مجالس الوفاء تتواصل مع رسالة الإمام الشيرازي

دور المجدد الثاني في نشر مبادئ الحرية والتسامح والتعايش السلمي

 

شبكة النبأ: انطلقت في العديد من البلدان الإسلامية مجالس العزاء والتأبين في ذكرى رحيل المجدد الثاني الإمام آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره)، في مظهر من مظاهر الوفاء والتواصل مع رسالته المقدسة أفنى سنوات عمره في سبيلها، حيث تناولت مجالس العزاء والتأبين استذكار لدور الإمام الراحل في ترسيخ فكر أهل البيت عليهم السلام ونشر مبادئ الحرية والتسامح والتعايش السلمي في المجتمعات، فيما تناولت بعض الندوات التي أقيمت في هذه المناسبة مناقشة بعض الرسائل الإنسانية التي كان يركز عليها المجدد الثاني في اطروحاته الاجتماعية والإسلامية.

هكذا علمنا الإمام

فقد نظمت مؤسسة الرضوان الشبابية، ندوة بعنوان "هكذا علمنا الإمام الشيرازي"، استهلت الندوة بآيات من الذكر الحكيم تلاها الشاب علي محمد معيوف، تلتها نبذة مبسطة عن الامام الشيرازي وبعض انجازاته وادواره لخدمة بلاد المسلمين كافة.

ومن ثم بدأت فقرات المهرجان بكلمة لمؤسسة الرضوان الشبابية، القاها نائب مدير مؤسسة الرضوان الشبابية الشاب علي بدر قبازرد، الذي استعرض بعض المواقف التي حدثت بين الامام الشيرازي وفئة الشباب لما لهم من اهمية في المجتمع. وذكر بعض نصائح واهداف الامام التي ذكرها لهم في زيارة المؤسسة له، ومنها حث الشباب على الزواج وتأليف الكتب وقضاء فراغهم بما هو مفيد للمذهب والمجتمع المسلم.

بعدها كانت كلمة للنائب الحاج صالح احمد عاشور الذي شدد على اهمية تعلم ودراسة أفكار الإمام الراحل، (قدس سره) وقال: كان الإمام الشيرازي مدرسة فكرية تفيد المجتمع الاسلامي كله. كان ينمي ويقوي علاقته مع جميع شرائح المجتمع، مع الكبار والصغار، الرجال والنساء والاطفال، فلم يبخل على احد قط.

واضاف قائلا: كان الامام الراحل مدرسة، ومن خلال هذه المدرسة تخرج اناس، ومؤسسات ومكتبات وحوزات وقنوات فضائية لنقل صوت اهل البيت للعالم اجمع».

وختم عاشور قائلا: لقد تعلمنا منه مواجهة المحن والمشاكل بكل قوة وبالاعتماد على الله واهل البيت عليهم السلام. فان هذه الشخصية قد رحل جسده ولكنه بقي بأفكاره ونظرياته واخلاقه والدعوة الى اللا عنف والشورى والتعددية، فأنتم ايها الشباب يجب ان لا تشوهوا صورة هذه الشخصية العظيمة، وفي المقابل يجب ان نمجد افكاره ونبرزها ونتبنى القضايا والامور التي لا تمزق المجتمع، وبالعكس فعلينا ان نبني الحضارة الاسلامية من خلال افكاره وبناء جيل يحافظ على هذه الافكار وننشرها للناس كافة.

بعد ذلك القى الشاعر الاديب علي جعفر كلمات وفاء وتخليد للامام الشيرازي وافكاره واطروحاته.

ومن بعد الشعر جاء دور المركز الاسلامي للانتاج الفني والمسرحي فقد وضح رئيس المركز الاسلامي محمد الجزاف الدور الكبير للامام الشيرازي في تأسيس المركز ودوره الكبير في انجاح المركز الاسلامي على الصعيد الدولي.

