صيف برعاية جهنم... عبث الانسان وغضب الطبيعة

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: حفلات شواء متنقلة لهذا الصيف في اجزاء كثيرة من المعمورة لم يسلم منها بشر او شجر او حجر.

وحتى في بلدان لم يكن مواطنوها يتعرقون الا في صالات الالعاب الرياضية او مضامير السباق انفتحت كوة صغيرة من جهنم وشملت تلك البلدان بقيض صيفي لاهب وساخن.. اكثر من سخونة اي صيف حذر منه السياسيون كل عام سابق وهم يتحدثون عن احتمالات الحرب اوالسلام في منطقة الشرق الاوسط او الجزيرة الكورية او اي منطقة اخرى للنزاع في العالم..

في العراق وباعتباري احد مواطنيه كثيرا ماسمعت مقارنة بين حر الصيف هذا ونار جهنم عبر سؤال يستدعي المقارنة وهو : اذا كان الحر في هذه الدنيا بهذا الشكل فكبف هو حر جهنم في الاخرة ؟

ومنهم من يذهب بعيدا بالقول ان جهنم قد فتحت ابوابها على العراقيين هذا الصيف لتذيقهم بعضا من نيرانها علّهم بعودون الى رشدهم، فقد ظهر الفساد في البر والبحر وهذا جزاء المعاصي والذنوب الكثيرة وليس اقلها قتل الناس بالجملة في كل شارع ومدرسة ودائرة.

قد يكون هناك بعض الصحة لمثل هذه الاقوال والمقارنات، ولكن ماذا يقال عن هذا الجهنم المتنقل في صيفنا اللاهب هذا في الدول الاخرى وهل سيرضون بمثل هذه الاقوال والتفسيرات؟ أم ان هناك تفسيرا اخر وهو تفسير علمي يرتبط بالتغيرات المناخية التي تحدث منذ سنوات والتي نبه اليها الكثير من العلماء وقادت الى مانراه الان؟

ان التغيرات التي يشهدها العالم في مجال المناخ حاليا وخلال العقديين المقبلين كان وسيكون لها تاثيرات مذهلة ومفاجئة لسكان كوكب الارض والمتمثلة بالظواهر المناخية المختلفة (تغير درجات الحرارة, الامطار، الاعاصير المدمرة, الزلازل, البراكين).

التغيرات المناخية 

تميزت ظاهرة التغيرات المناخية عن معظم المشكلات البيئية الأخرى بأنها عالمية الطابع حيث أنها تعدت حدود الدول لتشكل خطورة على العالم أجمع . فقد تم التأكد من الازدياد المطرد في درجات حرارة الهواء السطحي على الكرة الأرضية ككل حيث ازداد المتوسط العالمي بمعدل يتراوح بين ٠,٣ حتى ٠,٦ من الدرجة خلال المائة سنة الماضية . وقد أشارت دراسات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية (IPCC) إلى أن هذا الارتفاع المستمر في المتوسط العالمي لدرجة الحرارة سوف يؤدي إلى العديد من المشكلات الخطيرة كارتفاع مستوى سطح البحر مهددًا بغرق بعض المناطق في العالم، وكذلك التأثير على الموارد المائية والإنتاج المحصولي، بالإضافة إلى انتشار بعض الأمراض.

لقد أدى التوجه نحو تطوير الصناعة في الاعوام ال150 المنصرمة إلى استخراج وحرق مليارات الاطنان من الوقود الاحفوري لتوليد الطاقة. هذه الأنواع من الموارد الاحفورية اطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أوكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ. وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. ولكم ان اردنا تجنب العواقب الاسوأ ينبغي ان نلجم ارتفاع الحرارة الشامل ليبقى دون درجتين مئويتين.

- يودي بحياة 150 الف شخص سنويا

- سبق ان حكم على 20% من الأنواع الحية البرية بالانقراض مع حلول العام 2050

- سبق ان بدأ يكبد صناعات العالم خسارات بمليارات الدولارات كالصناعات الزراعية إضافة إلى اكلاف التنظيفات جراء ظروف مناخية قصوى.

