القاعدة تتأقلم

نجاح التنظيم في البقاء والانتشار

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: تتزايد التهديدات التي تصدر من تنظيم القاعدة اكبر تنظيم إرهابي عرفه العالم من خلال عمليات التفجير والقتل والاختطاف، والذي ينتشر في بقاع الأرض وبصورة سريعة وقوية رغم كل المحاولات التي تبديها الولايات المتحدة والدول الأخرى في محاولة لإيقافه وردعه ولكنها فشلت بذلك وما اثبت ذلك هو البيانات والأرقام التي تبين حجم العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات وما تؤدي به من خسائر في الأرواح خسائر مادية، بالإضافة الى ذلك فهناك تأثير نفسي على الدول الغربية وذلك بحسب ما يراه المحللون السياسيين ان مثل هذا التقدم في العمليات الدموية يوصل رسالة الى العالم ان الإرهاب مازال قويا ومستمرا في نشر الرعب والدمار.

وقال بعض المحللين والمتابعين الى ان الدعم المادي الذي يحصل عليه الإرهابيين هو عن طريق عمليات الخطف التي يؤديها والاستفادة من أموال الفدية، بالإضافة الى ان هناك بعض الأسماء والجهات التي تساعدهم بشكل غير مباشر وكأنها بعيدة عن الإرهاب وهذا ما تابعه رجال أجهزة المخابرات العالمية للقبض على المساعدين لهم ولإيقاف وصول الدعم في محاولة لأضعاف قوى تنظيم القاعدة.

نجم القاعدة

فقد أفادت قناة سي.ان.ان عن محققين أميركيين ان واحدا من النجوم الصاعدة في تنظيم القاعدة هو رجل قضى معظم شبابه في الولايات المتحدة وتحديدا في نيويورك وجنوب فلوريدا.

وأعلن احد عناصر مركز التحقيقات الفدرالي (اف.بي.اي) للقناة الاميركية ان عدنان شكري جمعة من المشتبه بهم في مخطط تفجير قنابل في مترو نيويورك في ايلول/سبتمبر الماضي كما يبدو انه كان يعد لاعتداء على قناة بنما.

وقال العميل الخاص براين لوبلان "انه بمثابة قائد عمليات" تنظيم القاعدة مؤكدا ان المحققين يعتبرون شكري جمعة "خطير جدا". واضاف لوبلان في تصريح لسي.ان.ان "ربما لا يكون ذلك الشخص الذي يأتي الى الولايات المتحدة لتنفيذ اعتداء لكن ما يجعله اكثر خطورة هو كونه حرا طليقا يعد لهجمات ويجند الناس لتنفيذها".

وتابع ان نجيب الله زازي الذي اعتقل في اطار التحقيق في محاولة الاعتداء على مترو نيويورك وخالد الشيخ محمد العقل المدبر المفترض لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، قدما معلومات حول شكري جمعة. ويبدو ان عدنان شكري جمعة السعودي الأصل، ارتقى مراتب تنظيم اسامة بن لادن الدرجة تلو الاخرى بعد ان بدا العمل في غسل الصحون في معسكر تدريب للقاعدة. ويرجح الاف.بي.اي وجوده في منطقة وزيرستان في باكستان وانه أصبح قائد العمليات بعد وفاة قياديين قتلوا على الأرجح في غارات لطائرات أميركية بدون طيار. بحسب وكالة فرانس برس.

وقد وصل شكري جمعة الى الولايات المتحدة وهو طفل وعاش في بروكلين (نيويورك، شمال شرق) قبل ان يقيم مع عائلته في فلوريدا (جنوب شرق) خلال التسعينيات على ما افاد المحققون. وعندما كبر شغل عدة وظائف بسيطة واخذ دروسا في اللغة الانكليزية. وقد تذكره أستاذه عندما طرق محققو اف.بي.اي بابه وقدم لهم أشرطة فيديو التقطت في فصله وعرضت تلك الأشرطة على نجيب الله زازي الذي تعرف حينها على شكري جمعة.

