مسلمو أمريكا وتقاطعات حقوق المواطنة وحرية المعتقد

 

شبكة النبأ: اختلفت وجهات النظر من قبل المجتمعات الغربية حول مفهوم التعايش بين الغرب والمسلمين وحول ممارسة الطقوس الدينية، فمنهم من يقول إن المشاعر المعادية للإسلام- التي طغت على موجات الأثير والمواقع الإلكترونية في إطار الجدل المحتدم حول مشاريع أسلامية- تصب في مصلحة المتطرفين ذلك أنها تعزز مزاعمهم بأن الولايات المتحدة معادية للإسلام.

ويرى آخرون عكس ذلك من أن المعارضة الشديدة التي تبديها بعض الدوائر السياسية الغربية للمشاريع تنطوي على خطر حقيقي يتمثل في أنها تعزز الانطباع بأن الولايات المتحدة تناصب الإسلام العداء. وبالتالي إن ملايين من المسلمين في أرجاء العالم سيتبنون الرأي القائل إن أميركا ترى في الإسلام "دينا وضيعا" ومن ثم يجب "تطويقه وتهميشه".

اجتماعات حاشدة

يحيي معارضو ومؤيدو إقامة مركز ثقافي إسلامي ومسجد بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي الذكرى السنوية التاسعة لهجمات 11 سبتمبر أيلول بتنظيم مسيرات.

وتفجر جدل في أنحاء البلاد بشأن ما إذا كان يجب إقامة المركز الإسلامي على بعد بنايتين من موقع هجمات 11 سبتمبر أيلول التي شنتها القاعدة ودمرت برجي مركز التجارة العالمي وقتلت ما يقرب من 3000 شخص.

وستنظم مجموعة أوقفوا أسلمه أمريكا اجتماعا حاشدا في مانهاتن في الذكرى السنوية بعد اقامة قداس على ارواح ضحايا الهجمات.

وقالت المجموعة ان قائمة المتحدثين تشمل رئيس مجلس النواب السابق نويت جينجريتش والسفير الامريكي السابق لدى الامم المتحدة جون بولتون والبرلماني الهولندي خيرت فيلدرز وأفراد عائلات الذين قتلوا في هجمات 11 سبتمبر. بحسب رويترز.

وتجتمع مجموعات مسلمة وأمريكية عربية في وقت لاحق هذا الأسبوع لبحث كيفية إحياء الذكرى السنوية التي قد تتزامن مع عطلة عيد الفطر.

وقالت لندا صرصور مديرة الرابطة الأمريكية العربية في نيويورك "لن نعقد اجتماعا حاشدا في الشارع. هذا ليس الأسلوب الذي سنتبعه."

وقالت ان الرابطة تبحث مشروعا خدميا كبيرا للمجتمع ومأدبة عشاء لمختلف الأديان ومناسبات أخرى لتشجيع التفاهم. وتزمع الجماعات المؤيدة والمعارضة لإقامة المركز الإسلامي تنظيم مسيرات في مانهاتن.

وتشمل خطط المشروع الذي يطلق عليه بيت قرطبة أنشاء مبنى من 13 طابقا يضم ساحة صلاة وقاعة اجتماعات وحمام سباحة وغرف اجتماعات. والمبنى المزمع لا يشمل إقامة مئذنة أو قبة.

المسلمون وحاجة المساجد

من جانب آخر يقول المسلمون في جنوب مانهاتن بنيويورك والذين اعتادوا الصلاة في أقبية مكدسة أو في الشوارع أنهم لا يتطلعون لمواجهة مع معارضي بناء مسجد جديد وأنهم فقط يحتاجون الى مكان للصلاة.

ويعارض بعض سكان نيويورك الذين روعتهم هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 اقامة مركز إسلامي ومسجد على مقربة من موقع برجي مركز التجارة العالمي. واستغل ساسة جمهوريون يسعون لكسب السيطرة على الكونجرس من الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل مسألة بناء المسجد.

وشمل الخلاف الرئيس باراك اوباما وأثار مناقشات بشأن معنى الحرية الدينية في دولة كان هذا المبدأ من مقومات تأسيسها. ونظمت اجتماعات حاشدة مؤيدة ومعارضة لمشروع بناء المسجد والمركز في الذكرى التاسعة للهجمات هذا العام.

والمحاصرون وسط هذا الصراع هم المسلمون الذين يعملون في مانهاتن ويحتاجون لمكان لصلواتهم اليومية.