وبين الجزاف ان احصائيات المركز لعدد الحضور للمسرحيات والاعمال الفنية قد تجاوز الستة الاف شخص في السنة.

وختم الجزاف مبينا دور المرجع الديني السيد صادق الشيرازي في الدعم المعنوي للمركز وحثه على عمل الاعمال الفنية على الصعيد الدولي من خلال قصص اهل البيت لأخذ العبر منهم.

وبعد ان ختم الجزاف قام الشاعر الاديب حسين العندليب بالقاء شعره الذي رثا فيه الامام الشيرازي ووضح مرارة الفراق والحزن على رحيل الامام الشيرازي.

واختتم المهرجان بأبيات نعي ورثاء على مصائب اهل البيت عليهم السلام نعاها الخطيب الحسيني الشيخ فيصل العوامي.

الحرية في فكر الإمام

فيما شهدت مدينة تاروت بمحافظة القطيف احتفالية تأبينية حاشدة بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيل المرجع الديني الإمام السيد محمد الشيرازي عقدت خلالها ندوة فكرية بمشاركة الدكتور توفيق السيف والشيخ شاكر الناصر.

واستهل الحفل بمقدمة خطابية لافتة لعريف الحفل الأستاذ ابو أنيس العجيان ثم تلاوة آي من الذكر الحكيم للمقرئ الشاب علي حماد أعقبها قصيدة رثائية للشاعر البارز ياسر الغريب نالت استحسان الجمهور الذي اكتظت به قاعة مسجد الرفعة.

وقدمت بعد ذلك فرقة الامام الحسن بالشويكة مقطوعة انشادية من تأليف الشاعر هاني الدار اهتزت لها مشاعر الحضور الذين اغرورقت عيون بعضهم بالدموع تأثرا.

وضمن إدارته لندوة "معالجة التشنج الطائفي في فكر الامام الشيرازي" قال الباحث والكاتب محمد الشيوخ بأن تأزم العلاقة بين أتباع الطوائف والمذاهب الاسلامية بات اليوم احد أبرز وأخطر المشكلات التي تعانيها الأمة.

واعتبر الشيخ الناصر في ورقته أن النزاع الطائفي يأتي بخلاف "عمارة الأرض" التي شدد عليها الباري عز وجل مرجعا اسباب التشجن الطائفي إلى أخطاء في سبل الدعوة وغياب العدالة الاجتماعية والسياسية.

وتابع بأن من عوامل التشنج الطائفي وجود جهات تعتاش على الأزمات في ظل تراث تاريخي مثقل تعززه بيئات اجتماعية متخلفة ثقافيا.

ورأى الناصر بأن الإمام الشيرازي وضع عدة معالجات لتجنب التوترات قائمة على المبدأ القرآني "الدعوة بالتي هي أحسن"، والاقرار بحق كل انسان بالتنعم بالسلام والأمن والحرية الدينية على قاعدة "لا اكراه في الدين".

كما شدد الامام الراحل وفقا للشيخ الناصر على نظرية "اللاعنف" المادي والمعنوي في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والدينية إلى جانب البعد عن كل ما من شأنه اثارة التوتر في حياة المجتمعات.

من جانبه قدم الدكتور توفيق السيف ورقة اثارت اهتمام الجمهور حين سلط الضوء فيها على تأثره المبكر منذ سبيعنات القرن المنصرم بفكر وشخصية الإمام الشيرازي الذي عايشه بشكل مباشر على مدى سنوات.

وقال السيف " لو أردت أن أتحدث عن كل ما أعرف عن الامام الشيرازي لاحتجت إلى أيام". وأضاف بأن من المهم عند دراسة الامام الشيرازي أن نضعه ضمن شروطه التاريخية وشخصيته المتعددة الابعاد "فقد جاء السيد في مرحلة تأسيس واطلاق واقلاع من الركود والسكون".

وتابع " في تلك المرحلة كان يهم السيد فكرة التمكين واعادة الثقة واعادة اتصال الجمهور بالعمل الديني الجديد".