واوضح لوبلان ان شكري جمعة "هو الذي اقنع" زازي وشركاءه "بالعودة الى الولايات المتحدة لتنفيذ هجومهم هناك". ويعتقد المحققون ان شكري جمعة وصل الى افغانستان قبل حزيران/يونيو 2001 وانه اتصل بوالدته قبل اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر. وأكدت الأم التي رفضت كشف هويتها لقناة سي.ان.ان، انها تشاجرت مع ابنها لرغبتها في معرفة ما اذا كان يستطيع العودة بأمان الى الولايات المتحدة بعد تلك الهجمات وأكدت ان الاتصال به انقطع من حينها. وقالت ان "ابني ليس شخصا عنيفا. انه لطيف جدا وكريم".

القاعدة تتأقلم

كما لفت محللون أمنيون إلى أن الهجمات الإرهابية الفتاكة التي كشفتها أجهزة الاستخبارات الأوروبية مؤخراً، بمثابة مؤشر على أن تنظيم القاعدة، ورغم تحجيمه، يتأقلم ويغير من تكتيكاته وخططه، ويملك القدرة على تنفيذ هجمات دموية.

وأعلنت الاستخبارات الألمانية أن الكثير من تفاصيل المخطط المشابه لهجمات مومباي في 2008، أدلى بها ألماني، من أصل أفغاني، أعتقل في العاصمة الأفغانية، كابول، في يوليو/ تموز، وسلم إلى القوات الأمريكية هناك.

وتزامن الإعلان عن المخطط مع تصريحات مسؤولين أمريكيين أن  زيادة الهجمات الصاروخية بطائرات دون طيار على المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، مرتبطة، لحد ما، بالكشف عن مخطط إرهابي بأوروبا. وفي هجوم مومباي الدامي، قام عشرة مسلحين بمهاجمة مواقع سياحية مهمة، بالإضافة إلى مركز ثقافي يهودي، في عملية متقنة دامت ثلاثة أيام، وقتل فيها 164 شخصاً عام 2008.

وقال نيك روبرتسون، كبير المراسليين الدوليين في CNN قال إن "المخطط الجديد ربما يدل على أن القاعدة تحاول تغير إستراتيجيتها. فالهجمات الكبيرة، والمفضلة لديها على الدوام، باستخدام متفجرات، يصعب ارتكابها أكثر فأكثر."

وأضاف: "الخلايا تتكشف والسرية صعبة عند صناعة متفجرات أصبح شراء مكوناتها أكثر صعوبة، لذلك يعتقد الكثير من المحللين بأن المناخ الراهن غير موائم، ما قد يتيح للقاعدة تنفيذ هجمات على غرار تلك التي استهدفت بها الولايات المتحدة أواخر 2001." وأشار إلى هجوم مومباي كخيار متاح للتنظيم، وقال: "هو بنظر قيادات القاعدة ناجح لمقتل عدد كبير من الضحايا خلاله. هذا النمط من الهجمات فتاك بدوره، ومن الصعب إيقافه."

من جانبه، قال مستشار شبكة CNN للإرهاب، بول كرويكشانك، إن أجهزة الاستخبارات الغربية قلقة للغاية من هجمات تحاكي عملية مومباي، حال اختيار القاعدة لأهداف اقتصادية "سهلة." وأضاف: في الولايات المتحدة والغرب نحن منكشفون. فالبنادق والذخيرة يمكن الحصول عليها بسهولة، وربما الأمر أكثر صعوبة في أوروبا، لكنه ليس مستحيلاً في السوق السوداء."

والعام الماضي، أجهض الغرب مجموعة من الهجمات ضده، منها محاولة تفجير طائرة أمريكية فوق مدينة "ديترويت" أثناء فترة أعياد الميلاد، ومحاولة تفجير سيارة ناسفة في "تايمز سكوير" بنيويورك، بالإضافة إلى المخطط المزعوم  لمهاجمة مراكز تجارية للتسوق في مدينة "مانشستر" بإنجلترا أثناء عطلة الأسبوع عام 2009. بحسب وكالة السي ان ان.

