تراثيات... تصارع الزمن للحفاظ على هوية المجتمعات

 

شبكة النبأ: لكل بلد من بلدان العالم تاريخ قديم ولابد ان يحافظ على هذا التاريخ من خلال أبناء هذا البلد وذلك لأنه يعتبر الهوية التي تميز بل بلدا الى آخر، لاسيما وان التاريخ يحوي على مواضيع عدة منها الحربية والاجتماعية والاقتصادية والتراثية، وللتاريخ التراثي أهمية كبيرة فهو يحمل عادات وتقاليد ذلك البلد ويتوارثه الأجيال جيل بعد جيل، وذلك ما دعا بعض الدول الى إعادة النظر في تراثها القديم في محاولة لتجديده والحفاظ عليه من خلال دعم بعض الحرف التراثية التي تمر بمرحلة الاندثار بعد أن شكا مزاوليها من قلة الأجور التي لا تكفي للمعيشة دافعهم ذلك الى اتخاذ سبل حديثة لكسب المادة مهملين بذلك تاريخ بلدهم.

صناع الزجاج اليدوي

حيث توشك حرفة تشكيل الزجاج في سوريا على الاندثار إذا أغلق آخر مصنعين في دمشق أبوابهما. وقد يواجه المصنعان الإغلاق بسبب نقص الطلب وتضاؤل عدد من يجيدون تشكيل الزجاج بالنفخ.

ويعمل عدد محدود من العمال في ورشة احمد الحلاق الذي ذكر ان الناس لم تعد تريد اكتساب المهارة في هذه الحرفة التقليدية بسبب طبيعة العمل وانخفاض الدخل الذي يدره.

وقال الحلاق بينما كان يعلم ابنه مؤيد تشكيل الزجاج بالنفخ "الوالد عمل فيها حوالي 60 سنة وانا اعمل فيها منذ 41 سنة. أتمنى ان تظل مستمرة... انا أخذت الأمانة من والدي وأحاول أكملها. حاولت أعلم أولادي وأولاد أخي... انهم لا يتعلمون منا.. لا توجد عندهم رغبة... الدخل فيها قليل."

واضاف "أتمنى ان تظل المهنة مستمرة ومزدهرة وحتى أولادنا يتعلموها. يعني مثل ما نحن حملنا الأمانة يكون أولادنا حاملين هذه الأمانة الى ما شاء الله." ورغم التحديات التي تواجهها صناعة الزجاج بالطريقة اليدوية يحرص بعض أبناء الجيل الأصغر مثل مؤيد ابن احمد الحلاق على استمرار هذه الحرفة. وقال مؤيد "انا احب العمل اليدوي لأنه يكون تراث مع الزمن وممكن ان يهدوا كل شيء الا المعمل فيبقى تراث."

ترجع صناعة الزجاج في سوريا الى عهد الفينيقيين الذين انشئوا ورشا لها في المنطقة. ويشكل الزجاج بالنفخ في فقاعات من الزجاج المصهور يحولها العمال المهرة الى اشكال وأحجام مختلفة منها كؤوس ومزهريات وثريات وأطباق. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وتلقى منتجات ورش الزجاج السورية إقبالا من السائحين الذين أصبحوا الآن المشترين الرئيسيين.

وقالت سائحة فرنسية كانت تشتري هدايا من الزجاج لأصدقائها وأسرتها "انها من الصناعات الفريدة التي توشك على الاندثار. سيكون أمرا حزينا جدا اذا فقدناها. أتمنى ان تلعب وزارة السياحة دورا لإنقاذ هذه الصناعة. ربما لا تدر الكثير من المال لكنها بالغة الأهمية للسياحة."

وسوريا ثرية بتقاليدها العريقة في مجال الحرف اليدوية مثل تشكيل النحاس والفسيفساء. وتشتهر دمشق بصناعة الزجاج والمنسوجات.

وتقول الحكومة السورية انها تعتزم إنشاء منطقة خاصة بالفنون والحرف في محاولة لحفظ الأساليب والطرق التقليدية من الاندثار.

إنقاذ كنوز دمشق

بينما اشترى المهندس الفرنسي جاك مونتلاكون أحد المنازل الشهيرة التي يرجع تاريخ بنائها الى عدة قرون مضت بدمشق القديمة قبل ستة أعوام لم تكن لديه اي فكرة عن أنه يحتوي على معجزة معمارية.

