شبكة النبأ: يشهد العالم الغربي مشكلة
حقيقة وخطيرة في الوقت ذاته، لاسيما وإنها تتعلق بالدين الذي يعتمد
عليه الكثير من الشعوب في اتخاذ قراراتهم وتمشية أمورهم اليومية بل
وحتى المستقبلية، ولكن ما يحدث في كنائس أوربا قلب الموازين واضعف
الإيمان بالبابا حسب ما يراه الكثير من المحللين الذي يتابعون هذه
الأحداث عن كثب حيث أكدوا ان هناك عمليات اغتصاب تجري في الكنائس من
قبل الكهنة القائمين بأمور الكنيسة مستخدمين اللجوء الروحي الذي يلجأ
إليه العديد من المسيحيين للتكفير عن ذنوبهم او لطلب المشورة في
أمورهم، ولكنهم لم يعلموا ان هناك كهنة ستستخدم مناصبها الدينية لسد
رغباتهم الجنسية على حساب نفسية الأبرياء التي ستبقى تعاني من هذه
اللحظات طوال حياتهم.
استغلال جنسي للأطفال
حيث كشفت الكنيسة الكاثوليكية في بلجيكا التي هزتها فضائح استغلال
الأطفال جنسيا تقريرا ضم مئات الشهادات لضحايا الاستغلال الجنسي من
جانب كهنة وإعلان انتحار 13 شخصا.
وافاد التقرير النهائي "للجنة معالجة شكاوى الاستغلال الجنسي في
العلاقة الراعوية" التي شكلتها الكنيسة وترأسها الاختصاصي النفسي في
استغلال الاطفال بيتر ادريانسنز ان اللجنة تلقت 475 شكوى بين كانون
الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2010.
وصرح البروفسور ادريانسنز في مؤتمر صحافي في لوفان "انه ملف دوترو
الخاص بالكنيسة"، مقارنا عواقب تقريره على المجتمع بما سببه الكشف عن
جرائم مستغل الأطفال القاتل مارك دوترو في منتصف التسعينات. وكشفت
الشهادات 13 حالة انتحار وست محاولات انتحار "على علاقة بالاستغلال
الجنسي من جانب كاهن".
وقال اسقف تورني (غرب) غي اربينيي "أدركنا إننا لا نملك أي معلومات
ونجهل خطورة الأمر وان هؤلاء الضحايا جراحهم ستستمر مدى الحياة". وتابع
الاسقف الموكل معالجة استغلال الأطفال جنسيا في الكنيسة البلجيكية "البعض
أقدم على الانتحار. هذا خطير جدا. العقليات تتغير واعتقد ان سلطات
الكنيسة باتت مستعدة للتحرك من ضمن هذا التغيير".
ويدور اغلب الشهادات حول حالات استغلال جنسي لأطفال ارتكبها رجال
دين منذ الخمسينات حتى اواخر الثمانينات، وكذلك مدرسو دين او مواكبون
لتيارات شبابية، علما ان ثلثي الشهود من الرجال، وثلثهم من النساء،
وتراوح أعمارهم بين 50 و60 عاما اليوم.
ويشمل التقرير الذي يقع في 200 صفحة شهادات بالفرنسية او الهولندية
لم تكشف هوية اصحابها، وهم 124 "ناجيا من قضايا استغلال جنسي" بحسب
العبارة المستخدمة، ويشير خصوصا الى "بدء استغلال غالبية الضحايا جنسيا
في سن ال12" موضحا ان "هذا الامر بدا بالنسبة الى احدى الضحايا في سن
الثانية، وهناك خمس ضحايا في سن الرابعة، وثمان في سن الخامسة وعشر في
سن السابعة".
وأكدت اللجنة إن "أي رعية لم تسلم من ممارسة احد أفرادها او عدد
منهم الاستغلال الجنسي لقاصرين". وأعربت امرأة تعرضت لاستغلال كاهن
عندما كانت في سن ال17 إنها حاولت الاعتراف أمام أسقف العام 1983 وقالت
"قلت له +لدي مشكلة مع احد كهنتك+. فأجاب +توقفي عن النظر إليه فيدعك
وشأنك+".
