تويتر وصراع الشبكات الاجتماعية

صعود الى القمة وتجديد في الشباب

شبكة النبأ: في خضم الصراعات العالمية في المجال الالكتروني وفي شبكات التواصل الاجتماعي التي تستمر في زيادة الأعداد التي تواصل بالاشتراك فيها حتى وصلت نسب المشتركين حول العالم الى أرقاما هائلة، بدأت العديد من الشركات المختصة في هذا المجال بالتنافس على الحصول على المراتب الأولى كأفضل وأكثر المواقع اهتماما من قبل العالم، ومن بينها موقع تويتر الذي بدوره يبحث عن خطط جديدة واليات حديثة لجذب الآخرين، لاسيما وانه بدأ فعلا بتقديم خدمات جديدة لم يوفرها موقع آخر، وهذا كله يأتي لتوفير راحة اكبر وسهولة وسرعة لمستخدمي موقع تويتر كخطوة لإرضائهم وجذب آخرين، وقد حققت هذا الخطط الجديدة التي وصلت الى تغيير في المناصب إذا اقتضى الأمر، والمهم في هذا كله هو نسبة الأرباح التي تعود بها الى أصحاب الموقع والتي تتحسن مؤخرا حسب البيانات.

يجدد شبابه

وأخيراً تفوق موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي على "ماي سبيس" في عدد الزوار الفريدين والمتميزين، وذلك بحسب إحصائية شهر أغسطس/ آب الماضي، التي نشرتها مؤسسة أبحاث السوق "كوم سكور" مؤخراً.

ورغم أنه يحتل المركز الثالث بين مواقع الشبكات الاجتماعية، إلا أن "تويتر" يحتل المركز الخمسين بين قائمة الشركات الخمسين الأولى.

ورغم أن تفوق "تويتر" على "ماي سبيس" جاء بفارق مليوني مستخدم، حيث سجل تويتر 97 مليونا بينما سجل ماي سبيس 95 مليوناً، إلا أن المستقبل يبتسم لتويتر على ما يبدو، ذلك أنه بين أغسطس/آب 2009 وأغسطس/آب 2010، حقق موقع تويتر نمواً بنسبة 76 في المائة، مقابل 17 في المائة فقط لماي سبيس.

على أن الفرق بين تويتر وماي سبيس أشبه بالفرق بين التفاحة والبرتقالة، إذ إن تويتر موقع موجه على وجه الخصوص للنشر الاجتماعي ومناقشة الأخبار، مقارنة بموقع ماي سبيس المتخصص بتكريس نفسه موقعا للشباب واكتشاف الجديد في عالم الموسيقى والأفلام والألعاب. الموقعان، إلى جانب مواقع أخرى للتواصل الاجتماعي، يحاولان الوصول إلى مستخدمين جدد، وفي الغالب نفس الفئة من المستخدمين، لكن ميولهم هي التي تحدد إلى أي موقع سينحازون.

لكنهما في نهاية المطاف، يبدوان صغيرين أمام موقع "فيسبوك" الذي يقترب عدد المشتركين فيه من 600 مليون، حيث بلغوا في أغسطس/آب الماضي 598 مليوناً، كما أن نسبه نموه تصل إلى 54 في المائة. أما الموقع الاجتماعي الآخر الذي ينافس وبقوة، فهو موقع "ويندوز لايف" الذي نجح في جمع 140 مليون مستخدم. بحسب وكالة السي ان ان.

عودة إلى تويتر، فهو في سعيه لترسيخ نموه وتطوره كمنصة للتواصل الاجتماعي، عمل مؤخراً على طرح نسخة جديدة من صفحته الأولى، ما يجعل من السهل على المستخدم الوصول إلى الصور ولقطات الفيديو والمعلومات الأخرى دون الحاجة إلى استخدام برامج أو مواقع أخرى.

يشار إلى أن مستخدمي موقع تويتر، نادراً ما يزورون الموقع ذاته، إذ إنهم يستخدمون برامج موجودة على سطح المكتب أو واجهات رسومية لطرف ثالث لكتابة ملخصاتهم على صفحتهم في موقع تويتر. ولذلك السبب فإن عدد مستخدمي تويتر ربما يكون أكبر مما حصرته مؤسسة أبحاث السوق ""كوم سكور."

