شبكة النبأ: رغم كل التطور في الأبحاث
العلمية التي كشفت عن الكثير من المسائل التي كانت غامضة في حياتنا،
لكن مازال هناك مسائل أخرى لم تحل بعد ومنها هي الثروة! فقد يتساءل
البعض كيف نكون أغنياء وأصحاب ثروات؟ وما هي الطرق لذلك والتي اتبعها
من هم الان يصنفون ضمن أغنى أغنياء العالم؟ هل هو العمل الدءوب ام
الذكاء في الاستثمار واتخاذ القرارات الصحيحة ؟ فأنك قد تخسر حياتك
كلها في لحظة كان قرارك فيها خطأ.
ام الحظ؟ والأخير هو ما يجعل من الامر مشكلة كبيرة ،بمعنى اذا عملت
بشكل متواصل وحثيث واتخذت القرارات الصحيحة في الاستثمار،ولكن مع كل
ذلك قد تكون من الذين لا يملكون الحظ وهذا سيدمر كل ما بنيت.
1.93 مليار دولار للمؤسسات خيرية
فقد تبرع المستثمر الأمريكي، الملياردير وارن بفيت، بمبلغ 1.6 مليار
دولار أي 1.05 مليار جنيه إسترليني (1.5 مليار يورو) إلى مؤسسة خيرية
كان قد أنشأها مؤسس شركة مايكروسوفت، بيل جيتس وزوجته، ميليندا، وبلغت
قيمة الأسهم التي تبرع بها بفيت لصالح خمس مؤسسات خيرية 1.93 مليار
دولار إذ استفادت مؤسسات خيرية أنشئت تحت اسم زوجته الراحلة، سوزان
وأبنائه الثلاثة من هذه التبرعات.
وكان بفيت الذي يملك شركة الاستثمار بيركشاير هاذاواي تعهد عام 2006
بالتبرع بـ 99 من ثروته لصالح مؤسسات خيرية، وتبرعات بوفيت هذه السنة
أعلى من التبرعات التي تبرع بها عام 2009 وهي 1.5 مليار دولار لأن أداء
شركة بيركشاير هاذاواي كان جيدا.
ويعمل بفيت عضوا في مجلس أمناء مؤسسة جيتس التي تدعم المشروعات
الخيرية من قبيل القضاء على مرض شلل الأطفال ودعم المشروعات التجارية
الصغيرة وتقديم المنح الجامعية.
وتوظف مؤسسة جيتس الخيرية 830 موظفا وأنفقت 3 مليارات دولار على
الأعمال الخيرية في السنة الماضية. وتقدم مؤسسة سوزان تومسون بفيت منحا
دراسية لطلبة الكليات في الولايات المتحدة.
ويملك بفيت نحو 43.9 مليار دولار في بورصة بيركشاير حسب الوثائق
المدلى بها للجنة الأسهم الأمريكية، وتبرع بفيت عام 2006 بمبلغ 37
مليار دولار لمؤسسة جيتس الخيرية وهو أكبر مبلغ مالي يُتبرع به في
تاريخ الولايات المتحدة.
وناشد بفيت وجيتس المستثمرين بالتبرع بنصف ثرواتهم على الأقل لصالح
المؤسسات الخيرية، وتفيد تبرعات بفيت وجيتس بأنهما يمثلان ثاني وثالث
أغنى رجلين عالميا على التوالي بعد رجل الأعمال المكسيكي الملياردير
كارلوس سليم.
تبرعات
وعلى خطى شريكه السابق الملياردير بيل جيتس والمستثمر وارين بافيت
اللذان تعهدا بالتبرع بمعظم ثروتيهما للاعمال الخيرية قال بول الن الذي
شارك في تأسيس شركة مايكروسوفت انه سيتبرع بمعظم ثروته التي تبلغ 13.5
مليار دولار للأعمال الخيرية بعد وفاته.
وشارك الن الذي صنفته مجلة فوربس في المرتبة 37 لأغنى أثرياء العالم
في تأسيس مايكروسوفت عام 1975 مع جيتس واستقال كمسؤول تنفيذي عام 1983
بعد أن تغلب على أول معركة مع السرطان.
