أفريقيا وقدرها من الحروب... حقوق منزوعة وارادة مصادرة

 

شبكة النبأ: أسفر الصراع عن الدائر في العديد من الدول الأفريقية فوضى عارمة، في الوقت الذي تتهم فيه العديد من الميليشيات العرقية بارتكاب انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان من قبيل عمليات اغتصاب وقتل وأكل لحوم بشر.

ومن الواضح أن الصفة الغالبة على القارة الأفريقية خلال العقود الأخيرة هي ابتلاؤها بالحروب والصراعات الأهلية مع ما يرافق هذه الصراعات من مجازر ومآس وتهجير؛ الحديث عن الحروب الأهلية في أفريقيا يعني حديثا عن نسيج متشابك الخيوط شديد التعقيد في خلفياته واسبابه ونتائجه؛ فهل هو قدر أفريقيا؛ أم إن المتغيرات التي حدثت في هذه القارة كانت هي السبب؟

إن أية حرب؛ تعني في المحصلة الخراب والدمار والقتل والدموي؛ والحديث عن الحروب والصراعات الأهلية في افريقيا يعني في المحصلة الحديث عن كمّ هائل من الآثار المدمرة والنتائج السوداء التي وصلت إلى حدود لم يعرف العالم ولا الأمم المتحدة ومنظماتها كيفية إيجاد بعض الحلول لها؛ وسنتناول فيما أهم وابرز النتائج التي تعاني منها أفريقيا جراء الحروب والصراعات الأهلية في القارة الإفريقية؛ ويكفي ان نعرف بأن القارة الافريقية تضم حوالي نصف اللاجئين في العالم، لتصبح بذلك أكبر قارات العالم من حيث عدد اللاجئين؛ ولا نقول جديدا عندما نذكر بأن ظاهرة اللاجئين تسبب مشكلات سواء لدولة المنشأ أو دولة اللجوء.

التقرير التالي يبين الأنتهاكات التي تقوم بها الجماعات المسلحة في أفريقيا من انتهاكات جسدية عبر القتل والأغتصاب ونهب الأموال.

جيش الرب

فقد خرج القرويون في بلدة نائية في جنوب السودان مسلحين باقواسهم واسهمهم للدفاع عن انفسهم عندما شن متمردو جيش الرب للمقاومة المعروفين بوحشيتهم والمسلحين ببنادق كلاشنيكوف هجومهم ليلا.

لكن هذا الرد الشجاع لم يأت بنتيجة اذ ان المتمردين الاوغنديين قتلوا قرويين وجندوا آخرين بالقوة.

وقال فانيتا تاميندا الذي فر من قرية باسوكانغبي في اقصى جنوب منطقة جنوب السودان قرب الحدود مع جمهورية الكونغو الديموقراطية عندما بدأ المتمردون باحراق الاكواخ قتل اثنان منا واصيب ثلاثة بجروح. حسب فرانس برس

ولم تتمكن ميليشيا الدفاع الذاتي في القرية من التصدي لقوة المعتدين. واضاف فانيتا الذي خلع قميصه ليكشف عن اصابة بالرصاص في ظهره انهم اقوياء جدا. نحتاج الى بنادق للدفاع عن انفسنا.

وقتل جيش الرب للمقاومة عشرات آلاف الاشخاص منذ ان بدأ انشطته في شمال اوغندا في 1988.

ووسع المتمردون عملياتهم الى اقصى شمال شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ عشرات السنين ثم الى افريقيا الوسطى في 2008. وينفذون ايضا عمليات في جنوب السودان منذ سنوات.

ويعد جيش الرب للمقاومة الذي يتزعمه جوزف كوني والملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، من حركات التمرد الاكثر وحشية في العالم.

وقال سابانا ابوي نائب حاكم الولاية الاستوائية الغربية المنطقة الاكثر تضررا في جنوب السودان من هجمات جيش الرب للمقاومة يبدو ان وتيرة هجمات جيش الرب للمقاومة ارتفعت هذه السنة. واضاف لا يمر اسبوع لا ترد الينا معلومات عن تعرض قرية لهجوم من قبل جيش الرب للمقاومة. ولجأ مئات الاشخاص الذين فروا من هجمات جيش الرب للمقاومة الاخيرة الى قرية نزارة.

