قضايا نفسية... ضغوط البيئة المحيطة والعلاقة مع الآخرين

 

شبكة النبأ: قد يظن البعض ان الحالة النفسية ليست مهمة بالنسبة لمستقبل الشخص وما تفعل في اختيار قراراته وكيفية الوقوف بوجه المشاكل والمسؤوليات التي ستقع على عاتقه عند الصغر، ولا يعيرون أي اهتمام لما يقولونه لشخص ما، ولا يفكرون بعواقب تصرفاتهم التي تؤدي في المستقبل الى إعراضا تكون خطيرة في المستقبل، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية التي يقيمها مجموعة من الأطباء والباحثين في علم النفس، فقد اكدت البحوث الى ان الظروف النفسية التي يمر بها الصغير تؤثر على تصرفاته وبشكل كبير عند الكبر، فالتوتر يؤدي الى الموت السريع والتقليل من صحة الإنسان، كذلك هناك تأثير فعال للعلاقة بين الأب وابنه خاصة الذكر، التي تسمح للذكور في المستقبل بمواجهة مصاعب الحياة اليومية والضغوطات الاجتماعية بشكل أفضل من الآخرين، والكثير من المؤثرات التي نظنها بسيطة ونحن نتعرض لها ونمر بها يوميا، كمدى الضرر الذي تسببه الموسيقى بقلة الحفظ لدى الدراسة، وتأثير الوحدة على صحة الإنسان، كما يستمرون الأطباء في البحث عن حلول للأمراض النفسية لمعالجة المصابين وتوفير حياة أكثر أمانا واستقرار.  

التوتر في الصغر

حذرت مجموعة من أطباء علم النفس من أن الأوقات العصيبة والتوتر في الحياة يقودان على المدى الطويل الى صحة عليلة وموت مبكر.

ووجدت سلسة من الدراسات أن التوتر الناتج عن الفقر او الاستغلال في الطفولة، يمكن ان يقود مع الوقت الى أمراض في القلب وأن يسرّع في هرم الخلايا.

وعرضت هذه الدراسات في مؤتمر الاتحاد الأمريكي للطب النفسي، وهي أظهرت ان تجارب الحياة التي يتعرض لها المرء في سن مبكرة، تترك أثراً طويل المدى على الصحة. وقال خبير بريطاني ان ثمة ادلة متزايدة تشير الى التأثير الجسدي للتوتر في الطفولة.

وفي احدى الدراسات، تناول الباحثون العلاقة بين العيش في فقر شديد، والإشارات المبكرة على أمراض القلب، في 200 مراهق من السليمين صحياً. وتوصلوا الى ان أفقر الأسر تعاني تصلباً في الشرايين وضغطاً مرتفعاً في الدم.

وبيّنت دراسة أخرى ان الأطفال في المنازل الأكثر فقراً عرضة أكثر من غيرهم في تفسير الهزأ من ظروف اجتماعية معينة على أنها تهديدات، وهم يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم وعدائية متزايدة وغضباً خلال ثلاثة اختبارات للتوتر.

وتدعم هذه النتائج دراسة اخرى تظهر الرابط بين الطفولة الصعبة وبين أمراض القلب والأوعية الدموية مستقبلية، بحسب البروفسورة كارن ماثيوز التي قادت فريق البحث. وقالت ماثيوز ان البيئة المرهقة والتي لا يمكن توقعها تجعل الأطفال فائقي الحركة والتيقظ أمام المخاطر.

وأظهرت دراسة أخرى أجراها باحثون جامعة اوهايو وتناولت مجموعة من الراشدين الذين يحملون طرف جنون، ان المآسي التي يتعرض لها المرء في الطفولة، كموت الأهل او الانتهاكات، تجعله أكثر ضعفاً امام تأثيرات التوتر في مراحل لاحقة من الحياة، وحتى تقصير الحياة.

المتذمرون والعدائيون

وفي دراسة تظهر السلبيات من وراء العصبية وأثارها الصحية على الانسان، تبين أن الأشخاص سيئي المزاج خصوصا هؤلاء الذين يصعب إرضاؤهم، كما العدائيين، معرضون للإصابة بجلطات قلبية أو دماغية، بحسب الدراسة التي أعدها المعهد الأميركي لدراسة الشيخوخة (نيا).

وشملت الدراسة 5614 شخصا من سكان أربع بلدات إيطالية، لاحظ الباحثون خلالها أن هؤلاء الذين يتميزون بعدوانيتهم (صنفوا بحسب فحص للشخصية) معرضون أكثر من سواهم للإصابة بتضييق في الشريان السباتي، على عكس هؤلاء الذين يتمتعون بشخصية أكثر ودية ومسالمة.