وأوضح كرويكشانك: "رغم فشل العديد من مخططات القاعدة، إلا أنهم مازالوا يبعثون بعناصرهم إلى دول غربية، آملين نجاح بعض هذه المخططات. فالقاعدة لربما صغيرة، إلا أنها مازالت قادرة للغاية على تسديد هجمات فتاكة." وفي الفترة الأخيرة حذرت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي، جانيب نابوليتانو، أمام لجنة الأمن القومي بمجلس الشيوخ، من أن تهديدات الإرهاب داخل البلاد تتمحور، جراء الإرهاب المحلي وزيادة التنوع في نطاق وأساليب الهجمات، مما يزيد صعوبة منعها."

وأضافت: "إنه يتنوع من حيث المصادر والإستراتيجيات، ونتيجة لتغير هذه التكتيكات تقل فرص رصد وإجهاض المخططات." ورغم إعلان الولايات المتحدة تحجيم تنظيم القاعدة وتصفية الكثير من قياداته، إلا أن القيادات المتبقية كفيلة بضمان استمرار التنظيم القادر على التكيف بشدة.

إلا أن كرويكشانك قال في هذا السياق: "ربما تم تقليص عددهم، ولكن ليس تماماً.. فمن المؤكد بشدة أن أسامه بن لادن هو من وقع على هذه العملية وهذه حقيقة علينا تذكرها. فعقب ما أشيع عن دوره في التنظيم، إلا أنه مازال يمسك بزمام القيادة، والقوة الإستراتيجية الدافعة، لكنه ليس واضع التفاصيل." ويعتقد خبراء أنه رغم تحالف وتشعب التنظيم، إلا أن القاعدة تمسك بزمام القيادة على رأس الهيكل التنظيمي، ولها قيادات تشرف على تخطيط عملياتها الخارجية حول العالم.

المخابرات البريطانية

من جانبه قال رئيس جهاز المخابرات البريطاني (ام.اي 5) ان المؤامرات التي يشتبه ان القاعدة تحيكها ضد أهداف بريطانية تنبع بشكل متزايد من الصومال واليمن وان ذلك يرجع جزئيا الى الحملة المناهضة للإرهاب التي يتعرض لها قادة التنظيم في باكستان.

وقال جوناثان ايفانز المدير العام للجهاز ان الصومال يشبه الآن أفغانستان في التسعينات "كمهد للإرهاب" وان المتشددين هناك ربما يلهمون يوما أفرادا على شاكلتهم لينفذوا هجمات في بريطانيا.  وأضاف "أنا قلق من أنها مجرد مسألة وقت قبل ان نرى الإرهاب في شوارعنا وهو مستلهم من الذين يحاربون اليوم الى جانب الشباب" مشيرا الى الحركة الإسلامية المتشددة المرتبطة بالقاعدة التي تحارب في الصومال.

واستطرد "قدرات محاربة الارهاب تحسنت في السنوات القليلة الماضية لكن لا يزال هناك خطر حقيقي من وقوع هجوم فتاك. ولا أرى مبررا للاعتقاد بان الموقف سيتحسن في المستقبل الآني." وكرر ايفانز ما قاله مسئولون بريطانيون آخرون من ان الدورة الاولمبية لعام 2012 ستواكبها حملة أمنية كبيرة وقال انه على بريطانيا الا تهون من مسألة استضافة الدورة بشكل امن "في مناخ يخيم عليه خطر إرهابي عال." وذكر ايفانز أن حجم المؤامرات المشتبه بها ضد بريطانيا التي تحاك في شمال غرب باكستان تراجع الى نحو 50 في المئة من 75 في المئة قبل عامين او ثلاثة وان ذلك يشير الى تنوع الخطر لا انخفاضه. وقال "الانخفاض في حالات مرتبطة بالمناطق القبلية في باكستان يرجع جزئيا الى الضغوط التي تتعرض لها قيادات القاعدة هناك. لكن الانخفاض يرجع أيضا الى تنامي الأنشطة في أماكن أخرى." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وكانت معظم المؤامرات الإرهابية في بريطانيا منذ 11 سبتمبر ايلول عام 2001 لها صلة بباكستان بما في ذلك التفجيرات الانتحارية عام 2005 التي أوقعت 52 قتيلا في وسائل النقل في لندن. وطالبت بريطانيا باكستان بأن تفعل المزيد لمحاربة الإرهاب.