لكن مونتلاكون الذي اشتهر بترميم مشغولات يدوية من السفينة الغارقة (تايتانيك) وساعد في انقاذ سلع من سفينة بحرية غارقة ترجع الى عهد نابليون بارع في اكتشاف ما هو غير متوقع.

وقال وهو يشير الى رسم دقيق بين الخشب المنحوت "كنت أزيل الورنيش السميك الذي يغطي الحوائط المكسوة بالخشب في الايوان (حجرة الاستقبال) حين بدأت صور طيور غريبة ووحوش وقلاع تظهر.

"يرجع تاريخ الرسوم الى عام 1789 وهو عام قيام الثورة الفرنسية. لكن من يدري الوقت الذي استغرقه انتقال الأخبار من باريس الى سوريا." طير أسود خيالي يجر زورقا. رجل يصوب بندقيته من على سطح قلعة تطل على بحر ووحوش تحلق فوق الماء. يشبه السقف الخشبي سجادة عجمية ذات رسوم متداخلة.

وقال مونتلاكون الذي جاء الى سوريا للمرة الاولى عام 1965 في سيارة فرنسية صغيرة وعمل في منطقة الشرق الأوسط لأكثر من 30 عاما مع شركة اليكتريسيتيه دو فرانس "انها رواية لكن لم يستطع أحد تفسيرها بعد."

ويطل سطح المنزل الصغير الذي توجد به نافورة أنيقة على المسجد الأموي ويعتبر المنزل أحد أسرار دمشق القديمة. ويعتقد مونتلاكون أنه يرجع الى منتصف القرن الثامن عشر.

وتستقطب المدينة التي كانت محاطة بالأسوار ذات يوم والتي تصنفها الأمم المتحدة ضمن مواقع التراث العالمي السائحين بأعداد متزايدة بعد ان خففت سوريا التي يحكمها حزب البعث منذ عام 1963 من القيود على دخول البلاد ورفعت الحظر على المشاريع الخاصة.

والخشب المنحوت والحجر والاسقف العالية هي مؤشرات على المكانة الاجتماعية في المنازل الدمشقية التي شملت الرسوم أيضا حين زاد التفاعل بين المدينة العالمية وأوروبا والفنانين الغربيين وزار المغامرون سوريا في القرن التاسع عشر.

وعلى الرغم أن المنازل التي نجت من الإهمال والدمار في دمشق الحديثة بها رسوم لمبان ومناظر طبيعية فان الرسوم المستوحاة من الأساطير في منزل مونتلاكون فريدة من نوعها.

واستخدم المهندس الفرنسي بمساعدة صديق له براعم القطن المغمورة في مذيبات وألوان مائية بسيطة لترميم الحجرة. وذكر ان العملية استغرقت ستة أشهر وقال انها تستهلك وقتا لكنها ليست صعبة.

وقال مونتلاكون ان "أهم مبدأ في الترميم هو ان يكون قابلا للتغيير اذا اكتشف طريقة أفضل."

وراء القرميد البسيط الذي يرجع الى القرن العشرين اكتشف مونتلاكون ايضا حوائط من الحجر المنحوت عليها رسوم عربية تشبه الفسيفساء (الموزيك) وهو فن كان المماليك الذين حكموا دمشق من أول من استخدموه.

واشتهر الحرفيون السوريون ببراعتهم في نحت الحجر بسهولة من يقص الورق. وازدهروا في عهد الحكم العثماني من القرن السادس عشر الى أوائل القرن العشرين وأدخلوا تأثيرات فارسية وغربية مثل الباروك في أعمالهم. وقال مونتلاكون "أراد أصحاب المنزل على الأرجح إخفاء مدى ثراء ممتلكاتهم عن جامع الضرائب او ببساطة تغيرت الأذواق."

وأضفى مونتلاكون لمسته الخاصة على المنزل وزينه بقطع أثاث دمشقية قديمة مطعمة بالصدف (ارابيسك) من "سوق الحرامية" القريب. ولدى مروره الى جوار كومة من الأنقاض ألقاها عمال في منزل قريب ذات مرة عثر على بلاطات إسلامية قيمة باللونين الأبيض والأزرق. وهي تزين الآن أحد جدران منزله.