الأمل في تحقيق أرباح

بينما يبحث الموقع الإليكتروني الشهير "تويتر" للتواصل الاجتماعي حاليا سبل التوصل إلى أنماط جديدة للعمل التجاري تدر عليه أرباح ومكاسب. وأفاد تويتر على موقعه الإليكتروني بأن أحدث الأفكار التي توصل إليها هي توفير خدمة "العروض الخاصة" لمستخدمي الموقع على أن يتم تمويلها من خلال شركات تستخدم حساب تويتر المعروف باسم "إيرلي بيرد" الخاص بأغراض الدعاية.

وسوف تقتصر هذه العروض في بادئ الأمر على الأسواق الأمريكية ، ولكن بمرور الوقت ، سيكون من الممكن توسيع مجالها إلى مناطق جغرافية أخرى ، وقد تتشعب إلى مجالات أخرى مثل الموسيقى أو صناعة الأزياء.

ويتيح موقع تويتر لمستخدميه إمكانية إرسال رسائل إليكترونية بطول 140 حرفا، وقد اتسعت قاعدة مشتركيه لتضم أكثر من 12 مليون مستخدم في الوقت الحالي. ولكن هذا الموقع الذي يتخذ من ولاية كاليفورنيا الأمريكية مقرا له يجد صعوبة في تحقيق أرباح ، حيث أن فكرة استخدام الموقع في تنفيذ حملات دعائية وإعلانية قوبلت بمعارضة قوية من جانب المشتركين فيه. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ومن هنا جاءت فكرة ابتكار وسيلة جديدة لتوفير العروض الدعائية الخاصة للمستخدمين الذين يشتركون فقط في خدمة "إيرلي بيرد". وإذا ما اكتسبت هذه الفكرة شعبية ، فمن الممكن أن يتحول تويتر إلى منافس قوي لمواقع تقديم العروض الخاصة مثل "جروب أون".

تغيير مناصب

من جانبه أعلن إيفان ويليامز، أحد مؤسسي موقع تويتر الاجتماعي، تنحيه عن منصبه كمدير عام للشركة، ليخلفه دريك كوستولو، كمدير تنفيذي جديد. وقبل انضمامه إلى تويتر، شغل كوستولو منصب المدير العام لمجموعة "فيدبيرنر" للتوزيع الإعلامي، والتي أصبحت اليوم جزءا من غوغل.

إلا أن ويليامز لن يترك الشركة، فهو احد مؤسسيها، حيث سيركز خلال الفترة الحالية على استراتيجيات تحسين المنتجات الإلكترونية، حسب ما ذكر (ويليامز) على مدونته الخاصة، التي أثنى فيها أيضا على كوستولو. وأضاف ويليامز يقول: "إن بناء الأشياء هو شغفي، ولم أكن يوما شغوفا بما أفعل كما هو حالي الآن."

وخلال الأشهر الماضية، عمل موقع تويتر على إطلاق تغييرات جذرية في نظامه الذي بدأ قبل أربع سنوات. فقبل أربع ساعات من إعلان ويليامز عن هذا القرار، أعلن تويتر عن إطلاق خدمة "الحسابات المدفوعة". بحسب وكالة السي ان ان.

كما أن التغيير الجديد يسمح للمستخدم بقراءة أكبر عدد من المعلومات من دون الحاجة إلى الضغط على أكثر من زر. ويؤكد كوستولو أن هذا هو الوقت المناسب لتوليه هذا المنصب، فالشركة تضم اليوم  نحو 300 موظف، يعملون على خدمة أكثر من 165 مليون مستخدم حول العالم، ويرسلون أكثر من 90 مليون رسالة يوميا.

عملية قرصنة

فيما قال موقع تويتر الاجتماعي لبث الرسائل القصيرة على شبكة الانترنت إنه تعرض لهجوم يستغل خللا أمنيا بالموقع ويقوم بإصلاحه باستخدام حزمة برمجية لسد الثغرة الأمنية بعد شكاوى من بعض المستخدمين.

وتدفقت شكاوى على موقع تويتر من مستخدمين يشكون من خلل أمني عند تحريك مؤشر الفأرة على الروابط أو من "تعرض تويتر للقرصنة". وقال تويتر في مدونته الخاصة بالوضع الراهن إنه يتوقع سد الثغرة تماما خلال فترة قصيرة وسيخطر المستخدمين عندما يتم ذلك.