ورأى السيف بأن الشيرازي قدم أفكارا "استثنائية" بمعيار ذلك الزمن واستطاع أن يخلق واقعا جديدا فجر خلاله التطلع والطموح وجدد حياة الناس "ولولا أمثال الشيرازي فلربما لم يتغير وضع الناس".

وقال السيف المتخصص في الفكر السياسي بأنه ومع كثرة قراءاته لم يجد مفكرا واحدا شدد على موضوع الحرية كما شدد الامام الشيرازي في كتاباته وخطبه ودروسه ولقاءاته.

وضمن تعليله لهذا المنحى لدى الإمام قال السيف بأن الشيرازي كان يرى بأن التحرر يمكن أن يتحقق من خلال العلم وأن الازدهار هو ثمرة الحرية.

وتناول رؤية الإمام الراحل حول التعصب وأنه يأتي نتيجة انحصار الفكر ولذلك تروج بضاعة المتعصبين في المجتمعات الفارغة بخلاف المجتمعات التي تتمتع بالعلم والثقافة فلا تجد فيها مكانا للتعصب لأن الناس هنا أقدر على الاختيار.

وأشاد السيف بإصرار الامام الشيرازي على المشاركة الواسعة للجمهور في الشأن العام "فقد كان يرى بأن تقدم المسلمين مرهون بمشاركة كل فرد منهم في الشأن العام وليس النخبة فقط".

وذكر في هذا السياق كيف كان الشيرازي أول فقيه اتجه في كتاباته إلى فئة الشباب بلغة مبسطة يفهمها الجميع فخرج على يديه المئات من رجال الدين والخطباء والكتاب والمثقفين البارعين الذين أضاءوا الدرب لملايين الشيعة.

وسرد الدكتور السيف جانبا من مناقبيات الامام الشيرازي بالقول "رافقته أربع سنوات كنت أراه خلالها بشكل يومي، والتقيته بعد ذلك عشرات المرات، ولم أسمع منه كلمة خشنة أو ذمّا في حق أحد حتى في أعدائه ومناوئيه".

وذكر السيف مدى تأثره باللقاء الأول الذي جمعه بالإمام الشيرازي في العام 1974 وكان حينها طالبا في المرحلة الثانوية.

وقال "كنا برفقة والدي في طريق العودة من النجف الأشرف مرورا بالكويت فزرنا خلالها الإمام الشيرازي فكانت المرة الأولى التي أرى فيها معمما يقوم واقفا على رجليه لتحية فتى صغير مثلي، فتأثرت بذلك بشدة، ودون تصنع قد كان هذا دأبه مع الجميع بلا استثناء".

وقال الشيخ فوزي السيف ضمن مداخلته على هامش الندوة بأن الإمام الشيرازي كان دائم التركيز على شعار الأمة الواحدة والشورى والحرية " فقد كتب ونظّر واستدل وتحرك في هذا المجال باتجاه حكومة الف مليون مسلم، دون تمييز بين مسلم وآخر".

وأضاف أنه وبالرغم من السمة الولائية العالية لآل البيت والتي تمتع بها الراحل إلا انه لم يعهد عنه التعصب الطائفي أو الرغبة في التصادم المذهبي مع الأطراف الأخرى رغم مؤلفاته التي زادت على الألف كتاب.

من جهته ركز الكاتب حسين العلق في مداخلته على جذور النهضة التي غرسها الإمام الشيرازي في فترات مبكرة من ستينات القرن المنصرم في مجالات الدين والفكر والسياسة والتي سرعان ما آتت أكلها في بزوغ حركة فكرية وسياسية غطت مساحات واسعة.

ورأى بأن من الوفاء للامام الراحل الأخذ بعين الاعتبار شمولية الرؤية في مدرسته وتركيزه الدائم على المصالح العليا للأمة وتجنب النكوص عن هذه الرؤية لصالح اتجاهات ومسارات ضيقة.