وكان (بيت جاك) جزءا من منزل أرستقراطي مجاور اشترته نورا جنبلاط الزوجة السورية للزعيم السياسي الدرزي اللبناني وليد جنبلاط قائد فصيل سابق ابان الحرب الأهلية اللبنانية الذي كانت علاقاته بسوريا متوترة. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وتم ترميم منزل نورا بشكل جيد لكن الكثير من العقارات التي تم تحويلها الى مطاعم وفنادق في المدينة القديمة رممت بطريقة يقول خبراء انها ربما تكون ألحقت أضرارا يتعذر إصلاحها.

وقام الفنانون الذين انتقلوا الى الحي اليهودي القديم بعمل أفضل في الحفاظ على الاعمال الاصلية. ويتذكر مونتلاكون حين جاء الى دمشق لدراسة اللغة العربية قبل عشر سنوات وأراد اكتشاف أسرار المنازل الارستقراطية القديمة التي تخفي واجهاتها البسيطة من الحجر والطين اللبني الروعة والصفاء بداخلها.

ودفع الإهمال مونتلاكون وهو في الستينات من عمره الى محاولة إنقاذ جانب اكبر من المدينة القديمة. وهو يعتزم تحويل منزل آخر انتهى من ترميمه الى مركز للحفاظ على الحرف والتقنيات التراثية.

وكان المنزل المكسوة أسقفه بالمرايا مملوكا للأمير البدوي السوري طراد الملحم الذي عاش هناك في أوائل القرن العشرين. وقد بني على الأرجح على أنقاض قصر أموي.

ويقول مونتلاكون ان التطور الحديث والتلوث مصدرا تهديد رئيسيان للحفاظ على ارث سوريا. وأضاف "لا شك أن تراث سوريا هو واحد من الأكثر ثراء وتنوعا... انه قائم على عناصر فنية دقيقة يمكن أن تتغير بلا رجعة في أفضل الأحوال أو تختفي في أسوأ الأحوال."

أسواق صنعاء القديمة

فيما تعتبر أسواق صنعاء القديمة سياحة عبر الزمن .. فيها يجد الإنسان نفسه متوحدا مع المكان ومتنقلا بين عصور وأزمنة مختلفة ليزرع ذلك التجوال في نفسه انطباعا استثنائيا حيث تختلط روائح البخور والعطور والبهارات ونكهة البن اليمنى مع طرقات أصحاب الحرف اليدوية التقليدية لتشكل مزيجا فريدا من الروائح والأصوات ومشاهد تعيد صياغة الماضي بروح متجددة.

وأسواق صنعاء القديمة التي ذكرت في كتب التاريخ 50 سوقا تحتضنها أزقة وحواري صنعاء القديمة لكنها تناقصت مع مرور الزمن لتصل حاليا الى 35 سوقا متخصصا و29 سمسرة تستغل كمخازن للبضائع ومصارف للتبادل بالنقود فضلا عن كونها نزلا تقدم خدماتها للمسافرين ودوابهم وبها أماكن لحفظ أمتعتهم ومقتنياتهم.

وقد وصفها الرحالة الأوروبيون أمثال جون جوردين وكارستين نيبور فى كتاباتهم خلال زيارتهم لها في القرن الثامن عشر بأنه أسواق متميزة ومتعددة الأغراض أرتبط ازدهارها بازدهار الحرف التقليدية فيها.

وحسب دراسة لأستاذ علم الاجتماع في معهد الهندسة المعمارية فى (فرساى) فرنسا الدكتور فرانك ميرمين كانت أسواق صنعاء القديمة تمثل على المستوى الإقليمي مركزا مهما للإنتاج الحرفي ولتجارة المنتجات الريفية ألا أن تأثيره التجاري أكتسب بعدا دوليا حيث شاركت المدينة في تجارة القوافل التي كانت تربط موانئ البحر الأحمر والمحيط الهندي بشمال شبه الجزيرة العربية . بحسب وكالة الأنباء السعودية.

ورغم تسلل الأنماط العمرانية الحديثة لأسواق صنعاء القديمة الا انها لازالت تحتفظ بأصالتها وجمالها العتيق فهي تاريخ متصل ومتواصل يرتبط فيه الحاضر بالماضي على نحو وثيق و شاهد تاريخي متجدد لنمط الحياة العربية القديمة .

