الشبكات الاجتماعية مستقبل التواصل بين البشر

احمد عقيل

 

شبكة النبأ: لا يوجد اليوم عدد محدود من الأصدقاء، ولا صعوبة في اختيارهم، بالإضافة إلى إن بإمكانك معرفة الصديق قبل أن تتعرف عليه، وهذا ما تتيحه مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت التي تجمع العالم في شاشة الكمبيوتر فأنت الآن تتعرف على صفات صديقك وما يحبه وما يكره وما هي شخصيته من خلال المعلومات التي وضعها في صفحته المخصصة واذا توافق معك تختاره.

ولا تكون هذه البرامج خالية من الأخطاء او سلبيات تعود على مستخدميها، فترى بعض الشركات ان هذه المواقع تشغل اهتمام الآخرين وتشتت انتباه الموظفين تاركين بذلك إعمالهم، ولكن رغم التحذيرات التي يطلقها المختصين في عالم الالكترونيات من دخول بعض المخربين على الصفحات الشخصية وسرقة المعلومات الخاصة، فأن الأعداد تتزايد في دخول هذه المواقع، ويبقى السؤال هل ان السبب من وراء هذا التواصل الاجتماعي العالمي هو وجود فراغات نفسية ام حبا وفضولا في التعرف على أشخاص جدد ومختلفين في جنسياتهم وأفكارهم، فخلال السنوات القادمة ستصبح شعوب العالم كلها تعرف بعضها البعض ولا تفرق بينهم الثقافات ولا المسافات .

فيسبوك يكلف المليارات

فقد أشار بحث جديد الى أن الموظفين الذين يضيعون الوقت في مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل فيسبوك وتويتر وغيرها يكلفون الشركات البريطانية مليارات الدولارات.

وقال موقع بريطاني للتوظيف على الانترنت انه استطلع آراء 1000 عامل بريطاني وتوصل الى أن حوالي ستة في المائة أي مليوني شخص من قوة العمل البريطانية التي تبلغ 34 مليونا يقضون ما يزيد على ساعة يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء العمل وهو ما يزيد عن ثمن يوم عمل كامل.

وقال لي فاير المدير الاداري للموقع في بيان بشأن نتائج البحث "تظهر نتائجنا بوضوح أن العمال البريطانيين يقضون وقتا متزايدا على شبكات التواصل الاجتماعي أثناء العمل الأمر الذي يمكن أن يؤدي في حالة تركه دون مراجعة الى نتائج سلبية على انتاجية الكثير من الشركات في مختلف أنحاء البلاد."

وقال الموقع ان وقت العمل الذي يضيع على فيسبوك وتويتر وغيرها من شبكات التعارف الاجتماعي يمكن أن يكلف بريطانيا ما يصل الى 14 مليار جنيه استرليني (22.16 مليار دولار) .

وأشار البحث الى أن أكثر من نصف العمال البريطانيين (55 في المئة) اعترفوا بدخول مواقع التواصل الاجتماعي أثناء العمل مع قضاء كثيرين منهم وقتا طويلا في إقامة علاقات صداقة والتصفح وإضافة الصور والتسجيلات المصورة بالإضافة الى تطوير ملفاتهم مما يؤثر على إنتاجية شركاتهم. حسب وكالة الأنباء البريطانية.

ورغم الآثار السلبية على الاقتصاد الذي يشهد تعافيا هشا نفى عمال كثيرون ممن جرى استطلاع آرائهم وجود آثار سلبية للتواصل الاجتماعي على الانترنت على كفاءتهم. وأقر 14 في المئة فقط ممن شملهم الاستطلاع بأنهم أصبحوا أقل إنتاجية نتيجة للتواصل الاجتماعي على الانترنت بل وزعم عشرة في المئة منهم أن التواصل الاجتماعي على الانترنت زاد كفاءتهم الإنتاجية.

الإيرادات

في حين قالت شركة "اي ماركتر" في دراسة أعدتها، الى ان العائدات الإعلانية الاجتماعي لموقع التواصل فيسبوك ستتضاعف هذه السنة لتتخطى المليار دولار في العالم.

وقالت ديبرا اهو ويليامسون المحللة في الشركة ان "الانفاق الاعلاني يزداد بسرعة، ولا يمكن للمعلنين تجاهل الجمهور الكبير".

