الهواتف الذكية... بين المتعة والفائدة

 

شبكة النبأ: يشهد العالم تقدما هائلا في مجال الالكترونيات وعالم الخوارزميات الدقيقة حيث انه تحول من مدن كانت تفرقها المسافات والحدود والهويات الى أجهزة دقيقة صغيرة توصلك الى ابعد حدود الأرض وبطرق سهلة وسلسة، بالإضافة الى إنها توفر لك ما تحتاجه في أي مجال أردت العمل، السفر، الترفيه والحياة الاجتماعية، وكل هذا تستطيع ان تفعله بكبسة زر واحدة ومن خلال جهاز صغير الحجم خفيف الوزن جميل المظهر، ومن هذه الأجهزة المتطورة هو الهاتف الذكية.

حيث أخذت الهواتف الذكية مؤخرا مجال واسعا من حياة المستخدمين الذين يعتمدون عليها وبشكل أساسي في حياتهم، وهذا ما دفع الشركات المختصة بهذا المجال على إيجاد خدمات جديدة وطرق أسهل توفر المتعة والفائدة لعملائها في التنافس بين الشركات الأخرى والدافع المادي بالإضافة الى خدمة المشترك الذي بدوره يجد يوميا ان مجموعة ما او شركة ما قد كشفت عن منتج جديد أفضل مما سبقه الذي يضطر الى ان يقتنيه لما يجده أكثر فائدة لمتطلباته، كما تجري بعض الدراسات من خلال باحثين على نسبة استخدام الهواتف في مختلف المجتمعات المختلفة المستوى الاقتصادي، كذلك الفروقات بين الاعمار التي تؤثر على طبيعة استخدام الهواتف.

شاحن واحد لكل الهواتف

اعتباراً من عام 2011، لن يواجه أصحاب الهواتف المحمولة الجديدة في أوروبا المشكلة التي تعترض الكثيرين حول العالم، عندما ينفد شحن بطارياتهم ويحاولون البحث عن شاحن يناسب طراز هاتفهم، إذ قرر الاتحاد الأوروبي أن تكون جميع الأجهزة الجديدة المصنعة على أراضيه قابلة للشحن بنوع واحد من الوصلات.

وقد وافقت عشر شركات كبرى تعمل في تصنيع الهواتف المحمولة، وعلى رأسها "آبل" و"موتورولا" و"سامسونغ" و"RIM" على القرار الهادف إلى توحيد معايير الشحن الكهربائي التي تختلف من شركة إلى أخرى، وحتى بين الطرز المختلفة التي تنتجها الشركة الواحدة.

وحالياً، تقوم الشركات المصنعة للهواتف بتقديم الشاحن الخاص للزبائن مع شراء كل جهاز جديد، وهو أمر يسبب الكثير من المصاعب للمستهلكين، كما تنتج عنه أضرار وخسائر تتمثل في التخلص من وصلات الشحن القديمة مع ظهور كل طراز جديد. بحسب وكالة السي ان ان.

أما النوع الجديد من وصلات الشحن، فسيكون مماثلاً للوصلات الجديدة المزودة بقابس من نوع USB   أما بالنسبة لسائر الأسواق العالمية، فلا يبدو أن هناك توجه مماثل في الفترة المقبلة بطلب من لجان رسمية، إذ أن الأمر متروك للشركات لتقوم بخطوات مماثلة. وكانت "موتورولا" قد أعلنت أنها اتفقت مع نظيرتها "سامسونغ" على توحيد وصلات الشحن في منتجاتهما، على أن يبقى ذلك محصوراً في أجهزة الهاتف الذكي.

تساعد في انتشال الفقراء

قال تقرير للأمم المتحدة ان الهواتف المحمولة التي تنتشر بشكل أسرع من أي تقنية أخرى للمعلومات يمكنها تحسين سبل العيش للفقراء في الدول النامية.

وقال مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (اونكتاد) في تقريره عن اقتصاد المعلومات انه ينبغي للحكومة تصميم سياسات لضمان وصول الفوائد الى أكبر عدد من السكان بأكثر السبل فاعلية. وقال سوباتشاي بانيتشباكدي الامين العام للاونكتاد في مؤتمر صحفي بشان التقرير ان عدد اشتراكات الهاتف المحمول سيصل الى 5 مليارات هذا العام أو اشتراك واحد تقريبا لكل شخص على الكوكب.

وتبلغ نسبة انتشار الهاتف المحمول في الدول المتقدمة أكثر من 100% حيث ان العديد من الأشخاص لديهم أكثر من هاتف او اكثر من اشتراك. وتوضح أرقام اونكتاد ان معدل الاشتراك في الدول النامية يبلغ حاليا 58 لكل 100 شخص وانه يتزايد بسرعة فيما يصل المعدل في الدول الأكثر فقرا والأقل نموا الى 25 بعد أن كان اثنين فقط لكل 100 شخص قبل سنوات قليلة.