لكن ما حدث ويحدث ليس بهول ما قد ياتي في المستقبل. فاذا تقاعسنا عن التحرك لكبح سرعة عواقب التغير المناخي يتفاقم عدد البشر المهددين وترتفع نسبة الأنواع المعرضة للانقراض من 20% إلى الثلث بينما من المتوقع ان تؤدي العواقب المالية للتغير المناخي إلى تجاوز اجمالي الناتج المحلي في العالم اجمع مع حلول العام 2080. لدينا الفرصة لوقف هذه الكارثة إذا تحركنا على الفور.

أسباب التغير المناخي

التغير المناخي يحصل بسبب رفع النشاط البشري لنسب غازات الدفيئة في الغلاف الجوي الذي بات يحبس المزيد من الحرارة. فكلما اتبعت المجتمعات البشرية انماط حياة أكثر تعقيدا واعتمادا على الالات احتاجت إلى مزيد من الطاقة. وارتفاع الطلب على الطاقة يعني حرق المزيد من الوقود الاحفوري (النفط-الغاز-الفحم) وبالتالي رفع نسب الغازات الحابسة للحرارة في الغلاف الجوي. بذلك ساهم البشر في تضخيم قدرة مفعول الدفيئة الطبيعي على حبس الحرارة. مفعول الدفيئة المضخم هذا هو ما يدعو إلى القلق، فهو كفيل بان يرفع حرارة الكوكب بسرعة لا سابقة لها في تاريخ البشرية.

ما هي عواقب التغير المناخي؟

تغير المناخ ليس فارقا طفيفا في الانماط المناخية. فدرجات الحرارة المتفاقمة ستؤدي إلى تغير في أنواع الطقس كانماط الرياح وكمية المتساقطات وأنواعها إضافة إلى أنواع وتواتر عدة أحداث مناخية قصوى محتملة. ان تغير المناخ بهذه الطريقة يمكن ان يؤدي إلى عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة التاثير ولا يمكن التنبؤ بها. بعض العواقب المحتملة هي التالية:

1. خسارة مخزون مياه الشفة: في غضون 50 عاما سيرتفع عدد الاشخاص الذين يعانون من نقص في مياه الشرب من 5 مليارات إلى 8 مليارات شخص.

2. تراجع المحصول الزراعي: من البديهي ان يؤدي اي تغير في المناخ الشامل إلى تأثر الزراعات المحلية وبالتالي تقلص المخزون الغذائي.

3. تراجع خصوبة التربة وتفاقم التعرية: ان تغير مواطن النباتات وازدياد الجفاف وتغير انماط المتساقطات سيؤدي إلى تفاقم التصحر. وتلقائيا سيزداد بشكل غير مباشر استخدام الاسمدة الكيميائية وبالتالي سيتفاقم التلوث السام.

4. الافات والامراض: يشكل ارتفاع درجات الحرارة ظروفا مؤاتية لانتشار الافات والحشرات الناقلة للامراض كالبعوض الناقل للملاريا.

5. ارتفاع مستوى البحار: سيؤدي ارتفاع حرارة العالم إلى تمدد كتلة مياه المحيطات، إضافة إلى ذوبان الكتل الجليدية الضخمة ككتلة غرينلاند، ما يتوقع ان يرفع مستوى البحر من 0,1 إلى 0,5 متر مع حلول منتصف القرن. هذا الارتفاع المحتمل سيشكل تهديدا للتجمعات السكنية الساحلية وزراعاتها إضافة إلى موارد المياه العذبة على السواحل ووجود بعض الجزر التي ستغمرها المياه.

6. تواتر الكوارث المناخية المتسارع: ان ارتفاع تواتر موجات الجفاف والفيضانات والعواصف وغيرها يؤذي المجتمعات واقتصاداتها.

