتقد بعد سبعة سنوات من الحرب أن موقع ويكليكس مهتم لهذه الدرجة بحقوق الانسان في العراق، أو يأبه جوليان اسانج لثكالى العراق مطلقاً ولا أعتقد أن أحداً غيره مهتماً بذلك عربياً كان أو أقليمياً أو حتى عالمياً، أنها لعبة جديدة يلعبها الموقع الغرض منها منفعي إعلامي لا أكثر، فنحن أكثر أهل البرية نعرف ما نحن كنا عليه وما أصبحنا عليه، الآن بعد السبع تلك التي تنهش ذكرياتها المؤلمة جلودنا فما من عراقي أو عراقية إلا ونكبت بقريب أو حبيب وشجرات عوائلنا متخمة بالشهداء من كل جنس وعمر.

 ونعلم ما نحن عليه من تردي وفساد ونعلم مانحن مقبلون عليه بين متأمل بخير أو متشائم بشر.. إلا أننا ماضون في طريقنا نسأل الله أن ينعم علينا بالأمان الذي كلما استوى ليتم بظلاله علينا أغرقت " القاعدة" و"دولة العراق اللااسلامية" شعبنا بدمائه الشريفة ولكن الله أعلى وأعز وهو المعين على كل مصيبة.

 أما وقد خرجت أمريكا أو ستخرج ويستوي الأمر بأيدي أبناء العراق فما بال الحناجر لا زالت تصدح بالتكفير والذبح وما بال التكفير من خلف الحدود وويكليكس تنكيء جراحنا.. وهي أول من تعلم أن الجرح لا يؤلم إلا صاحبه.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 24/تشرين الأول/2010 - 16/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م