نفط العراق... خيارات النهضة وحمى الذهب الأسود

 

شبكة النبأ: يزرع جليل جبر الفرطوسي أرضه الواقعة بالقرب من البصرة منذ عام 1970 لكنه قد يفقدها في عراق ما بعد الحرب في ظل الهرولة نحو الذهب الأسود الذي يقبع تحت الأرض التي يزرع فيها الطماطم والخيار.

وأصبحت العقود الممنوحة لشركات النفط العالمية التي قد ترفع طاقة العراق الانتاجية الى 12 مليون برميل يوميا من 2.5 مليون في الوقت الراهن شريان حياة مُحتملا للبلد الذي دمرته عقود من الحرب والعقوبات والتدهور الاقتصادي.

لكنها قد تمثل مشكلة للمزارعين من أمثال الفرطوسي الذي تقع أرضه الزراعية فوق حقل الزبير النفطي الذي تقدر احتياطياته بأربعة مليارات برميل.

وقال الفرطوسي (55 عاما) الذي يعمل في خمس مزارع في الزبير انه يزرع هذه الأرض منذ أن كان طفلا قبل 40 عاما. وأضاف أنه اذا أُخذت منه أرضه فانه سيكون كشخص عار بين الملأ لا يملك شيئا يقتات منه.

وقال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد ان الحكومة ستقدم تعويضات مالية وأراض بديلة في بعض الحالات لكن الدولة هي المالك الشرعي لحقول النفط.

وتابع قائلا ان أي بقعة أو أرض سواء كانت زراعية أو غير ذلك تقع داخل حقول النفط هي ملك للدولة. وأضاف أن الشركات العالمية والحكومة لن تسمح لاي جهة أن تعيق تطوير حقول النفط.

وتجري زراعة التمور والبطيخ والخضروات في الارض الخصبة التي تقع فوق جانب من أكبر حقول النفط في العالم منذ عقود من الزمن لكن العشائر التي تزرع هذه الارض تخشى أن تنحى جانبا في ظل الاندفاع نحو تطوير الاحتياطيات الضخمة بالعراق. بحسب رويترز.

ورفع أحد زعماء العشائر في محافظة ميسان بجنوب البلاد دعوى ضد قطاع النفط العراقي التابع للدولة قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 بسبب فقدانه أرضه الزراعية ويطالب بتعويض قدره حوالي مليوني دولار.

وقد تكون هذه القضية بالون اختبار للمنازعات حول حقول النفط التي فازت بها شركات أجنبيبة عملاقة في جولتين للتراخيص العام الماضي. ومن الصعب مقاومة إغراء تضاعف انتاج النفط العراقي بأربعة أمثاله. وسيجعل ارتفاع الطاقة الانتاجية الى 12 مليون برميل يوميا من العراق منافسا للسعودية.

كما ستسمح للعراق -الذي يمتلك ثالث أكبر احتياطيات في العالم- بجمع السيولة التي يحتاجها لاعادة الاعمار والوصول الى مستوى من الرخاء لوقف نشاط المسلحين الذين يواصلون قتل وجرح المئات كل شهر.

ويعول العراق العضو في منظمة أوبك على شركات عملاقة مثل بي.بي البريطانية ولوك أويل الروسية ورويال داتش شل واكسون موبيل وغيرها لتوفير الاستثمارات والخبرة اللازمة لحقوله النفطية.

ويشكل فشل الكتل السياسية العراقية في الاتفاق على حكومة ائتلافية منذ الانتخابات غير الحاسمة التي جرت في مارس عائقا أمام عمل هذه الشركات لكنه لم يمنعها من إرساء أساس مشروعات التطوير.

وعندما أطاح الغزو الامريكي بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قامت عشيرة المحيات بحماية منصات النفط في حقول غرب القرنة الواقعة شمالي الزبير من عصابات السلب والنهب.

وقال وسمي فياض المحيات الزعيم العشائري في قرية العبرة الواقعة على بعد حوالي 110 كيلومترات شمالي البصرة ان عشيرته تعيش في هذه المنطقة منذ 600 عام لكن شركة نفط الجنوب المملوكة للدولة تحاول ابعاد أهل عشيرته.

وقال انهم عرضوا الرحيل اذا عوضتهم وزارة النفط وأعطتهم أراض أخرى قريبة لكن أربع سنوات من المحادثات لم تثمر شيئا حتى الآن.