ووفقا ل"اي ماركتر"، فإن العائدات الإعلانية لفيسبوك ستصل الى 1,285 مليار دولار في هذا العام، من بينها 835 مليونا في الولايات المتحدة مقابل 665 مليونا في العام الماضي. وتتوقع الشركة ان يرتفع هذا المبلغ الى 1,760 مليار دولار في العام 2011.

ويستمد موقع التواصل الاجتماعي "على الاقل نصف" عائداته من الأداة التي وفرها للمعلنين كي يبتكروا ويشتروا بأنفسهم الإعلانات التي يودون نشرها في العمود الواقع الى يمين مواصفات المستخدمين، بحسب تقديرات الشركة. بحسب وكالة فرانس برس .

هذا يجعل الموقع الذي فاق عدد مستخدميه في أواخر تموز/يوليو الخمسمائة مليون، يتفوق بفارق كبير على منافسه "ماي سبيس" الذي لن يحقق الا 347 مليون دولار من العائدات الإعلانية هذه السنة، وهو مبلغ من المتوقع ان ينخفض بنسبة 14% في العام المقبل.

الحركة المرورية

من جانبها لجأت السلطات في الهند إلى الموقع الاجتماعي المشهور، فيسبوك، في محاولة لتنظيم حركة المرور في عاصمة البلاد، نيودلهي، المدينة التي تصدر فيها نحو 10 ألف مخالفة مرورية في اليوم.

وتعمل السلطات المختصة جاهدة للسيطرة على الفوضى المرورية في شوارع تتجاوز فيها الحافلات والسيارات الدرجات، والشاحنات ومركبات الركشو باستهتار ودون مبالاة.

وأنشأت شرطة المرور في المدينة صفحة على موقع "فيسبوك"، في مايو/أيار الماضي، يتيح لمستخدمي الطرقات تقديم شكاوى ضد مستخدمين آخرين على أن تدعم الشكوى بصور فوتوغرافية أو تسجيل مرئي، كأدلة إثبات.

وخلال أقل من شهرين من تدشين الصفحة، بلغ عدد المسجلين فيها أكثر من 18 ألف شخص، وجرى تحميل ما يزيد على 3 آلاف صورة تظهر مخالفات مرورية ومن بين تلك المخالفات رجال أمن وهم يخرقون القواعد المنظمة. بحسب وكالة السي ان ان .

وذكرت شرطة المرور، في موقعها الإلكتروني، أنها تصدر نحو 10 ألف مخالفة مرورية في اليوم بالمدينة التي بها أكثر من 6 ملايين سيارة. ولفتت إلى إصدارها قرابة 700 مخالفة استناداً على شكاوى وأدلة جرى تحمليها على "فيسبوك" منذ تدشين الصفحة قبل حوالي 3 أشهر. وشرح ساتيندرا غارد، مفوض شرطة مرور نيودلهي، إن الشرطة تقوم بتعقب السيارات التي جرى تصوير لوحاتها في حالة مخالفة، لإصدار غرامة بحق صاحبها.

"المواقع"

بينما أعلنت الإدارة التنفيذية لموقع فيسبوك عن إطلاق خدمة "المواقع" على الصفحة الاجتماعية، والتي تسمح باستخدام خدمة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية باستخدام الهواتف النقالة. وتتوافر خدمة "المواقع" في الولايات المتحدة الأمريكية عبر النسخة الأخيرة للفيسبوك على هواتف آي فون، وعبر الموقع الإلكتروني لفيسبوك لجميع أنواع الهواتف الأخرى.

فالمستخدم الذي يرغب في التعريف بموقعه الحالي، يمكنه الضغط على زر "المواقع" المتاح حاليا على فيسبوك، والاختيار بين أحد المواقع الموجودة في القائمة، والتي تطابق الموقع المتواجد فيه حاليا.

يقول مايكل شارون، مدير قسم تطوير خدمة "المواقع": "عندما يضغط المستخدم على زر الموقع، يظهر ذلك في قائمة الأخبار الموجودة لدى أصدقائه، كما سيظهر ذلك على قائمة أحدث نشاطات الأصدقاء."

وقد أثار هذا الإعلان موجة من الانتقادات بشأن قضية الخصوصية، غير أن شارون قدم أسباب مطمئنة، على حد قوله، تجعل من هذه الخاصية لا تتجاوز حدود الخصوصية أبدا.

فيمكن للمستخدم قصر إمكانية معرفة موقعه على أشخاص محددين، كما أن بإمكان المستخدم التراجع عن قراره في حال أراد ذلك. بحسب وكالة السي ان ان .

