الحرائق الروسية... كارثة بيئية اقتصادية خارجة عن السيطرة

 

شبكة النبأ: في متابعة لتغطية سابقة للحرائق في روسيا، فأن الحرائق تتزايد خلال هذه الفترة ومعها يتزايد مستوى الدمار الذي تخلفه، بالرغم من وجود امل في ان تنتهي هذه الحقبة الصعبة من خلال العوامل التي حدثت مؤخرا، مثل سقوط الامطار وهبوب الرياح والتي من جانبها تقوم بالتخفيف من مستوى التلوث في الجو، ولكن هذا لم يكن كافيا للحد من الحرائق، لانها تستمر بحرق الاراضي والمحاصيل حتى انها اثرت على الانتاج الزراعي للقمح مما ادى الى ان تتخذ الحكومة قرار لابد منه وهو منع التصدير لهذه المادة للمحافظة على مالديها من محصول عسى ولعل يكفي روسيا الا ان تزول هذه المحنة، ولكن الاسوء من ذلك هو وجود تخوف كبير من قبل خبراء في مجال البيئة الا ان الدخان التي تسببه الحرائق قد يعتبر مشكلة جديدة من المشاكل التي تؤذي الغلاف الجوي للأرض وتسبب ذوبان الجليد في القطب الشمالي، وذلك بسبب ما وصلت اليه مستويات الحرائق الغير طبيعية وفوق المعقول، وبذلك يزداد مستوى أول أكسيد الكربون الخانق.

368 حريقاً تشتعل في روسيا

وذلك ما بينته صور التقطت بالأقمار الصناعية، نشرت على موقع وكالة الفضاء والطيران الأمريكية، "ناسا"، المئات من حرائق الأحراش المشتعلة في وسط وغربي روسيا، وسحب الدخان، وهي تلف أجزاء واسعة من البلاد حيث يشارك الآلاف من فرق الطوارئ والجيش في مكافحة النيران على مدار الساعة منذ قرابة ثلاثة أسابيع.

ونقلت وسائل إعلام روسية رسمية، أن الصور أظهرت 368 حريقاً مازال يشتعل في أنحاء البلاد، وأن المناطق الأكثر تأثراً، هي موسكو، وريازان، ونيزني نوفغورود، وفق ما نقلت وكالة "نوفوستي" عن  الناطقة باسم "سكان اكس"، الجهة التي قامت بتحليل الصور.

وبدت سحب الدخان واضحة في صور الأقمار الصناعية، وهي تغطي مناطق واسعة في روسيا. وذكرت وسائل إعلام روسية أن مستويات أول أكسيد الكربون، بلغت في العاصمة الروسية، ستة أضعاف الحد الأقصى المسموح به، كما أن معدل المواد السامة الأخرى في هواء المدينة، ارتفع إلى تسعة أضعاف المعدل العادي. بحسب وكالة السي ان ان .

وتقول وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية الروسية إن كارثة الحرائق خلفت أكثر من 50 قتيلاً والزمت العشرات المستشفيات. وأشارت وكالة الأنباء الروسية إلى  أن الآلاف من عمال الطوارئ والجنود يشاركون في عمليات مكافحة الحرائق المشتعلة منذ نحو ثلاثة أسابيع في 22 إقليماً روسياً، وخلفت أكثر من 3500 دون مأوى. وإلى ذلك، أشادت الخارجية الروسية بالمساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للمساعدة في إحتواء حرائق الأحراش. وكانت الحكومة الأمريكية قد أرسلت مساعدات بلغت قيمتها 4.5 مليون دولار لمساعدة روسيا في التصدي لكارثة الحرائق.

مناطق ملوثة باشعاعات

من جانبها اكدت الوكالة الروسية لمراقبة الغابات ان حوالى اربعة الاف هكتار من المناطق الملوثة بالاشعاع من ضمنها مناطق تأثرت بكارثة تشرنوبيل احترقت منذ تموز/يوليو فيما اكدت السلطات اخماد نصف الحرائق في البلاد.

واعلن الجهاز الفدرالي لحماية الغابات على موقعه "استنادا الى بيانات عملية المسح الاشعاعي التي جرت على الاراضي الروسية بما فيها الاراضي الملوثة بعناصر مشعة، اشتعلت حرائق منذ منتصف تموز/يوليو في 3900 هكتار".

