الشبكات الاجتماعية... صنعها الانسان وتأثر بها!

 

شبكة النبأ: يتزايد الاهتمام بشبكات التواصل الاجتماعية عبر الشبكة العنكبوتية العالمية الانترنت، لاسيما وإنها أصبحت الآن من أهم الظواهر التي يمارسها المشتركون بها وذلك لما لها تأثير كبير على نمط حياتهم وأعمالهم اليومية، ولمعرفة أهمية هذه الوسائل التكنولوجية المتطورة ومدى تأثيرها على العالم بدأت بعض المراكز الاجتماعية بأجراء بحوث ودراسات لمعرفة ذلك من خلال النماذج الإنسانية التي تستخدمها.

وقد تم ملاحظة أمور مهمة منها ايجابية ومنها السلبي وهو ان هناك استخدامات غير أخلاقية لهذه المواقع ومن قبل بعض المستخدمين، بالإضافة الى وجود مخاوف من ان الانترنت يشغل الكثيرين عن أعمالهم وعن عوائلهم بل وحتى عن راحتهم فاقدين بذلك صحتهم متسببين بحالة إدمان خطيرة تعرقل سير الأعمال والنقص في الاهتمامات اليومية.

البالغون ينافسون المراهقين

حيث ان كتابة الرسائل النصية في الهواتف الخلوية، ربما تكون جزءاً من شخصية الجيل الجديد من الشباب والمراهقين، غير أنها لم تكن يوماً من خصائص الرجال، بحسب دراسات سابقة حول هذه المسألة.

على أن دراسة حديثة نشرها مركز بيو للأبحاث، أظهرت أن الرجال أخذوا يقتحمون هذا الميدان، وربما ينافسون الشباب في هذا المضمار. فقد كشفت الدراسة الأخيرة أن 72 في المائة من الرجال يستخدمون هواتفهم الخلوية في كتابة الرسائل النصية مقابل 87 في المائة من الشبان والمراهقين يتواصلون عبر هذه الوسيلة، إضافة إلى أنهم أكثر انهمكاً في هذا الجانب من الرجال البالغين.

وبيّنت الدراسة أن المراهقين يرسلون في المتوسط 50 رسالة نصية يومياً، أي نحو 5 أضعاف متوسط ما يرسله الرجال يومياً. وقالت أماندا لينهارت، كبيرة الباحثين في مركز بيو للأبحاث لشؤون الإنترنت ومشروع الحياة الأمريكية: "إن كتابة الرسائل النصية بين البالغين أصبحت أمراً شائعاً.. بالطبع لكنهم لا يتفوقون على المراهقين في معدل ما يكتبونه من رسائل نصية." بحسب وكالة أنباء السي ان ان.

لكن رغم أنهم يكتبون الكثير من الرسائل النصية، إلا أن الأمريكيين مازالت لديهم مشاعر مختلطة حيال الهواتف الخلوية. فقد أشار 91 في المائة من المستخدمين إلى أنهم يشعرون بأمان أكثر مع امتلاكهم لهذه الهواتف، وقال 88 في المائة منهم إنهم يحبون ما تقدمه الهواتف الخلوية من مساعدة تنظيم حياتهم مع أسرهم وأصدقائهم.

إلا أن 85 في المائة يقولون إنهم يشعرون بالامتعاض من كثرة ما يقوم به الآخرون من التحقق من هواتفهم، خصوصاً خلال اللقاءات أو الاجتماعات أو المحادثة. وأشار 65 في المائة من البالغين، من أفراد عينة شملت 2252 شخصاً من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، إلى أنهم ينامون وهواتفهم الخلوية بقربهم بجانب السرير. أما عينة المراهقين، فشملت 800 مراهق تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً.

الإدمان على وسائل الاتصال

من جانبها قالت الهيئة المسئولة عن تنظيم وسائل الإعلام في بريطانيا (اوفكوم) ان البريطانيين يقضون نصف ساعات يقظتهم تقريبا في مشاهدة التلفزيون او استخدام هواتفهم المحمولة او وسائل اتصال أخرى. ووجد بحث أجرته اوفكوم ان البريطانيين يقضون 45 بالمئة من وقت يقظتهم في استخدام وسائل الإعلام او أدوات اتصال أخرى.

وقال بيتر فيليبس من اوفكوم بارتنر ستراتيجي اند ماركت ديفلوبمنتس "للمرة الأولى يمكننا أن نرى كيف ان وسائل الإعلام والاتصالات محورية في حياتنا." وذكر تقرير سوق الاتصالات السنوي لاوفكوم عن الإذاعة المرئية والمسموعة وصناعة الاتصالات والانترنت في بريطانيا انه في الوقت الذي يتزايد فيه الاستخدام فان الأسعار تنخفض.

