الرسائل القصيرة... داء جديد على ذمة الشركات

 

شبكة النبأ: هل من يكتب الكثير من الرسائل القصيرة يتضرر صحياً؟ تحدث مثل هذه الأخبار في عصر الـ«آي فون» و«بلاك بيري» و«نكساس ون» ضجة إعلامية واسعة. ويزداد تأثير الخبر إذا تضمن اسم باحث يعطي الأمراض اسماً علمياً مقنعاً.

ولكن في حقيقة الأمر أنه لا وجود لهذه الأمراض، ولكن خبراء العلاقات العامة ابتكروها للترويج لاسم شركة متخصصة في إنتاج أجهزة المحمول. وبذلك تصبح قصة الإدمان المزعوم لأنفسها، وبدعم الخبراء ومشاركة الصحفيين تتحول هذه الأخبار إلى مادة جميلة تسد بها الصحف والمجلات مساحات فارغة لديها ويملأ بها الكتاب أعمدتهم.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية في يونيو الماضي أن «كتابة الكثير من الرسائل القصيرة على المحمول يصيب بالمرض. ويؤدي إلى الإحساس بالنقص ويجعل الشخص المصاب يثور ويتملكه الغضب الشديد ويسمع أصوات نغمات محمول غير موجودة أصلاً». والتقطت وسائل إعلامية أخرى الموضوع وكان المصدر وسائل إعلام أسترالية.

ويمكن القول أن قراءة الصحف وسماع المذياع ومشاهدة أخبار التلفاز والاعتماد على ذلك في كتابة موضوع، شيء معتاد تماماً في عالم الإعلام. ولكن المشكلة في هذا الخبر هي أن الصحفيين في استراليا سقطوا في فخ نصبه خبراء علاقات عامة. كان أصل الخبر بيان صحفي من شركة (بوست موبيل)، وهي شركة أسترالية مصنعة للمحمول.

وجاء في بيان الشركة «لقد رصدنا العديد من الاضطرابات بناء على أبحاث باحثتين». وذكرت الشركة أمثلة لذلك منها ما جاء على لسان فتاة في الـ17 من عمرها.

وقالت الفتاة في البيان إنه «عندما لا يتصل بي أحد أصبح محبطة حقاً وأعتقد أنه لا يوجد في الدنيا من يحبني». وبناء على البيان فقد فسرت الباحثتان ذلك بأنه «أعراض الضغط العصبي للنص».

ولكن شاري وولش الباحثة في جامعة كوينزلاند الاسترالية والطبيبة النفسية قالت إنها لا تدري شيئاً عن الاضطرابات التي زعمت شركة بوست وجودها. وأضافت «لقد أوضحت أبحاثي أن استخدام الشباب للمحمول يعود عليهم بفوائد وأضرار في نفس الوقت». وأكدت «أنا أرفض جميع المزاعم القائلة إن أبحاثي أثبتت وجود اضطرابات جراء استخدام المحمول».

وربما كان السبب في اتساع دائرة هذه القصة هو سيدة اسمها جيني كارول التي ورد اسمها في البيان الخاص بشركة بوست عن إدمان رسائل المحمول.

وقالت كارول المحاضرة بجامعة ملبورن «سألتني شركة بوست للمحمول عما إذا كانت هناك أدلة على وجود اضطرابات ذات صلة بإرسال رسائل قصيرة، فراجعت ما نشرته عن استخدام الشباب للمحمول من قبل وأعطيت شركة بوست بعض الأمثلة التي تتلاءم مع السؤال».

بتعبير آخر انتحل خبراء العلاقات أسماء لأمراض ثم بحثوا عن دراسات تلائمها. وليس لدى كارول مشكلة مع ذلك حيث تقول «كنت راضية عن البيان الصحفي لأنه يتضح من نصه أن شركة بوست هي التي صاغت هذه التعبيرات وليس أنا».

لكن كارول قامت بدورها في إزكاء نار القصة بعدما أجرت مقابلات في الإذاعة الاسترالية. وقالت كارول، «سمحت لي المقابلة بعرض العلاقة بدقة بين أبحاثي والمفاهيم التي استخدمتها شركة بوست. ولكن وسائل الإعلام الاسترالية ثم العالمية هي التي أساءت عرض هذه العلاقة».

وبذلك انتشرت هذه النصوص الخاطئة في أرجاء العالم بدءاً من النص الإنجليزي الذي ترجم إلى كثير من اللغات. بحسب الوكالة الالمانية.

وبعد البحث تبين أن شركة بوست أعلنت أنها تمتلك العلاج، وسست مجموعة لـ»مدمني الرسائل» على موقع فيسبوك الاجتماعي عليها أيقونة «هنا المساعدة»، وتزعم الشركة أن إرسال رسالة قصيرة تقليدية بواحد سنت فقط جدير بأن يشفي المرضى.

شائعات تجارية

وتدافع كارول عن تصريحاتها قائلة، "إنها لا تدري شيئا عن الاضطرابات التي زعمت شركة بوست وجودها حيث تقول:"لقد أوضحت أبحاثي أن استخدام الشباب للمحمول يعود عليهم بفوائد وأضرار في نفس الوقت".

أضافت الباحثة: "لذلك فأنا أرفض جميع المزاعم القائلة بأن أبحاثي أثبتت وجود اضطرابات جراء استخدام المحمول".

وربما كان السبب في اتساع دائرة هذه القصة هو السيدة جيني كارول التي ذكر اسمها في البيان الخاص بشركة بوست.

قالت كارول المحاضرة في جامعة ميلورن: "سئلت من قبل شركة بوست للمحمول عما إذا كانت هناك أدلة على وجود اضطرابات ذات صلة بإرسال رسائل قصيرة فراجعت ما نشرته عن استخدام المحمول من قبل الشباب ثم أعطيت شركة بوست بعض الأمثلة التي تتلاءم مع السؤال". وبتعبير آخر فإن خبراء العلاقات العامة انتحلوا أسماء لأمراض ثم بحثوا عن دراسات تلائمها.

وليس لدى كارول مشكلة مع ذلك حيث تقول:"كنت راضية عن البيان الصحفي لأنه يتضح من نصه أن شركة بوست هي التي صاغت هذه التعبيرات وليس أنا".

وسرعان ما ظهرت الشكوك عقب الخبر الأول حيث تبع النص الأول القصير نص أطول وصف فيه الأطباء كلام شركة بوست على أنه "سخف". ولكن لا تزال في الانترنت مئات النصوص التي تخلت عن النظرة النقدية.

أسرع كتابة للرسائل النصية

في سياق متصل  تمكنت البريطانية ميليسا تومبسون من تحطيم الرقم القياسي العالمي في سرعة الكتابة على أجهزة الهواتف المحمولة، بعدما كتبت جملا معقدة على هاتف "غالاكسي سامسونغ،" في 25 ثانية و94 جزءا من الثانية.

وبهذا الرقم الجديد، تصبح تومبسون صاحبة الرقم القياسي العالمي لأسرع كتابة على الهاتف، والمسجل في كتاب "غينيس،" باسم فرانكلين بيج من سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي استطاعت أن تكتب نفس الجملة في 35.54 ثانية في وقت سابق من هذا العام. بحسب السي ان ان.

ومن المثير للاهتمام، أن تومبسون تدعي أن سرعتها أدنى من مستواها في كتابة الرسائل النصية، إذ تقول إنها كانت ترسل نحو 40 إلى 50 رسالة نصية لصديقها كريس، لكن الآن وبعد أن انتقلا للعيش معا لم تعد ترسل له الكثير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5/تشرين الأول/2010 - 25/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م