ونقلت وكالة انترفاكس عن الجهاز قوله "تجود خرائط للتلوث (الاشعاعي) وخرائط للحرائق، يمكن لاي كان مطابقتها. فكيف يمكن نفي هذه المعلومات؟". وتشمل المناطق المتضررة منطقة بريانسك جنوب غرب موسكو على الحدود مع بيلاروس واوكرانيا حيث اتت 28 بؤرة حريق على مساحة 269 هكتارا من الغابات. وكانت هذه المنطقة قد تلوثت بمتساقطات كارثة تشرنوبيل النووية (1986) ولا سيما جنوب غربها حيث احترقت تسعة هكتارات.

ينطبق الامر كذلك على مناطق قريبة من موسكو كمنطقتي مالوغا وتولا (200 كلم الى جنوب غرب وجنوب العاصمة الروسية)، حيث احترق 173 هكتارا من الاراضي الملوثة في الاولى و44 هكتارا في الثانية. واعرب وزير الاحوال الطارئة سيرغي تشويغو عن الخشية من وصول الحرائق الى منطقة بريانسك مشيرا الى ان النيران ستنشر التلوث المشع الموجود في التربة والنباتات. بحسب وكالة فرانس برس .

كما احترق حوالى 1400 هكتار من المناطق الملوثة بالاشعاعات في منطقة تشيليابينسك في الاورال (2000 كلم شرق موسكو). ودعا جهاز حماية الغابات الى اتخاذ "اجراءات طوارئ" من ضمنها "حماية السكان في الاراضي التي طالها الدخان" الذي اجتاح مؤخرا العاصمة الروسية. واكد نائب مدير الجهاز انه "لا داعي للذعر". وقال مطمئنا "لا اعتقد ان الوضع سيشهد منحى كارثيا. فالدخان سينقل جزءا من التلوث الى مكان اخر، لكن الامر ليس كارثيا لان ما يحترق هو السطح، فيما الحيز الاكبر من العناصر الملوثة في اعماق التربة".

واكدت وزارة الاحوال الطارئة تراجع مساحة الحرائق الى النصف مؤكدة استمرارها على مساحة حوالى 92 الف هكتار، مقابل 174 الفا. كما لفتت الى تحسن الوضع في محيط مركزين نوويين هددتهما النيران لا سيما سنيجينسك (الاورال) حيث تمت السيطرة على الحريق "ورفعت المراقبة عن الموقع". واعلنت الوزارة عن الاستعداد لتنفيذ "عملية واسعة" لمكافحة النيران قرب مركز ساروف النووي (500 كلم شرق موسكو).

لكن لم ترد اي معلومات حول مركز اعادة معالجة وتخزين النفايات النووية في ماياك (منطقة تشيليابينسك، الاورال) حيث كشفت السلطات عن اعلان حال الطوارئ بسبب الحرائق.

من جهة اخرى تم تحويل مجرى مياه نهر اوكا لمسافة 20 كلم بواسطة الانابيب وذلك لمكافحة الحرائق التي يخنق دخانها العاصمة موسكو. وبددت الرياح الدخان العابق فوق العاصمة لكنه قد يعود بحسب الطقس.

بالرغم من بعض الامطار الطفيفة لم يظهر اي مؤشر على تراجع حدة الجفاف في موسكو وغرب البلاد. واحترق بالاجمال 810 هكتارات في روسيا منذ مطلع الصيف بحسب وزارة الاحوال الطارئة. وتسبب الجفاف والهبوط الحاد في انتاج القمح بارتفاع كبير في اسعار السلع التي تعتمد على الحبوب ومن بينها الخبز الذي ارتفعت اسعاره بنسبة 20% في الايام الاخيرة.

حظر على تصدير الحبوب

وذلك ما جعل روسيا تفرض حظرا على تصدير الحبوب حتى نهاية العام، بسبب الجفاف الشديد وموجة الحرائق التي ادت إلى تدمير المحصول. وروسيا هي من أكبر الدول المصدرة للحبوب كالقمح والشعير، ومن المرجح أن يؤدي هذا الحظر إلى رفع أسعار الخبز في مناطق عديدة كالشرق الأوسط.