وقال ايفانز ان اليمن مبعث قلق بسبب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي أعلن مسؤوليته عن محاولة فاشلة قام بها طالب نيجيري لتفجير طائرة ركاب أمريكية فوق ديترويت في ديسمبر كانون الاول عام 2009 . وصرح ايفانز بأن اليمن مبعث قلق أيضا لان أنور العولقي وهو رجل دين مسلم متشدد يختبئ هناك ويدعو لشن هجمات على الغرب.

وقال "هناك خطر حقيقي في ان يستجيب أحد أتباعه لدعوته للعنف ويشن هجوما في المملكة المتحدة وربما يفعل ذلك وحده وبتدريب رسمي قليل." وفي الصومال على الضفة الأخرى من خليج عدن تحارب حركة الشباب حكومة مؤقتة ضعيفة منذ ثلاث سنوات وتسطير الحركة الان على مناطق كبيرة من وسط وجنوب البلاد. وقال ايفانز ان بعض المؤامرات التي يرى جهاز (ام.اي 5) ان من لهم صلات بالقاعدة يشجعون عليها او يكلفون بها تتضمن أفرادا لا يملكون المهارات او المواصفات الشخصية "لإرهابيين لهم مصداقية."

مدفوعات الفدى

بينما قال مسئول عسكري أمريكي إن دفع فدى مقابل الإفراج عن رهائن يحتجزهم تنظيم القاعدة في أفريقيا يشجع على القيام بمزيد من أعمال الخطف ويقدم للشبكة المتشددة دفعة دعائية عالمية.

وأضاف المسئول في إفادة بشأن الدعم العسكري الأمريكي لحكومات في منطقة الساحل في أفريقيا ان الشيء نفسه ينطبق على الإفراج عن متشددين سجناء مقابل إطلاق سراح رهائن تحتجزهم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وقال المسؤول ان التكتيكات أثارت أيضا نزاعات بين دول المنطقة يمكن ان تضر بالتعاون الناشئ بشأن مكافحة الإرهاب لان بعض الحكومات تعارض دفع فدى بينما تسمح حكومات أخرى فيما يبدو بهذه الممارسات.

وقال المسؤول "الدول غاضبة من بعضها بعضا بشأن المدفوعات. انها تضر بنا اقليميا" مضيفا ان أعمال الخطف أضرت بالسياحة وهي مصدر ايراد مهم. وقال "ينتهي الأمر بأن تلك الدول لن تتعاون بشأن قضايا مختلفة لان بلدا قرر ان يدفع... (القاعدة) تحصل على مكافأة من هذا... "

ويقول محللون ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نفذ موجة من أعمال الخطف خلال العام المنصرم وحصل على ملايين الدولارات من مدفوعات فدى. كما حققت القاعدة الإفراج عن بعض مقاتليها الذين ألقي القبض عليهم مقابل الإفراج عن رهائن غربيين مما أغضب دولا مثل الجزائر وموريتانيا اللتين وجهتا دعوة لانتهاج أسلوب أكثر تشددا في التعامل مع القاعدة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع ان الفدى "تقوض ما نحاول عمله ليس فقط مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وإنما أيضا في أنحاء العالم." بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وتحاول الولايات المتحدة ودول أوروبية تحسين قدرة دول الصحراء على العمل معا في محاربة خطر القاعدة التي يقول محللون انها يمكن ان تمثل مخاطر على الاستثمار في المدى البعيد. ويتم إدارة الجهود الأمريكية من خلال قيادتها في أفريقيا التي تسعى الى زيادة قدرة الدول على مواجهة كل شيء من الكوارث الى الإرهاب وجعل القارة أكثر استقرارا.

وقال المسؤول ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يعتقد انه يتألف من نحو 300 مقاتل وإنهم "متحصنون جيدا" في شمال مالي وهي منطقة صالت وجالت فيها شبكات التهريب ووجدت الحكومة المركزية انه من الصعب السيطرة عليها.