وقالت اونكتاد ان الفوائد الاقتصادية للهواتف المحمولة التي ينتشر استخدامها في الدول الأقل نموا بشكل أسرع كثيرا من تقنيات مثل الانترنت او خطوط الهاتف الثابت تتجاوز مجرد الحصول على المعلومات. وأوجدت الهواتف المحمولة الكثير من المشاريع الصغيرة بإتاحة العمل لأشخاص ذوي تعليم محدود وموارد قليلة. ومن بين الأمثلة على ذلك بيع المكالمات في الشوارع وإصلاح الهواتف. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

ويجادل التقرير بأن مفتاح الاستخدام الناجح للهاتف المحمول هو القدرة على تحمل تكلفته وهو درس لم تتعلمه العديد من الدول الأفريقية. وقال سوباتشاي "الهند أظهرت لنا كيف يمكن جعل الهاتف المحمول رخيصا قدر الإمكان حتى يمكن لكل شخص الحصول على هذا النوع من الأجهزة".

وتحتاج الحكومات الى متابعة كيفية استخدام الفقراء للهواتف المحمولة ووضع سياسات لتعزيز ذلك. ويتعين عليها ان تضمن ان يتمكن الفقراء من استخدام هواتفهم ففي نهاية 2008 كانت إشارات الهاتف المحمول تغطي فقط حوالي نصف المناطق الريفية في الدول الأكثر فقرا والأقل نموا.

جيل النصوص المكتوبة

كشفت صحيفة واشنطن بوست في تحقيق لها أن عدد كبير من الشباب يعزفون عن الحديث في الهاتف، بينما يفضلون التواصل عبر الرسائل النصية، معتبرين أنها أسلوب ينم عن ذوق عال. وأشارت الصحيفة أن "جيل رسائل البريد الإلكتروني" أدى إلى تراجع خطير في المحادثات الهاتفية، ما خلق توترات جديدة بين كبار السن و"جيل الألفية" والذين أصبحوا الآن يافعين في العقد الثالث أو الرابع من العمر. وأضافت أن كبار السن في العقد السادس والسابع من العمر هم فقط الذين لا يزالون يقضون الوقت في الحديث عبر الهاتف.

وأظهر بحث أجرته شركة "نيلسن ميديا ريسرش"، الرائدة في مجال الأبحاث الإعلامية، أن الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاما إلى 34 عاما هم أقل فئة تلجأ للحديث عبر الهاتف، حيث انخفض معدل الدقائق الصوتية التي يستخدمونها شهريا من نحو 1200 دقيقة إلى 900 دقيقة في غضون العامين الماضيين.

وأضاف البحث أن تبادل الرسائل النصية بين من تتراوح أعمارهم ما بين 18 عاما إلى 24 عاما زاد لأكثر من الضعف في نفس الفترة حيث وصل إلى 1400 رسالة نصية شهريا، مقارنة بنحو 600 رسالة شهريا قبل عامين. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ويقول الشباب إنهم يتجنبون إجراء المكالمات الصوتية لأن الحاجة الملحة للرد بسرعة في المكالمة الصوتية يحرمهم من السيطرة في المناقشة التي تتوفر لهم خلال تبادل الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف البحث أن هؤلاء الشباب يحجمون عن إجراء المكالمات الهاتفية خشية أن يوصموا "بعدم التهذيب أو التطفل" على العكس من إرسال الرسائل، معتبرين أن الاتصال الهاتفي يسبب إزعاج أكثر من ورود رسالة.

تحوّيل جهاز الآي بود إلى آي فون

هل رغبت يوما في أن يتحول جهاز الآي بود(IPod) لديك إلى هاتف آي فون(IPhone)؟ اليوم أصبح بإمكانك الحصول على ذلك بكل بساطة عبر جهاز جديد يعرف باسم Apple Peel 520، والمصنع من قبل شركة صينية.

ويتكون هذا الجهاز من علبة تحتوي على بطارية، وواصل كهربائي، وبطاقة اتصالات، بحيث يمكن للمستخدم وضع الآي بود داخل هذا الجهاز، ليتحول مباشرة إلى هاتف آي فون. ومن أجل إرسال رسائل نصية قصيرة باستخدامه، يجب على صاحبه تحميل برنامج خاص، حينئذ يمكن استخدام هذا الجهاز للتحدث هاتفيا لمدة تصل إلى خمس ساعات، وفق ما ذكره موقع Dailytech.com.

و الشخص الذي قام باختراع هذا الجهاز، هو مهندس إلكتروني لا يتجاوز عمره 22 عاما، ولكنه فضل استخدام اسم "ماكسبي"، وهو ليس أسمه الحقيقي. يقول ماكسبي، إن السبب الرئيسي الذي دفعه إلى اختراع هذا الجهاز هو ولعه الشديد بجهاز آي فون، إلا أن سعره المرتفع منعه من شرائه. بحسب وكالة السي ان ان.