وأوضح البروفسور ادريانسنس ان فيضا من الشكاوى انهال على اللجنة بعد
إجبار أسقف بروج روجيه فاغيلوفي على الاستقالة في 23 نيسان/ابريل بعد
اعترافه باستغلال ابن شقيقه جنسيا بين 1973 و1986. بحسب وكالة فرانس
برس.
واعتبرت اللجنة ان "الضحايا يستحقون كنيسة تتحلى بالشجاعة ولا تخشى
مواجهة نقاط ضعفها والإقرار بها والتعاون في البحث عن أجوبة منصفة".
واتهم رئيس أساقفة بلجيكا السابق الكاردينال غودفريد دانيلز بمحاولة
التستر على قضايا عدة من هذا النوع لحماية صورة المؤسسة التي يرأسها.
لكن التحقيق القضائي الذي فتح للتأكد من وجود محاولات للتستر توقف
الخميس بعد ابطال المداهمات التي نفذت في 24 حزيران/يونيو لمقر الكنيسة
البلجيكية ومنزل الكاردينال دانيلز ومقر لجنة ادريانسنس. وبات على
الكنيسة ان تطلق "مبادرة" جديدة لمتابعة مواكبة ضحايا الكهنة.
من جهته، قد يلتقي البابا بنديكتوس السادس عشر بعض ضحايا الاستغلال
الجنسي لكهنة بين 16 و19 ايلول/سبتمبر، وعلى الأرجح في لندن، على ما
صرح متحدث باسم الأسقفية البريطانية الجمعة في روما. وأكد جاك فاليرو
ان البابا قد "يلتقي عشرة أشخاص على الأرجح في لندن بسبب جدول أعماله
الحافل" مؤكدا ضرورة بقاء هوية هؤلاء البريطانيين سرية. وأعرب
الفاتيكان عن "عدم قلقه" حيال إعلان تظاهرات مناهضة للبابا في أثناء
زيارة الدولة التي سيجريها لبريطانيا، بحسب المتحدث باسمه الاب
فيديريكو لومباردي.
ضحايا التجاوزات الجنسية
من جانبه أعلن رئيس الكنيسة الكاثوليكية البلجيكية اندريه-جوزف
ليونار ان الكنيسة ستكون من الان وصاعدا في "جهوزية قصوى" للاستماع
لضحايا الكهنة الذين ارتكبوا تجاوزات جنسية بحق الاطفال وذلك بعد ثلاثة
ايام على نشر تقرير مدو اشار الى مئات حالات الاستغلال الجنسي. وقال في
مؤتمر صحافي "إعطاء انتباه شخصي هو اول شيء يمكننا القيام به في سياق
نشر التقرير نريد ان نلزم أنفسنا بجهوزية قصوى من اجل الضحايا". بحسب
وكالة فرانس برس.
وأضاف "علينا الاستماع الى أسئلتهم لإعادة كرامتهم ومساعدتهم على
الشفاء من المعاناة التي عاشوها". وتابع "نريد استخلاص العبر اللازمة
من أخطاء الماضي" معتبرا في الوقت نفسه انه سيكون من "المستحيل" تقديم
"ادق التفاصيل" حول الطريقة التي ستعالج فيها الكنيسة هذه الملفات.
وأفاد التقرير النهائي "للجنة معالجة شكاوى الاستغلال الجنسي في
العلاقة الراعوية" التي شكلتها الكنيسة وترأسها الاختصاصي النفسي في
استغلال الأطفال بيتر ادريانسنز، والذي نشر ان اللجنة تلقت 475 شكوى
بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2010.
اتهام قس
بينما توالت الدعاوى القضائية ضد قس جورجيا، أيدي لونغ، بعدما اتهمه
شخص رابع بالتحرش به جنسياً أثناء رحلة في أفريقيا، لتضاف المزاعم إلى
سلسلة فضائح جنسية هزت المؤسسات الدينية في أوروبا والولايات المتحدة.