وتراجع الإنفاق المنزلي على خدمات الاتصالات بنسبة 9.4 بالمئة الى 91.24 جنيه إسترليني على مدى السنوات الخمس الماضية ويرجع هذا بشكل رئيسي الى اختيار الناس للحزم ذات الأسعار المخفضة.

وقال البحث ان تزايد شعبية الهواتف الذكية وخصوصا بين من تقل أعمارهم عن 25 عاما أدى الى زيادة استخدام الاتصالات وسمح للناس بالقيام بأكثر في وقت واحد. وارتفع عدد مستخدمي الهواتف الذكية بنسبة 81 بالمائة من 7.2 مليون مستخدم الي 12.8 مليون في العام المنتهي في مايو أيار 2010 فيما ارتفع عدد متصفحي الانترنت من هواتفهم المحمولة من 9 ملايين الى 13.5 مليون العام الماضي. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ويرسل المستهلكون الآن عددا من النصوص في اليوم يزيد اربع مرات عما كان عليه في 2004 ويقضون ربع وقتهم تقريبا في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت. وقالت اوفكوم ان موقع فيسبوك facebook هو أكثر المواقع شعبية تصفحا من الهاتف المحمول. واحتفظت وسائل الإعلام التقليدية أيضا بالشعبية حيث يبلغ معدل مشاهدة الفرد للتلفزيون ثلاث ساعات و45 دقيقة في اليوم.

وقال فيليبس "اظهر الأشخاص الأصغر سنا أكبر تغيرات في كيفية استخدام وسائل الإعلام وبشكل خاص استخدام وسائل إعلام مختلفة في آن واحد. "لكن الهوة بين الشبان وكبار السن في استخدام التكنولوجيا بدأت تضيق حيث أصبح المزيد من كبار السن يتصفحون الانترنت ووجدوا ان أشياء مثل البريد الالكتروني مهمة جدا لهم."

معلومات شخصية

من جانب آخر، وقبل أن تسمح لطفلك بالانضمام الى شبكات التواصل الاجتماعي أو غرف الدردشة على شبكة الإنترنت، يتعين عليك أن تصحبه في جولة افتراضية على الإنترنت أولا.

وفي الطبعة الألمانية من مجلة ريدرز دايجست ، نصحت كاتارينا كاتسر المتخصصة في علم النفس الاجتماعي الآباء بتعليم أطفالهم كيفية البحث عن الصور والنصوص من أصدقائهم على الإنترنت. وقالت كاتسر إن هذه طريقة مفيدة لتعليم الشباب أن من الخطأ وضع معلومات شخصية أو صور خاصة على الإنترنت. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقد تستخدم الصور والمعلومات بواسطة عصابات الإنترنت حيث يتم قطع صور الوجوه رقميا ونسخها على صور رديئة أو غير لائقة. وإذا وضعت صورة لطفلك بطريقة غير مشروعة على الإنترنت، تنصح كاتسر الآباء باستخدام الأسلوب الهجومي عن طريق توثيق ما حدث وجمع الأدلة مثل لقطة للصورة المعروضة على الشاشة ثم الذهاب إلى الشرطة.

الانترنت الشغل الشاغل

بينما أصبح الإنترنت جزءا أساسيا من حياتنا اليومية، ويتم عدد كبير من الأنشطة عبر الإنترنت سواء الحوارات أو مشاهدة أفلام الفيديو أو الاستماع إلى الوسائط الصوتية أو المرئية "البودكاست" أو حجز الأجازات أو التعامل مع البنوك.

إلا أن البقاء فترات طويلة على الانترنت يمكن أن يصبح مشكلة عندما تضطر أجزاء أخرى من حياتنا إلى التراجع. وهناك سبب واحد كبير لتوضيح لماذا يشغل الإنترنت تلك الأهمية الكبرى.

ويقول جان هنريك شميت من معهد هانز بريدو لأبحاث الإعلام في جامعة هامبورج "لقد سقطت الحواجز الفنية". فقد أصبح من الأسهل نشر كافة أنواع المعلومات والعمل مع الآخرين وتنقية المعلومات وتنميتها. وينطبق نفس الشيء على الأنشطة الأخرى مثل كتابة البريد الإلكتروني والحوارات والتخطيط لأجازة وإعداد الصور أو ممارسة ألألعاب.

