تنمية المجتمعات وحماية الموارد المتجددة

 

شبكة النبأ: يعتبر النمو الاقتصادي عملية يتم فيها زيادة الدخل الحقيقي زيادة تراكمية ومستمرة عبر فترة ممتدة من الزمن تمتد ربع قرن بحيث تكون هذة الزيادة أكبر من معدل نمو السكان مع توفير الخدمات الإنتاجية والاجتماعية وحماية الموارد المتجددة من التلوث والحفاظ علي الموارد غير المتجددة من النضوب.

هناك تعريفات متعددة للتنمية الاقتصادية. ومن التعريفات الشائعة انها عملية تتضمن تحقيق معدل نمو مرتفع لمتوسط دخل الفرد الحقيقى خلال فترة ممتدة من الزمن (3عقود مثلا)على الا يصاحب ذللك تدهور في توزيع الدخل أو زيادة في مستوى الفقر في المجتمع.

كما يعرف أيضا على أنه الزيادة في كمية السلع والخدمات التي ينتجها اقتصاد معين. وهذه السلع يتم إنتاجها باستخدام عناصر الإنتاج الرئيسية، وهي الأرض والعمل ورأس المال والتنظيم.

وعندما يحدث خلل ما في قطاع التنمية الإقتصادية تكون هناك نتائج وخيمة كالفقر الذي عرفه البنك الدولي الدول منخفضة الدخل أي الفقيرة بأنها تلك الدول التي ينخفض فيها دخل الفرد عن 600 دولار، وعددها 45 دولة معظمها في أفريقيا، منها 15 دولة يقل فيها متوسط دخل الفرد عن 300 دولار سنويا.

وخلال النصف الثاني من القرن العشرين كثر الحديث عن الفقر والفقراء في أدبيات الأمم المتحدة بالتوسّع من الظاهرة الاجتماعية في المجتمع الواحد إلى الظاهرة العالمية بتصنيف البلدان إلى غنية وفقيرة وبتحديد مقاييس ومؤشرات للفقر في مستوى البلدان وكذلك الأفراد مع مراعاة النسبيّة، فالفقير في الصومال لا يُقاس بالمقاييس نفسها التي يقاس بها الفقير في أمريكا الشمالية.

ويستعرض هذا التقرير بعض شؤون التنمية المفقودة والتي أدت الى نتائج سلبية على المجتمعات، إضافة الى أرقام وإحصاءات في المجال ذاته.

خفض الفقر والجوع

فقد قالت مسودة وثيقة للامم المتحدة ان مجموعة اهداف حددتها المنظمة الدولية بهدف تقليص الفقر والجوع في العالم بحلول العام 2015 يمكن تحقيقها على الرغم من الانتكاسات التي سببتها الازمة المالية والاقتصادية العالمية.

ومن المتوقع ان يتم رسميا اعتماد مشروع الاعلان الذي يقع في 28 صفحة بشأن اهداف الالفية للتنمية للامم المتحدة في اجتماع قمة يعقد في الفترة من 20 الي 22 سبتمبر ايلول في الامم المتحدة من المنتظر ان يحضره الرئيس الامريكي باراك اوباما وزعماء عالميون اخرون.

وقالت المسودة ان اهداف الالفية للتنمية يمكن تحقيقها بما في ذلك في الدول الاكثر فقرا مع تجديد الالتزام والتنفيذ الفعال وتكثيف العمل الجماعي لجميع الدول الاعضاء (في الامم المتحدة) والاطراف الاخرى المعنية. حسب رويترز

واضافت ان الازمة الاقتصادية والمالية تشكل عقبة خطيرة امام الاهداف التي تم الاتفاق عليها في العام 2000 والتي تهدف الى خفض مستويات الفقر الي النصف وتقليص الجوع وتحسين المساواة بين الجنسين وتحسين سبل الحصول على الرعاية الصحية والتعليم.