ويهدف الحظر إلى ضبط أسعار الغذاء داخل روسيا ذاتها. غير أن بيانات وزارة الزراعة فيها قد أظهرت أن محصول هذا العام قد لا يكفي الطلب عليه في الداخل أيضا. وانخفض محصول الحبوب هذا العام بنسبة الثلث بسبب الجفاف الذي ضرب لشهور سهول الجنوب الخصبة والتي كانت مصدرا رئيسيا في إطعام العالم. ويقول ريتشارد جالبن مراسل بي بي سي في موسكو إن قرار الحظر المؤقت غير مفاجئ فيما تحاول روسيا وقف الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء.

فهناك تقارير من أنحاء البلاد عن ارتفاعات حادة في أسعار الدقيق، وفي موسكو نفسها ارتفع سعر الخبز بنسبة 20%. ويقول مراسلون إن الحظر المؤقت لا يعود لأسباب اقتصادية فحسب، فالروس يتناولون الخبز مع كل شيء تقريبا، ولارتفاع أسعار الخبز تقليديا القدرة على تأجيج الاضطرابات الشعبية. ولم تتمكن قيادة البلاد من تحديد موعد انتهاء الحظر. فقد توقع الرئيس ديمتري ميدفيديف أن يصبح في الممكن رفع هذه الإجراءات قبل نهاية العام.

إلا أن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ألمح إلى أن الحظر قد يستمر خلال عام 2011. وقال بوتين إن محصول هذا العام قد ينخفض إلى 60 مليون طنا، وهو أقل بكثير من محصول العام الماضي (97 مليون طن). وتحتاج روسيا 80 مليون طن تقريبا لتغطية الاستهلاك الداخلي، وبالتالي فقد يحدث هناك عجز أمام المستهلك الروسي بمقدار 20 مليون طن. وصدرت روسيا العام الماضي ربع محصولها من الحبوب لعام 2009. وتنتج روسيا نوعا طريا من القمح يصلح لصنع الخبز غير المخمر، ولذا تصدر كميات كبيرة من إنتاجه إلى الشرق الأوسط.

ومصر هي السوق الأكبر لهذا القمح، تليها تركيا وسوريا وإيران ثم ليبيا. ويقول محللون إنه من المرجح أن تكون هناك زيادة بسيطة في سعر القمح هذا العام. إلا أنهم يتوقعون انخفاض السعر بسرعة لأن الولايات المتحدة ـ أكبر مصدر للقمح في العالم ـ تتوقع جني محصول غير عادي هذا العام. وتوقع الاقتصاديون أن تؤدي موجة الحر والحرائق إلى انخفاض الناتج الإجمالي المحلي بمقدار 15 مليار دولار. ويتوقع أن يتسبب هذا الانخفاض والذي لا يشمل تكلفة إعادة بناء مئات المنازل المدمرة في إبطاء تعافي البلاد من الأزمة العالمية الحديثة.

اشتداد الحرائق

ورغم ذلك فأن الحرائق مستمرة ، وباتت تهدد مركز ساروف النووي الروسي على بعد 500 كلم شرق موسكو مع اشتداد حدة النيران في حين طرأ تحسن طفيف على الوضع في العاصمة الروسية بعد هطول امطار ليلا.

واعلنت وزارة الحالات الطارئة امتداد الحريق الذي شب في محمية طبيعية قرب مركز ساروف النووي الروسي في منطقة نيجني نوفغورود. وقالت الوزارة في بيان ان "الحريق الذي نشب قبل يومين في الجزء الشرقي من المحمية الطبيعية حيث ضربت صاعقة اشجار صنوبر يتقدم وبات يشكل خطرا". لكنها لم توضح المسافة التي تفصل بين الحريق والمنشآت التي تصنع فيها خصوصا رؤوس نووية.

ويكافح نحو 2600 شخص الحرائق التي تهدد هذه المنطقة التي يعيش فيها ثمانون الف ساكن واغلقت تماما باستثناء من لهم تراخيص خاصة بسبب النشاطات الحساسة التي تجري فيها. وكانت السلطات اكدت انها اخلتها من المواد المشعة والمتفجرات قبل ان تقول ان الخطر قد زال وانها اعادت تلك المواد الى المركز الذي بات يعمل بشكل عادي.