وقال دانيال جيمس بانجن المسؤول عن قطاع سانغوا الذي تعرض مطلع الشهر الحالي لهجوم متمردي جيش الرب للمقاومة ان الناس هربوا بسرعة ولم يأخذوا شيئا معهم نعيش جميعا بفضل المساعدات الغذائية.

ويقول ناجون ان اعمال العنف هذه تقع بسبب بدء موسم الحصاد. وقالت الشابة تريزينا ماثيو وهي تحمل طفلها نكون بامان عندما نزرع المحاصيل. لكن لدى اقتراب موسم الحصاد يطردوننا ويأخذون غذائنا.

وتقدم الامم المتحدة اسوة بمنظمات انسانية اخرى مساعدة غذائية وعلاجا طبيا وخيما للنازحين لكن المسؤولين المحليين يخشون من استمرار هذا الوضع لان لا احدا يرى نهاية لهجمات المتمردين الاوغنديين.

ويسير جنود جنوب السودان والجيش الاوغندي دوريات في هذه المنطقة لكن عددهم محدود والمنطقة شاسعة. وينفذ متمردو جيش الرب للمقاومة هجمات خاطفة على القرى ثم يعودون الى الادغال.

ووقع الرئيس الاميركي باراك اوباما في نهاية ايار/مايو على اصدار قانون يطلب من ادارته وضع استراتيجية لمساعدة ولايات المنطقة في نزع اسلحة جيش الرب للمقاومة وحماية المدنيين الذين يتعرضون لهجمات هذه الميليشيا.

وقال انتون جوما العضو في ميليشيا محلية للدفاع الذاتي ان للولايات المتحدة القوة والتكنولوجيا ويمكنها استخدامهما للقبض على كوني لان اسهمنا لا تنفع للتصدي لبنادقهم.

الأطفال الجنود

من جهة أخرى يرى بعض المحللين أنه لا بد من تعزيز الوعد الذي قطعه جنوب السودان بتسريح جميع الأطفال المجندين في صفوف جيشه بحلول شهر نوفمبر باستراتيجية شاملة لإعطاء هؤلاء الأطفال فرصاً في الحياة المدنية.

وفي هذا السياق، أفاد أوبواها كلود أكاشا، القائم بأعمال المدير العام للعمليات في مفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في جنوب السودان، أن الناس، وحتى الأطفال، بحاجة إلى بدائل...فقد التحق العديد من الأطفال بالجيش لعدم قدرة ذويهم على إطعامهم أو رعايتهم. لا بد أن يشعروا بأنهم سيكونون أحسن حالاً خارج الجيش.

وكان جيمس هوث ماي، رئيس هيئة الأركان في الجيش الشعبي لتحرير السودان قد أفاد خلال إطلاق وحدة حماية الطفل في 30 أغسطس في جوبا، أن الجيش يقوم بدوره لتصفية صفوفه من الأطفال ولكن الأطفال الذين سبق تجنيدهم قد يعودوا إلى الثكنات إذا لم تتوفر لهم بدائل ملائمة.

وأضاف ماي، متحدثاً لأعضاء مفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في جنوب السودان: ما نقوم به الآن هو العمل الاجتماعي والرعاية الاجتماعية. نحن نعتني بالأطفال والشيوخ... لقد كنا دائماً نطالب بإبعاد هذه الفئة [من المقاتلين] عنا.

وأشار إلى أن تسريح الأطفال بطريقة فعالة يشكل مهمة صعبة يتعين على الجيش والمجتمع الدولي الاستعداد لها على حد سواء.

من جهتها، طالبت كاثرين مبينغي من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف)، أثناء الإطلاق بضرورة اتخاذ تدابير ملموسة لضمان تفهم كل الأطراف في الجيش الشعبي لتحرير السودان لالتزاماتها واحترامها

الدعم الأسري

من جهته، أشار سامويل مانيوك، مسؤول الحماية في منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف)، إلى أن الأطفال الذين تم تسريحهم يحتاجون لمؤسسات تدعمهم وتدعم أسرهم. وعليه، لا بد أن تتسم برامج الرعاية الاجتماعية التي تستفيد منها المجتمعات التي شهدت عودة مكثفة للأطفال المجندين بالشمولية وألا تستهدف المقاتلين السابقين فقط.