وتقول وثائق الدعوى القضائية الرابعة التي أقامها سبنسر لوغراند، 22
عاماً، إن لونغ تحرش به جنسياً عندما كانا في رحلة بكينيا قبل خمسة
أعوام بعدما اشتكى من الأرق وقدم له الأخير مهدئاً لينتهي بهما المطاف
بقضاء الليل معاً.
ويزعم لوغراند، في دعواه القانونية، أن القس تلاعب به وخدعه بإقناعه
بأن العلاقة الجنسية "عنصر صحي للحياة الروحية،" متهماً إياه بتخصيص
أموال الكنسية لإغراء ضحاياها بالسيارات والملابس والمجوهرات
والإلكترونيات.
وقال إن القس، وفي إحدى المرات عام 2008، أقام معه علاقة داخل مكتبه
الملحق بالكنيسة، علماً أن العلاقة بين الاثنين انقطعت العام الماضي.
ويتهم ثلاثة آخرون لونغ، وهو قس بكنيسة مقاطعة "ديكالب" بولاية جورجيا،
بممارسة الجنس معهم عبر وسائل مختلفة. وبدورها تواجه الكنسية دعوى
مدنية رفعت ضدها.
وسارع القس إلى نفي كافة التهم، قائلاً، وعلى لسان الناطق باسمه،
آرت فرانكلين: "موقفنا حول هذه قضايا لم يتغير.. إنه لمن المؤسف أن
يختار هؤلاء الشباب اتخاذ هذا النوع من الإجراء.. فريق الدفاع سيراجع
الشكاوى ويرد عليها وفقاً لذلك، في الوقت المناسب والمحفل المناسب."
ودعا لونغ سكان المنطقة للصلاة من أجله وعائلته وكنسيته قائلاً إنه
سيتحدث باستفاضة عن تلك المزاعم. بحسب وكالة السي ان ان.
ومنذ العام الماضي، اجتاحت سلسلة فضائح جنسية العديد من المؤسسات
الكنسية أو الخاضعة لإدارة رجال دين، مما دعا بابا الفاتيكان، بندكتس
السادس عشر، إلى الاعتذار وإبداء أسفه الشديد للضحايا، مطالباً رجال
الدين المتورطين في هذه القضايا تحمل مسؤولياتهم و"التوبة." وأقر بأن
ما جرى لا يمكن نسيانه بسهولة، واعتبر أن تأثيرات الفضائح على الديانة
المسيحية "كانت أقسى من تأثير قرون الاضطهاد" التي رافقت بداياتها.
ودعا البابا الرهبان ورجال الدين الذين تورطوا في القضية إلى
الاستجابة للسلطات الأمنية، وطلبهم بـ"تحمل مسؤولياتهم والاعتراف بما
قاموا به" دون أن "يفقدوا الأمل في رحمة الله."
استمرار التحقيق
فيما كشف الادعاء العام في إيطاليا أن التحقيق الإيطالي بشأن بنك
الفاتيكان يشير إلى أن السلطات الإيطالية أغلقت وللمرة الأولى حساباً
في البنك. فقد أبلغت السلطات الإيطالية بنك الفاتيكان أنه يخضع
لتحقيقات بشبهة انتهاكات محتملة تتعلق بالتشريعات المنظمة لغسل الأموال.
وهذه ليست المرة الأولى التي تحقق فيها السلطات الإيطالية في هذا البنك،
غير أن التحقيقات تعتبر أمراً نادراً، بحسب ما ذكره روسي.
وقال المصدر، إن أحد المصارف الإيطالية أبلغ بنك إيطاليا المركزي
بمعاملات أجراها بنك الفاتيكان، المعروف باسم "مؤسسة الأعمال الدينية،"
لا تبدو منسجمة مع متطلبات مكافحة غسل الأموال.