وقال سعد مداح (32 عاما) وهو مستشار جاء في الأصل من غانا ويصلي في مسجد مانهاتن في قبو ضيق أسفل ملهى ليلي "هل تعلم عدد المسلمين في هذه المنطقة.. يوم الجمعة يتكدس الشارع ولدينا تصريح من الشرطة بقطع الطريق" وقت صلاة الجمعة. بحسب رويترز.

وأضاف أرغب في رؤية مسجد يشبه المسجد. أريد ان أصلي وأن أركز بالكامل في صلاتي ولا تطرق الموسيقى الصاخبة على رأسي.

ومسجد مانهاتن وهو واحد من مسجدين في المنطقة يبعد أربعة بنايات عن مكان برجي مركز التجارة العالمي ولم يثر اي انتباه بوجه عام. انه مجرد باب يحمل لافتة متواضعة كتب عليها كلمة مسجد ويقود من شارع جانبي الى ساحة الصلاة بأسفل.

ولكن بيت قرطبة المقترح والذي حصل على موافقة الحكومة المحلية لا يشبه المساجد التقليدية. فالبرج الذي سيبنى بالزجاج والصلب من 13 طابقا صمم بخطوط مستقيمة وزوايا قائمة ولا يحمل هلالا ونجمة على واجهته.

وسيضم المركز المصمم على غرار مباني رابطة الشبان المسيحيين قاعة كبيرة وحوض سباحة وقاعات اجتماعات بالاضافة الى ساحة الصلاة. ويقول منظمو احتشادات انهم يعارضون التطرف الاسلامي.

ويدفع المنتقدون بأن المركز يمثل حساسية لاسر نحو ثلاثة الاف قتلوا في هجمات 11 سبتمبر عندما اقتحمت طائرات تقودها عناصر من تنظيم القاعدة البرجين ومقر وزارة الدفاع (البنتاجون).

وقال الشيخ حسين (42 عاما) المهاجر من بنجلادش نحتاج المسجد لكن في أي مكان سوى منطقة البرجين. سيكون ذلك مشكلة دائمة.

وأضاف نريد ان نصلي في سلام. لا اريد أن أصلي و أقاتل شخصا اخر على المكان. واذا بني هذا المسجد هنا سيوجهون لنا اللوم في كل مرة يقع فيها عمل ارهابي.

ويقول اخرون مثل مداح ان تغيير المكان سيكون بمثابة اهانة. وتابع اذا نقلوه ستكون هذه صفعة للدين بالنسبة لي.

وقال بيتر اون استاذ الدين الاسلامي في جامعة كولومبيا ان دراسة شارك فيها أظهرت أن المسلمين في نيويورك نادرا ما يصلون في الاحياء التي يسكنونها.

ومنطقة مانهاتن تلائم احتياجاتهم لانها موصولة بشكل جيد بالمواصلات العامة ويتركز فيها اماكن العمل وعلى سبيل المثال في منطقة وول ستريت.

وقال اون وسط مانهاتن مثالي لانه سيكون مركز تجمع لسكان بروكلين وكوينز ومانهاتن.

آراء بشأن مركز ثقافي

من جهة أخرى تظهر استطلاعات الرأي العام وتقارير وسائل الإعلام ان أغلبية الأمريكيين يعارضون إنشاء مركز ثقافي إسلامي مُكون من 13 طابقا ويضم مسجدا على بعد مبنيين من موقع مركز التجارة العالمي الذي دمر في 11 ستبمبر ايلول عام 2001.حسب رويترز

وفيما يلي اقتباسات من أشخاص يعيشون ويعملون أو يمرون قرب الموقع الكائن بمدينة نيويورك.

رون بيشوب سائح يعيش بالقرب من اتلانتا بجورجيا: بوصفي أمريكي فانا اتذكر اني كنت في الجنوب يوم 11 سبتمبر ايلول 2001. أتذكر رؤية رد الفعل في أجزاء كثيرة من العالم وأتذكر رؤية الناس في الدول الاسلامية وهم يحتفلون ومن المهين تماما بالنسبة لي ان نواصل هذا الاحتفال ببناء رمز ديني على مقربة شديدة (من موقع مركز التجارة المنهار). وحقيقة ان منفذي الهجوم أعلنوا جميعا انهم مسلمون فان هذا جزء من الاهانة بالنسبة لي.