كما شارك المهندس جعفر الشايب بمداخلة كشف خلالها عن جوانب مهمة رصدها باحثون غربيون ضمن دراساتهم للتحولات السياسية في المنطقة شملت التأثير البالغ والمباشر للامام الشيرازي في جيل الشباب.

وأورد الشايب استنتاجات مهمة رصدتها باحثة فرنسية حول البحوث والكتابات والنشاط السياسي للامام الراحل وكيف انعكس ذلك مباشرة على جيل كامل من الشباب في منطقة الخليج من الذين أصبحوا فيما بعد عماد النشاط السياسي في المنطقة.

واقترح الشايب عقد مؤتمر موسع لمناقشة فكر للامام الشيرازي بمشاركة عريضة من المتخصصين في مجالات الدين والفكر والسياسة والاجتماع.

من جانبه شدد الشيخ عيسى الحماقي في مداخلته على جانب العناية بالشباب عند الامام الشيرازي مقترحا ايلاء هذا الأمر مزيدا من الاهتمام والنقاش والبحث في اللقاءات والندوات والمؤتمرات المتخصصة.

وفي معرض اجابته عن تسائل الناشط الاجتماعي محمد وحيد قال الشيخ الناصر ان معيار الولاء للامام الراحل هو الاقتداء بسيرته ومنهجيته وليس محصورا في التقليد الفقهي.

وشهدت الاحتفالية حضور العديد من الشخصيات الدينية من بينها بينها الشيخ فؤاد الخيري والشيخ سعيد المعاتيق والسيد عدنان الهشم، إلى جانب العديد من المثقفين والناشطين والشباب الذين انتظم العديد منهم ضمن لجنة استقبال واسعة.

في سياق متصل أشاد سماحة الشيخ عبد الغني العباس بما كان الإمام الشيرازي الراحل (قدس سره) من كثرة التفريع في المسائل الفقهية، مما يفتح أمامه آفاقاً وأبواباً رحبةً وواسعةً في المجال الفقهي.

ففي البدء قال الشيخ العباس: أنه ومع وفاة السفير الرابع للإمام الحجة عج العالم التقي علي السمري في عام 329 هـ بدأت مرحلة جديدة في الفقه الشيعي قوامها الاجتهاد والتقليد.

ثم تحدث عن مرحلتي انفتاح باب العلم وانسداده من الناحية الفقهية، حيث أشار إلى أن باب العلم ولو أنه انسد بعد غيبة إمامنا الثاني عشر، إلا أنه لا يزال منفتحا ببركة اجتهاد الفقهاء الجامعين لشرائط الفتوى والتقليد والذين يبذلون أقصى مراتب الجهد للتوصل إلى استنباط الحكم الشرعي من مختلف النصوص الشرعية.

وأشار سماحته إلى أن المدرسة الفقهية عند السيد الشيرازي لاسيما موسوعة الفقه التي اعتبرها موسوعة متكاملة في الفقه والأصول وكذا في أصول المعرفة الثقافية ، كما أشار إلى الاستحضار المتميز الذي كان يتمتع به (قدس سره)، والذي يساهم في التوصل إلى الحكم الشرعي، فهو مثلاً في باب الاستطاعة استفاد من رواية في باب النذر.

وأضاف سماحته بأن الفقيه الشيرازي (قدس الله نفسه) كان يتميز بكثرة الفروع والاحتمالات والتي تعزز من الرأي الفقهي، بالإضافة إلى توسيع الفقه بحيث يكون قادراً ومرناً في التكيف مع المسائل الابتلائية الجديدة، ولذا كتب سماحته عن كيفية استيعاب الحج لعشرة ملايين حاج، مما يعني البحث عن مخارج فقهية تمكن الواقع من التوصل إلى هذا الأمر.