وأصبح التوصل لاتفاق أشد الحاحا بعد منح المرحلتين الاولى والثانية من حقل غرب القرنة الى شركات عالمية العام الماضي وهما من أكبر المشروعات النفطية في العالم.

وقال المحيات انهم يطالبون بأن يعملوا حراسا في المنشات النفطية وأن تكون لهم مجمعات سكنية وأن يجري تعويضهم كغيرهم. وأضاف أنهم اذا حصلوا على مطالبهم فانهم سينتقلون الى منطقة أخرى والا فانهم لن يغادروا. وخلال سنوات حكم صدام حسين الاربع والعشرين سمحت الحكومة للمزارعين بزراعة الارض الواقعة داخل حقول النفط بموجب عقود تأجير سنوية من وزارة النفط. والان يقول مزارعون انهم يواجهون تعطيلا عندما يطلبون تجديد هذه العقود. ويحظى المزارعون بدعم من سياسيين محليين.

الحقول المشتركة

في سياق متصل قال وزير النفط الكويتي ان الكويت والعراق توصلتا "مبدئيا" الى اتفاق ينظم انتاج النفط في الحقول الحدودية التي سبق ان تسببت بنزاع بين البلدين.

وقال الشيخ احمد عبدالله الصباح للصحافيين ان الاتفاق اتى بعد مفاوضات تقنية بين البلدين وقد "اتفقنا مبدئيا. الكويت وقعت الاتفاق و(العراق) سيوقع هذا الاسبوع او الاسبوع المقبل".

وبحسب الوزير، فان الاتفاق ينص على دعوة شركة دولية واحدة للتنقيب عن النفط في الحقول المشتركة الحدودية.

وبحسب الوزير، فان هذا الاتفاق يهدف الى "الحؤول دون حصول اتهامات في المستقبل بان احدى الدولتين تقوم باستغلال هذا النوع من الحقول المشتركة بشكل مفرط".

وهناك عدد من الحقول النفطية بين البلدين ومنها حقل الرميلة العراقي العملاق الذي يمتد الى داخل الاراضي الكويتية حيث يعرف باسم حقل الرتقة. ومن الحقول ايضا الزبير والصفوان.

ومعظم الانتاج العراقي الحالي من النفط ياتي من حقل الرميلة، وهو يعادل 1,5 مليون برميل يوميا من اصل 2,5 مليون برميل تنتجها العراق، بينما الانتاج من حقل الرتقة لا يتعدى 50 الف برميل. بحسب فرانس برس.

وتبادل الطرفان في الماضي الاتهامات بسرقة النفط الا ان مسؤولين كويتيين نفوا مرارا الاتهامات العراقية للكويت باستخراج النفط بشكل غير شرعي من الحقول الحدودية.

وكان الرئيس العراقي السابق صدام حسين اتهم الكويت بسرقة نفط الرميلة عندما احتلت قواته الكويت في اب/اغسطس 1990. ويملك البلدان معا 25% من الاحتياطان النفطية المثبتة (10% للكويت و15% للعراق).

من جهة ثانية اعلن الوزير الكويتي ان بلاده راضية عن مستويات اسعار الخام الحالية متوقعا ان تشهد ارتفاعا في الربع الاخير من العام.

وقال الوزير للصحافيين "نحن نقدر ما يحصل في الاسواق الدولية وعلى مستوى الاقتصاد الدولي، ونحن راضون عن اسعار الخام الحالية".

وتوقع الشيخ احمد الذي تعد بلاده رابع اكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، ان "ترتفع" اسعار الخام في الربع الاخير من العام.

واستمرت اسعار الخام بالهبوط الاربعاء في سوق نيويورك ووصل سعر البرميل الى 71,30 دولارا تحت وطأة التشاؤم في الاسواق وبانتظار نشر الاحصاءات حول المخزونات النفطية الاميركية.

واردات كردستان النفطية

من جهته أعلن وزير الموارد الطبيعية في حكومة اقليم كردستان اَشتي هورامي، عن أن وزارته تسعى لجعل الإنتاج النفطي في الاقليم يصل إلى مليون برميل يوميا خلال السنوات الأربع المقبلة، متوقعا الوصول الواردات خلال هذه المدة إلى 25 مليار دولار سنويا.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده هورامي مع المتحدث باسم حكومة الاقليم كاوه محمود في مبنى وزارة الثقافة بمدينة أربيل، وحضرته وكالة (أصوات العراق).