وتقول المسودة ايضا "نشعر بقلق عميق بشأن اثار الازمة المالية والاقتصادية -وهي الاسوأ منذ الكساد الكبير. انها قضت على مكاسب التنمية في دول نامية كثيرة وتهدد بتقويض خطير لتحقيق اهداف الالفية للتنمية بحلول 2015 .

ومن المتوقع ان تشارك جميع الدول الاعضاء في الامم المتحدة وعددها 192 دولة اضافة الى تكتلات دولية مثل الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي ومنظمات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمات اخرى في القمة التي تستمر ثلاثة ايام.

وقال دبلوماسيون ان المسودة تم الاتفاق عليها الي حد كبير رغم انه ما زالت هناك خلافات على بعض الفقرات ومن بينها فقرات تشير الي الدول الواقعة تحت الاحتلال الاجنبي اقترحتها الدول النامية لكنها تلقى معارضة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.

وقال دبلوماسي غربي في نيويورك ان المفاوضين يناقشون مسودة الاعلان في محاولة لتأمين موافقة اجماعية نهائية.

وتدعو المسودة ايضا الى اصلاح منظمات مالية دولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وتؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه التجارة "كقاطرة للنمو والتنمية" في العالم.

وتقول المسودة نؤكد على الحاجة الي مقاومة الاتجاهات الحمائية وتصحيح اي اجراءات اتخذت بالفعل تنطوي على تشويه للتجارة ولا تتماشى مع قواعد (منظمة التجارة العالمية).

وتدعو ايضا الى الاسراع باتمام جولة الدوحة لمفاوضات تحرير التجارة العالمية وتكثيف الجهود لمكافحة وعلاج مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) الذي يسببه فيروس (اتش.اي.في) والملاريا والسل وامراض اخرى واتخاذ مزيد من الخطوات لخفض الوفيات بين الامهات والاطفال.

وفاة لاطفال

من جهة أخرى وفي سياق مشاكل التنمية المفقودة في الدول الفقيرة اعلنت منظمة سيف ذي تشيلدرن التابعة للامم المتحدة ان اربعة ملايين طفل ماتوا في العقد الماضي لان الحكومات لم تطبق سياسات طبية مؤاتية للفقراء.

ويأتي تقرير المنظمة قبل انعقاد اجتماع في اواخر ايلول/سبتمبر في الامم المتحدة للتباحث في الجهود المبذولة في اطار "اهداف الالفية للتنمية" التي تم تبنيها في الامم المتحدة قبل عشر سنوات. بحسب فرانس برس.

واعلنت كارولاين ميلز نائب رئيس المنظمة لقد تم تحقيق بعض التقدم الملموس لجهة خفض نسبة وفيات الاطفال في السنوات الاخيرة الا ان 8,8 مليون طفل ورضيع لا يزالون يموتون كل عام.

واضافت انه غالبا ما يحدد مكان حياة الاطفال ومدخول اهلهم ما اذا كانوا سيحصلون على العناية اللازمة وغير المكلفة لينجوا من الموت. وتابعت علينا العمل جميعا لتقليص هذه التفاوتات التي يمكن ان تؤدي الى الوفاة، ليس فقط بين الدول بل ايضا داخل الدول نفسها.

واستعرضت سيف ذي تشيلدرن" بيانات من 42 دولة نسبة وفيات الاطفال فيها مرتفعة. واشارت الى ان الاطفال الاكثر فقرا هم الاكثر تعرضا لخطر الموت. واضاف التقرير انه اذا كان كل الاطفال يواجهون احتمال الوفاة نفسه الذي يواجه الاطفال ال20% الاكثر ثراء في بلادهم لامكن تفادي وفاة اربعة ملايين طفل في العقد الماضي.

وتعتبر المشاكل الاساسية هي العناية قبل وبعد الولادة والعلاجات المتدنية الكلفة لتفادي الامراض التي يمكن ان تؤدي الى الوفاة مثل الالتهاب الرئوي والاسهال والملاريا.

واشار التقرير الى ان نسبة الوفيات بين الاطفال تراجعت بنسبة 28% منذ العام 1990 وهي نسبة تراجع لا تزال اقل بكثير مما تم اقراره ضمن برنامج "اهداف الالفية للتنمية" اذ يجب ان تزيد بمقدار الثلثين بحلول 2015.