وعندما سئل ان كانت القاعدة تلقت مساعدة من مسؤولين فاسدين في مالي وهو زعم ورد على لسان أحد المسلحين السابقين على الأقل قال المسؤول الامريكي دون ان يخوض في تفاصيل انه توجد علامات على درجة من التواطؤ.

وزارة الخزانة الأمريكية

فيما قالت وزارة الخزانة الأمريكية انها جمدت أرصدة محمد عبد الله حسن أبو الخير -صهر أسامة بن لادن- والذي وصفته بأنه قيادي رئيسي في تمويل تنظيم القاعدة. وتسعى وزارة الخزانة لقطع التمويل عن التنظيم.

وقال ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة الأمريكية المسؤول عن معلومات الإرهاب والمالية في بيان "إجراء الولايات المتحدة والأمم المتحدة اليوم سيساعد في التيقن من ابقاء القاعدة في ضائقة مالية شديدة" مشيرا الى اجراء مماثل من لجنة عقوبات الأمم المتحدة. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وجاء إجراء وزارة الخزانة الامريكية بتجميد أي أرصدة لابو الخير في أمر قضائي أمريكي يحظر على المواطنين الامريكيين التعامل معه في أي تحويلات. وقالت الوزارة في بيان ان ابو الخير "حول مئات آلاف الدولارات لعمل إرهابي معين ضد مصالح الولايات المتحدة."

وأضاف البيان "علاقته مع القاعدة بدأت بتدريب عسكري قدمته له الجماعة الإرهابية في منتصف التسعينات. وقدم أبو الخير وهو زوج لابنة لأسامة بن لادن خدمات لابن لادن كحارس شخصي." وتابع البيان ان ابو الخير مطلوب لدى السلطات السعودية لأسباب منها دوره كممول ميسر لتنظيم القاعدة الذي يحمل مسؤولية هجمات 11 سبتمبر ايلول في الولايات المتحدة.

وثائق سرية

في حين ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان شبكة القاعدة ضعيفة الوجود في أفغانستان بحسب الوثائق الأميركية السرية التي بثها موقع ويكيليكس في تموز/يوليو الماضي.

وقالت واشنطن بوست ان الوثائق السرية ال76 الفا التي ألقت الضوء في أواخر تموز/يوليو على النزاع في افغانستان، لا تذكر القاعدة سوى عشر مرات وأحيانا بصورة غامضة. وفي معظم المرات تشير الوثائق الى أشخاص مرتبطين بتنظيم القاعدة بدون تحديد طبيعة الرابط او تشير فقط الى ان الأمر يتعلق بمجرد مناصرين للشبكة.

وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) ليون بانيتا اعتبر أواخر حزيران/يونيو ان القاعدة باتت تعد "50 الى 100" مقاتل "وربما اقل"، معظمهم موجودون في المناطق القبلية بشمال غرب باكستان قرب الحدود الأفغانية.

وزعيم شبكة القاعدة أسامة بن لادن الذي يعتقد انه موجود في منطقة جبلية نائية في أفغانستان او باكستان، بالكاد ذكر في الوثائق بحسب واشنطن بوست. وعلى سبيل المثال ذكر مرة للقول انه عثر على صور له في 2004 في بعض منازل خوست شرق أفغانستان. بحسب وكالة فرانس برس.

واضافت واشنطن بوست ان إستراتيجية القاعدة في أفغانستان تقضي بحسب عسكريين أميركيين وأخصائيين بتدريب وتقديم المعلومات الاستخباراتية الى طالبان.

ونقلت الصحيفة عن بروس هوفمان الخبير في شؤون الإرهاب والذي يدرس في جامعة جورج تاون قوله "ان عددهم ليس كبيرا لكن قدرتهم على مساعدة القوات المحلية بمعزل عن وزنهم كبيرة". وكانت طالبان طردت من الحكم في كابول اواخر العام 2001 اثر تدخل عسكري بقيادة الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر التي نفذتها القاعدة التي كان نظام طالبان يؤوي قادتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 19/تشرين الأول/2010 - 11/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م