لا يزال الامر بمثابة جرح لم يندمل بالنسبة لبعض العائلات ويسبب لهم الالم في مكان مثير للمشاعر.

تشيرنو جالوه مندوب مبيعات أجهزة الكترونية مسلم: اذا كنت شخصا متدينا فلن يكون باستطاعتك ان تقول شيئا سيئا عن ذلك. من غير المنطقي القول انه لا يمكن بناء مسجد بجانب مركز التجارة العالمي. وهذا لا يعني ان شيئا سيحدث لمركز التجارة العالمية مرة أخرى.

دان فانيللي: انها صفعة على الوجه ان يبنى مسجد هنا في مانهاتن على مقربة شديدة من هذه الأرض المقدسة هنا. انت تعرف اننا لا نعرف ما اذا كان موله البعض في طالبان أو ما شابه ذلك. نحن لا نعرف ماذا سيحدث هنا. اعني انني مع حرية الدين لكني لا اعرف لماذا يجب ان يبنى هنا. فمن الممكن بناؤه في مكان اخر.

كيمبرلي دولي محام يسكن في منطقة قريبة: اعتقد ان المرء يمكن ان يمارس دينه في اي مكان يريد. اعني انني لا افهم لماذا الناس منزعجون على هذا النحو. نعم حدثت مأساة هنا لكن لم يكن لها علاقة بالدين على النحو الذي يمارس هنا.

ستيفين اوت: انا لا اساوي الاسلام بالارهاب. اعتقد ان من الواضح جدا لاي شخص قرأ قليلا عن الهجمات وعن القاعدة ... ان وجهة نظرهم مغايرة كثيرا عن الاتجاه السائد للاسلام حتى انني لا أساوي المسلمين بما حدث في ذلك اليوم.

فيني يعمل فنيا في أنظمة ضغط البخار بمركز التجارة العالمي تحت الانشاء طلب عدم نشر اسمه بالكامل: لقد هاجمونا. دعهم يبنوه في مكان اخر. جميعهم يكرهنا. يجب ان نكرههم بالمثل.

زميل له في العمل يدعى جورج طلب ايضا عدم نشر اسمه بالكامل: هل تعرف ما الذي اعترض عليه.. جميع الرجال الذين اعمل معهم ضده. انا شخصيا اؤمن بالحرية الدينية. مليار ونصف المليار مسلم لم يهاجموننا.

المسلمون يصلون بانتظام

من جهة أخرى وفي الوقت الذي أشعلت فيه خطط بناء مركز ثقافي اسلامي ومسجد بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر أيلول في نيويورك جدلا سياسيا ساخنا يصلي المسلمون بانتظام في دار بالقرب من المكان الذي اصطدمت فيه طائرة مخطوفة بمبنى وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) قبل تسعة أعوام.

ويقيم المسلمون واليهود والكاثوليك والبروتستانت المورمون وأتباع الكنيسة الاسقفية صلواتهم في الدار متعددة الاديان التي خصصت للصلاة في نوفمبر تشرين الثاني 2002 بعد اعادة بناء القسم الذي دمره هجوم شنه اسلاميون بطائرات مدنية مخطوفة في 11 سبتمبر أيلول 2001.

وقال جورج رايت المتحدث باسم الجيش في البنتاجون يوم الخميس في الشهر القادم سأكون قد قضيت هنا أربع سنوات ولم تكن الدار ووظيفتها ودورها مشكلة أبدا.حسب رويترز

وأثارت خطط بناء مسجد ومركز ثقافي اسلامي بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي في نيويورك غضبا شعبيا وانقسامات سياسية وواجهت الدار في البنتاجون تدقيقا أكبر مع تصاعد الحساسيات السياسية بشأن مشروع نيويورك عندما زعم متحدث خطأ في أحد البرامج الحوارية التلفزيونية وجود مسجد في البنتاجون.

وقال رايت لا يوجد... هناك دار عبادة متعددة الاديان. وأضاف أن ادارة الدار تقدر عدد المصلين أسبوعيا بما بين 300 و400 مصل سواء للصلوات المنتظمة أو للقداسات أو الصلوات المنفردة والاعتكاف والتأمل.

نقل مركز اسلامي

من جانبه يعتزم حاكم نيويورك ديفيد باترسون بحث نقل مركز ثقافي اسلامي ومسجد مقترح الى مكان جديد أقل اثارة للمشاعر بعيدا عن موقع هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 بمدينة نيويورك.