ويعتبر تثخين الجدار الداخلي لهذا الشريان الذي يمر في العنق ويغذي الدماغ، عامل خطر يهدد بالاصابة بأمراض في القلب والشرايين، بحسب ما أكد الباحثون الذين نشروا دراستهم في مجلة "هايبرتنشن" التي تصدر عن الجمعية الأميركية لأمراض القلب "أميريكان هارت أسوسيايشن". وبعد مرور ثلاث سنوات على هذه النتائج ، سجل تضيق أكبر داخل شرايين الأشخاص المصنفين أكثر عدائية وأقل ودا خصوصا هؤلاء الذين كانوا مهيمنين وسريعي الغضب. بحسب وكالة فرانس برس .

وتلفت الدكتورة أنجلينا سوتين من معهد "نيا" والتي تشرف على هذه الدراسة أن "الأشخاص الذين يتجهون إلى التنافسية والمهيئين للقتال دفاعا عن مصالحهم، أتت شرايينهم أكثر تضيقا (من البقية) الأمر الذي يشكل عامل خطر يهدد بالإصابة بمرض في القلب والشرايين".

وهؤلاء الأشخاص عموما هم "حذرين ومشككين كما يكثرون من الانتقاد، بالإضافة إلى كونهم نرجسيين ومتعجرفين وسريعي الغضب"، بحسب ما توضح سوتين. واجريت الدراسة في جزيرة سردينيا الإيطالية. أما المشاركون فيها فتراوحت أعمارهم بين 14 و 94 عاما (متوسط السن 42 عاما) في حين أن 58% منهم هم من النساء.

علاقة الرجل بوالده

بينما كشفت دراسة علمية حديثة أن العلاقة الجيدة للأطفال الذكور مع آبائهم تسمح لهم في المستقبل بمواجهة مصاعب الحياة اليومية والضغوطات الاجتماعية بشكل أفضل من الآخرين الذين لا يحملون في أذهانهم ذكريات طيبة عن والدهم.

وقالت ميلين مالرز، الباحثة في جامعة كاليفورنيا إن نتائج هذا الدراسة يجب أن تثير اهتمام كل الآباء لأنها تظهر أن علاقتهم بأطفالهم وتبادل الحديث معهم بشكل منتظم وودي لا يحمل طابع الأهمية المرحلية فحسب، بل إن تأثيراته الإيجابية قد ترافق الأطفال طوال حياتهم.

وجرت الدراسة من خلال إجراء مقابلة مع 912 رجلاً وامرأة طلب منهم تسجيل انطباعاتهم النفسية على مدى عدة أيام، كما طلب منهم تدوين بعض الأفكار الأولية حول علاقتهم مع آبائهم وأمهاتهم.

وبنتيجة الدراسة، تبين أن الرجال الذين كانوا على علاقة سيئة مع آبائهم خلال مرحلة الطفولة كانوا يعانون مشاكل التوتر في مواجهة مصاعب الحياة اليومية مقارنة بسائر الرجال، في حين لم يظهر آثر للعلاقة مع الأب على صعيد نفسية النساء.

ورأت مالرز أن السبب في ظهور هذه الفوارق بين الرجال والنساء هو طبيعة المرأة التي تعتمد على شبكة معقدة من العلاقات الاجتماعية التي تبدأ منذ الطفولة، أما الفتيان فغالباً ما يعتمدون على آبائهم في تطوير نظرتهم للحياة. وتشير الدراسة أيضاً إلى أن الفئة الأفضل على صعيد مقاومة توترات الحياة اليومية هي تلك التي كان لديها علاقات جيدة مع الأب والأم على حد سواء. بحسب وكالة السي ان ان .

النبذ الاجتماعي

وليست فقط العلاقة الطيبة بين الآباء وأولادهم هي ما تؤثر على تصرفاتهم في الكبر ولكن هناك اسباب اخرى، فقد أظهر بحث جديد حول الدماغ ان النبذ والصد الاجتماعي لا يؤثران في الوضع النفسي فحسب وإنما قد يؤديان إلى أمراض جسدية أيضاً.