وتقول إحدى الصيغ "كلما زادت الفرص التي يقدمها النت كلما زاد حجم الوقت الذي يمضيه الناس في استخدامه". ووفقا لرابطة التجارة الإلكترونية الألمانية "بيتكوم"، فإن 26 مليون ألماني يقومون بأعمالهم المصرفية عبر الإنترنت من إجمالي عدد سكان يبلغ 82 مليون نسمة. ويقوم 13 مليون منهم بحجز الأجازات عن طريق الإنترنت ويقوم ستة من بين كل 10 أفراد بمشتروات عبر الشبكة العنكبوتية.

ويستخدم 70% من الألمان الإنترنت وأن الشباب نشطاء بشكل خاص حيث تستخدم نسبة تقارب 98% منهم الإنترنت. ووفقا لدراسة حديثة فإنهم "تقريبا وبشكل كامل في العالم الرقمي".  

التعود

كما أن الإنترنت هو أيضا المكان الذي تلتقي فيه مختلف أشكال وسائل الإعلام: التليفزيون والراديو والفيديو والبودكاست والحوارات جميعها ممكنة عبر الإنترنت أو عبر الهاتف الذكي. وفي وسط الجيل الشاب فإن الإنترنت تخطت شعبيته بالفعل التليفزيون. ويقول شميت "إن الإنترنت تطور إلى أداة هامة لتنظيم حياتنا.

ويسمي الخبراء هذا التطور بأنه "التعود"، وقد أصبح مألوفا بشكل خاص بين "المواطنين الرقميين" وهم الشباب الذي نشأ وتربى مع الإنترنت والذي من أجلهم أصبح العالم الافتراضي شيئا حقيقيا. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ويقول شميدت "الهدف هو التواجد بشكل دائم وبقاء الاتصال المستمر مع الأصدقاء". وهذا يحدث إلى اكبر حد في الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وماي سبيس.  وليس من السهل تحديد متى أصبح استخدام الإنترنت مشكلة. وفي أمثلة كثيرة يستخدم الناس النت بالتوازي مع وسيلة إعلام أخرى مثل مشاهدة التليفزيون أو الاستماع للموسيقى. وفي نفس الوقت قد يكون هناك بث مباشر لمباراة كرة قدم أو شريط فيديو محمل في الكمبيوتر.

وإحدى سبل قياس الإجابة هو الحكم بوعي على المدة وعدد المرات التي تستخدم فيها الإنترنت وذلك وفقا لبريند بيرنر من معهد إدمان وسائل الإعلام والإنترنت. "ويعتبر ما يزيد عن 35 ساعة أسبوعيا نوعا من الإفراط". والملل والعزلة الاجتماعية هي من أسباب أي انسحاب إلى العالم الافتراضي.

وغالبا ما يكشف الاستخدام المكثف للإنترنت نفسه عن أنه موضوع يحدث عندما تتفاعل ألأفكار ويتغير السلوك. "فإذا عزمت على قضاء نصف ساعة لتحديث ملفك الشخصي وظللت تجلس على الكمبيوتر لثلاث ساعات بعدها، إذن فأنت تبالغ في ذلك". كما يعد أيضا بادرة سيئة إذا كنت تفكر في المستوى التالي في اللعبة التي تؤديها على النت أثناء وجودك في المدرسة أو تحضر محاضرة.

كما أن استخدام الإنترنت أيضا يجب ألا يكون مسئولا عن إفساد نظام نومك. ففي أوقات المساء على وجه الخصوص تكون الشبكات الاجتماعية في قمة ازدحامها ولكن ذلك لا يجب أن يؤثر على ما سيحدث في اليوم التالي. وتبدأ الأشياء في أن تصبح حرجة عندما تفقد السيطرة: "فإذا عانيت من عواقب سلبية في المدرسة أو العمل أو في علاقاتك بسبب الإنترنت، حينئذ يمكن ذلك أن يكون علامة على الاستخدام الجائر" كما يقول بيرنر.

آداب السلوك

في حين تصور ان مئات الأشخاص يحدثونك في الوقت نفسه في موضوعات شتى وكل يتوقع ردا فوريا. انه لأمر يبعث على الجنون ومع ذلك فهو يشبه ما قد تشعر به عندما تفتح صندوق بريدك الالكتروني لتجد أعدادا هائلة من الأسئلة والتعليقات والدعوات التي تتطلب ردودا سريعة.

نعلم أن من حسن الأدب الإسراع بالرد فهذا من آداب السلوك التي تعلمناها غريزيا منذ أن تلكأ إنسان العصر الحجر في الرد على مندوب مبيعات يتنقل ببضائعه من الحديد من كهف الى كهف.