واختتم سماحته الحديث بالترحم على الفقيه وعلى سائر فقهائنا الذين لم يعيشوا حياة العرفان بعيداً عن ساحات العلم والجهاد، وإنما كانت حياتهم حافلة بالعلم والعمل والتصدي، ولذا حق لنا أن نتذكرهم ونفتخر بهم ونجعلهم قدوات لنا. 

أخلاقيات العمل الإسلامي

الى ذلك شارك كل من الشيخ فيصل العوامي والأستاذ باسم البحراني في الحفل التأبيني الذي أقيم بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيل الإمام السيد محمد الشيرازي (قدس سره) وذلك بمملكة البحرين في (مأتم أبو صيبع)، وكان تحت عنوان: (أخلاقيات العمل الإسلامي عند الإمام الشيرازي).

العوامي تحدث في كلمته عن أخلاقيات العمل الإسلامي عند الإمام الشيرازي حيث أن شخصيته كانت تتميز بالانسجام بين الفعل والتطبيق، أي أن الحديث عن الجانب الأخلاقي عنده لا يتلخص في جانبه النظري وحسب وإنما يتجاوزه إلى المستوى التطبيق والممارسة العملية بعيداً.

وأشار العوامي إلى أن الإمام الشيرازي تميز بأخلاقه الكبيرة حتى وخاصةً مع من اختلف معه في فكرةٍ أو رؤية أو أسلوب عمل، وليس مع من يوافقه في الرأي.

وأضاف العوامي: أن الإمام الشيرازي مارس أصول الأخلاق التي يحتاج لها من أجل نجاح واستمرار العمل الإسلامي، وذكر منها أمرين أولهما:إعطاؤه حرية الاختيار لمن حوله ممن ينضوي تحت مظلته بحيث يتيح لهم المجال لأن يأخذوا بالأفكار والآراء وإن تعارضت مع آرائه الخاصة، والأمر الآخر الذي تحدث عنه العوامي (التعددية) عند الإمام الشيرازي بحيث كان سماحته يساوي بين كل الأطراف والأطياف المحيطة به، بل لم يكن ينحاز لطرفٍ دون طرف آخر، وإنما كان يدعو الجميع إلى العمل.

من جانبٍ آخر شارك الأستاذ باسم البحراني بقصيدة شعرية في رثاء الإمام الشيرازي تحت عنوان: (شرخٌ في جدار الألم) ومما جاء فيها:

كــــيف مــــوسقتَ للخــلود أغانٍ

هـــات إزميــلك الحـزين وانحــتْ

ألــــفُ معــــزوفةٍ ستـبكيك حـزناً

أعـــجـــلت بالـــرحـــيــــل،أَوَجْـــدٌ

حسبــــك اليــــوم في البقاءِ نشيدٌ

قد تدثَّــــرتَ بالخــــلــود وحـتمــــاً

هــــذه الأرضُ لــــم تسعـك فحلِّقْ

يتغــــنَّى بسحــــرها العـــــلمـاءُ

جســــدَ الفـكرِ، ما استقام البناءُ

ربــــما … ربما سيجدي البكاءُ

قد تغشَّاك والهــــوى كربـلاءُ ؟!

في القلوب التي احتواها الشقاءُ

ليس في رحلــــة الخلــودِ انتهاءُ

فعسى سيدي تسعك السماءُ

مهرجان الأيام الثقافي بالبحرين

كما أقيم في العاصمة البحرانية (المنامة) مهرجان الأيام الثقافي الثامن عشر للكتاب في الفترة من 14 إلى 22 من شهر شوال المكرّم1431 للهجرة الموافق لـ( 23 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2010 م) بمشاركة العديد من دور النشر, وقد قامت عدد من دور النشر بعرض مؤلفات المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف، والمرجع الديني الأعلى الراحل آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته.