وقال هورامي “تسعى وزارة الموارد الطبيعية إلى جعل الإنتاج النفطي خلال السنوات الاربع أو الخمس المقبلة يصل إلى مليون برميل وانتاج 100 الف متر مربع للغاز الطبيعي يوميا”، متوقعا “وصول الواردات النفطية في الاقليم خلال هذه المدة إلى 25 مليار دولار سنويا، والمبلغ سيكون جزءا من الميزانية العراقية”.

وبين هورامي أن “الاقليم يملك قرابة 45 مليار برميل و200 ترليون متر مربع من الغاز الطبيعي”، موضحا أن “وزارة الموارد الطبيعية أعدت ستراتيجية وخططا من اجل الوصول إلى هذه الكمية الانتاجية، وأن الغاز المنتج سيتم تصديره عن طريق تركيا”.

وعن تهريب النفط الخام وتصديره إلى ايران، قال هورامي إن “الاقليم لم يقم بتصدير النفط إلى الخارج، وهناك مشتقات نفطية تم تصديرها وذلك بعد الاستفادة منها وتقديمها للمزايدة العلنية للشركات، والواردات هذه المشتقات ستكون لأجرة النقل النفط والموظفين العاملين في المصافي الموجودة بالاقليم”.

وكشف عن أن هناك “40 مصفى صغير الحجم وثلاثة كبيرة في الاقليم، وامكانية بعض من المصافي الصغيرة تصل إلى تصفية 10 براميل فقط”. 

وأضاف الوزير أن “تخمين الوزارة لواردات التصدير هذه المشتقات بسعر الطن يتم بيعه بمبلغ 400 دولار، ومبلغ استفادته يصل 20 مليون دولار شهريا، لكن إذا تم بيعه بمبلغ 300 دولار لن نستفيد شيئا منها”، لافتا إلى “نسبة 10% من النفط الخام ستكون سهما للشركات العالمية، لكن النسبة من هذه المشتقات تصل إلى 60%”.   وأكد هورامي أن الاقليم “قام بتصدير النفط الخام لمدة أربعة أشهر فقط وذلك بعد المصادقة على قانون النفط والغاز في برلمان كردستان عام 2008″، مستدركا “تم وقف هذا التصدير بعد قرار الحكومة العراقية بمنع الشركات العالمية المتعاونة مع الاقليم.

واشار إلى أن “هذا التوقف جاء بعدما رأينا السياسة النفطية في الحكومة العراقية فاشلة، ولكي لا تفشل سياستنا قمنا بوقف التصدير.

فيما قال كاوه محمود خلال المؤتمر إن الهدف من انعقاد المؤتمر هو الاعلان عن شفافية عملنا، وسنفعل ذلك مع برلمان كردستان أيضا.

حقل غرب القرنة

على صعيد متصل أفاد بيان نشر أن شركة لوك أويل الروسية للطاقة وشركاء طرحوا مناقصة لاجراء المسوح السيزمية في حقل غرب القرنة النفطي.

وقال البيان الذي نشرته صحيفة الصباح ان لوك أويل التي فازت مع شريكتها في الكونسورتيوم شتات أويل النرويجية بعقد لتطوير الحقل دعت الشركات لتقديم عطاءات اجراء المسوح السيزمية ثلاثية الابعاد في حقل النفط.

كانت لوك أويل وشتات أويل فازتا عن طريق مناقصة جرت في ديسمبر كانون الاول باتفاق مدته 20 عاما لتطوير المرحلة الثانية من غرب القرنة التي تبلغ احتياطياتها 12.9 مليار برميل وتقع في جنوب البلاد وتعهدت الشركتان بتعزيز الانتاج الى 1.8 مليون برميل يوميا.

وفي ابريل نيسان قال مسؤول تنفيذي كبير في شتات أويل ان انتاج غرب القرنة سيصل الى 120 ألف برميل يوميا في 2012.

وعقد تطوير لوك أويل جزء من سلسلة صفقات وقعها العراق مع شركات نفط عالمية في محاولة لتعزيز طاقة انتاج النفط الخام في غضون سبع سنوات الى 12 مليون برميل يوميا من 2.5 مليون برميل يوميا الآن.

بئر شرقي العمارة

من جانبها باشرت شركة “وذر فورد” الأمريكية، بحفر بئر نفطي جديد شرق مدينة العمارة ضمن 20 بئرا نفطيا تم التعاقد عليها مع الشركة بقيمة 224 مليون دولار (أكثر من 421 مليار دينار) لزيادة إنتاج النفط، بحسب مدير إعلام شركة نفط ميسان.