ويشمل الدعم المقدم لإعادة الإدماج المؤقت للمقاتلين السابقين منحة نقدية بمبلغ 320 دولاراً بالإضافة إلى بعض المواد غير الغذائية وقسيمة مواد غذائية لثلاثة أشهر تكفي أسرة مكونة من خمسة أفراد. ويتوقع من المسرحين استخدام وسائل خاصة بهم للعودة إلى مواطنهم الأصلية أو إلى أي مكان يرغبون في الاستقرار فيه. وأضاف مانيوك أنه "عندما تتوقف الرواتب وتنفذ المواد الغذائية قد يشعر الطفل بالضغط للعودة إلى صفوف الجيش من أجل إعالة أسرته".

وكان الجيشان الشمالي والجنوبي قد التزما بتسريح 90,000 جندي مرة واحدة فيما يشكل أكبر محاولة للتسريح والإدماج في العالم. أما البرنامج الخاص بالأطفال الجنود، وهو برنامج منفصل، فيعتبر طموحاً جداً. فحتى تحديد عددهم يعد صعباً للغاية، حيث أفادت تقديرات حديثة لليونيسف أن هذا العدد وصل إلى 900 طفل في حين حدد المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان، كول ديم كول، عددهم بـ 100 طفل فقط.

وقد سبق تسريح نحو 20,000 طفل من صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان خلال الفترة بين 2001 وأبريل 2006، وفقاً للتقرير العالمي حول الأطفال الجنود لعام 2008. وفي الوقت الذي عاد فيه هؤلاء إلى أسرهم ومجتمعاتهم المحلية، لا يزال حوالي 2,000 طفل مرتبطين بالجيش الشعبي لتحرير السودان، خاصة في أدوار غير قتالية وفي مناطق نائية.

وأشار مسؤولو مفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماجإلى أن بعض الأطفال انضموا إلى الجيش الشعبي "من جماعات مسلحة أخرى تحالفت مع الجيش وأحضرت أطفالها معها" بعد توقيع اتفاق السلام الذي أنهى الصراع بين الشمال والجنوب في عام 2005.

موضوع شائك

وأشار مكتب ممثل الأمم المتحدة الخاص بالأطفال والصراعات المسلحة إلى أن إعادة دمج الأطفال في حالات النزاع المسلح عملية معقدة وطويلة الأجل. وهذا ينطبق بصفة خاصة على السودان التي ظلت في حالة حرب لمعظم تاريخها المستقل.

العديد من المقاتلين السابقين يؤكدون أنهم يستحقون حصتهم من الفوائد الاقتصادية والاحترام والوضع الاجتماعي.

ويشكل التعليم بالنسبة للأطفال المسرحين، على سبيل المثال، مشكلة بسبب عدم توفر ما يكفي من مدارس في جنوب السودان. وحتى إن توفرت، حسب مانيوك، فإن الكثير من الآباء لن يكونوا قادرين على دفع الرسوم المدرسية لأبنائهم بعد عودتهم من الجيش.

وتشرف مفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج على مراكز إدماج مع مرافق تدريب في أربع من ولايات البلاد العشر ولكنها لا تنجح دائماً في جذب الأطفال المسرحين إليها. ونتيجة لذلك، يرى أكاشا أن حالات نجاح الأطفال المسرحين في تطوير مهارات جديدة تعتبر نادرة للغاية.

ووفقاً لمسح الأسلحة الصغيرة، فإن فرص العمل البديلة محدودة في المناطق الريفية نتيجة ضعف البنية التحتية، حيث تقل الطرقات وغيرها من وسائل النقل وتنعدم الكهرباء وكذلك المؤسسات المالية والاستثمارية. وأشار المسح في تقرير صادر في شهر يونيو إلى أن العديد من المقاتلين السابقين يؤكدون أنهم يستحقون حصتهم من الفوائد الاقتصادية والاحترام والوضع الاجتماعي.