في هذا المهرجان عرضت دار العلوم من لبنان مجموعة كبيرة من مؤلفات السادة من آل الشيرازي كان منها:

• موسوعة أهل البيت صلوات الله عليهم في القرآن (خمسة مجلّدات), شرح شرائع الإسلام, جامع المسائل الشرعية, وهي من مؤلّفات سماحة المرجع الشيرازي دام ظله.

• تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان, فقه السلم والسلام, قصص من اليهود, وهي من مؤلّفات الإمام الشيرازي الراحل قدّس سرّه الشريف.

• موسوعة الكلمة, للشهيد آية الله السيد حسن الحسيني الشيرازي قدّس سرّه.

• التدبّر في القرآن (1- 3), الإمام الحسين صلوات الله عليه عظيمة إلهية وعطاء بلا حدود, وهي من مؤلّفات الفقيه الفقيد آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدّس سرّه. وكتاب: المقدّس الشيرازي، وهو من تأليف الشيخ عبد العظيم المهتدي البحراني, يتناول فيه حياة الفقيد السيد محمد رضا الشيرازي قدّس سرّه.

• التفكّر في القرآن, العلاّمة السيد جعفر الحسيني الشيرازي.

كما عرضت مؤسـسة البلاغ من لبنان طبعتها الجديدة لكتاب: الوصول إلى كفاية الأصول للإمام الشيرازي الراحل, ويقع في خمسة مجلدات, وكتاب 313 كلمة للفقيه الفقيد آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي, وهو من جمع وإعداد: شبيب بن عقيل اللواتي. وغيرها من العناوين الكثيرة المتنوّعة.

مجلس عزاء بمسجد الإمام زين العابدين

كما أقام مسجد الإمام زين العابدين عليه السلام مجلس عزاء على روح الفقيد الراحل ظهر يوم الجمعة الخامس عشر من شهر شوال 1431هـ.

فبعد أن أم المصلين في صلاة الظهرين؛ ارتقى الشيخ محمد المدلوح المنبر مؤبناً المرجع الشيرازي مستفتحا المجلس بالآية الكريمة (إن هذه أمتكم أمة واحدة) ليتحدث عن مكانة الإمام الراحل وأطروحاته الفكرية المستنبطة من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ومنها أطروحة الأمة الواحدة التي تبنّاها المجدد الشيرازي الثاني في خطبه وكتاباته، وجسدها واقعا في سيرته العطرة وناقشها في احد كتبه الذي حمل عنوان (الأمة الواحدة) وأثار فيه عدة أسئلة محورية أهمها تعريف الأمة الواحدة، وهل لها وجود واقعي؟ وما هو دورنا في تحقيق الأمة الواحدة؟

ليأتي الجواب على السؤال الأول بان السيد يرى أن المقصود بالأمة الواحدة هي العالم البشري وليس فقط العالم الإسلامي. أما وجودها الواقعي فقد كان موجودا في عهد الرسول الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، ولكن هذا البناء تهدم بفعل التنازع والتناحر، وليس الاستعمار والاستكبار العالمي هو الملوم في ذلك فقط بل نحن من مهدنا الطريق للاستعمار ليستعمرنا ويمرر مشروعه بيننا بتباعدنا وإثارة الفتن بين أبناء الأمة الواحدة.

أما دورنا في تحقيق الأمة الواحدة فهي الوقوف على نقاط الضعف ومعالجتها والتي يأتي في مقدمتها حسب ما يرى سماحته التخلف العلمي في جميع مجالات الحياة .

ويقول سماحته ردا على من يقول باستحالة تحقيق الوحدة بين الأمم بان هذا ما يروّج له الاستعمار والاستكبار العالمي لأنه يكرس حالة الشتات والضعف ولكنها مقولة وتفكير خاطئ وعلينا أن نغير هذه الفكرة بالعودة إلى الله والعمل بمرضاته والتنظيم (نظم أمركم) وإنشاء المؤسسات والمنظمات التي تحقق هذا الهدف ومحاربة من يعمل على تفريق وحدة الأمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/تشرين الأول/2010 - 30/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م