كبار السن بين جفاء الابناء واهمال المجتمع

قصص من الواقع المؤلم

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: تمر السنين بسرعة وتتعاقب مراحل الحياة وفي لحظة ما يجد الانسان نفسة شبه وحيد وقد ذهب الشباب والصحة وضعف الجسد ويكون الامر اكثر صعوبة حين يفارقه الاهل والاحبه أو أنهم ينشغلوا عنه بحياتهم الخاصة، فيضل يقاسي الوحدة والعزلة ويعاني من جفاء المجتمع... هذا المجتمع الذي يفخر بقيمة التي تعطي كبار السن منزلة خاصة من الاحترام والتقدير.

(شبكة النبأ المعلوماتية) كان لها متابعة لبعض الحالات الآنسانية لكبار السن لعلنا نذكر بهم من نساهم أو تناسهم.

محطتنا الاولى كانت مع الحاج ابو حاتم (82عاما) الذي يقول، "خرجت من هذه الدنيا بأبن واحد وثلاث بنات وزوجة وبيت متواضع، أما البنات فقد تزوجن وانشغلن بحياتهن واما الولد فقد ذهب في الحرب مع ايران ولم يعد لحد الان".

ويضيف، "بقيت لوحدي مع زوجتي العجوز وقد تدهورت صحتي ورغم مساعدة بعض أقاربي لي في ظروف معينة، لكن أضطررت لبيع نصف بيتي المتواضع واوشك المال على النفاذ ولا أدري ماذا سافعل اذا أطال الله فيعمري".

ويستدرك ابو حاتم، "هناك من يقول أن ولدي أسير وهناك من يدعي بأنه قتل في معركة شط العرب، وأشاعه تقول بأنه أحترق ولم يتعرف عليه أحد، لا أدري لكنه لم يعد".

ويتابع، "علما باني ذهبت الى دائرة الرعايه الاجتماعية، فيقولوا لي لا يحق لك أن تتقاضى راتب، لأنك تستلم راتب أبنك المفقود تصورهل يكفي راتب كل ثلاثة أشهر، لي ولزوجتي وزوجة ابني المفقود وأبناءه جميعا".

الحاج ابو علي (77عاما)، له قصة غريبة لكنها تتكرر دائما فهو يقول، "اني رجل قد رزقني الله ثروة كبيرة وثلاثة أبناء وعندما كبر ابنائي أخذوا يديرون عملي، لكنهم أتفقوا على تقاسم اموالي وانا على قيد الحياة".

ويضيف، "صحيح انهم انهم لا يعملون أي شيء الا بموافقتي، لكن بمرور الوقت أخذ كل واحد نصيبه من الاموال وزوجته وابناءه، وذهبوا ولم أعد أراهم الا في المناسبات".

ويختتم ابو علي، "في آخر مرة دخلت المستشفى لم يهتم بي أحد منهم، بل جاءوا مثلما جاء الجيران والغرباء".

اما الحاج ابو عقيل (65عاما) له حالة خاصة فقد سيق الى جبهات القتال مع ايران ضمن ما كان يسمى بقواطع الجيش الشعبي، فوقع في الاسر وظل أسير لمدة خمسة عشر عاما وعندما عاد الى وطنه وجد نفسه غريبا حتى عن اولاده، بحسب قوله.

وقد زادت حالته النفسية سوا من عزلته، كما أن أبناءه الذين اعتادوا على عدم وجوده صاروا يشعرون به عبئا ثقيلا عليهم، فيقول، أتمنى لو اني قتلت قبل عشرين عاما، ولا اعيش ما انا عليه اليوم".

مواطن آخر رفض ذكر اسمه، يرى انه قد اذنب بحق والدته، فاراد كما يبدو ان يخفف من المه من خلال حديثه مع (شبكة النبأ المعلوماتية) فيقول، "أنني لن أسامح نفسي مهما طالت بي الحياة لأنني قصرت في حق والدتي".

ويضيف، "تصورت أن توفير الغذاء والملابس والدواء يكون كافيا للاهتمام بها، وكنت أطمئن الى زوجتي للعناية بها، وكم كنت مخطئا أذ أن زوجتي أهملتها هي الاخرى".

ويييييتابع، "كانت النتيجة أن أمي قد ماتت في ليلة شتاء قارصة البرد، وكانت بحاجه الى الدواء والدفىء لكنني أهملتها والان ادعوا الله كل يوم أن يغفر لي".

أما الدكتور (عباس الطائي) أختصاص علم نفس فيقول، "أن كبار السن تنتابهم حالات نفسية خاصه منها الشعور بأن ما كان في الماضي أفضل من الحاضر، ومنها الشكوى الدائمة ومنها التصلب في الرايء وادعاء الصواب دائما والعزلة والشعور بانه قد بلغ نهاية المطاف".

ويضيف الطائي خلال حديثه لـ (شبكة النبأ المعلوماتية)، "مهما بذلنا من عناية فان من الطبيعي أن تستمر مشاكلهم الصحية فعلى الابناء أن يكونوا أكثر ايجابية في التعامل مع أباءهم وامهاتهم بصبر وتفهم فليس من المنطق أن تطلب من بلغ السبعين عاما أن يحمل نفس أفكارنا وان يكون مرحا دائما بل يجب أن نتقبله كما هو، لان سنة الحياة هي أن الاب والام هم الذين يربون ولا يمكن أن نعكس هذه العملية عندما يكبر الابناء فيرغبون أن يعلموا اباءهم مفاهيم جديدة.

وفي الختام يجب أن نؤكد على أن كبار السن من الرجال والنساء لهم حق مقدس في ممارسة دورهم في الحياة كما هم الشباب والاطيقول بل ربما يستحقون منا أن نؤليهم أهتماما اكبرمن خلال متابعة حالاتهم الصحية والنفسية والمادية كذلك وفي ذات الوقت نحن ندعو كافة المنظمات الانسانية ومؤسسات المجتمع المدني والدوائر الطبية والاجتماعية ومسؤلي الدولة على أيجاد مساكن خاصه للمسنين والاهتمام بها أن وجدت وللتذكير فقط أن هذه المساكن تهمنا جميعا لاننا جميعا اذا طال عمرنا فسنقف في صفوف المسنين يوما ما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 21/تشرين الأول/2010 - 13/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م