وأظهر استطلاع أعدته شركة اكزوبني التي تصنع برمجيات للبحث في البريد الالكتروني أن نحو ربع الأمريكيين وخمس البريطانيين الذين يفتحون بريدهم الالكتروني في غير أوقات العمل يفعلون ذلك لأنهم يشعرون بأن من المتوقع منهم تقديم ردود سريعة حتى خارج أوقات العمل المعتادة.

غير أن الردود السريعة كثيرا ما تكون غير عملية خصوصا ان كنت تعمل في شركة تتوقع منك القيام بعمل فعلي ولذلك إليك بعض الاستراتيجيات التي تمكنك من التعامل مع الرسائل الالكترونية المتراكمة دون أن تفقد أعصابك:

ترشيح وتصنيف الرسائل

تتيح برامج البريد الالكتروني المختلفة ترشيح الرسائل وتصنيفها بطريقة آلية بحيث تعرض في فئات تنطبق عليها مواصفات حددتها سلفا.

وفد اخترت لنفسي فئة أطلقت عليها "أهم المتصلين" لا تظهر فيها الا الرسائل الواردة من رئيسي ومرؤوسي المباشرين وعدة عناوين أخرى. وهذه الرسائل هي التي تتطلب عادة أسرع رد. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ولدي فئة أخرى اسمها "لي فقط" وتحوي الرسائل المرسلة إلي وحدي وليست موجهة في الوقت نفسه الى أي شخص آخر. وتستحق هذه الرسائل على الأرجح ردا أسرع من غيرها أيضا على الأقل لأنه ما من مجيب غيري. ويمكن إعداد فئات تحت عناوين أخرى مثل "رسائل عائلية" أو "رسائل من البنك" أو "أشخاص يقاضونني" أو أي شيء يهمك أكثر من غيره.

تقليل النسخ المرسلة الى آخرين

كثيرون منا يفرطون في إرسال نسخ من الرسالة نفسها الى آخرين غير المرسل إليه الأصلي فيبعثونها كذلك الى كل من أبدى رأيا في الموضوع الذي تتناوله.

وثمة أسباب مشروعة لاستخدام خاصية ارسال نسخة طبق الأصل اذ تفيد في اطلاع الأشخاص على تطورات أمر ما إلا ان الإفراط في استخدامها من الأسباب الأساسية لتضخم قائمة البريد الوارد.

ويمكنك أن تلفت نظر من يفعلون ذلك بلطف لكن أفضل طريقة لتعليم اداب السلوك هي دائما الأسوة الحسنة فقلل من إرسال النسخ وسيحذو الآخرون حذوك.

وتستخدم برامج البريد الالكتروني المختلفة وسائل مختلفة لمساعدة المستخدم من بينها مثلا الخاصية التي بدأت شركة جوجل تطبيقها في برنامج جي ميل في 30 اغسطس اب وهي تمييز الرسائل المهمة من خلال ملاحظة مدى تواتر الرسائل المتبادلة مع العناوين المختلفة وجمعها في مقدمة قائمة البريد الوارد.

التحرش الجنسي على فيسبوك

فيما أفادت مصادر أمنية كندية ان احد الكنديين الاثنين الموقوفين في إطار شبكة الأفلام الإباحية للأطفال على شبكة الانترنت يعمل مدرسا في إحدى المدارس المرموقة في مدينة فانكوفر غرب كندا.

وقال مسئول أمني في فانكوفر ان الرجل الموقوف أربعيني، وهو مدير قسم العلوم الاجتماعية في المدرسة التي يعمل فيها. وقد وجهت إليه تهم حيازة أفلام إباحية عن أطفال وتوزيعها. وتصل عقوبة هذه التهم الى السجن خمس سنوات كحد أقصى، وفقا لقانون العقوبات الكندي. وأوقف الرجل في الرابع من حزيران/يونيو، وأطلق سراحه بكفالة بعدها بقليل، بشرط عدم الدخـول الى الانتـرنت وعدم الاتصـال بمن هم دون سن السـادسة عشـر. بحسب وكالة فرانس برس.

أما الموقوف الثاني، فقد جرى توقيفه في مدينة كيلونا. واخلي سبيله من دون توجيه تهم إليه في الوقت الحاضر، لكنه قد يواجه في المستقبل تهما كالتي واجهها الموقوف الأول، على ما أفاد متحدث باسم الشرطة المحلية. وأوقف ستة أشخاص آخرين في بريطانيا في إطار القضية نفسها، وثلاثة آخرون في استراليا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 23/تشرين الأول/2010 - 15/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م