وفي تقرير آخر، اشار صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) الى انه من الضروري بذل جهود اكبر في السنوات الخمس المقبلة لتحقيق الاهداف المنشودة في البرنامج لجهة وفيات الاطفال، مشددا على ان هذه الجهود يجب ان تركز على الفقراء بشكل اساسي.

واضافت اليونيسف ان الاسرة الدولية بامكانها انقاذ الملايين من خلال الاستثمار لصالح الاطفال الاكثر فقرا.

وتابعت ان الاطفال في شريحة ال20% من الاسر الاكثر فقرا في الدول النامية في العالم يواجهون ضعف خطر الوفاة قبل بلوغ سن الخامسة مقارنة بالاطفال في الاسر ال20% الاكثر ثراء.

الوقوع في الحب

وفي موضوع قد يخالف مشاكل التنمية ويدعوا الى الأمل تطلق سنغافورة قريبا حملة جديدة لحث العازبين في البلاد الى التفكير بالحب جديا لرفع معدلات الزواج والانجاب التي تتراجع سنة بعد سنة.

واطلقت وزارة المجتمع والشباب والرياضة استدراج عروض من اجل حملة اعلانية تهدف الى تعزيز العلاقات بين العازبين على ما جاء على موقعها الالكتروني.

هذه المبادرة التي تضم مجموعة من الاعلانات المتلفزة تعكس قلق الحكومة من ارتفاع عدد الشابات والشباب بين سن العشرين و35 عاما الذين لا يسعون الى علاقات دائمة في ظل اجواء مهنية تطغى عليها المنافسة الشديدة. حسب فرانس برس

وتراجع معدل الانجاب الى 1,23 طفل لكل امرأة في 2009 وهو اقل بكثير من النسبة التي تسمح بتجدد السكان البالغ 2,1 طفل لكل امرأة.

وتراجع معدل الزواج الى 6,6 زيجات لكل الف مواطن في 2009 في مقابل 7,8 قبل عشر سنوات على ما ذكرت صحيفة سترايتس تايمز نقلا عن ارقام رسمية.

ويبلغ عدد سكان سنغافورة خمسة ملايين نسمة بينهم مليون اجنبي وغالبية السكان من اصل صيني. وسبق لسنغافورة ان اطلقت حملة بعنوان "سنغافورة الرومنسية" للاحتفال بالحب.

عدد الزيجات في أوربا

من جهة أخرى أشارت البيانات الرسمية إلى أن عدد الزيجات في الاتحاد الأوروبي وصل عام  2008 إلى أدنى مستوياته منذ بداية الإحصاء عام 1964 .

وأعلن مكتب الإحصاءات الأوروبي يوروستات اليوم في لوكسمبورج أن مكاتب السجل المدني سجلت العام قبل الماضي 9ر4 زيجة من بين كل ألف نسمة في الاتحاد الأوروبي. وأشار المكتب إلى أن معدل الزيجات في الاتحاد كان يبلغ 3ر6 زيجة بين كل ألف نسمة عام 1990 . وفي ألمانيا انخفض معدل الزيجات عن متوسط الاتحاد الأوروبي ، حيث بلغ المعدل 6ر4 زيجة لكل ألف نسمة ، في حين سجلت قبرص وليتوانيا أعلى معدلات زواج ، بينما كانت أقل المعدلات في سلوفينيا وبلغاريا. وفي المقابل ارتفعت معدلات الطلاق بين الأوروبيين، حيث سجلت مكاتب السجل المدني حالتين طلاق من بين كل ألف نسمة ، بينما بلغ المعدل في ألمانيا 3ر2 حالة طلاق بين كل ألف نسمة. وبسبب عزوف الأوروبيين عن الزواج زاد عدد الأطفال غير الشرعيين ، حيث ارتفع عددهم في الاتحاد الأوروبي خلال العقدين الماضيين بمقدار الضعف، وبلغت نسبتهم حاليا 1ر35%.