وأكد شارون أن خدمة "المواقع" ستصبح قريبا متاحة في دول أخرى خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

غير أن هذه الخدمة ليست الأولى من نوعها في مجال الإعلام الاجتماعي، فموقع "فور سكوير"، الشبيه بتويتر، يعتمد على معرفة موقع المستخدم، وبالتالي يمكن التواصل مع الأشخاص المحيطين به في الموقع ذاته. وقد وصل عدد المشتركين في "فورسكوير" عند إطلاقه إلى نصف مليون مستخدم، وارتفع العدد بعد ثلاث شهور إلى مليوني مستخدم.

تغيير

في حين شكل الموقع الاجتماعي تويتر علامة فارقة في سلسلة الإعلام الاجتماعي، الذي ساهم في وفرة المعلومات، وزيادة التقارب والتواصل بين مستخدمي الإنترنت.

ومع المواقع الاجتماعية الجديدة التي تظهر يوما بعد الآخر، بات من الضروري لتويتر إطلاق خدمات ومميزات جديدة، تجعله أسهل في الاستخدام، وأكثر تماشيا مع التطبيقات الأخرى مثل فيسبوك وفورسكواير ويوتيوب. فما الجديد الذي طرأ مؤخرا على تويتر، وكيف يمكن لهذه التغييرات أن تساهم في زيادة أعداد زوار هذا الموقع؟

1 تغيير التصميم: الوجه الجديد لتويتر

أقدم تويتر قبل نحو شهرين على تغيير تصميم صفحة الدخول الرئيسية، بحيث أصبح المستخدم قادرا على رؤية الموضوعات الأكثر شعبية، وقراءتها، بل والدخول إلى صفحات أصحابها مباشرة. كما يمكن للمستخدم معرفة من يقوم آنيا باستخدام تويتر، وهي طريقة للتعرف على المستخدمين الأكثر دخولا على هذا الموقع الاجتماعي. ويمكن أيضا للمتصفح التعرف إلى أكثر الرسائل تداولا بين المستخدمين.

2 تويتر 101

لم يعد تويتر يقتصر على الشباب الراغبين في التعبير عن آرائهم، أو أولئك الباحثين عن منبر لتبادل وجهات النظر، بل أصبح تويتر كذلك وسيلة تستخدمها الشركات "بشكل غير رسمي" للتواصل مع زبائنها، والتعرف إلى وجهات نظرهم بشأن منتجاتهم وخدماتهم.

وتويتر 101 هو بمثابة مساق تأسيسي يقدم نصائح بشأن كيفية استخدام تويتر من قبل الشركات.

3 اقتراحات لأصدقاء يمكنك تتبعهم

يدرس تويتر معلوماتك الشخصية وتاريخ استخدامك له، ليقوم بالبحث عن مستخدمين آخرين يمكن أن يكونوا أصدقاء لك على صفحتك. ويقدم تويتر مجموعة من المقترحات التي يمكن للمستخدم الاختيار بينها حالا لتتبعها.

4 عروض إلكترونية ترويجية

ابتدع موقع تويتر مؤخرا صفحة جديدة أطلق عليها اسم Earlybird، أو الطائر المبكر، يقوم من خلالها بتقديم عروض خاصة لمستخدمي تويتر مقدمة من شركات إعلانية عقدت صفقات ترويجية مع تويتر.

5 هذه الصفحة يتبعها أيضا... بحسب وكالة السي ان ان .

حين دخولك صفحة للمرة الأولى، يقوم القائمون على تويتر بـ"إغوائك" لتتبع هذه الصفحة عن طريق وضع أسماء أصدقائك على رأس هذه الصفحة، بحيث تقول الجملة: "هذه الصفحة يتبعها كل من فلان وفلان وفلان"، وجميعهم هم من أصدقائك.

وما أن تظهر تطبيقات وبرامج جديدة على شبكة الإنترنت، حتى يصبح المستخدم بحاجة إلى مميزات جديدة تجعل من تويتر أسهل وأسرع، وأكثر قدرة على التناغم والاندماج مع غيره من المواقع الإلكترونية.

صوتك لنشر رسالتك

ومع إطلاق برنامج جديد يحمل اسم "تويتر فون"، يمكن للمستخدم طلب رقم محدد، ومن ثم تسجيل رسالته التي يرغب بنشرها على تويتر، لتظهر على الصفحة في غضون ثوان معدودة.