من جانبه، عبر الفاتيكان في بيان عن "استغرابه وحيرته،" من الإجراء
هذا، قائلا إن الكرسي البابوي يشدد على ضرورة المحافظة على "الشفافية
التامة في جميع العمليات المالية،" قائلا إن لديه ثقة كاملة في رئيس
البنك إيتور تيدسشي. وقال البنك المركزي إن التحقيقات بدأت بعد أن طلب
بنك الفاتيكان من مصرف "كريديتو أرتيغيانو،" تنفيذ تحويلين ماليين
بقيمة 29 مليون دولار، دون توفير معلومات وافية حولهما، وهو ما يفرضه
قانون المصرف المركزي الذي علق التحويليين فورا. بحسب وكالة السي ان ان.
ولم يوفر بنك الفاتيكان المعلومات الكافية حول الصفقتين، وإحداهما
بمبلغ 26 مليون دولار (20 مليون يورو) والثانية بقيمة 4 ملايين دولار
(3 ملايين يورو)، بما يتفق مع القانون، الأمر الذي حفز البنك المركزي
الإيطالي لتعليق الصفقتين. وفي عام 1982 اكتشفت السلطات ضلوع بنك
الفاتيكان في فضيحة كبرى تتعلق بالإفلاس المشبوه لبنك أمبروزيانو، الذي
كان آنذاك أكبر بنك خاص في إيطاليا.
الخبير في غسل الأموال، جيفري روبنسون، قال إن بنك الفاتيكان، الذي
بات موضع تحقيق في إيطالياً مؤخراً على خلفية شبهات وانتهاكات تتعلق
بالتشريعات المنظمة لغسل الأموال، يعتبر أكثر بنوك العالم سرية، مضيفاً
أنه لا توجد هناك أي وسيلة لمعرفة كمية الأموال التي يتحكم بها أو تحت
تصرفه.
الأساقفة المثليين
من جانب آخر، نقلت صحيفة التايمز تصريحا عن أسقف كانتبري بأنه ليس
لديه أي مشكلة مع فكرة الأساقفة المثليين.
وفي مقابلة خاصة مع الصحيفة ذهب دكتور رووان ويليامز في اول تصريح
له عن هذا الموضوع منذ توليه منصبه لأبعد من الموافقة حيث أعرب عن دعمه
لتكريس الأساقفة المثليين في الكنيسة الانجليزية.
لكنه أوضح انه لن يجيز انخراط رجال الدين مثليي الجنس في علاقات
نشطة بسبب التقاليد والمعايير التاريخية التي تملي بان يبقى رجل الدين
أعزب. وقد أثارت تصريحات الأسقف ردود فعل غاضبة من المحافظين الذين
اتهموه بأنه وضع نفسه على خلاف مع ألفين سنة من تعاليم الكنيسة، حسب
الصحيفة.
تحول مدرسة كاثوليكية
ونقلت صحيفة الاندبندنت خبرا بعنوان "للمرة الأولى في تاريخ
بريطانيا : اول مدرسة كاثوليكية قد تتحول الى مدرسة إسلامية" .
وصدر الإعلان عن ابرشية سالفورد التي تدير مدرسة القلب المقدس
الابتدائية في مدينة بلاك بيرن بمقاطعة لانكشاير، فقد رأت انه من غير
المناسب ان تتولى الأبرشية بالكامل إدارة مدرسة لا يتجاوز عدد الطلاب
الكاثوليك فيها ثلاثة بالمائة من عدد الطلاب الذين يبلغ عددهم مائة
وسبعة وتسعين طالبا.
وكانت نسبة الطلبة الكاثوليكيين واحدا و تسعين في المائة منذ نحو
عشرة أعوام، إلا أن أعداد الطلاب المسلمين في المدرسة تزايدت بشكل كبير
مع نشوء مجتمع مسلم آسيوي بالمدينة حيث بلغت نسبة الطلاب المسلمين في
المدرسة سبعة وتسعين في المائة. ومن ابرز المرشحين لتولي إدارة المدرسة
المسجد المحلي في المدينة بشكل مشترك مع الأبرشية. |