وانخرط الن في الاعمال الخيرية في مؤسسة (يو.اس. باسيفيك نورث ويست)
لمدة عشرين عاما من خلال مؤسسة أسرة بول جي. الن وقدم أكثر من مليار
دولار كمنح وتمويل لمشروعات محلية. بحسب وكالة الانباء البريطانية .
وقال الن في بيان "اليوم أود أيضا أن أعلن ان جهودي الخيرية ستستمر
بعد حياتي، وأعلن الن ان معظم ممتلكاتي ستوجه للاعمال الخيرية لمواصلة
عمل المؤسسة ولتمويل البحث العلمي غير الهادف للربح." ولم يقدم الن
تفاصيل عن كيفية توجيه ثروته للاعمال الخيرية بعد وفاته. وبعكس مؤسسة
جيتس التي لها وقف مستقل بقيمة 34 مليار دولار لتقديم المنح فان الن
يمول منح مؤسسته مباشرة.
وقال المتحدث باسم الن انه منذ الاعلان عن اصابته بسرطان الغدد
الليمفاوية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي أتم الن بنجاح فترة للعلاج
الكيماوي وليست لديه مشاكل صحية في الوقت الراهن.
لا يعرف الترف
وفي السياق نفسه يعيش كارلوس سليم، أغنى رجل في العالم، بعيدا عن
حياة الترف ويكتفي براتب شهري متواضع نظرا الى ثروته، قيمته 20 الف
يورو، على ما كشف كتاب عنه نشره احد مواطنيه.
ونشر خوسيه مارتينيز كتاب "كارلوس سليم، سيرة غير مسبوقة" في العام
2002، وأعاد نشر نسخة محدثة منه لأن صاحب السيرة "أصبح أغنى رجل في
العالم".وبعدما كان كارلوس سليم واحدا من الثلاثي الذي يتربع على عرش
المال في العالم، الى جانب بيل غيتس ووارن بافيت، صنفته مجلة "فوربز"
هذا العام على انه الرجل الأغنى، وقدرت ثروته ب53,5 مليار دولار.
ورأى خوسيه مارتينيز ان ما جعل سليم اغنى رجل في العالم هو "توسعه
في اميركا اللاتينية من خلال اميركا موفيل"، كبرى شركاته معتبرا ان "ثروته
اكبر من ذلك بكثير على الارجح". بحسب وكالة فرانس برس.
وشركة موفيل هي الأولى في أميركا اللاتينية في عالم الاتصالات،
ويبلغ عدد المشتركين فيها 200 مليون، وبحسب مجلة فوربز فان قيمة السهم
فيها ارتفعت بنسبة 35% خلال عام واحد.
بدأ كارلوس سليم، وهو مهندس من اصل لبناني، بناء مجموعته للهاتف
النقال والثابت في العام 1990 عندما اشترى شركة تلمكس من الدولة. ومنذ
ذلك الحين بدأ يوسع اعماله الى التجارة والفنادق والاعلام.
وفي السنوات العشر الماضية، استثمر 60 مليار دولار في اميركا
اللاتينية، وفي العام الماضي ضخ 250 مليون دولار في رأسمال صحيفة
نيويورك تايمز الاميركية التي تعاني من مصاعب مالية كبيرة.
ويقول مارتينيز عن ذلك "لا يحق له التصويت (في مجلس ادارة الصحيفة)،
لقد فعل ذلك لمساعدة الصحيفة على اجتياز ازمتها، وهو ينوي بعد ذلك ان
يبيع هذه الاسهم".
وتنتشر مجموعة كارلوس سليم في المكسيك انتشارا كبيرا، لدرجة ان احد
المطاعم يقول على سبيل المزاح انه "المكان الوحيد في المكسيك الذي لا
يملكه كارلوس سليم".
ويحرص كارلوس سليم وهو الولد الخامس لمهاجر لبناني واب لخمسة اولاد
هو ايضا، على الابتعاد عن الاضواء، ويعلق مارتينيز على ذلك قائلا ان
كارلوس رغم ثورته الطائلة "شخص بسيط جدا على عكس الاثرياء من
ارستقراطيين وافراد عائلات مالكة وشخصيات المجتمع المخملي".