وقال علي عباس الطرفي لوكالة (أصوات العراق) إن شركة وذر فورد “باشرت بحفر البئر الجديد في حقل البزركان النفطي (70 كم شرق العمارة )”، مشيرا إلى أن المشروع يتضمن “حفر 20 بئرا نفطيا  لزيادة الطاقة الإنتاجية المستخرجة من حقول  المحافظة التي تبلغ نحو 100 ألف برميل يوميا”.

وأضاف الطرفي أن الطاقة الإنتاجية لكل بئر “تتراوح ما بين 20 – 30 ألف برميل يوميا”، مبينا أن العقد الاستثماري المبرم مع الشركة “يقضي بحفر الآبار ضمن مدة لا تتجاوز 31 شهرا وبقيمة تتجاوز 224 مليون دولار”.

يذكر أن الرقعة الجغرافية لمحافظة ميسان تضم ستة حقول منتجة هي البزركان، أبي غرب، الفكة، الحلفاية، العمارة بالإضافة إلى حقل مجنون المشترك مع شركة نفط الجنوب، كما تضم خمسة حقول مستكشفة وغير منتجة هي الحويزة، الرافعي، رافدين الشرقي، الدجيلة وكميت.

وتقع مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان، على مسافة 390 كم جنوب العاصمة بغداد.

المبيعات الكردية

فيما قالت شركة النفط والغاز النرويجية دي.ان.او انترناشونال انها تبيع من النفط داخل منطقة كردستان العراق ما يمكنها من مواصلة العمل حتى في غياب تصريح من الحكومة المركزية للتصدير.

ومنع صراع على السلطة بين بغداد والسلطات الاقليمية في اربيل الشركة النرويجية من تصدير النفط لكن هيلجي ايدي الرئيس التنفيذي لدي.ان.أو قال انها تحقق أرباحا في كردستان على اي حال وجاءت تلك الارباح أفضل من توقعات المحللين في الربع الثاني.

وسجلت الشركة أرباحا تشغيلية بلغت 99 مليون كرونة نرويجية (16 مليون دولار) في الفترة من ابريل نيسان حتى يونيو حزيران مقارنة مع مليوني كرونة في الفترة المقابلة من العام الماضي ومقارنة مع توقعات بأرباح تبلغ 82 مليون دولار في مسح اجرته رويترز.

وفي وقت سابق أرجع ايدي الاداء الافضل من المتوقع بالاساس الى زيادة في المبيعات المحلية من حقل طاوكي بمنطقة كردستان العراق.

وارتفع انتاج دي.ان.او في طاوكي الى 17145 برميلا يوميا في يونيو حزيران من 4404 براميل في مايو ايار.

وقال ايدي في مقابلة ان الزيادة في المبيعات المحلية استمرت في الربع الثالث حيث أنتج طاوكي 20500 برميل يوميا في يوليو تموز. وجاء ذلك بفضل نمو طاقة الانتاج بمصفاة الشركة عند طاوكي وزيادة في العقود قصيرة الاجل مع شركات تكرير كردية اخرى.

وأضاف أن قوة وضع السيولة الناتج عن ذلك لدى الشركة خفف بعض ضغوط تكاليف انتظار سماح الحكومة المركزية والسلطات الاقليمية باستئناف الصادرات المتوقفة منذ سبتمبر ايلول بعد فترة شهدت تصدير نحو 40 ألف برميل يوميا عبر تركيا.

وتابع يقول ان الشركة لا يمكنها انتظار التوصل الى حل سياسي. وقال "ينبغي ان نواصل العمل كالمعتاد بقدر الامكان" مضيفا أن "تكاليف الاستخراج المنخفضة ولكن مستقرة" مكنت دي.ان.او من تشغيل طاوكي بشكل مربح في الوقت الذي يشتعل فيه الجدل في العراق بشأن ايرادات الصادرات وسلطة منح العقود.

وقال محللون ان حلا يوضح دور دي.ان.او في كردستان ربما لا يأتي قبل تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس اذار.

وحذر ايدي من أن عقود المبيعات قصيرة الاجل في كردستان قد تتقلب أيضا. وقال ان عقود أغسطس اب على وجه الخصوص قد تتراجع بسبب شهر رمضان.