ويعتمد هذا البرنامج على تحويل الذبذبات الصوتية إلى كلمات مكتوبة، باستخدام تقنية "التعريف الصوتي"، ومن ثم أوتوماتيكيا يقوم البرنامج بنقلها إلى صفحة تويتر، وفقا لاسم المستخدم، ونشرها هناك. ويمكن للمستخدم أيضا الاستماع إلى الرسائل التي قام بتسجيلها، وإعادة تسجيلها مرة أخرى، أو إرسال رسالة نصية قصيرة بالتعليق الذي يرغب في نشره.

وهذه الخدمة مجانية، وكل ما يترتب عليها من تكاليف هو ما تحتسبه شركات الاتصالات المحلية، وبالتالي فإن الكلفة تختلف وفقا للبلد. ولكل بلد حول العالم رقم معين يمكن الاتصال به للدخول في خدمة تويتر فون، إلا أن هذه الخدمة لا زالت غير متوفرة في عدد من دول العالم. بحسب وكالة السي ان ان .

غير أن هذا البرنامج يقوم فقط بنشر التعليقات باللغة الإنجليزية، ولا يمكنه تعريف الرسائل بلغات أخرى، كالعربية والفرنسية مثلا. كما أن تويتر يعتمد بشكل كبير على إعادة إنتاج المحتوى ونشره، وهي خدمة لا يمكن لهذا النوع من التطبيقات القيام بها. يذكر أن المستخدم بحاجة إلى دعوة خاصة للاشتراك في هذا البرنامج.

تحذير

كما فتحت المواقع الاجتماعية المجال أمام القراء للتفاعل مع المادة التي يقرؤونها، كأن يقوموا بإرسالها عبر البريد الإلكتروني، أو يشاركوا أصدقاءهم قراءتها عبر نشرها على صفحاتهم الخاصة على فيسبوك وتويتر.

إلا أن بعض الساعين إلى تدمير إنجازات الإعلام الاجتماعي يحاولون تشويه صورة المحتوى الإلكتروني على شبكة الإنترنت عبر وضع زر يعرف بزر "هذا المقال غير مستحب."

يقول غراهام كلولي، المستشار التقني في شركة سوفو البريطانية للخدمات الأمنية، إن هذا الزر بدأ ينتشر على معظم صفحات الإنترنت، وصولا إلى صفحات الفيسبوك. فعند الضغط على هذا الزر، ينتقل المستخدم إلى تطبيقات وصفحات إلكترونية مزيفة، يتمكن من خلالها البرنامج من الدخول إلى صفحات أشخاص آخرين، ونشر هذا الزر في كل مكان.

يقول كلولي: "في حال سمحت لهذا البرنامج بالتشغيل، يقوم بشكل سري بتحديث جميع المعلومات على صفحتك الخاصة، ومن ثم يقوم بإرسال هذا البرنامج إلى جميع أصدقائك على القائمة لديك." وحول أبرز التحذيرات التي يقدمها لمتصفحي فيسبوك، يقول كلولي: "كالعادة، نطلب من جميع المستخدمين عدم الدخول إلى برامج مشبوهة، كما لا يجب على المستخدم تقديم معلومات خاصة عنه أو عن حساب الفيسبوك، إلا إذا كان يثق في الشخص المقدمة إليه هذه المعلومات." بحسب وكالة السي ان ان .

ولا يتوقف الأمر عند مثل هذه البرامج، بل هناك برامج أخرى مشبوهة تم تصميمها لسرقة المعلومات الخاصة بالمستخدمين، وبيعها لاحقا لطرف ثالث. أما إذا قام المستخدم بتشغيل مثل هذه البرامج عن طريق الخطأ، فيمكنه بكل سهولة الذهاب إلى قائمة "الحساب"، والدخول إلى قائمة "إعدادات الحساب"، ومن ثم اختيار "وقف عمل" ذلك البرنامج.

من جهتها، تقول فيسبوك إن الشركة حاليا بصدد إيجاد حلول لوقف عمل هذا النوع من البرامج. وتؤكد فيسبوك أيضا أن مثل هذه البرامج غير رسمية، أي لم تقم الشركة بتصميمها، كما تحث دوما على ضرورة التأكد من عدم اختيار الروابط المشبوهة، حتى وإن كانت من أحد أصدقاء المستخدم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2/أيلول/2010 - 22/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م