وذكرت مدونة لشركة سوفوس الأمنية أن الموقع يتعرض للاستغلال على نطاق واسع من جانب مستخدمين يستغلون خللا أمنيا يسمح بظهور رسائل في نوافذ من تلقاء نفسها وبفتح مواقع الكترونية في صفحة عرض مستقلة بمجرد مرور مؤشر الفأرة على الرابط الخاص بها. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقالت سوفوس إن الرسائل تنتشر بشكل فيروسي مستغلة الخلل دون موافقة المستخدمين. ويزيد عدد مستخدمي تويتر الذي أنشئ قبل أربع سنوات عن 145 مليونا وينضم إليه حاليا 370 ألف مستخدم جديد يوميا في المتوسط. ويمثل الموقع تحديا متناميا للشركات العملاقة الراسخة مثل ياهو وجوجل في المنافسة على وقت مستخدمي الإنترنت.

التصميم الجديد

وفي السياق ذاته، ورغم عدم إطلاقه بشكل رسمي حتى الآن، إلا أنه يمكن لمستخدمي موقع تويتر الإلكتروني الاطلاع على التصميم الجديد للصفحة الخاصة بهم، والتي يعتبرها القائمون على الموقع "تجربة أسهل، وأسرع، وأغنى".

فعندما يدخل المستخدم إلى حسابه الخاص، تظهر له رسالة قصيرة في أعلى الصفحة تسأله فيما إذا كان يرغب في الدخول إلى حسابه عبر التصميم الجديد. وعند الضغط على زر "نعم"، ينتقل المستخدم إلى صفحة جديدة، أكبر في المساحة، تظهر عليها جميع البيانات والمعلومات التي يحتاج إليها، كصفحة رسائل المتتبعين، وقائمة الأصدقاء، والمتتبعين، وأكثر الموضوعات شعبية، واقتراحات يقدمها تويتر للمستخدم بأشخاص أو مؤسسات يمكنه تتبعها. وبالإضافة إلى الرسائل الكلامية، سيتمكن المستخدم أيضا من مشاهدة وسائط أخرى تستخدم عبر تويتر، مثل الصور، ومقاطع الفيديو. فقد أبرم موقع تويتر عدة اتفاقيات مع شركات أخرى لتصبح هذه الخدمات أكثر سهولة وفاعلية.

إضافة إلى ذلك، تم زيادة حجم المعلومات التي يمكن الحصول عليها برسالة واحدة. فعند الضغط على أية رسالة، تظهر في الناحية اليمنى معلومات حول الموضوعات التي تم ذكرها في الرسالة. بحسب وكالة السي ان ان.

وعلى سبيل المثال، الرسالة التالية: "المستوطنون يستكملون عمليات بناء #المستوطنات بعد انتهاء مدة "تجميد الاستيطان"، تحتوي على موضوعين هما: "المستوطنات" و"تجميد الاستيطان". كما يمكن أيضا قراءة رسائل أخرى قام هذا المصدر بإرسالها سابقا، ويمكن أن تكون ذات أهمية للقارئ.

وفي حين كان على المستخدم الضغط على زر "المزيد" أسفل الصفحة لقراءة المزيد من الرسائل، يقوم تويتر بتحديث هذه الرسائل أوتوماتيكيا عند النزول إلى أسفل القائمة، من دون الحاجة إلى الضغط على أي زر.

غير أن الانتقاد الذي يوجهه مستخدمو الموقع إلى تصميم تويتر الجديد هو أن الصفحة التي قسمت إلى نصفين تبقى فارغة في نصفها الأيمن عند النزول إلى الأسفل لقراءة الرسائل الأقدم، وهو ما يجعل التوازن بين الجانبين الأيسر والأيمن مفقودا.

ومع ذلك، فإن هذا التصميم يحمل في طياته تطويرا لهذا الموقع الذي شهد خلال السنة الأخيرة إقبالا كبيرا من قبل جميع المهتمين بالإعلام الاجتماعي الجديد، وسرعة نشر المعلومات الإلكترونية على شبكة الإنترنت.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/تشرين الأول/2010 - 6/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م