 وأفاد أن عودتهم إلى قراهم دون ثروة أو دخل منتظم وتحولهم إلى عبء على أسرهم بدلاً من كونهم دعماً لها سوف يقوض ثقتهم بأنفسهم

مع ذلك، أضاف التقرير، أنه من غير المرجح أن تلقى التوقعات العالية للمقاتلين السابقين للحصول على تعويضات عن جهودهم في الحرب إي استجابة بالنظر إلى أن حال المجتمعات التي سيندمجون فيها ليس بأفضل من حالهم.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد أفاد في 19 يوليو أنه على الرغم من التقدم المحرز في تحديد وتسجيل الأطفال  المجندين للتسريح فإن أعدادهم [داخل الجيش] لا تزال كبيرة للغاية. وأضاف أن المخاطر المرتبطة بتسريح أعداد متزايدة من المقاتلين السابقين دون وضع برامج مناسبة لإعادة الإدماج تشكل قلقاً أمنياً خطيراً.

300 حالة اغتصاب

الامم المتحدة من جانبها نددت بحدوث 303 حالات اغتصاب على الاقل خلال اربعة ايام في 13 قرية في شمال كيفو بالكونغو الديمقراطية مشيرة الى ممارسات "مفزعة تستعصي على الفهم".

واحصى تقرير اولي نشر واعده مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان بين الضحايا المدنيين ال 303، بين 30 تموز/يوليو و2 آب/اغسطس "235 امراة و13 رجلا و52 فتاة وثلاثة اطفال. حسب فرانس برس

وكان مساعد الامين العام للامم المتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام اتول كهاري اشار سابقا الى اغتصاب 242 امراة على الاقل في 13 قرية في شمال كيفو وجنوب كيفو.

كما اشار الى نحو 260 حالة اغتصاب اضافية لنساء واطفال لا تفوق اعمارهم احيانا سبع سنوات في آب/اغسطس في قرى اخرى في شمال كيفو وجنوب كيفو ما يرفع الى 550 عدد حالات الاغتصاب في الكونغو الديمقراطية بنهاية تموز/يوليو وآب/اغسطس.

وعزت الامم المتحدة اعمال العنف لمجموعة من مئتي رجل من متمردي الهوتو الروانديين التابعين للقوات الديمقراطية لتحرير رواندا ومليشيات الماي ماي وعناصر تابعين للعقيد ايمانويل نسينغيومفا (عقيد كونغولي انضم الى التمرد بداية 2010).

ونقل بيان عن التقرير التمهيدي للامم المتحدة ان مستوى وفظاعة حالات الاغتصاب المكثفة هذه تستعصي على الفهم.

ووصف التقرير الاولي عمليات الاغتصاب بانها سلسة مفزعة مشيرا الى ان الجيش الكونغولي ومهمة الامم المتحدة في الكونغو الديمقراطية لم يتمكنا من منعها، لانهما غير مجهزتين لذلك، بحسب التقرير.

واكد البيان الذي استعرض اهم محتويات التقرير ان ما فاقم الفشل في منع او ايقاف هذه الهجمات، هو النقص الفادح في استعداد مهمة الامم المتحدة التي لم تتلق التدريب الخاص بحماية المدنيين.

واشار التقرير الى انه خلال عدة ليال عاش سكان القرى ال13 معاناة حقيقية وسط هجمات رجال مسلحين ببنادق الكلاشينكوف والقنابل اليدوية والسواطير قاموا بتعطيل وسائل الاتصال.

وتستعد الامم المتحدة لنشر تقرير ثان مثير للجدل في الاول من تشرين الاول/اكتوبر يتهم رواندا بارتكاب جرائم في الكونغو الديمقراطية بين 1996 و1998.

حملات اغتصاب جماعي

من جانبها أكدت قوة الأمم المتحدة العاملة في المنطقة المضطربة عند الحدود ما بين الكونغو الديمقراطية ورواندا قيام مجموعات مسلحة متمردة باقتحام عدد من القرى وتنفيذ عمليات اغتصاب جماعية طالت أكثر من 150 امرأة، بمقاطعة كيفو الشمالية. حسب سي ان ان

وقال بيان للقوة الدولية إن الهجمات وقعت في 30 يوليو/تموز الماضي، دون أن تتطرق لأسباب تعذر التبليغ عنها خلال الفترة الماضية، واكتفت بالإشارة إلى أن وحداتها تقوم بتأمين العلاج الطبي لضحايا الاغتصاب، كما توفر لهم المساعدة النفسية والاجتماعية.

