الإنسان وأسرار العمر المديد... خفايا علم الوراثة

 

شبكة النبأ: كشف علماء أمريكيون متخصصون في علم الوراثة عن أحد أسرار الحياة الطويلة التي يتمتع أصحابها بصحة جيدة. واستطاع باحثو جامعة بوسطن الأمريكية تحت إشراف الأستاذة بولا سيبستياني و البروفيسور توماس بيرل الكشف عن 150 جينا وراثيا رجحوا أن تكون السبب وراء بلوغ الإنسان الذي تجتمع فيه هذه الجينات مئة عام أو أكثر.

ويؤكد العلماء أن واحدا من كل سبعة أشخاص في العالم 15% يمتلكون التركيبة الجينية الخاصة التي تطيل العمر.

غير أن واحدا بالمئة فقط من البشر هم الذين يصلون لسن مئة عام. ورجح العلماء أن يكون سبب الموت "المبكر" لأصحاب التركيبة الجينية التي تطيل العمر هو سوء التغذية، أو قلة الحركة أو قلة النوم أو تناول الكحول أو التدخين أو الحوادث، حسبما أوضح الخبراء في دراستهم التي ستنشر بعد ساعات.

كما أشار الباحثون إلى أن القرن العشرين شهد وفاة ملايين الناس في سن الشباب نسبيا في الحرب، سواء كان هؤلاء من أصحاب الصفات الوراثية المؤهلة لحياة أطول أم من الناس العاديين. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

حيث قام فريق الباحثين بجامعة بوسطن بدراسة المجموع الوراثي لـ 1055 شخصا متوسط أعمارهم 100 عام و 1267 شخصا عاديا، فوجدوا أن "القرنيين"، أي الذين بلغ متوسط أعمارهم نحو مئة عام كانوا بصحة جيدة في الغالب، رغم أن أعمارهم تراوحت بين 95 و 119 عاما، حسبما أوضح كل من بيرلس وسيبستياني.

وكلما امتلك هؤلاء عددا أكبر من الجينات التي تشتمل عليها مجموعة المئة وخمسين جينا، كلما عاشوا أطول وتمتعوا بصحة أفضل نسبيا. واستطاع العلماء التعرف على مدى قابلية الأشخاص للعيش حياة أطول من خلال الكشف عن عدد هذه الجينات التي اعتبروها مؤشرا على العمر المديد.

وطور الباحثون رقيقة الكترونية يمكن للمعامل المتخصصة استخدامها في تحليل عينة من الدم لمعرفة فرص الشخص المعني في العيش أطول والتمتع بصحة جيدة. وسيطلق الباحثون موقعا الكترونيا خاصا بهذا المشروع.

كبار السن ليسوا حكماء!

ومن المتعارف عليه عادة أن كبار السن يعطون دوما الرأي السديد وانطلاقا من المثل القائل "أكبر منك بيوم ، أعلم منك بسنة". ولكن مجموعة من الباحثين في ألمانيا أثبتوا أن الحكمة لا تأتي بالضرورة مع التقدم في العمر وأن كبار السن ليسوا بالضرورة أكثر حكمة من الشباب.

وقالت الباحثة الألمانية أورسولا شتاودينجر من جامعة جاكوبس الخاصة في برلين :"لا نستطيع غالبا التعامل مع الأشياء الجديدة بالكفاءة المطلوبة كلما تقدم بنا العمر كما أن استعداد الانسان للتجارب الجديدة يتراجع كلما تقدم في العمر".  

وتدرس شتاودينجر منذ عام 1985 مسألة الحكمة وارتباطها بالتقدم في العمر وأجرت تجربة عملية لمعرفة مدى الارتباط بين العمر والحكمة. وعرضت الخبيرة على مجموعة من المتطوعين مشكلات أشخاص آخرين وطلبت منهم التفكير فيها بصوت مرتفع.

وسجلت الخبيرة مع فريقها أجوبة المتطوعين كما قاموا في الوقت نفسه بتطوير خمسة معايير للحكمة مستندة إلى كتب علمية متخصصة. بحسب وكالة الأنباء الألمانية .

وبعد عام كامل من البحث خلصت الخبيرة إلى أن "الحكمة شيء نادر في الحياة وأن 1% فقط من بين المتطوعين الذين خضعوا للدراسة، يمكن وصفهم بالحكماء". وأوضحت الدراسة أيضا أن الحكمة تختفي بشكل كبير عندما يفكر الانسان في مشكلة تخصه هو شخصيا لأن العنصر العاطفي يغلب في هذه الحالة. وبالعودة إلى مسألة ارتباط الحكمة بالعمر أوضحت الدراسة أن كبار السن أقل استعدادا لنقد ذاتهم في حين أن الشباب ينتقدون أنفسهم بشكل أسهل.