غير أن ماكسبي يؤكد عدم وجود أي خطط حالية لتصنيع جهاز Apple Peel وطرحه في الأسواق، فالشركة المصنعة ترغب في التأكد فيما إذا كان بيع هذا الجهاز لا يخرق أية حقوق ملكية أو فكرية. ومن الضروري الإشارة هنا، إلى وجود مجموعة من الأخطاء التي يجب العمل على تصحيحها فورا، إذ أن هذا الجهاز لا يتوافق مع الجيل الثالث من أجهزة الآي فون، كما أن هناك تأخيرا بسيطا بين توقيت إجراء المكالمة والرد عليها من الطرف الآخر، إضافة إلى أن خاصية إعادة إرسال الرسائل النصية القصيرة غير موجودة.

ويتراوح سعر جهاز الآي فون ما بين 588 دولارا و740 دولارا، بينما لا يزيد سعر جهاز الآي بود عن 235 دولارا، وأما سعر جهاز Apple Peel فيبلغ 57 دولارا.

على ذمة الخبراء

انس أمر الرسائل النصية، يقول فريق من العلماء الألمان إن هواتف المستقبل سوف تحجب الأصوات الدخيلة كي تساعد من يعانون من تشوهات سمعية علي التواصل بشكل أفضل. ويعتمد حاليا المصابون بالصمم على الرسائل النصية، غير أن من يعانون من ضعف جزئي في السمع، خاصة كبار السن، يجدون صعوبة في استخدام الهواتف الخلوية، ذلك أنها تفتقر لجودة الصوت كما أن مكبرات الصوت تضاعف حجم الضوضاء الدخيلة، حتى أولئك الذين يتمتعون بقدرات سمعية طبيعية يواجهون مشكلات عند التحدث عبر الهواتف الخلوية في بيئة تملؤها الضوضاء.

لكن الباحثون في معهد فراون هوفر لتكنولوجيا الإعلام الرقمية، في أولدنبيرج، ابتكروا حلا رقميا. لقد عمل العلماء في مشروع "تحسين المحادثات عبر الهاتف" والذي تموله الحكومة الاتحادية، على نفس اللوغاريتمات المستخدمة في السماعات، والتي يمكنها تعويض فقدان القدرة علـى السمع ولو بشكل جزئي.

وتكمن المشكلة في أن هناك ترددات خاصة بكل شخص، ذكر أو أنثى، يصعب عليه أو عليها سماعها. ويوضح المهندس شتيفان جويتزه من مجموعة مشروع "السمع والتحدث والتكنولوجيا السمعية" بمعهد فراون هوفر " بعد تعديلها لتوافق كل مستخدم على حدة، يجري تكثيف الإشارات الصوتية الناعمة، بينما تبقى الإشارات المرتفعة الحادة دون تغيير..ذلك أنها ستعتبر ضوضاء غير مقبولة إذا تم تكثيفها".  إن النظام يرصد الضوضاء في خلفية المحادثة ويقللها للحد الأدنى، وهو ما يمثل ميزة لا تقتصر على من يعانون من مشكلات سمعية.  بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

إذا كانت المحادثة قادمة من بيئة ضوضائية، مثل مكتب مفتوح أو شارع مزدحم أو محطة قطارات أنفاق مزدحمة، فإن كل الأشخاص حتى الطبيعيين منهم يمكنهم الاستفادة من عملية معالجة الإشارات. يمكن ضبط النظام لكل مكالمة بطريقة تنتج نمطا صوتيا متسقا وواضحا.

وأضاف جويتزه "أحد التحديات التي تواجهنا يكمن في التوصل لطريقة تمكن المستخدمين من تعديل اللوغاريتمات بأنفسهم بطريقة ملائمة للمستخدم.. بالنسبة لكبار السن على وجه الخصوص.. يتعين التوصل لطرق بسيطة للتعديل.. لقد تمكننا من حل هذه المشكلة على هاتف تجريبي عبر جهاز عرض خاص".  

ويمكن دمج اللوغاريتمات في كل الأجهزة الصوتية، فقد تمكن العلماء بالفعل من تثبيتها على أجهزة "آي بود" التي تعمل بشاشة اللمس، وعلى نظام هاتفي ونظام الدوائر التليفزيونية المغلقة وكذلك تلفزيون. وتتوافر حاليا نسخا أولية من هذه الأجهزة.

يقول جويتزه "أول المنتجات سيتم طرحه في غضون عامين .. وإذا تم دمج تقنيتنا في أجهزة استهلاكية، فإن أولئك المصابين بمشكلات سمعية لن يضطروا للاعتماد بشكل دائم على وسائل المساعدة السمعية "السماعات".  

إن نسبة المصابين بالصمم التام طفيفة، فشخص واحد من كل خمسة تجاوز عمرهم الرابعة عشر، تبدو عليهم أعراض مشكلات فقدان السمع. وتكون طفيفة للغاية وقاصرة على أذن واحدة في معظم الحالات. ويمضي معظم الناس حياتهم دون أن يدركوا أنهم لا يسمعون بشكل مثالي.  إن قدرات السمع تتدهور بشكل رئيسي خلال سن الأربعين والخمسين، أما مرحلة ما بعد الخامسة والستين فإن الأعداد تزداد لتبلغ النسبة خمسين بالمائة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 21/تشرين الأول/2010 - 13/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م