وذكر موقع «لايف ساينس» الأميركي انه عند مواجهتهم للصد والنبذ، أظهر المشاركون في الدراسة نشاطاً ملحوظاً في منطقتين بالدماغ، مما أدى إلى زيادة الالتهابات في الجسم. وأشار الموقع إلى ان الالتهاب هو رد فعل مناعي، ويمكن أن يكون مفيداً عندما يحارب الجسم التهاباً ما لكن الالتهابات المتكررة والمزمنة تلعب دوراً في التسبب باضطرابات جسدية مختلفة مثل الربو والأمراض القلبية وحتى الاكتئاب. وتبين في الدراسة ان بعض الناس قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهابات من غيرهم، والمشاركون الذين كانت أدمغتهم حساسة أكثر تجاه الرفض الاجتماعي شكوا من زيادة الالتهابات رداً على الضغط الاجتماعي.

وقال الباحث المشارك في الدراسة جورج سلافيش من مركز «يو سي إل آي» الطبي «هذا يساعد في فهم الرابط بين الذهن والجسم بطريقة لم يسبق أن عرفناها من قبل». وأضاف سلافيش ان الباحثين وجدوا انه عندما يتعرض المشاركون لضغط اجتماعي، يرد الجسم بزيادة الالتهابات، ولكن لا تكون ردة فعل الجميع بالطريقة عينها. بحسب وكالة يونايتد برس .

يشار إلى ان الدراسة شملت 124 متطوعاً ليسوا مرتاحين اجتماعياً، وطلب من كل منهم إلقاء خطاب بصورة مفاجئة مدته 5 دقائق واقفاً بمفرده أمام لجنة متخصصين يرتدون معاطف بيضاء ويتصرفون بطريقة قاسية ولا يتفاعلون كلامياً. وفوجئ المشاركون بعدها بالقيام بعمل حسابي ذهني، وجمع الباحثون عينات من لعابهم قبل وبعد التعرض لوضع كهذا، ودققوا في نوعين من البروتين يعتبران مؤشرا على وجود التهاب.

الوحدة مثل التدخين

في حين كشفت دراسة أمريكية حديثة أن الوحدة تضر بصحة الإنسان مثل التدخين أو السمنة المفرطة، وأن الأشخاص الذين يعيشون في محيط جيد من الأصدقاء والمعارف تزيد احتمالات عيشهم فترة أطول عن العمر المفترض بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في محيط اجتماعي ضيق.

ونقلت صحيفة "الاقتصادية" السعودية عن وكالة الأنباء الألمانية، أن علماء من جامعة "بريجهام يانج" في ولاية يوتا الأمريكية قاموا بتحليل 148 دراسة حول مخاطر الموت المبكر، والتي شملت بيانات أكثر من 300 ألف شخص معظمهم من الدول الغربية.

وأظهرت الدراسة، التي نشرت نتائجها في دورية "بلوس ميديسين" أن تأثير الوحدة على صحة الإنسان يعادل تأثير التدخين، كما يفوق عوامل خطورة أخرى مثل الوزن المفرط أو نقص الحركة. ولأن العلاقة بين المحيط الاجتماعي والموت غير مرتبطة بسن معين، أوصى الباحثون الأطباء بعدم التركيز فقط على محيط كبار السن.

يشار إلى أن متوسط عمر المشاركين في الدراسة يبلغ 64 عاماً، وقد تم رصد حالتهم على مدار سبعة أعوام ونصف.وأظهرت الدراسة أن الاندماج الاجتماعي العام كان له التأثير الأكبر في جميع العوامل المؤثرة على عمر الإنسان التي تم قياسها في الدراسة، بينما كان التأثير الأقل متعلقاً بما إذا كان الإنسان يعيش بمفرده أم مع آخرين.

وتبين من خلال الدراسة أن المحيط الاجتماعي له تأثير على التعامل مع الصحة والعملية النفسية مثل الضغط والاكتئاب، كما أظهرت دراسات أخرى أن التواصل الاجتماعي يقوي جهاز المناعة. وأكد العلماء أن أي طريقة لزيادة اندماج الإنسان في المحيط الاجتماعي ستحسن قدرته على الحياة ونوعية حياته. وأوضحت الدراسة بضرورة أن تتضمن الرعاية الصحية الاهتمام بالمحيط الاجتماعي للفرد وتعزيز الاتصالات الاجتماعية للمرضى. وكتب الباحثون في الدورية "الأطباء وخبراء الصحة والمربيون والإعلام يأخذون عوامل مثل التدخين والتغذية والرياضة على محمل الجد، لكن البيانات المطروحة هناك تقدم حجة دامغة لإدراج العوامل الاجتماعية في تلك القائمة".