لم تواجه البشرية سابقا ازمة بيئية هائلة كهذه. ومن السخرية ان الدول النامية التي تقع عليها مسؤولية اقل عن تغير المناخ هي التي ستعاني من اسوأ عواقبه. كلنا مسؤولون عن السعي إلى وقف هذه المشكلة على الفور. اما إذا تقاعسنا عن اتخاذ الاجراءات اللازمة الآن لوقف ارتفاع الحرارة الشامل قد نعاني من عواقب لا يمكن العودة عنها.

وتعود ابرز الاسباب التي تزيد من حجم الكوارث الطبيعية الى عوامل بشرية وطبيعية, العوامل البشرية ادت الى زيادة نسبة الاحتباس الحراري,تأثيرطبقة الاوزون أضافة الى ما تخلفه الحروب على المناخ, حيث ادت حروب منطقة الخليج خلال العقدين الاخيرين الى ازدياد في ارتفاع درجة الحرارة في هذه المنطقة التي تشمل العراق والدول المجاورة لها.كما تشير التقارير بأن الولايات المتحدة الامريكية قامت بتطوير اسلحة سرية لها القدرة على أحداث تغيرات مناخية من فيضانات وزلازل واعاصير وجفاف, وقد اعترف البرلمان الاوربي في عام 1998 حول قيام الولايات المتحدة الامريكية بتطوير اسلحة جديدة تحت مظلة برنامج للابحاث بسعيها التحكم في المناخ عبرالموجات اللاسلكية عالية التردد,حيث قامت الولايات المتحدة الامريكية في انشاء محطة في آلآسكا في عام1990 , تم تثبيت مجموعة من الهوائيات(48 هوائيا) عملاقة لها القدرة على بث ما مقداره 3,6 ميكا واط من الطاقة الاشعاعية اللاسلكية عالية التردد الى الغلاف الايوني بهدف تسخينه, والغلاف الايوني هو ذلك الجزء من جو الارض الذي يبدأمن على ارتفاع 48 كيلومتر ويمتد الى 50000 كيلومتر فوق سطح الارض لتعزيز الاتصالات وانظمة المراقبة للاغراض المدنية والعسكرية, تشير علماء اوربيون بوجود اجندة امريكية عسكرية سرية غير معلنة وهي المحرك الاساس لهذا المشروع العملاق.

هذا المشروع سيؤدى الى احداث تغيرات كيميائية في الغلاف الايوني مما يؤدي الى حدوث تغيرات في المناخ , وتعكس على شكل زلازل , براكين أعاصير , الجفاف , الفيضانات أضافة الى تأثيره على الانسان ( التأثيرات العقلية والعصبية ) بسبب الترددات الشديدة الانخفاضلما لها من تأثيرعلى المخ وعلى الاجهزة العصبية للانسان.

وتشير التقارير بأن العقدين المقبلين سيشهدان تناقصا كبيرا في كمية الامطار التي ستسقط على بعض المناطق( الصحراء العربية وصحراءشمال افريقيا) , بينما يزداد سقوط الامطار في الجزء الجنوبي من افريقيا وفي دول امريكا الجنوبية) مما سيشهد أزمة المياه في المناطق التي تقل فيها كمية سقوط الامطار ومنها منطقة الشرق الاوسط مما سينعكس سلبا عل مجمل الاوضاع وسيؤدي الى حدوث صراعات ونزاعات في ظل التزايد السكاني الكبير وتعميق ازمة المواد الغذائية وتدهور نوعية المياه المتوفرة.

لقد ادى ذلك خلال الفترة ما بين عام1900 ولغاية عام 2000 الى ارتفاع درجة الحرارة في العالم بحوالي0,6 درجة مئوية. مما ادى الى تعرض اوربا الى موجات الحرارة في عام 2003 وهي الاشد خلال 500 عام , كما فقد جليد جبال الالب ما بين 20-30% مقارنة بعام 1980, اضافة الى ذوبان الثلوج في المناطق القطبيةوانخفاض سماكةطبقات الجليد مع تقدم طبقات الجليد بسرعة تزيدعن 8 مرات عن مثيلاتها خلال العقد الماضي , هذا ما سيؤدي الى ذوبان 20% من الجليد خلال 15 سنة المقبلة وهذا ما سيؤثر على زيادة الدفْ المناخي نتيجة زيادة مياه المحيطات الدافئة ونتيجة ظهور خلل في الموازنة الجليدية بين القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الارضية..

