أسعار الخضراوات تلهب أسواق الكوت في موجة غلاء غير مسبوقة

مواطنون يطالبون الحكومة المحلية بإيجاد حلول سريعة

تحقيق: علي فضيلة الشمري

 

شبكة النبأ: تصاعدت مع أيام شهر رمضان الكريم حالة التذمر الشعبي لدى سكان محافظة الكوت، بسبب  ارتفاع الأسعار الخاصة بالمحاصيل الزراعية والتمور في الأسواق. فضلا عن إخفاق الحكومة ووزارة التجارة بتأمين متطلبات البطاقة التموينية، التي كان لها دورها في تخفيف الأسعار في السنوات الماضية.

حيث يعزو كرار الحاج كاظم وهو (متعهد نقل المحاصيل الزراعية الى علوه خضار)، ارتفاع الأسباب الى عدة عوامل منها النقص الحاد في المحاصيل التي ترد من الفلاحين بالإضافة الى ارتفاع أسعار الإيجارات الخاصة بالمحال التجارية في علوة الخضار، فيقول، "نعاني من نقص حاد وكبير في الغلة الزراعية، كما إن بلدية الكوت رفعت بدلات الإيجار للمحال الى مبالغ قياسية، حيث يبلغ إيجار هذه العلوة سنويا (مليار و400 مليون دينار) مع رسوم الضرائب".

ويشدد كرار خلال حديثه لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "أستطيع القول بان الغلة من فاكهه وخضر عراقيه قد توفاها الله!!، ودفنت في ارض جرداء مازالت ظامئة للمياه، سيما مياه السقي، حيث تفتقد علوتنا ومنذ  فترة من الزمن الى المحاصيل العراقية، وهو ذات الحال بالنسبة الى علوة ناحية الدجيلي والحي والنعمانية".

ويشير أيضا، "هناك إرباك واضح في عمل الحكومة بالنسبة الى دعم الفلاحين والإنتاج المحلي.

ويتساءل كرار بعفوية، " لماذا يبدأ الفلاح العراقي بتسويق بضاعته من الرقي والبطيخ والخيار يعاد افتتاح الاستيراد".

ويعقب قائلا، "في مواسم متعاقبة يتكرر هذا الأمر مما يؤثر سلبا على  سعر البضاعة العراقية ويمثل هزيمة الفلاح العراقي في بيع بضاعته، حيث يتوجه البقالون الى البضاعة المستوردة نظرا لرخص أثمانها.

فيما طالب متعهد آخر بتدخل مباشر من قبل مسئولي المحافظة بمعزل عن إجراءات الحكومة الاتحادية، حيث قال مخلد عبد، "أتمنى على مدير زراعة واسط وبالتنسيق مع وزارة الزراعة بحجب البضاعة الأجنبية عن البلاد في الموسم الزراعي، خصوصا في الفترة التي يبدأ الفلاح العراقي بالتسويق لبضاعته، سيما انها فترة محدودة ومعروفة تستمر بحدود اربعة اشهر بدأ من شهر اب من كل عام وصولا الى نهاية العام نفسه حيث تتوفر بضاعة عراقية رخيصة السعر طيبة المذاق وفيرة الغلة.

الى ذلك اعرب البقال جبار عبد مهدي عن عدم قدرته في الشراء من العلوة لارتفاع ثمن المحاصيل المعروضة حيث قال، "لم نستطع شراء اكثر البضائع المعروضة كون اغلب زبائننا لا يستطيعون شراء ما نعرضه بسبب الغلاء الفاحش لاثمانها". فيما شاطره الرأي جمع من البقالين المتجمهرين حولنا.

بدوره كشف احد الفلاحين من محافظة واسط معاناته في الزراعة بسبب شح المياه والاسمدة، حيث يقول الفلاح سليم عليوي هيبس، "ازرع ارض تقدر ب50 دونم بمادة الخيار والطماطم والرقي والبطيخ، كنت في السابق احصد من تلك الأرض مئات الأطنان من الخضر المذكورة بسبب توفر المياه والسماد والبذور والوقود، إلا إنني الآن لم استطع تقديم 10 أطنان على طول الموسم بسبب فقدان المياه وغلاء أسعار السماد والبذور وعدم توفر الوقود الكافي".

معاناة اضافية

وعبر بعض المواطنين عن عدم قدرتهم شراء الكثير من المحاصيل الزراعية التي تتطلبها مائدة شهر رمضان، حيث قال حسن رحمن نعيمة، "الأسواق تشهد ارتفاع غير مسبوق في شهر رمضان الحالي، مما اثقل كاهلنا وبتنا عاجزين في بعض الاحيان من شراء بعض المحاصيل الاساسية مثل الطماطم والخيار".

ويضيف خلال حديثه مع (شبكة النبأ المعلوماتية)، "برأيي هذا الغلاء الى شل وزارة الزراعة والتجارة في دعم المواطنين، فمنذ سبع سنوات والأمور تتدهور أكثر وأكثر، ناهيك عن باقي الأزمات في الخدمات الأخرى، مثل نقص الماء الصالح للشرب و انعدام الطاقة الكهربائية".

فيما أبدت المواطنة انتصار جعفر التي تعمل معلمة أطفال عن شعورها بالإحباط بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد، فتقول، "حكومتنا باتت عاجزة عن إيجاد حلول، وباتت تتفرج على معاناتنا دون اكتراث".

وتشير انتصار، "أصبحت الحكومة كالرجل المريض، كأنها الدولة العثمانية في أواخر أيامها كما ينقل التاريخ".

وتضيف انتصار خلال حديثها مع (شبكة النبأ المعلوماتية)، "ننتظر ان يأتي اليوم الذي يكون للعراق مكان بين الدول المنتجة والمصدرة للزراعة، فهو بلد عرف يلقب بأرض السواد لكثرة الزراعة، وفي نفس الوقت نعذر القادة الجدد لعدم شعورهم بالمسؤولية للفقراء لأنهم يتسلمون رواتب خيالية".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/آب/2010 - 17/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م