كذلك هددت الحرائق موقعين حساسين هما مركز مياك لاعادة معالجة النفايات النووية ومركز سينجينسك للمواد الانشطارية الواقعان على بعد الفي كلم شرق موسكو في الاورال، لكن الوضع بات تحت السيطرة.  بحسب وكالة فرانس برس .

ويبدو ان الحرائق التي اندلعت قبل عدة ايام في المستنقعات الجافة والغابات على بعد ستين كلم من تشرنوبيل في اوكرانيا، بدات تخمد حسب السلطات الاوكرانية. واعلنت فيكتوريا روبان الناطقة باسم وزارة الحالات الطارئة "بقي اقل من هكتارين" تشتعل فيها النيران. واضافت "بحلول نهاية الاسبوع سيكون الحريق قد اخمد". وفي اماكن اخرى من روسيا تم اخماد النيران في 15 الف هكتار فتراجعت مساحة الحرائق الى 65 الف هكتار حسب وزارة الحالات الطارئة كما افادت وكالة ريا نوفوستي.

سحابة بنية

بينما حذر خبراء في مجال البيئة إن الدخان المنبعث من حرائق الغابات المحتدمة في موسكو قد يضاف الى المشاكل الصحية الناجمة عن "سحب بنية" تنتشر في منطقة ممتدة من اسيا الى الامازون.

ويقول الخبراء ان الدخان الناجم عن حرائق روسيا قد يسرع من وتيرة ارتفاع درجات الحرارة في العالم بالتسبب في ذوبان جليد القطب الشمالي. وقال فيرابادران راماناثان الذي يشرف على دراسة يجريها برنامج الامم المتحدة للبيئة عن "السحب البنية" التي يلقي باللائمة عليها في تعتيم ضوء الشمس في مدن مثل بكين أو نيودلهي والاضرار بنمو المحاصيل في اسيا "التأثيرات الصحية لمثل هذه السحب هائلة."

وتنجم هذه السحب عن تلوث المناخ بسبب انبعاثات السيارات أو محطات الطاقة التي تعمل بالفحم أو نتيجة حرائق الغابات أو احراق الخشب أو غيره من المواد التي تحرق من أجل الطهي والتدفئة. وهذه السحب شبه دائمة ويلقى باللائمة عليها في ظهور أمراض مزمنة بالقلب والجهاز التنفسي. بحسب وكالة الأنباء البريطانية .

وقال راماناثان من جامعة كاليفورنيا في سان دييجو لرويترز "في اسيا يتسبب الدخان داخل المنازل -حيث يستخدم الناس الحطب في أغراض الطهي- في وفاة أكثر من مليون شخص سنويا." وقال أكبر مسؤول صحي في موسكو ان حوالي 700 شخص يموتون يوميا أي ضعف عدد الوفيات في مناخ طبيعي. وقال هيننج رودي من جامعة ستوكهولم الذي يشارك في الاشراف على دراسة "السحابة البنية في الغلاف الجوي" التي يجريها برنامج الامم المتحدة للبيئة "الحرائق الروسية تشبه في الاساس ما نراه نتيجة سحب بنية أخرى... والاختلاف الوحيد هو أن هذه تستمر لبضعة أسابيع." ويلقى باللائمة على التلوث الاسيوي في اضفاء طبقة غبار سوداء على الانهار الجليدية في الهيمالايا تمتص قدرا من الحرارة أكبر مما تمتصه الثلوج والجليد مما يسرع من ذوبان الجليد. لكن على مستوى العالم تحجب السحب الدخانية أشعة الشمس ومن ثم تبطيء من التغير المناخي.

وقال راماناثان "القلق الرئيسي... يتمثل في تأثير الدخان الروسي على القطب الشمالي مع استقرار الكربون الاسود وغيره على جليد المحيط." وقال كيم هولمان مدير الابحاث في المعهد القطبي النرويجي ان الهواء فوق روسيا استقر الى حد ما في الايام الاخيرة مما يركز الدخان فوق الارض. لكن أي تغير في الرياح قد يخفف التلوث في موسكو لكنه سيطلق سحبا دخانية باتجاه الشمال.