انبوب نابوكو

كما أعلنت شركة RWE الألمانية لخدمات الطاقة والغاز الجمعة أنها وقعت اتفاقية مع حكومة إقليم كردستان العراق، تتضمن مساعدتها على تطوير وتصميم البنية التحتية الخاصة بنقل وتصدير الغاز، إلى جانب البحث في طرق تصدير الغاز من الإقليم إلى تركيا وأوروبا عبر أنبوب "نابوكو."

وشددت الشركة على أن عائدات المشروع "ستكون متاحة لكل العراق وستؤمن الدعم المطلوب لمشاريع إعادة إعمار إقليم كردستان والعراق ككل" في أحدث خطوة من نوعها لحكومة الإقليم المتمتع بحكم ذاتي في ملف التصرف بالثروات الطبيعية الذي يشكل نقطة خلافية مع الحكومة المركزية في بغداد.

ونقل بيان الشركة الألمانية عن مديرها التنفيذي، ستيفان يودش، قوله، بعد لقاء جمعه مع وزير النفط في حكومة كردستان العراق أشتي حورامي: "يسرنا أنني تمكنت من التباحث مع الوزير في الطرق التي تسمح لنا بالاستفادة من الجوانب المتعددة لهذا الاتفاق الذي سيكون مفيداً للإقليم ولنا."

كما أورد اليبان عن حورامي محاولته طمأنة الحكومة المركزية في العراق عبر قوله إن عوائد تصدير الغاز سيستفيد منها البلد ككل.

وأضاف حورامي: "موقع الغاز في منطقة كردستان يؤمن له ميزات مناسبة لدخول السوق الأوروبية.. نقل الغاز بكميات تصل إلى 20 مليار متر مكعب في العام عبر خط نابوكو يمثل أولوية بالنسبة لنا ويظهر نوايانا الحسنة تجاه تركيا وأوروبا على حد سواء."

وبحسب الاتفاقية، فإن RWE ستساعد حكومة كردستان في توزيع ونقل الغاز للاستخدام المحلي، كما ستعمد إلى تدريب كوادر بشرية كردية، وستحدد سبل تصدير الغاز من الإقليم الواقع شمالي العراق إلى الدول المجاورة.

وأنبوب نابوكو هو عبارة عن خط أنابيب يحظى بدعم الولايات المتحدة الراغبة بتخفيف اعتماد دول الغرب على الغاز الروسي، ومن المقرر أن يمر من أذربيجان عبر حدود تركيا الشرقية وصولاً إلى بلغاريا ورومانيا وهنغاريا، ومنها إلى مستودعات كبيرة للتخزين في النمسا.

وقد وقعت ألمانيا بدورها على المشروع الذي ستبلغ تكلفته 11 مليار دولار بوصفها دولة شريكة، وقبل أيام قررت الدول المشاركة في المشروع صرف النظر عن خطط جر الغاز من إيران، بسبب العقوبات الدولية عليها، وذكرت أنها ستركز على مصادر جديدة، بينها العراق وجورجيا.

وتسيطر روسيا حالياً على خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وقد سعت منذ فترة إلى استباق مشروع "نابوكو" باقتراح خطة "الأنبوب الجنوبي" الذي يمر تحت مياه البحر الأسود، وصولاً إلى بلغاريا، وذلك بتكلفة تتقاسمها موسكو مع إيطاليا.

ومن المقرر أن تبدأ مشاريع بناء الأنابيب بعد جمع الأموال اللازمة، على ألا تبدأ عمليات الضخ قبل عام 2014.

حقل الحلفاية

من جهته قال مسؤول بشركة البترول الوطنية الصينية (سي.ان.بي.سي) ان الشركة وشركاءها يعتزمون حفر ابار جديدة الشهر المقبل في حقل الحلفاية النفطي بالعراق في اطار خطة لزيادة الانتاج الى 70 ألف برميل يوميا في 2011.

ووقع العراق عقدا لتطوير حقل الحلفاية مع الشركة الصينية وشركة النفط الفرنسية توتال وشركة بتروناس الحكومية الماليزية مقابل رسم يبلغ 1.40 دولار لكل برميل. وتبلغ حصة (سي.ان.بي.سي) في الكونسرتيوم 37.5 بالمئة.

وأبلغ يان شيهي المسؤول بالشركة رويترز أن المجموعة تعتزم حفر ثلاثة ابار للتقييم هذا العام كانت طرحت مناقصة لها بالفعل وتقوم حاليا بدراسة العروض. وقال "نعتزم اعتبارا من الربع الثالث من العام القادم انتاج 70 ألف برميل يوميا."