هذا وقد اشار معهد الاقتصاد الالماني في برلين الى ان العالم يحتاج بشكل ملح الى سياسة الحفاظ على البيئة خوفا من العواقب الوخيمة, فالتغيرات المناخية سببت في 30 سنة الاخيرة خسائر اقتصادية فادحة وان موجة الحر التي عمت اوربا سنة 2003 الحقت خسائر وصل حجمها الى 17 مليار يورو و يتوقع خبراء الاقتصاد بارتفاع حجم الخسائر الى البليون يورو اذا ارتفعت درجة حرارة الكرة الارضية درجة مئوية واحدة.ولذا تصر دول الاتحاد الاوربي على التزام كافة الدول باتفاقية كيوتو ولاسيما الدول الصناعية( امريكا , الصين والهند), حيث تشكل امريكا نسبة6% من سكان العالم وتستهلك 30% من طاقة العالم, هناك 3 جهات مسؤولة عن ذلك( الشعب الذي يبذر الطاقة بشكل مفرط, الشركات والمصانع التي تلوث البيئة والحكومةالتي ترضخ لضغوطات الشركات ). وخاصة الشركات التي تعمل في مجال البترول و الاسلحة،  السيارات، الفحم، والغاز الطبيعي.

على الجانب الاقتصادي يقدر خبراء الاقتصاد بان خسائر شركات التأمين بسبب الكوارث الطبيعية السنوية المحتملة على المدى القريب بحوالي 115 مليار دولار , منها 65 مليار الخسائر الامريكية و 35 مليار دولار خسائر اوربا وحوالي 15 مليار خسائر اليابان. سجل عام 2004 رابع اشد الاعوام حرارة خلال هذا العقد وقد تسبب في وقوع خسائرفادحة والتي تقدر بحوالي 35 مليار دولار أمريكي,منها تعرض امريكا وحدها الى خسائر بسبب الاعاصير الى حوالى 26 مليار دولار خلال عام 2004.

ومن المهتمين من يذهب الى ابعد من ذلك من خلال الربط بين التغيرات المناخيةوتاثيرها على العلاقات الدولية:

فقد كشفت بريطانيا تقريرا سريا لوزارة الدفاع الامريكية يكمن مضمونه (بأن ظاهرة تغير المناخ وافرازاتها الجانبية سوف تفرض اوضاعا خطيرة على الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي بعد وقوع اكثر من 400 مليون نسمة تحت ظروف معيشية متدهورة بسبب الجفاف, ارتفاع درجات الحرارة, زيادة عدد السكان ,وتردي النشاط الاقتصادي) مما سيسبب ظاهرة التغير المناخي على ظهور وبروز مشاكل متعددة في اغلب قارات العالم خلال الفترة ما بين (2010 -2030) , حيث يتوقع خبراء البيئة والمناخ بتعرض اوربا الى جفاف مما ينعكس على شكل صدامات وصراعات مسلحة بين الدول في الاتحاد الاوربي حول الغذاء ,موارد المياه ومشاكل الهجرة, النفاذ التجاري مما سيؤدي بدوره الى تفسيخ العلاقات الدبلوماسية بينها. اما في آسيا فتتعمق النزاعات الحدودية بين بعض الدول ,لاسيما التي تعاني من مشاكل المياه ومن الهجرات الجماعية( الصين , الهند), قلاقل اقليمية في اسيا مما سيؤدي الى تطوير الامكانيات العسكرية في بعض الدول , تعميق الاتفاقيات حول حماية مصادر الطاقةوامتدادتها( النفط والغاز الطبيعي), اما في قارة امريكا فيتوقع الخبراء بروز نزاعات سياسة حول المياه بين امريكا, كندا والمكسيك,,هجرات بشرية من جزر الكاريبي بأتجاه أمريكا ,بروز مشاكل الصيد في المياه الاقليمية , ارتفاع اسعار النفط بسبب الوضع السياسي الغير المستقر في منطقةالدائرة النفطية مابين بحر قزوين ومنطقة الخليج.اضافة الى احتمال تفاقم ازمة النفط اذا ما تصاعدت حدةالنزاع بين دول الاتحاد الاوربي والدول المصدرة للنفط ( أوبك) حول اصرار اوربا على دفع دول منظمة اوبك التعويضات التي تنجم من احتراق النفط والتي تعرف ب( ضريبة الكاربون)التي تستورد من دول اوبك.