الدخان يصل قازاخستان

في غضون ذلك قالت وزارة الطواريء في قازاخستان ان دخان الحرائق الهائلة في روسيا انتشر في المناطق الشمالية من قازاخستان لكنه لا يشكل خطرا فوريا على السكان.

وصرح الدور رايمبيكوف وهو متحدث باسم الوزارة ان الدخان الاسود وصل الى مدينة كوستاناي الواقعة على بعد مئة كيلومتر عن الحدود مع منطقة تشليابينسك الروسية.

وأضاف "دخل الدخان بعض المناطق الحدودية .. ليس هناك خطر على السكان. قد ينقشع الدخان مجددا حسب الرياح." وقال خبراء في الاقتصاد ان الموجة الحارة الصيفية المميتة في روسيا وهي الاسوأ على الاطلاق قد تلحق خسائر تقدر بنحو 14 مليار دولار بالنمو الاقتصادي الروسي هذا العام. ويقول خبراء أرصاد جوية ان الموجة تستمر 50 يوما دون انقطاع في موسكو ووسط روسيا. بحسب وكالة الأنباء البريطانية .

وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ان الجفاف دمر أيضا نحو ربع محصول الحبوب في روسيا هذا العام مما جعل بعض المزارعين على شفا الافلاس وأضر بجهود روسيا لتوسيع صادرات الغذاء. وتضررت مناطق غربية من قازاخستان أيضا بالجفاف حيث فاقت درجات الحرارة الاربعين درجة مئوية وهلكت محاصيل في أكثر من نصف الارض المنزرعة في بعض المقاطعات. لكن المناطق الرئيسية لانتاج الحبوب في شمال قازاخستان نجت من الجفاف.

بوتين

وأظهر استطلاع جديد للرأي اعجاب الروس برئيس الوزراء فلاديمير بوتين لتحسينه صورة موسكو في الخارج وتحسين ظروف المعيشة لكنهم يعيبون عليه لانه لا يكافح الفساد ولا يكبح جماح الاقلية من أصحاب المليارات.

ووجد استطلاع الرأي الذي أجراه مركز ليفادا المستقل أن معدلات التأييد لبوتين لا تزال ايجابية على نطاق واسع. وقال 59 في المئة ان بوتين يبلي بلاء حسنا او سيفعل خيرا اذا بدأ يحل مشاكل روسيا في انخفاض عن العام الماضي حين بلغت هذه النسبة 63 في المئة.

وعند سؤالهم بالتفصيل عن انجازات بوتين واخفاقاته ظهرت صورة اكثر دقة. على الجانب الايجابي عزا 23 بالمئة الفضل لرئيس الوزراء في " تقوية العلاقات بين روسيا والغرب" وامتدحه 20 في المئة لتحسين مستويات المعيشة. وعبر 19 في المئة عن اعجابهم به "لتقويته مواقف روسيا في الخارج." بحسب وكالة الأنباء البريطانية .

لكن نسبة أعلى بكثير بلغت 37 بالمئة قالت ان أقل عمل حقق نجاحا كان مكافحة بوتين للفساد. كما انتقده 24 بالمئة لانه لا يكبح جماح نفوذ رجال الاعمال من اصحاب المليارات في البلاد وقال 18 في المئة انه فشل في مكافحة الجريمة بفعالية.

وكان بوتين رئيسا لروسيا من عام 2000 الى عام 2008 قبل أن يسلم الرئاسة لخليفته ديمتري ميدفيديف ويصبح رئيسا للوزراء. وكثيرا ما ينتقد ساسة ووسائل اعلام وجماعات معنية بالدفاع عن حقوق الانسان في الغرب بوتين لخنقه الديمقراطية وحرية الاعلام وكبح جماح المعارضة. غير أن الاستطلاع أظهر أن الروس لهم وجهة نظر مختلفة تماما. وأشاد عدد اكبر من المشاركين في الاستفتاء ببوتين لحمايته الديمقراطية والحقوق السياسية للمواطنين ولم يعيبوا عليه في هذا المجال.

وأجري استطلاع الرأي على عينة من 1600 شخص بين 23 و26 يوليو تموز بهامش خطأ 3.4 في المئة. ونشر الاستطلاع لكنه أجري قبل حرائق الغابات التي اجتاحت روسيا في الآونة الأخيرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 24/آب/2010 - 12/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م