ويقول "الرجل الذي بنى كل ذلك، يتقاضى 24 الف دولار راتبا شهريا،
فيما هو يملك 30 الى 40% من بورصة مكسيكو". وبحسب السيرة التي كتبها
مارتينيز فان كارلوس سليم "يكره الظهور الاعلامي، ويعيش حياة مقتصدة"،
ففي مقر المجموعة تغيب مظاهر الترف، حتى ان كبار المدراء فيها تعاونهم
سكرتيرة واحدة.
شيء وحيد يشكل مظهرا من مظاهر الغنى الكبير، وهو مجموعة فنية تعد
الاهم في اميركا اللاتينية، وفيها اكبر مجموعة من اعمال النحات اوغوست
رودان خارج فرنسا. وتعرض هذه المجموعة في متحفه الخاص الذي تديره احدى
بناته، يتخذ كارلوس سليم قاعدة لا يحيد عنها وهي "الا يتعامل مع رجال
السياسة".. ولعل هذا الامر ما يميزه عن رجال الاعمال الآخرين في بلاده.
قرار خطأ
لا بد وأن الكثير من الأشخاص قابلوا في حياتهم بعض المتقدمين في
السن، والمنغمسين في الذكريات الغابرة، الذين رددوا أمامهم عدة مرات
كيف كان بإمكانهم أن يصبحوا من أصحاب الثروات الهائلة، لو أنهم استغلوا
بعض الفرص في حياتهم وبدلوا بعض الخيارات الخاطئة.
ولكن على المرء ألا يسارع إلى التهكم على هؤلاء والتشكيك بقصصهم،
لأن بعضها قد يكون صحيحاً، كما هي قصة رون واين، الذي كان بوسعه أن
يكون اليوم مليارديراً يتربع فوق ثروة تصل إلى 22 مليار دولار، لو أنه
لم يتسرع ويتخلى عن حصة عشرة في المائة في شركة صغيرة ساهم في تأسيسها
قبل عقود، وقبل أن تتحول إلى عملاق التكنولوجيا "آبل."
ويبلغ واين من العمر اليوم 76 سنة، وثروته الوحيدة هي مجموعة من
العملات التاريخية التي جمعها عبر السنوات، وهو يقصد الكازينو لمرتين
في الأسبوع على أمل أن يحصد ثروة، أما أيامه فيمضيها في منزله المتواضع
خارج لاس فيغاس، ويعتاش من أموال المساعدات الاجتماعية الحكومية التي
تصله شهرياً. بحسب السي ان ان .
ويعلق واين على ما جرى له بمرارة قائلاً: "ماذا يمكنني أن أقول؟
المرء يقوم بخيارات وفقا لفهمه للظروف الموجودة في وقت محدد، ومن ثم
عليه أن يتعايش مع تلك الخيارات لأنه لا يمكن تغيير الماضي."
رون كان الشريك الثالث في آبل مع ستيف جابس، ستيف وزنياك عند
تأسيسها عام 1976، وقد صمم أول شعار تجاري للشركة وكتب أول دليل
استخدام لمنتجاتها، وهو ما يزال يمتلك نسخة تحمل توقيعه من العقد
الأساسي مع جابس ووزنياك تؤكد أنه كان يمتلك عند تأسيسها نسبة عشرة في
المائة من أسهمها.
ويشرح دوافعه للقيام بهذه الخطوة بالقول: "كنت مهندساً بسيطاً في
ذلك الوقت وليس لدي أي استثمارات مالية في أي شركة، وبدا أمر المشاركة
في تأسيس شركة مذهلاً بالنسبة لي."
ولكن بعد 11 يوماً من تأسيس الشركة، غير واين رأيه وقرر بيع حصته
التي لم تتجاوز قيمتها في تلك الفترة 800 دولار.
أما أسباب ذلك، فيلخصها واين بالقول: "شعرت أن شركائي سينجحون لأنهم
أذكياء ويركزون على أهدافهم بشكل كبير، ولكن طريقهم ستكون صعبة للغاية،
وخشيت أن أتورط في ديون
ربما تقع تحتها الشركة… لم أرد أن اعترض طريق أحد، وكنت مسروراً
بالمبلغ الذي حصلت عليه، ويؤكد واين أنه لم يمتلك في حياته أي منتج من
"آبل" كما يشدد أنه لا يغار من جابس، المدير الحالي للشركة، وقد تحدث
إليه للمرة الأخيرة قبل عشرة أعوام.