وأضاف أن المجموعة تهدف لحفر حوالي 15 بئرا جديدة العام المقبل لبلوغ هذا المستوى المستهدف.

وفي مايو أيار قالت توتال ان انتاج النفط الخام من حقل الحلفاية العراقي سيبلغ 55 ألف برميل يوميا بحلول 2016 من ثلاثة الاف برميل يوميا فقط الآن.

وتقدر احتياطيات حقل الحلفاية الواقع في جنوب العراق بحوالي 4.1 مليار برميل من النفط. وستبدأ الشركات استرداد التكاليف عندما يصل الانتاج الى 70 ألف برميل يوميا.

والعقد ضمن مجموعة اتفاقات ابرمتها بغداد مع شركات نفط عالمية في مسعى لتعزيز طاقة العراق الانتاجية لتصل الى نفس الطاقة الانتاجية السعودية البالغة 12 مليون برميل يوميا من 2.5 مليون برميل يوميا حاليا.

الأردن يستورد 240 ألف برميل

الى ذلك بلغ حجم كميات النفط الخام التي استوردها الأردن من العراق منذ بداية الشهر الجاري نحو 240 ألف برميل بمعدل 10 آلاف برميل يوميا وذلك بموجب الاتفاق الموقع بين البلدين.

وقال نائل ذيابات مدير الشركة التي تتولى نقل النفط العراقي، في تصريح له يوم (الثلاثاء)، إن عملية نقل النفط من محطة "البيجي" في العراق إلى الحدود الأردنية العراقية تسير بكل سهولة ويسر، مؤكدا أن عملية التنسيق في أعلى مستوياتها بين الجانبين لتسهيل مهمة النقل وتذليل كافة العقبات التي قد تعترضها.

وأشار إلى أن الوقت الذي تستغرقه الرحلة الواحدة يعتمد على سرعة صدور الموافقات العراقية حيث تبلغ المسافة من محطة "البيجي" إلى الحدود العراقية الأردنية 800 كيلو متر، ومن الحدود الأردنية وحتى موقع التفريغ في الزرقاء 100 كيلو متر.

وأضاف ذيابات أن الشركة ستقوم بنقل مليون طن بزيادة أو نقصان 50 %من موقع"بيجي-كركوك" في العراق إلى موقع مصفاة البترول الأردنية في الزرقاء حتى 31 يوليو 2011 .

ولفت إلى أنه يتم نقل النفط من محطة "البيجي" إلى الحدود العراقية الأردنية بوساطة الصهاريج العراقية وعددها 400 صهريج ، ثم يتم النقل بوساطة صهاريج أردنية إلى مصفاة البترول في الزرقاء وعددها 100 صهريج.

يذكر أن الأردن والعراق وقعا اتفاقية لنقل النفط الخام في عام 2006 ولمدة عامين وبسبب عدم القدرة على تنفيذها لأسباب أمنية داخل الأراضي العراقية، تم في شهر أغسطس من عام 2008 تمديد الاتفاقية لمدة ثلاث سنوات تنتهي في عام 2011 ورفع قيمة الخصم الممنوح للأردن من 18 دولارا حسب الاتفاقية السابقة إلى 22 دولارا وان يتم التحميل من منطقة "بيجي" بدلا من التحميل من "كركوك".

وتمثل كمية النفط العراقي الخام التي يتم نقلها يوميا إلى الأردن والبالغة 10 آلاف برميل حوالي 10 % من احتياجات المملكة اليومية من النفط البالغة 100 ألف برميل. (شينخوا)

حقل عكاز للغاز الطبيعي

فيما قال مسؤولان في اديسون ثاني أكبر شركة مرافق ايطالية ان الشركة قد تقدم عرضا للفوز بحقل عكاس العراقي للغاز الطبيعي وذلك في جولة المناقصات الحكومية الثالثة على عقود خدمة.

وأبلغ مسؤول تنفيذي في اديسون طلب عدم نشر اسمه على هامش ورشة عمل في اسطنبول أن نسبة الكبريت في حقل عكاس الذي تقدر احتياطياته بنحو 2.1 تريليون قدم مكعبة أدنى على الاقل من أحد حقلين اخرين تشملهما الجولة مما يجعل الشركة تفضل تطويره.

وتنظم وزارة النفط العراقية ورشة عمل في مدينة اسطنبول التركية للشركات المهتمة بالمنافسة على عقود الخدمة لحقول الغاز الثلاثة التي تريد تطويرها قبيل المناقصة المقررة في أول أكتوبر تشرين الاول. بحسب رويترز.