واتهمت القوة الدولية جماعة مسلحة تحمل اسم القوات الديمقراطية لتحرير رواندا بتنفيذ عمليات الاغتصاب الجماعي، علماً أن هذا التنظيم مكون من عناصر من عرقية الهوتو التي انخرط عدد كبير من أفرادها في مجازر الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994 ضد أقلية التوتسي.

وذكرت جمعيات طبية محلية أن عمليات الاغتصاب لم تتم بشكل سريع وخاطف كما يتصور البعض، بل قام المسلحون باقتحام القرى والسيطرة عليها لأيام، وتناوبوا على اغتصاب الفتيات بشكل متكرر.

وقالت الجمعيات إن المسلحين كانوا يصلون إلى القرى بمجموعات صغيرة، ويطلبون من سكانها عدم مغادرتها بحجة أنهم لا يرغبون بإلحاق الأذى بهم، بل الاكتفاء بالبحث عن الطعام، ومع حلول الليل تبدأ عمليات الاغتصاب الجماعي بعد وصول مجموعات مسلحة أخرى تحاصر القرية.

وأوردت الجمعيات، وبينها "انترناشونال مديكال كورب" شهادات مروعة لبعض الضحايا، بينها أن المغتصبين كانوا يهاجمون المنازل بمعدل ستة رجال لكل بيت، ويقومون باغتصاب النساء بشكل متتابع، وفي بعض الأحيان أمام ناظري أطفالهن وأزواجهن.

يشار إلى أن القوات الديمقراطية لتحرير رواندا تنشط في المنطقة الحدودية بين رواندا والكونغو، ورغم أن نشاطها موجه في الأساس نحو الأراضي الرواندية، إلا أنها اشتبكت أكثر من مرة مع الجيش الكونغولي.

مجلس الامن يطالب بالتحرك

مجلس الامن التابع للامم المتحدة من جهته دعا الى اتخاذ كل الخطوات للحيلولة دون تكرار واقعة الاغتصاب الجماعي التي جرت في الكونجو في الاونة الاخيرة وعبر اعضاء المجلس عن استيائهم لتأخر استجابة قوات الامم المتحدة.

وكانت قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جمهورية الكونجو الديمقراطية قالت انها لم تعلم بالحادث الا بعد مرور اكثر من اسبوع على وقوعه مع أن لها قاعدة تبعد 30 كيلومترا فحسب من مسرح الواقعة في شرق البلاد.

وجعل هذا اعضاء المجلس يقترحون في اجتماع دعت اليه الولايات المتحدة وفرنسا أنه يجب على قوة حفظ السلام التي يبلغ قوامها 20 ألفا تحسين وسائل اتصالها مع السكان المحليين.

وتظهر بيانات الامم المتحدة ان متمردين من جماعة القوات الديمقراطية لتحرير رواندا وأفراد ميليشيا ماي ماي احتلوا بلدة لوفونجي في اقليم شمال كيفو من 30 من يوليو تموز الى الثالث من اغسطس اب واغتصبوا واعتدوا على 154 مدنيا على الاقل. وقالت جماعة اغاثة ان كثيرا من النساء تعرضن لاغتصاب جماعي ارتكبه ما بين رجلين وستة رجال مسلحين.

وطالب مجلس الامن في بيانه باتخاذ كل الخطوات الممكنة لمنع وقوع مثل هذه الفظائع في المستقبل ودعا الكونجو الى محاكمة الجناة. حسب رويترز

ورحب البيان بارسال الامين العام بان جي مون نائب رئيس قوات حفظ السلام في الامم المتحدة أتول كاري الى الكونجو لكنه أوضح انه يتوقع ان يسمع تقريرا عما يمكن فعله لضمان حماية اكثر فعالية للمدنيين.

وفي كينشاسا قال وزير اعلام الكونجو لامبرت مندي ان حكومته "عازمة كل العزم على مكافحة واستئصال العنف الجنسي. ولكنه نفى ان الكونجو هي عاصمة الاغتصاب العالمية.

242 امرأة تعرضن للاغتصاب

منظمة غير حكومية اميركية من جانبها ذكرت  ان 242 امرأة على الاقل تعرضن للاغتصاب بين نهاية تموز/يوليو وآب/اغسطس خصوصا على يد متمردين من الروانديين الهوتو، وتلقين علاجا.

