مَوعِدٌ تَشَهّتهُ السَمَاءْ

فريد النمر

الغَيْبُ سِبحتُهُ يَدَاكْ

وَسَنَابَلُ الطهْرِ التي في خِنْصَريكَ تِلَاوَةٌ

غَزَلَتْ نُدُوبَ العَمْرِ إلْفَ زَنَابقٍ للعِطرِ فَامْتَزَجَتْ عَلَى مَلَكٍ هُنَاكْ

رئَتَاكَ جَنّةُ عَاشِقٍ بَينَ المَآذِنِ وَالنّذُورِ رَاحَتْ تُفَرّغُ بَوحَهَا نُورَاً تَفَتّقَ مِنْ رُؤَاكْ

 عَيْنَاكَ نَبْعُ كَرَامَةٍ غُمُسَتْ بِفَجْرِ الوَحْيِ صَحْوَاً ..مَنَحَتْ لألْطَافِ الهَوَى كَفَا يُبَارِكُهَا مَدَاكْ

وَمَضَى سِبَاقُ النّورِ يَعْشَقُ وَجْهَكَ القُدْسِيّ مُفْتَتِحَاً لبَهْوِ العِشْقِ..

لَحْظَةَ مَسْجِدٍ تَسْمُو وَيَحْصُدُهَا هَوَاكْ

رَسَمَتْكَ دَالِيَةِ السّمَاءِ زَنَابِقَاً فِي ثَوْبِ أنْثَى الأَرْضِ مِنْ قَبْلِ التَسَابِيحِ التّرَابِ وَبَعْدَ مَوْسَقَةِ الضَيَاءِ وَالمَاءُ مُخْتَزِلٌ نَدَاكْ

نَغَمٌ يُعِيْدُ تَنَفّسَ الوَقْتِ وَيَسْقِى مِنْ كُؤوسِ النّايِ قَلْبَ مُوَحِدٍ

يَا لِذّةً للشَارِبِيْنَ تَنَزّلَتْ فَغَدَتْ مَنَاسِكُهَا يَدَاكْ

هَذِي زَجَاجَتَكَ الشَهَيّةَ ضُفّةٌ بالذّكْرِ تَمْلَأُ وَجْهَنَا - يَا حَانَةَ الأشْوَاقِ

 أُغْنِيَةً تُعَاقِرُهَا الفَوَانِيسُ وَيَنْثُرُهَا مَلَاكْ

تِلكِ المَحَاريْبُ التي عُجَنَتْ يَقَيْنَ صَلَاتِهَا نَبْضَاً تَبَتّلَ صَوْتُهَا يُمْلِي التَوَحْدَ فِي مَدَاكْ

وَحَدْتُّ حُزْنِيَ للسَمَاءِ وَعَادَ يَسْرُقُنِي المَسَاءُ لأسْتَعُدّ إلىْ جِرَاحِ الأَرْضِ فيْ جَسَدٍ يَشُدُّ نَزَيْفَهُ إذَا تَرَقْرَقَ مِن إبَاكْ

نُدَمَاءُ قَلْبِكَ نُحْنُ يَعْجِنُنُا الرّدَىْ حُزْنَاً وَيُنْهِكُنَا الرّحِيْلُ فَنَمْتَطِي خَيْلَ الشّحُوْبِ بَلَا زَمَانٍ فَلَرُبّمَا يَسْتَنْزُفُ الأصْدَاءَ مَأذَنَةً.. صَدَاكْ

مَا أبْشَعَ الجَرْحُ الذي أَهْرَقْتُهُ فَوْقَ الحّقُولِ فِي سَكْرِةِ السّيْفِ المُغَفّلِ حَيْنَ زَلْزَلَهُ فِدَاكْ

مِنْ أيْنَ لَمْلَمَ قُدْرَةَ الوَجَعِ المُسَالِ عَلَى القَلُوبِ وَبَسَاطِ قِدْرَتِكَ العَلَيّةَ لَمْ تَزَلْ رِئَةُ الحَيَاةِ تُدِيْرُهَا وَتَعِيْشُ فِي رِئَةٍ دِمَاكْ

الجُرْحُ تُسْكِرُهُ النّدُوبُ ,وَشَهْوَةُ الآلَامِ تَصْهَلُ بالدّمَاءِ, وَالضّوْءُ يَعْتَصِرُ النّخَيْلَ ,وَهَاهُنَا مَلَكٌ تَمَزّقَ مِنْ رَفِيْفِ المّوْتِ.. فَاسْتَمِعْ خَفَقَانَهُ بَوْحَاً يَضَجّ مِنْ التّبَارِيْحِ عَلَى العَرْشِ نَعَاكْ

آهٍ عليْ ... آهٍ عليْ... آهٍ عليْ

الجُرْحُ يَمْتَشِقُ الطَرَيْقَ, وَالمَعْنَي يُنْزِفُهُ الرَحِيْلُ, وَاَضَالِعُ الأَحْزَانِ تُهْرِقُهَا السَمَاءُ عَلَى الزّوَايَا حَيْنَ تَلْتَهِبُ الصّدُورُ عَلىْ رُبَاكْ

نَادَىْ: سَمَاكَ الآنَ جُرْحٌ فِي النّذُورْ

فِيْ الجُرْحِ مُدّ بَهَاؤُكَ الكَوْنِيّ فِي نِطَفِ النّبَيّيْنَ انْتِصَارَ يُقَاطِرُ الفَجْرَ المُوَشّى مِنْ دُعَاكْ

وَمَضَى يَصُبّ العَيْنَ يُنْبُوعَاً ,يُسَاقِطُ الآمَالَ مِن تَرْتِيْلِهِ, يَسْتَعْذِبُ الصَلَوَاتِ فِي أفْيَاءِهِ

 وَمَضَىْ يَعُبّ الرّوحَ كَأسَاً يَنْسُجُ الصَبْرَ انْتِشَاءَاتِ الدّمَاءِ فَتَسْتَعِيْدَ اللّوْنَ من أقْدَاحِهَا نُوْرَاً تُبَارِكُهُ سَمَاكْ

فيْ الجُرْحِ تَتْحِدُ الشّظَايَا ,سَتَظَلّ تَنْزِفُكَ السّنِيْنُ حَقَيْقَةً تَهَبُ الوّجُوْدَ أذَانَهُ تَبْكِي فَيَغْسُلُهَا نِدَاكْ

يَا سُوْرَةَ القَدْرِ التّي رَحَلَتْ لعِيْنِيكَ المُضُيْئَةِ سُلْوَةً

سَبْحَانَ مَنْ صَلّىْ عَلَيْكَ مُزَمّلَاً تَسْتَعْذِبُ الرَمَقَ الأَخِيْرِ سَنَابِلَاً فَتُطَمْئِنَ الجُرْحَ الذّي مِنْ عَيْنِهِ الرّبُ اصْطَفَاكْ

نَحْنُ الدّمُوْعُ علَىْ التَضَارِيْسِ العُرُوْجِ تُرِيْقُنَا وَجَعَاً يَحَنُّ.. وَضَوْءُكَ العُلْوَيّ يَحْتَرِفَ الخَلَايَا ضَجّةً وَيَعَتّقُ الطيْنِ الذّي خَبَأتُهُ فِينَاعَلَى هَدْيٍ يَرَاكْ

سَيَظَلّ يَرْصِدُنَا نَدَاكْ فَالعِشْقُ أَوّلُهُ هَوَاكْ

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 1/أيلول/2010 - 21/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م