وتبدأ جولة التسوق في أسواق صنعاء القديمة من سوق النظارة الذي يمتد من المدخل الجنوبي للمدينة القديمة باب اليمن الى باب شعوب شمالا وسمى سوق النظارة لأنه أشتهر ومازال ببيع العطورات وأدوات التجميل وقيل لأنه أول سوق يقع نظر المتسوقين عليه والغالب في هذا السوق أن أكثر محلاته سماسر كانت مخصصة لبيع قشر البن والمفروشات.

أسواق لكل الأذواق

ويعد أشهر أسواق صنعاء القديمة وأقدمها على الإطلاق وعرف بهذا الاسم كونه السوق الرئيسي للتوابل والبهارات غير أن المؤرخ أبو الحسن الهمدانى أورد في كتابه الإكليل سببا آخر للتسمية فهو في الأصل سوق الملح (بضم الميم وفتح اللام) أي أنه سوق كل ما فيه جميل ومليح.

وهناك أسواق أخرى متخصصة كسوق القماش وسوق البخور والعطور وسوق الزبيب والبن وسوق الذهب والفضة وسوق النحاس وسوق الحرف اليدوية من حدادين ونجارين وبنائين وسوق القات وسوق الجلود وسوق الحبوب وسوق الحلي الشعبية المصنوعة من الفضة والعقيق اليماني وسوق الجنابى الخناجر والسيوف وغيرها الى جانب عدد من الأسواق الحديثة نسبيا الخاصة ببيع الملابس الجاهزة والعطور المستوردة والأجهزة الكهربائية والسلع الاستهلاكية والتي بنيت لها محلات خاصة خارج أسوار صنعاء القديمة.

وتشتهر أسواق صنعاء بجميع أنواع المشروبات والحلويات العربية القديمة خاصة التي تقدم مع القهوة بالإضافة الى شهرتها بتجارة الأعشاب والعقاقير الطبية التقليدية التي لازالت تستخدم على نطاق واسع.. وكما تفردت أسواق صنعاء القديمة في التجارة والانتاجات الحرفية فقد تميزت أيضا بالقوانين والضوابط والقيم الأخلاقية -السارية حتى اليوم- لتحكم نسق وطبيعة المعاملات فيها.

وحسب ما أورد جمال الدين الشهارى المتوفى سنة 1176للهجرة عن أسواق صنعاء في كتابه المنشورات الجلية تحمل هذه الأسواق الوفاء لماضيها وارتباطا بجذورها.

ولكون تلك الأسواق قبلة السياح الباحثين عن روائح التاريخ وعن سحر ليالي الشرق القديم قام بعض الأهالي بتحويل منازلهم القديمة الى فنادق تنافس فنادق الخمسة نجوم وتحظى بإقبال كبير حيث تقدم فيها الوجبات اليمنية التقليدية وتعقد فيها جلسات شرب القهوة والاستماع الى الموسيقى والغناء الصنعاني القديم.. كما تعمل الهيئة العامة للتنمية السياحية في اليمن على الترويج لأسواق صنعاء القديمة كجزء من المنتج السياحي الذي يستهدف قطاعا عريضا من السياح الأجانب.

صناعة المناديس

في حين لا يخلو بيت عماني من صندوق مزخرف بمسامير ذهبية ونقوش هندسية من مختلف الأحجام تعطي جمالا لهذا الصندوق وتنشر كذلك منظرا جماليا أشبه باللوحة الفنية في أرجاء المنزل.

ويطلق محليا على هذا الصندوق اسم "المندوس"، وهو ظل لفترة طويلة من الزمن أشبه بحساب مصرفي توضع فيه النقود ويقفل عليه، في وقت كان فيه المصارف غير متواجدة في هذا البلد قبل حوالي 50 عاما.

وقد استخدم "المندوس" قديما كذلك لحفظ ملابس النساء وحليهن، وكذلك البخور، وغالبا ما كان يوضع في غرف نومهن. وبعد نشوء مؤسسات الدولة في عمان، تلاشى استخدام الصندوق وتحولت وظيفته الرئيسية من مكان لحفظ الأشياء الثمينة والملابس الى أشبه ما يكون بتحفة فنية جمالية توضع في زوايا المنزل.