ما تقلْه عن الآخرين

وفي دراسة تكشف فيها شخصية الأفراد مع من تتعامل معهم، قال باحثون أميركيون إن انتقادات المرء لغيره تعكس شخصيته أكثر مما تعكس شخصية من يتحدث عنهم.

ووجد البروفيسور المساعد في علم النفس في جامعة «واك فورست» الأميركية، داستين وود، وزميلاه سيمسر فازير من جامعة واشنطن، وبيتر هارمس من جامعة «نبراسكا»، أن ميل الشخص لوصف الآخرين بعبارات إيجابية يعد مؤشرا هاما على إيجابية أوصاف شخصيته واستقراره العاطفي.

وقال وود «فكرتك عن الآخرين تكشف بشكل كبير عن شخصيتك»، مضيفا أن «رؤية الآخرين بطريقة إيجابية تكشف صفاتنا الإيجابية».

ووجد الباحثون ارتباطاً قوياً بين الحكم بإيجابية على الآخرين وتمتع الشخص بالسعادة والحماسة والاستقرار النفسي والعطف واللطف. ورأى الباحثون ان الحكم بصورة سلبية على الآخرين تعكس مستوى عاليا من النرجسية وسلوكاًَ غير اجتماعي، وتشير إلى أرجحية إصابة مصدر الحكم بالاكتئاب واضطرابات في الشخصية. بحسب وكالة يونايتد برس .

غريب الأطوار

في حين رأت باحثة بريطانية إن الشخص الذي يوصف بأنه غريب الأطوار بسبب آرائه أو تصرفاته غير المألوفة لا يعاني بالضرورة من الاضطراب العقلي أو النفسي ،ولذا لا يمكن وصفه بأنه مصاب باضطرابات نفسية أو عقلية وبالتالي لا تتطلب حالته العلاج.

وقالت الأستاذة تيل وايكس من معهد التحليل النفسي في كنغز كولدج بلندن لصحيفة "ديلي تلغراف" إن من بين العوارض التي يشكو منها الشخص الغريب الأطوار التغير المفاجئ في المزاج والشعور بالحزن أو الكدر والقلق، والإحساس بأن الآخرين يقفون ضده وقد يسمع أصواتاً لا يسمعها غيره.

وأضافت وايكس إن التشخيص غير الصحيح لهؤلاء المرضى قد يزيد "خطر" تقديم علاجات طبية أو نفسية غير ضرورية إليهم. وقالت إن التشخيص الصحيح لحالة هؤلاء الأشخاص يعني أن الكثيرين منهم لن ينتهي بهم المطاف عند أطباء يشخصون حالتهم بأنها حالة اضطراب نفسي أو عقلي. ومن المقرر أن تصدر دراسة حول هذا الموضوع في دورية الجمعية الأميركية لتحليل النفس.

القدرة على الحفظ

بينما حذرت دراسة جديدة الطلاب من الاستماع للموسيقى أثناء تحضيرهم لامتحان مهم لأنها قد تعيق قدرتهم على تذكر الأشياء التي يتعلمونها.

وذكر موقع "هيلث دي نيوز" إن باحثين في جامعة "ويلز" أجروا دراسة طلبوا خلالها من المشاركين حفظ 8 أحرف بالترتيب. وظهر أن قدرة المشاركين على التذكر كانت الأسوأ أثناء الاستماع إلى الموسيقى أكانوا يحبون النوع الذي يستمعون له أو لا يحبونه، وظهر أن القدرة الأفضل على التذكر كانت في محيط هادئ من دون حركة.

ونشرت الدراسة في دورية "علم النفس الإدراكي التطبيقي"، وعزا معد الدراسة البروفيسور نيك بيرهام النتائج السيئة التي قدمها المشاركون أثناء الاستماع إلى الموسيقى إلى فوارق الصوت في المحيط، ما يعيق القدرة على تذكر ترتيب الأحرف من خلال التدريب عليها. ونصح الطلاب بالبقاء في محيط هادئ حين يقومون بعمل يتطلب التركيز الذهني.

التقدم في العمر

وفي صحيفة "دايلي ميل" البريطانية فقد نشر مؤخراً نتائج أبحاث حديثة قام بها علماء من فريق الباحثة الامريكية باربارا ستوتش، أشارت إلى أن قدرات العقل تزداد مع التقدم في العمر.

كما أكدت هذه الأبحاث ان ذروة النشاط الذهني للعقل تتحقق فيما بين سن الـ 50 والـ 70، وذلك خلافاً للنظرية السائدة والتي تقول أن 30% من خلايا الدماغ تموت بازدياد سنوات العمر، ما يؤدي إلى تقلص النشاط الذهني لدى الإنسان.