ويخطط واين للحصول على بعض الأموال في الفترة الحالية من خلال كتاب
لمذكراته سيصدر تحت عنوان "رحلة أحد مؤسسي آبل."
تسابق اليخوت الفاخرة
ومن جانب اخر فأن الاثرياء الروس يغزون البحار ويستبدلون السيارات
الفارهة باليخوت التي تصل أسعارها الى عدة ملايين مع زيادة أعداد
اليخوت الباهظة الثمن على مدى العام المنصرم،ويتفاخر الملياردير رومان
ابراموفيتش الذي يملك نادي تشيلسي الانجليزي لكرة القدم بامتلاكه
أسطولا من اليخوت وصل سعر أحدها الى 300 مليون دولار.
واشترى رجل الاعمال الروسي روبن خورخرياكوف يختا له ثلاثة أشرعة
ليستقبل فيه أصدقائه الاثرياء.
ويسمح التصميم الخاص لليخت بأن يطفو على ارتفاع أكبر بكثير من
اليخوت الاخرى من نوعيته لتصل أقصى سرعة له الى 20 ميلا بحريا مما دفع
خورخرياكوف الى أن يطلق عليه اسم "الجري فوق الامواج."
وقال كريس ويفر وهو خبير في شؤون النخبة في روسيا انه بالنسبة
للكثير من أصحاب النفوذ القلائل في البلاد فان امتلاك يخت هو ليس سوى
طريقة لاظهار ثروتهم وسط أقرانهم.
وأضاف "بالنسبة للعديد من الملاك الجدد لهذه الالعاب الكبيرة فان
الامر يتعلق بفكرة الاقتناء أكثر من استخدام اليخوت بالفعل في الماء.
"سيبقى الكثير من هذه اليخوت مربوطا ببساطة في أرصفة على نهر موسكو
أو على الجانب الاخر من بحيرات عديدة تحيط بموسكو وسان بطرسبرج حيث
تقام فيها الحفلات وهي راسية أكثر من الابحار بها." بحسب رويترز.
ويختلف خورخرياكوف مع هذا الرأي ويقول ان يخته الضخم الذي يسع لنحو
45 راكبا و12 من أفراد الطاقم سيبحر الى البحر الاحمر في وقت لاحق من
هذا العام استعدادا لنزهة بحرية في البحر المتوسط العام المقبل. واليخت
مزود بحمامات جاكوزي وأماكن لاكساب البشرة اللون البرونزي بالاضافة الى
أجهزة تلفزيون تلتقط البث الفضائي وكلها وسائل راحة متوقعة لاغراض
النزهة البحرية،وأثنى تيم سيفيرين وهو مكتشف بريطاني حضر عرضا لليخت في
مدينة جدانسك البولندية على تصميمه الاستثنائي والتكنولوجيا التي زود
بها.
وقال "رأيت الكثير من سفن الابحار في حياتي لكن يجب أن أقول ان هذا
القارب يختلف عن أي شيء رأيته."
لكن هذا لا يعني أن الابحار منخفض التكاليف فتكاليف الرحلة التي
تستمر أسبوعا تتراوح بين 3500 و35 ألف يورو (46960 دولارا) للفرد.
وقال صانع اليخت ان بناء سفينة ابحار تكون فريدة يمكنها الصمود أمام
أقوى التيارات المائية في البحر كان حلما من أحلام طفولته. وهناك من
يثيرون قلق خورخرياكوف وشركائه في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا
واسرائيل ألا وهم قراصنة المحيط الهندي الذي ينشطون قبالة سواحل
افريقيا، وقال رجل الاعمال الروسي "هذا صحيح.. كنا نعتزم الذهاب في
رحلة عبر المحيط الهندي لكننا اضطررنا الى الغائها."
لكنه توقع أن يجني مكاسب في غضون خمس سنوات. وقال "لدينا مستثمرون
ينعمون بالاستقرار ويمكننا تحمل أي أزمات مالية تعصف بالاقتصاد العالمي
من فترة لاخرى." |