وعن هذا الصيف الذي لا زلنا نعيش حرارته برعاية جهنم،أثبتت دراسة قام بها المركز الأمريكي الوطني للأبحاث أن الكرة الأرضية شهدت ارتفاعا في متوسط درجة حرارتها هذا العام لم تشهده منذ 400 عام. هذه الزيادة الحادثة تدق مجددا ناقوس الخطر والمطلوب وضع حد لظاهرة الاحتباس الحراري.

وتشير تنبؤات  العلماء إلى أن الأعوام المقبلة ستشهد تزايدا متوقعا، نظرا لعملية التغير المناخي الكبير والذي يرتبط في جذوره بطبيعة النشاط البشري والصناعي وكذلك بمفهوم التنمية المستديمة، الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة بشرية إذا لم يتم مكافحة التلوث من خلال وضع قوانين وضوابط تقلل من حجمه وتعمل على إعادة التوازن لمدخلات النظام البيئي. 

وفي هذا الإطار، سجل العام 2005 أعلى درجة حرارة منذ بدء عمليات الرصد الجوي، مما يعد مؤشرا على تدهور النظام المناخي العالمي. وقد كان للسياسات العالمية للدول الصناعية أثر في تفاقم هذا الوضع، على سبيل المثال عملت إدارة الرئيس الأمريكي بوش على عرقلة تطبيق القرارات المتعلقة بتخفيض الغازات المنبعثة والتي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري، حرصا منها على عدم عرقلة النشاط الصناعي. يذكر أن ربع كمية الغازات المنبعثة في العالم تنطلق من الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.

ولفتت دراسة إلى أسوأ سيناريو محتمل لظاهرة الاحتباس الحراري ..وقالت إن استمرار انبعاث الغازات الدفيئة عند معدلاتها الراهنة سيرفع درجات حرارة الكوكب إلى مستويات قاتلة خلال القرون القادمة.

واعتمد الباحثون في هذه الدراسة على قياس أعلى درجات الحرارة المحتملة لما يعرف بدرجة حرارة المصباح الرطب وهي تعادل درجة الحرارة المستشعرة عند تعريض جسم رطب لهواء متحرك .

واكتشف الباحثون أن احتمال تجاوز درجات الحرارة تلك ولأول مرة في تاريخ البشرية في حال استمرار انبعاث الغازات الدفيئة بمعدلها الحالي وهي معدلات حرارة عالية جدا شهدتها الأرض قبل قرابة 50 مليون سنة مضت.

وتقول الدراسة التي نشرت نتيجتها في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم أن التعرض لأعلى من 95 درجة من درجات حرارة المصباح الرطب لمدة ست ساعات أو أكثر ستخلق معدلات إجهاد قاتلة بين البشر والحيوانات على حد سواء.

ويحذر خبراء من أن الأرض يهددها الاحتباس الحراري وهي ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة عن معدلها ..وقد حذر علماء خلال العام الماضي من أن ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض يمثل أعظم تهديد صحي في القرن 21 ..كما حذروا من العواقب الصحية الوخيمة لارتفاع درجات حرارة الأرض من حيث انتقال الأمراض المستوطنة في أماكن دافئة كحمى الضنك والملاريا نحو الشمال واتساع رقعة تفشيها جراء ارتفاع درجات الحرارة.