تواجه مهنة صناعة "المندوس" في عمان خطر الانقراض وتخلي العمانيين عن صناعتها ليحل محلهم العمال الأجانب القادمون من الهند وباكستان وبنغلادش.

ويقول راشد بن خميس ألصالحي من ولاية الرستاق (150 كيلومترا شمال مسقط) أن آخر مرة أشترى فيها المندوس بغرض الزينة كان قبل 13 عاما. ويصف الصالحي الفرق بين المناديس السابقة والمناديس الحالية بأن الاولى كانت أقوى، وكانت تصنع من أنواع معينة من الأخشاب التي تجلب من الهند.

وفي السابق، كان المندودس يقدم مع ما فيه من الذهب والبخور والملابس النسائية هدية من العريس لعروسته. ومع التطور الذي صاحب مجالات الحياة في عمان، ترك السكان المحليون مهنة صناعة المناديس ليحل محلهم العمال الأجانب الذين تعلموا هذه الحرفة في عمان.

مضى على وجود البنغلادشي فرقان عبد الصبور (42 عاما) 21 عاما في عمان، وقد عمل في البداية في كافتيريا قبل أن يعود الى مهنته الأولى نجارا. يقول فرقان انه عندما أتى الى عمان، لم يكن يعرف ما هو المندوس أو كيفية صناعته، لكنه بدأ يتعلمها من أقرانه الذين سبقوه اليها.

ويقتصر شراء الصندوق على العمانيين فقط دون سواهم من الأجانب المقيمين في البلد، بسبب ارتباط ثقافة أبناء البلد بهذا المندوس دون غيرهم من المقيمين. وللحفاظ على مثل هذه المنتجات والحرف من الاندثار، تسعى الحكومة لتشجيع المواطنين على ممارسة هذه الحرفة وتقديم الدعم لهم. بحسب وكالة فرانس برس.

ففي السنوات الأخيرة أنشأت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مشروعا لتدريب عدد من المواطنين العمانيين على صناعة المناديس وتوفير الدعم لهم عبر إقامة دورات مجانية في عدد من المناطق العمانية وإنشاء مراكز تدريبية لهم.

ويقول حمد بن محفوظ السلطي مدير عام رعاية الصناعات الحرفية بالهيئة العامة للصناعات الحرفية أن الهيئة تسعى للحفاظ على جميع الحرف العمانية من الاندثار وذلك عبر دعم الحرفيين القائمين على الصناعة حاليا وتشجيع جيل جديد من الشباب عليها.

ويوضح في حديثه أن دعم هذه الحرف يتنوع بين الدعم النقدي والعيني، حيث تقدم الهيئة دعما نقديا مباشرا لشراء الآلات والأدوات والمواد الخام اللازمة للإنتاج أو توفيرها مباشرة، وكذلك إقامة المواقع وترميمها لممارسة الحرف، بالإضافة الى المساعدة في تسويق المنتجات الحرفية وتوفير البرامج التدريبية والتأهيلية اللازمة وتقديم التصاميم الحديثة.

يمارس علي بن جمعة العريمي (35) عاما حرفة صناعة المناديس منذ صغره، وقد تعلمها من عائلته. ويعتقد علي أن صناعة المناديس حينما يقوم بها المواطنون أفضل لأنها دقيقة وبها لمسات جمالية اكثر مما يكون الحال عندما تقوم به العمالة الأجنبية التي تقوم بتقليد الصنع في نمط واحد، وهو يبيع في المتوسط صندوقا واحدا في الشهر من الأحجام الكبيرة ولديه طلبات من بعض مواطني دول الخليج.

يستخدم علي خشب الساج المستورد من أفريقيا وبورما، كما يقول، في صناعة المناديس. ونظرا لأن هناك نقوشا بالحفر على المندوس فذلك يستغرق فترة طويلة على عكس المناديس التي يصنعها الوافدون وتستغرق يومين فقط. وعن زبائنه يقول "أبيع للهيئة العامة للصناعات الحرفية وكذلك لبعض السياح الذين يأتون الى المحل".

يتم تسويق هذه المنتجات بطرق مختلفة من خلال البيوت الحرفية العمانية التابعة للهيئة بالإضافة الى المحلات المتخصصة في بيع الصناعات الحرفية والتي يقبل عليها السياح كثيرا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5/تشرين الأول/2010 - 25/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م