وقال المسؤول ان دخول المناقصة "قرار استراتيجي" لاديسون لانها تبحث عن موطيء قدم في العراق. وبحسب بيانات لوزارة الطاقة الامريكية تقدر احتياطيات العراق من الغاز عند 112 تريليون قدم مكعبة مما يجعله يحتل المرتبة العاشرة عالميا في حين أن احتياطياته النفطية هي ثالث أكبر احتياطيات في العالم.

كانت اديسون قادت مجموعة شركات قدمت العرض الوحيد لعقد حقل عكاس في جولة المناقصات الاولى العام الماضي لكن الرسم الذي طلبته تجاوز ما اقترحه العراق بكثير.

وكانت شركة النفط الوطنية التركية تركي بتروليري ضمن الكونسورتيوم الذي قادته اديسون للمنافسة على حقل عكاس العام الماضي.

وأكد مسؤول اخر من اديسون وميلانو أن اهتمام الشركة يقتصر على حقل عكاس وقال انها قد تسعى الى شكل من الشراكة للمنافسة على الحقل بالتعاون مع تركي بتروليري. وقال "توفر تركيا منفذ تصدير طبيعيا." وتحاذي تركيا شمال العراق.

وأحجم مدير بالشركة التركية عن تحديد الحقل الذي قد تنافس عليه الشركة مضيفا أن أي اتفاق شراكة سيكون خلال المناقصة. واضافة الى عكاس تشمل المناقصة عقودا لتطوير حقل المنصورية على الحدود الايرانية الذي تقدر احتياطياته بنحو 3.3 تريليون قدم مكعبة من الغاز وحقل سيبا في الجنوب الذي تبلغ احتياطياته 1.1 تريليون قدم مكعبة.

وقال المسؤول الاول من اديسون ان عكاس يوجد في الصحراء الغربية للعراق مما يجعل من السهل فتح منافذ تصدير. ولا تعمل أي خطوط أنابيب لتصدير الغاز في العراق حاليا.

كان مسؤول كبير بقطاع النفط العراقي قال أمس الاحد انه يمكن تصدير نصف الغاز لكن مسؤولين عراقيين اخرين قالوا اليوم ان الكمية لم تتقرر بعد. وتصدير الغاز قضية مثيرة للجدل بسبب عجز العراق عن تلبية الطلب على الكهرباء.

وبعد سبع سنوات من الغزو الذي قادت الولايات المتحدة تمد شبكة العراق بضع ساعات فحسب من الكهرباء يوميا. ويأمل العراق في أن يعزز فتح قطاع الغاز أمام الاستثمار الاجنبي طاقة توليد الكهرباء التي تضررت بعد سنوات من العقوبات والحرب وضعف الاستثمار.

وبالاضافة الى اديسون وتركي بتروليري حضر ورشة العمل مسؤولون من توتال الفرنسية وشتات أويل النرويجية وكوجاس الكورية الجنوبية ومؤسسة اليابان الوطنية للنفط والغاز والمعادن وايتوشو كورب.

كما حضر ممثلون عن تي.ان.كيه-بي.بي الروسية وكويت انرجي ومؤسسة النفط والغاز الطبيعي الهندية وكازمونايجاس من قازاخستان. ويقول العراق انه يفضل شركات مثل توتال وكوجاس ورويال داتش شل نظرا لما تملكه من خبرة.

رفع الأسعار

من جهة أخرى قالت شركة تسويق النفط العراقية (سومو) ان العراق رفع سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف الى المشترين في الولايات المتحدة لشهر سبتمبر أيلول عشرة سنتات الى ما يقل 1.30 دولار عن مؤشر أرجوس للخامات عالية الكبريت.

وأبقى العراق سعر بيع خام كركوك الى شركات التكرير الامريكية في سبتمبر دون تغيير عنه في أغسطس اب عند ما يزيد 25 سنتا على مؤشر ارجوس.وحدد سعر خام البصرة الخفيف لشهر سبتمبر الى المشترين الاسيويين عند ما يقل 1.55 دولار عن متوسط أسعار خامي عمان ودبي.

وجاء الخفض في سعر بيع الخام العراقي الخفيف الى اسيا لشهر سبتمبر في نطاق التوقعات في مسح أجرته رويترز.

وتحدد سعر بيع خام البصرة الى المشترين الاوروبيين عند ما يقل 2.95 دولار عن متوسط السعر الفوري لخامات بحر الشمال. وكان السعر في أغسطس يقل 1.95 دولار عن متوسط خامات بحر الشمال.