وأضافوا أن موجات الحر الشديدة تؤدي إلى القضاء على المزيد من البشر حيث أدت موجة الحر التي اجتاحت أوروبا عام 2003 إلى مصرع أكثر من 70 ألف شخص إلى جانب تراجع المحاصيل الزراعية مما ينتج عنه المزيد من الاضطرابات والخلل في الأمن الغذائي في عالم يعاني فيه 800 مليون شخص يوميا من الجوع.

الأمر الذي سيؤدي إلى تراجع معدلات المياه وإلى ارتفاع معدلات سوء التغذية بالإضافة إلى التسبب بالمزيد من المشاكل الصحية وانتشار الأمراض والأوبئة.

أفاد المركز الاتحادي الأميركي للبيانات المناخية أن العالم يشهد حاليا أشد السنوات حرارة، وهو ما أدى إلى انتشار الجفاف في جميع أنحاء العالم، غير أنه في الوقت نفسه سجلت في بعض المناطق درجات حرارة هي الأكثر انخفاضا منذ سنوات.

وقال رئيس قسم تحليل المناخ في المركز جاي لوريمور إن درجات الحرارة في الشهور الستة الأولى من عام 2010 كانت أعلى من نظيراتها التي سجلت عام 2008 بواقع 0.03 درجة فهرنهايت.

وعزا الخبير الأميركي ارتفاع درجة الحرارة إلى ظاهرة النينو (ظاهرة مناخية متكررة تؤثر على المناخ العالمي)، وأضاف أنه "خلال الجزء الأول من العام الجاري أسهمت هذه الظاهرة في ارتفاع درجات الحرارة ليس فقط في منطقة المحيط الهادي الاستوائية بل في العالم أيضا".

وقد سجلت موجة الحر ارتفاعا غير طبيعي في مناطق واسعة من أميركا الشمالية وأوروبا وأفريقيا، إضافة إلى عدة بلدان في الشرق الأوسط.

ففي الولايات المتحدة حطم شهر يونيو/حزيران الماضي الرقم القياسي في درجة الحرارة، كما سجلت الحرارة خلال الفترة الممتدة ما بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران ارتفاعا قياسيا لم يسجل من قبل.

وقد كانت درجة حرارة الأرض خلال يونيو/حزيران الماضي الأكثر سخونة، حيث ارتفعت بما قدره 1.07 درجة مئوية مقارنة مع نفس المعدل المسجل خلال القرن الماضي والذي كان يبلغ 13.3 درجة.

وأعلن مركز الاتحاد الأميركي للبيانات المناخية الذي يجري تحليلا شهريا لدرجات الحرارة ويقارنها ببيانات تعود إلى العام 1880، أن المناطق التي تعرضت لأكثر موجات ارتفاع الحرارة كانت في بيرو، ووسط وشرق الولايات المتحدة، إضافة إلى شرق وغرب القارة الآسيوية.

كما تعاني مناطق أخرى من سخونة كبيرة حيث يعاني شمال تايلند من جفاف هو الأشد منذ 20 عاما، في حين تشهد إسرائيل والأراضي الفلسطينية أطول وأسوأ جفاف منذ عشرينيات القرن الماضي.

أما بريطانيا ورغم موجة الفيضانات القوية التي اجتاحتها خلال الشتاء المنصرم، فإنها تعاني حاليا من عام هو الأكثر جفافا منذ 1929.

ورغم هذا القيظ الشديد فإنه لا يزال يتوجب –حسب الخبراء- الانتظار إلى نهاية هذا العام لمعرفة إلى أي حد ارتفعت درجة الحرارة، وإمكانية مقارنتها بالعام 2005 أكثر الأعوام ارتفاعا من حيث درجات الحرارة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/آب/2010 - 19/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م