ولكن الوضع يختلف في المشكلات الاجتماعية على سبيل المثال إذ أن الخبرة الحياتية لدى كبار السن تجعلهم أكثر قدرة على حل هذه المشكلات مقارنة بالشباب. وانطلاقا من هذه النتيجة أوصت دراسة أمريكية مؤخرا بالاستعانة بكبار السن كمستشارين في مجالات الاقتصاد والسياسة.

حماية صحة المسن

وفي دراسة عن الاهتمام بصحة المسنين، ذكر موقع" virtualmedical center.com " أن باحثين في مركز أندرسون للسرطان في تكساس يعتقدون إن أفراد العائلة بإمكانهم مساعدة أهاليهم المسنين عن طريق إدخال تعديلات على نظامهم الغذائي وأسلوب حياتهم بشكل عام. ومساعدة أهاليهم المسنين على الوقاية من مرض السرطان عن طريق تشجيعهم على إتباع أسلوب حياة صحي.

وقالت مديرة مركز أندرسون للوقاية من السرطان في الجامعة تريسا بي. بيفرز " يعود الفضل إلى العلم الحديث في عيش الناس لفترة أطول".

وتشير إحصاءات أعدتها جمعية السرطان الأميركية إلى أن حوالي 77% من الأميركيين المصابين بالسرطان هم في الخامسة والخمسين من العمر و ما فوق. وقالت بيفرز "إن التمارين اليومية تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الصحة"، مضيفة إنه كلما زاد النشاط البدني للمسن كلما انخفض احتمال إصابته بالكثير من أمراض السرطان بما في ذلك سرطان الثدي عند النساء و سرطان البروستات والرئتين والقولون والمستقيم عند الرجال.

وفي السياق ذاته ينصح المعهد الوطني الأميركي لأبحاث السرطان بممارسة الرياضة مثل المشي السريع لفترة لا تقل عن ثلاثين دقيقة يوميا. ودعت بيفرز أفراد العائلة الى تشجيع المسنين على ممارسة الهوايات الرياضية مثل الغولف ولعب التنس وتشذيب الأشجار في الحدائق والسباحة وما شابه كي يبقوا بصحة جيدة ويتفادوا الأمراض.

وقالت "يجب تشجيع المسنين على التحدث مع أطبائهم عن النشاطات التي يقومون بها"، مضيفة "إن تناول المسن للأغذية غير الملائمة قد تحرمه من المكونات الغذائية للاحتفاظ بجسم سليم والوقاية من الإصابة بأمراض سرطان الرئتين والفم والمرئ والمعدة والقولون".

نساء اليابان

بينما نقلت وكالة "كيودو" اليابانية عن تقرير لوزارة الصحة أن الأرقام الأخيرة أظهرت ارتفاع متوسط أعمار النساء اليابانيات في العام 2009 ، 0.39 سنة عن العام السابق، حيث تتمتع النساء اليابانيات بأطول عمر متوقع بين نساء العالم للعام الـ 25 على التوالي حيث يصل متوسط أعمارهن إلى 86.44 عاماً. وبتن يتمتعن بمتوسط عمر يصل إلى 86.44 عاماً، ليصبحن النساء الأطول عمراً بين نساء العالم للعام 25 على التوالي.

أما الرجال اليابانيون فهم يتمتعون أيضاً بمتوسط عمر مرتفع للعام الرابع على التوالي ،وصل إلى 79.59 عاماً، لكنه انخفض إلى المرتبة الخامسة الأعلى عالمياً بعد أن كان في المرتبة الرابعة في العام 2008. وقد عزت وزارة الصحة ارتفاع متوسط العمر بين اليابانيين إلى تحسن العلاجات المتعلقة بثلاثة أمراض هي الأكثر تسبباً للوفيات بين اليابانيين هي :السرطان ،وأمراض القلب والسكتات الدماغية، والالتهاب الرئوي الحاد.

وقال مسؤول في الوزارة "إن لم ينتشر وباء الانفلونزا فإنه من المرجح ان يزيد من الارتفاع في العمر المتوقع لدى اليابانيين".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 1/أيلول/2010 - 21/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م