حماية حقول النفط

من جانب آخر قال قائد القوات الامريكية في العراق ان القوات المسلحة العراقية قادرة على حماية منشآتها النفطية الحيوية مع انسحاب القوات الامريكية وانه لا يرى مؤشرا على أن القادة العسكريين يخططون للقيام بانقلاب.

وأضاف أوديرنو الذي من المقرر أن يسلم القيادة في أول سبتمبر أيلول بعد 56 شهرا من القتال في العراق انه يغادر هذا البلد على قناعة بأن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 سيؤدي في نهاية المطاف الى تعزيز الاستقرار في الشرق الاوسط من خلال عراق ديمقراطي.

وتابع أوديرنو في اجتماع مع مجموعة محدودة من الصحفيين "أقول للجميع يجب أن نتجاوز الجدل بشأن سبب وجودنا هنا. الامر لا يتعلق بذلك فقد تجاوزناه. لقد خضنا هذا الجدل من قبل.

"أعتقد بحق ان وجود عراق ديمقراطي قوي يمكن أن يعزز الاستقرار بوجه عام في الشرق الاوسط ويجب ألا نغفل ذلك. قد لا تتاح لنا هذه الفرصة مرة أخرى."

ويغادر أوديرنو بعد انتهاء المهمة القتالية رسميا التي بدأها الرئيس السابق جورج بوش قبل سبعة أعوام ونصف العام للاطاحة بالرئيس صدام حسين.

وتراجع عدد القوات الامريكية في العراق يوم الثلاثاء الى ما دون 50 ألف جندي مثلما وعد الرئيس باراك أوباما مع تحويل القوات تركيزها الى تدريب وارشاد قوات الجيش العراقي والشرطة العراقية.

ويعد أوديرنو واحدا من جنرالات قلائل في تاريخ الجيش الامريكي الذي تولى قيادة فرقة ثم فيلق ثم قيادة جميع القوات في الميدان في نفس الحرب. وسوف يخلفه اللفتنانت جنرال لويد أوستن وهو من قدامى المحاربين في حرب العراق. بحسب رويترز.

وتوفر الصفقات التي وقعها العراق مع شركات نفط عالمية لتطوير احتياطاته النفطية الهائلة -وهي ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم- أساسا للامل في الحقبة القادمة من تاريخ العراق بعد ثلاثة عقود من الحرب والعقوبات والتراجع الاقتصادي.

وقال أوديرنو ان حماية المنشآت النفطية وضمان عدم اثارة ذعر القوى النفطية العالمية من هجمات المسلحين أو الميليشيا الشيعية أمر مهم للعراق.

وأضاف "حتى الان الامور تسير على ما يرام بالنسبة لشركات النفط العالمية كي تأتي وتستقر. لا أعتقد ان هناك أي تحد مهم يواجه هذه الشركات هنا."

ومضى يقول "هل ستحدث هجمات.. بالتأكيد. هناك الكثير من الاسباب لحدوثها بعضها مدفوع بعناصر خارجية لكن مرة أخرى أعتقد ان العراقيين يركزون بشدة على هذا الامر. أثق انهم سيتمكنون من توفير الامن الضروي."

وتابع أوديرنو انه لا يرى أى مؤشر على ان قادة الجيش العراقي يدبرون لمؤامرة في الوقت الذي يواصل فيه السياسيون مشاوراتهم لتشكيل الحكومة.

وقال أوديرنو "أعتقد انه مع الوقت سيشعر الجنرالات بالتوتر تجاه هذا الامر ... التوتر من المجهول. انها المرة الاولى التي يمرون فيها بهذا التحول الى حكومة ولكن هذا يفسر لماذا من المهم لنا أن نبقى.

وفي واحدة من اخر اجتماعاته مع وسائل الاعلام في العراق أشار أوديرنو الى خريطة في مكتبه الموجود بأحد قصور صدام القديمة تظهر العراق في قلب الشرق الاوسط.

وقال "من الواضح انه طريق وعر لكني أعتقد انه مع مشاركتنا المستمرة وشراكتنا المستمرة مع العراق يمكننا أن نجعل الامر ممكن. وأعتقد انه سيكون لذلك بعض التداعيات المهمة على الشرق الاوسط بكامله وحركة الاحداث هنا في الشرق الاوسط.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 29/آب/2010 - 18/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م