وقال كريس باغوما الطبيب الكونغولي في منظمة "انترناشيونال ميديكال كوربس" في واليكالي في اقليم شمال كيفو (شرق) لوكالة فرانس برس انه "تمت معالجة 242 امرأة تعرضن للاغتصاب".

وارتكبت معظم عمليات الاغتضاب في لوفونغي البلدة التي تضم 2160 نسمة وقرى اخرى محيطة بها. حسب فرانس برس

وقالت المنظمة نفسها ان مقاتلي الميليشيا المحلية "القوات الديموقراطية لتحرير رواندا"، قاموا بهذه العمليات.

واوضح باغوما ان اخطر حالتين هما امرأتان حاملان واخرى وضعت طفلا قبل اسبوعين، مشيرا الى ان اكبر النساء اللواتي تعرضن سنا تبلغ من العمر 75 عاما واصغرهن 16 عاما.

من جهته قال الطبيب النفسي كريستوف نييمبو ان معظم النساء قلن انهن تركن عاريات وتعرضن للضرب.

واكدت المنظمة انه قد يكون هناك نساء اخريات تعرضن للاغتصاب لم تتم معالجتهن او توجهن الى مراكز طبية اخرى.

وكان مدير المنطقة ديودونيه تشيشيكو قال لفرانس برس ان 390 امرأة اغتصبن خلال اربعة ايام وحتى رحيل المتمردين والمقاتلين.

وكانت الامم المتحدة كشفت ان 179 امرأة وطفلا على الاقل تعرضوا للاغتصاب مطلع آب/اغسطس في مدينة لوفونغي في اقليم شمال كيفو حيث ينشط متمردو الهوتو الروانديون.

الا ان المتمردين الروانديين نفوا اي علاقة لهم بعمليات الاغتصاب.

وقالت مارغوت ولستروم ممثلة الامم المتحدة الخاصة لقضايا العنف الجنسي في النزاعات ان قادة الميليشيات التي ارتكبت عمليات الاغتصاب الجماعية في جمهورية الكونغو الديموقراطية يواجهون اتهامات بارتكاب جرائم حرب.

وذكرت ولستروم تحديدا ميليشيا الماي ماي والقوات الديموقراطية لتحرير رواندا، محذرة من امكانية مواجهتهم اتهامات امام المحكمة الجنائية الدولية.

ويستخدم المتمردون الاغتصاب سلاح حرب ضد المدنيين في شرق الكونغو حيث تكثر الهجمات على المدنيين والتي تلقى مسؤوليتها على العديد من الحركات المسلحة وكذلك قوات الكونغو النظامية.

اعدام 4 مدانين

من جهة اخرى قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات في دولة غينيا الاستوائية الافريقية المنتجة للنفط نفذت الاعدام في اربعة ضباط عسكريين سابقين أدينوا بشن هجوم مسلح فاشل على قصر الرئاسة العام الماضي.

وكانت غينيا الاستوائية أصدرت احكام الاعدام على الاربعة لادانتهم بتهم الارهاب والخيانة لكنها لم تقل في البيان الذي اصدرته انذاك متى يتم تنفيذ الاعدام.

وقال اروين فان در بورت مدير العفو الدولية في افريقيا في بيان أدين هؤلاء الرجال بعد محاكمة غير عادلة وحكم عليهم بالاعدام وأعدموا بسرعة مذهلة ولم تتح لهم أدنى فرصة للطعن في الاحكام الصادرة بحقهم. حسب رويترز

وقالت العفو ان الاربعة كانوا يعيشون في دولة بنين المجاورة كلاجئين حتى خطفوا في يناير كانون الثاني ووضعوا في حبس سري قبل محاكمتهم.

ولم يمكن على الفور محادثة مسؤولي غينيا الاستوائية بالعاصمة مالابو لسؤالهم التعقيب.

وكانت القوات المسلحة لغينيا الاستوائية صدت مسلحين في زوارق حاولوا اقتحام قصر الرئيس تيودورو اوبيانج نجويما في فبراير شباط من العام الماضي.

وقد تولى اوبيانج السلطة في انقلاب عام 1979 . وفاز بولاية جديدة مدتها سبعة اعوام في انتخابات العام الماضي قال منتقدون انها مزورة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/تشرين الأول/2010 - 22/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م