فقد برهنت التجارب على أن خلايا الدماغ لا تموت مع مرور الوقت وإن انعدم التفاعل فيما بينها، وذلك في حال لم يعمل الشخص بنفسه على تفعيلها. لكن الاستنتاج الأهم الذي تمكن العلماء من التوصل إليه هو أنه كلما ازداد عدد سنوات عمر الإنسان ازداد تدريجياً في دماغه معدل مادة خاصة تعرف باسم "مييلينا" والتي تسهم بتوصيل الإشارات بين خلايا الدماغ بشكل أسرع، ما يضاعف من قدرات الدماغ الذهنية لـ 3000% مقارنةً مع المعدلات في الحالات الطبيعية، وتبدأ مادة الـ "مييلينا" ببلوغ قمة نشاطها من سن الـ 60.

لماذا الانتحار؟

وفي مجال الانتحار والمشاكل النفسية التي تؤدي اليه، قال باحثون أميركيون إنهم طوّروا اختبارين يمكنهما مساعدة الأطباء على معرفة من لديهم سلوكاً انتحارياً.

ونقل موقع "لايف ساينس" الأميركي عن المسؤول عن الدراسة في جامعة "هارفرد" ماتيو نوك، قوله إن "واقع أن الاختبارين المختلفين حسنا إمكانية توقع ليس فقط من حاولوا الانتحار مؤخراً بل من سيحاولون ذلك مستقبلاً، يشير إلى قيمتهما في تحسين قدرتنا هذه على أمل منع حصول حالات انتحار في المسقبل".

وقد اتبع الأطباء النفسيون طرق مختلفة لمحاولة إيجاد دلائل بيولوجية لدى المنتحر، مثل المعدلات غير الطبيعية للناقلة العصبية "سيروتونين"، لكن هذه المؤشرات كانت أفضل كمؤشر لصفات شخصية مثل العنف.

وطور نوك وزملاؤه اختبارين للدلائل السلوكية التي تؤشر إلى خطر الانتحار، أحدهما يسمى اختبار الربط الضمني الذي يقاس من خلاله مدى ربط المريض لنفسه بالموت، والآخر يعتمد على ربط كلمات ذات مواضيع مختلفة بالألوان، بحيث أن من حاولوا الانتحار يسعون إلى ربط الكلمات التي لها علاقة بالموت مع الالوان.

التأمل الصيني

وقد بينت دراسة في الولايات المتحدة أن ممارسة إحدى تقنيات التأمل التي ترتكز على الطب الصيني التقليدي لمدة إحدى عشرة ساعة فقط كفيلة بتحسين عمل الدماغ.

والتقنية التي يطلق عليها اسم "آي بي أم تي" أو التدريب التكاملي للجسد والعقل، تحسن من عملية الربط الدماغية ومن نقل التيار العصبي في شبكة الأعصاب فتنشط عمل منطقة في الدماغ تساعد المرء على تكييف سلوكياته وفقا لما يرغب هو بتحقيقه، بحسب ما يوضح معدا الدراسة التي نشرت في مجلة "حوليات الأكاديمية الأميركية للعلوم". في الصين حيث يمارسها آلاف الأشخاص، كيفت هذه التقنية في التسعينات مرتكزة على الطب الصيني التقليدي. وهي اليوم تدرس لطلاب في جامعة أوريغون (شمال-غرب الولايات المتحدة).

ويأتي هذا التدريب في إطار بحث يقوده تانغ يي-يوان من جامعة داليان للتكنولوجيا (شمال شرق الصين) بالاشتراك مع المتخصص في علم النفس مايكال بوسنر من جامعة أوريغون. شملت الدراسة 45 طالبا، 28 شابا و17 شابة.

وتمت المقارنة بين 22 من طالبا خضعوا لتدريب على التقنية و23 لم يخضعوا لها. كذلك عمد الباحثان إلى تقنيات التصوير عبر الرنين المغنطيسي الذي يسمح بمراقبة الألياف التي تصل مختلف مناطق الدماغ قبل التدريب على تقنية التأمل هذه وبعدها.

فلحظت التغيرات الأكثر وضوحا في منطقة دماغية تنظم الانفعالات والسلوكيات. ويوضح بوسنر أن "منطقة الدماغ التي شهدت تغيرات نتيجة لتقنية التأمل (آي بي أم تي) ترتبط عادة بقدرة المرء على إدارة النزاعات". بحسب وكالة فرانس برس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 29/آب/2010 - 18/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م