وفي ألمانيا يولد كل طفل من بين نحو ثلاثة أطفال من أم غير متزوجة وسجل الإحصائيون أعلى معدلات أطفال غير شرعيين في إستونيا 59% ، بينما كانت أقل المعدلات في اليونان 9ر5%.

الإنترنت ولشباب

من جانب آخر وفي موضوع يدعوا الى التنمية الفكرية والثقافية  كشفت دراسة ألمانية حديثة أن الإنترنت أصبح أهم وسيلة إعلام متعددة المهام بالنسبة للشباب، بينما تراجع الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام التقليدية في حياة معظم الشباب بألمانيا. وأظهرت الدراسة أن 93% من الشباب في ألمانيا يستخدمون الإنترنت يوميا ، كما أشارت الدراسة إلى تزايد أهمية شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت بالنسبة للشباب.

وفي المقابل يطالع 21% فقط من "جيل الشبكة العنكبوتية" الصحف ، و6% المجلات. ورغم أن التليفزيون والإذاعة مازالا يتم استخدامهما كثيرا ، فإن أهميتهما تتراجع أمام الإنترنت ، حيث أظهر الاستطلاع أن 57% من الشباب يشاهدون التليفزيون يوميا ، بينما يسمع الإذاعة نسبة 42% فقط.

ومن ناحية أخرى كشفت الدراسة أن من أهم الأمور التي يوليها الشباب اهتماما في حياتهم هي الشعور بالأمن والاستقرار الوظيفي والاستمتاع بالحياة الخاصة. وأظهرت الدراسة أن الصداقات الحميمة تمثل أهمية خاصة بالنسبة لـ91% من الشباب، كما يرى 84% منهم أن الحصول على وظيفة آمنة من الأمور المهمة في الحياة.

ويحرص 54% من الشباب على تحقيق الأمان المالي من خلال الالتحاق بوظيفة ذات راتب مرتفع ، بينما يرى 58% منهم أن توفير وقت كاف للحياة الخاصة أمر مهم بالنسبة لهم.

أجرى الدراسة شبكة التواصل الاجتماعي "في.زد". وشملت الدراسة، التي تعتبر الأكبر من نوعها في ألمانيا بحسب بيانات الشبكة ، نحو 30 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 14 و 29 عاما.

وتم إجراء الدراسة، التي استطلعت آراء الشباب عبر الإنترنت، بالتعاون مع شركة إيكون كيدز أند يوث الدولية المتخصصة في أبحاث الشباب.

مئة الف عامل

وفي سياق التنمية الاقتصادية اعلن رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ ان بلاده ستحتاج لنحو مئة الف عامل اجنبي اضافي هذه السنة لتلبية الاحتياجات الهائلة لاقتصادها المزدهر.

وقال لي في تصريح في الولايات المتحدة ونقلته صحيفة ستريتز تايمز اذا لم نفتح المجال امام عمال اجانب فقد نشهد وضعا يفوق فيه الطلب العرض.

وقدر بنحو اكثر من مئة الف عدد العمال الاجانب الاضافيين الذين سيصلون هذه السنة.

واضاف علينا ان نقبل بذلك بينما تثير نسبة الاجانب المقيمين في المدينة الدولة، توترا من فترة طويلة مع السنغافوريين الذين يشتكون من كلفتهم الاجتماعية. حسب فرانس برس

ويقدر عدد الاجانب بنحو ثلث الخمسة ملايين نسمة في سنغافورة وقد وصلوا خصوصا خلال سنوات الازدهار الكبير بين 2004 و2007. واكد لي انه سيتخذ اجراءات لادارة تدفق اجانب اخرين.

وقد زادت الحكومة في توقعاتها بشان ارتفاع اجمالي الناتج الداخلي خلال 2010 بنحو ما بين 13 الى 15% مقابل 7 الى 9% سابقا، الامر الذي قد يجعل من سنغافورة بطلة النمو العالمي حسب الاقتصاديين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 27/أيلول/2010 - 17/شوال/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م