شبكة النبأ: يبدو إن الأمور ستذهب
أكثر مما يتصور البعض بعد ترشيح السيد المالكي لولاية ثانية لرئاسة
الوزراء واحتمالية تسنمه رئاسة الحكومة لولاية ثانية، فالتكتلات
السياسية التي بقت على رتابتها الى مسافة طويلة في الدورة السابقة أخذت
بالتغيير بشكل سريع في هذه الدورة البرلمانية وهي وان كانت حالة صحية
في العمل السياسي المستقر، إلا إنها في مرحلة في مثل الحالة العراقية
تبدو علامات لارتجاج سياسي قادم.
المهم فالمستقبل العراقي السياسي وكما هو متوقع مقبل على احدى
المرحلتين:
اولا، حكومة شراكة وطنية تضم الجميع: وهذا إن حدث فان موافقة جميع
الكتل السياسية ستكون أمر لزامي في كل حركة وسكنه للحكومة القادمة وهي
لا تذهب بعيدا عن التوافقات السابقة أو التقاسم الطائفي الا من حيث
الاسم، وهو ما سيشكل عائقا كبيرا امام رئيس الوزراء المقبل أيا كان
بحيث سيجعله مكبلا بموافقة الكتل السياسية في الصغيرة والكبيرة وهذا ما
يأخذ وقتا في كل حالة كون إن لكل كتلة مطلب قبال أي أمر تنفذه الحكومة
على الصعيد السياسي او الاستراتيجي الاقتصادي، وبذلك فان الحكومة
القادمة التي تنشا من توافق او شراكة ستكون ذات نجاحات محدودة و ببطء
شديد جدا كما كان حال او سيكون حال تشكيلها .
ثانيا، حكومة (واقع حال) بدون بعض الكتل السياسية: وهذا متوقع في
حال إصرار الكتلة العراقية وبعض مكونات التحالف الوطني على البقاء
بعيدا عن حكومة يشكله التحالف برئاسة السيد المالكي، وفي هذه الحالة
سوف تكون الصورة مشوهة كثيرا وان كانت الوضعية صعبة القبول في الواقع
ولكنها متوقعة حيث ستنتقل العراقية وبعض الكتل السياسية من داخل
التحالف الى المعارضة البرلمانية وهذا سيشكل نهجا قويا في دخل البرلمان
يكون مراقبا (بعدوانية دستورية) شديدة للحكومة المقبلة وسيبحث لها عن
أخطاء في السماء قبل الأرض، فيما ستحاول الحكومة المقبلة تفتيت هذا
الخط المعارض بمفاتحة أجزاء منه للانسحاب والالتحاق بالحكومة وهذا ما
قد تفلح به الحكومة المقبلة الى حد معين، هذا السيناريو المتوقع سيشكل
في الحقيقة نقلة نوعية كبيرة في العمل السياسي العراقي إذا ما حدث فعلا
وسيفرض نفسه على الجميع حتى على الولايات المتحدة الأمريكية التي لا
ترغب بوجود طرف خارج الحكومة المقبلة لتسير الأمور بهدوء على اقل تقدير
حتى تنتهي من ملف إيران النووي وبعده تترك للعراقيين ما يريدون من
التصنيف السياسي باختيار المعارضة او اشتراك الجميع في حكومة شراكة
وطنية او أغلبية برلمانية بينما تحاول إيران تشويه وتعقيد الوضع
العراقي لتجعل للولايات المتحدة الأمريكية في وضع محرج ومعقد.
وفي أي من الاحتمالين السابقين فان المستقبل العراقي سيكون أما بطيء
التطور او انه سيعاني من هزات ارتجاجية متعددة وكلاهما لا يفلح في
إجراء نقلة نوعية للوضع العراقي. |