يعد الأكاديمي الأمريكي المولود في قرية أرنون الجنوبية اللبنانية
مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط بجامعة هوبكنز الأمريكية واحدا من أهم
المنظرين الأمريكيين حيث تلقى أراءه رواجا كبيرا في الدوائر الأمريكية,
واصبحت عباراته بمثابة الايقونات في الصحافة الأمريكية ولم يتوان
الصحافي الشهير فريدمان ان يستلف مصطلحاته السياسية في كتاباته.
هذا الرجل ( فؤادعجمي) التقى رئيس الوزراء العراقي المالكي ويصف
مجرد لقاءه به بأنه ثورة بحد ذاتها حيث لم يسبق لشخصية شيعية أن تسلمت
مقاليد الحكم في العالم العربي, فهو يريد ان يقول أن المالكي, أو
الشيعة طفرة نوعية في المنظومة العربية الحاكمة لم يعتد عليها فالحكم
إحتكار وماركة مسجلة لمكوُّن واحد فقط , وحينما يسئل عن السبب يجيب
أنني الآن اشعر بالتوازن في المنطقة العربية بين طائفة سنيّة أدمنت
السلطة، وأخرى شيعيّة إعتادت الهزائم,وأن هذا التوازن سيترسخ كلما
تقدّم رئيس الوزراء العراقي إلى الصفوف الأمامية للقيام بدور بارز بين
الحكّام العرب.
وهو متفائل بشأن الوضع في العراق حيث يراهن على ان النظام
الديمقراطي الجديد في العراق سيكسب المعركة ويكرِّس أستمراريته وأن
الشعب العراقي لن يستسلم ,وإن تعامل العرب معه بعدائية مستغلين
المناسبات من أجل إحباط العملية السياسية لن يفيدهم , و يقول أن وصول
قوة جديدة في العراق ويقصد ( الشيعة ) الى سدة الحكم أكسب المنطقة قوة
وأن خسارة القوة السابقة ( السنة) كانت إيجابية لصالح التوازن في
المنطقة.
ويضيف أنني المس ذلك من أفواه المسؤولين الامريكان فهم يقولون
إنّنا حاولنا خلال ستين عاماً مضت الحفاظ على الأنظمة الأوتوقراطية،
وما حصدناه كان الإرهاب، وندرك اليوم أهميّة المراهنة على الحريّة
والتوازن.
وهو إعتراف صريح بوجود خلل في المعادلة السياسية السابقة في للمنطقة
, وحينما يسأل عن سبب دعمه للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية يقول
إن موقفي ينطبق عليه قول الكاتب جون كونراد «إن الحب قد يرتدي ثوب
الخيانة»، أي أنني لا أكره العرب ولكن حبي الشديد لهم دفعني أن أرضى
بأثمان باهضة من أجل خلاصهم ونيلهم الحرية من أنظمة دكتاتورية ظالمة
وقاهرة للإنسان.
هذه التصريحات لم يرق للبعض أن يسمعها من رجل مهم في السياسة
الأمريكية كالدطتور فؤاد عجمي لذا سارع البعض أن يغمز من خلال قناة
الطائفية اليه بأعتبار أن جذوره شيعية وأنه حاقد على العرب , رغم أنه
من أشد الناقدين للخلط بين الدين والسياسة، وأن اهتمامه منصب على
الدفاع عن المعاصرة والعلمانية وتطور المجتمع العربي ولكن لعنة
الطائفية تلاحقه لأن جذوره شيعية وأن أبواه شيعيان.
هذا التناشز والازدواجية في التفكير لدى بعض السياسيين والكتاب
والإعلاميين العرب جعلهم يفقدون كثير من العقلانية والتوازن, وأنا أوعز
هذه الازدواجية وأسميها بعقدة الخلفية الطائفية فهؤلاء غير قادرين على
التخلص من هذه العقدة التي تلازمهم وهي في الوقت نفسه مصدر التخلف
والجهل الذي يلاحقهم فهم مرعوبون من عدو متخيل إسمه الشيعة ولطالما
يرددون قول الشاعر على رأي أحدهم وهو ينشر مقالا في الحياة اللندنية
ويقارن بين دولة رئيس الوزراء نوري كامل المالكي والدكتاتور المقبور
صدام:
«يا ليت جور بني مروان دام لنا، وليت عدل بني العباس في النار».
فهم مستعدون للبقاء تحت نير الإضطهاد والدكتاتورية على ان يكون
شيعيا في الحكم , هذه النظرة راسخة في اللاشعور لدى الكثير من الكتاب
والاعلاميين العرب مع الاسف , ولعل أوضح دليل على ذلك رفضهم إنضمام أو
عودة إتحاد الادباء والكتاب العراقيين الى الاتحاد العام للادباء
والكتاب العرب بحجة الاحتلال ولكن ما خفي كان أعظم, والى غير ذلك من
عدائية واضحة وصريحة.وكأن المنظومة العربية هي منظومة سنية والوطن
العربي نادٍ سني لا يحق للشيعة الدخول فيه ولو كانوا مواطنيين , إذن
الا يحق لفؤاد عجمي او غيره أن يقول لقائي بالمالكي ثورة ويعني ثورة
التوازن والحرية وهذه الثورة هي ما تخيف البعض وتجعلهم مذعورين. |