وقالت ماجي ماكيون المتحدثة باسم باترسون جرى اتصال مع شركات البناء المعنية. لم تجر أي مناقشات رسمية بين الحاكم والامام أو شركة البناء. ومع ذلك نتوقع تحديد موعد لعقد اجتماع في المستقبل القريب.

وذكر بيتر كينج عضو مجلس النواب الامريكي من نيويورك أنه ناقش الموضوع مع باترسون وأن الحاكم أبلغه أنه سيجتمع مع مسؤولين مسلمين لمناقشة تقديم أموال من الولاية لمساعدة المركز في العثور على موقع اخر.

وأثار مشروع المبنى المقترح الذي يقع على بعد مربعين سكنيين فقط من مكان برجي مركز التجارة العالمي -اللذين دمرا في هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 ولقى فيهما ما يقرب من ثلاثة الاف شخص حتفهم- جدلا في أنحاء الولايات المتحدة بشأن ما اذا كان يجب بناء مركز اسلامي في هذا الموقع.حسب رويترز

وقال كينج اذا نظر الجميع الى هذا الامر من بعيد (فسيرى) أن من مصلحة الجميع حقا أن يفعلوا ذلك... وخاصة المسلمين ليثبتوا أنهم جادون في بناء الجسور ولا يسعون لمجرد توجيه رسالة ببناء مسجد في موقع الهجمات.

وذكر كينج لرويترز أنه يريد أن يبنى المركز الثقافي والمسجد لكن في موقع بعيد عن مكان هجمات 11 سبتمبر أيلول. وأضاف أن الموقع الحالي سينكأ جروحا كثيرة.

وقال ليس الا فتح جرح قديم ووضع ملح عليه.

ولم يتسن على الفور الاتصال بمندوبين عن المشروع المسمى بيت قرطبة للحصول على تعليق يوم الثلاثاء. ومن المقرر بناء المركز من 13 طابقا وأن يشمل مكانا للصلاة وقاعة للمحاضرات وحوضا للسباحة وقاعات للاجتماعات.

ومع سعي الجمهوريين لاستعادة سيطرتهم على الكونجرس من الديمقراطيين الذين ينتمي لهم أوباما خالف هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الرئيس أوباما بشأن هذه القضية يوم الاثنين قائلا انه يتعين بناء المسجد في مكان اخر.

جدل حول تدخل اوباما

من جانب آخر اثار تأييد باراك اوباما لاقامة مسجد قرب موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك، جدلا شديدا السبت في الولايات المتحدة ما حمل الرئيس الاميركي على القيام بتوضيح والتشديد على ان المسالة مسالة مبادىء.

وبعد خطاب اوباما الذي دافع فيه عن الحق في تنفيذ المشروع المختلف عليه لبناء مسجد قرب موقع هذه الاعتداءات التي قتل خلالها نحو ثلاثة الاف شخص عام 2001 ابدت بعض اسر الضحايا السبت ذهولها لهذه البادرة التي تنطوي على مجازفة سياسية.

وقالت احدى المنظمات التي تمثل هذه الاسر ان الرئيس، بدفاعه الجمعة عن هذا المشروع المختلف عليه، اختار القول ان ذكرياتنا عن 11 ايلول/سبتمبر عفا عليها الزمن وان قدسية موقع غراوند زيرو (موقع برجي مركز التجارة العالمي) باتت من الماضي.

وقالت منظمة اسر ضحايا 11 ايلول/سبتمبر تويد ولايات متحدة قوية وآمنة في بيان لا احد عاش تلك اللحظة وشعر بالالم للخسارة التي مني بها بلدنا في ذلك اليوم يمكن ان يصدق ان تعريض اسرنا للوعة فراق جديدة يمكن ان يكون بادرة سلام.حسب رويترز

وكان اوباما، المدافع المتحمس عن حرية العقيدة، تطرق للمرة الاولى علنا الى هذه القضية التي تثير جدلا كبيرا مؤكدا الجمعة خلال افطار رمضاني في البيت الابيض ان المسلمين لديهم الحق في ممارسة شعائرهم الدينية شانهم شان اي شخص اخر في هذا البلد. وهذا يتضمن الحق في بناء مكان للعبادة ومركز ديني على ملكية خاصة جنوب مانهاتن.

وقال خلال زيارة الى بنما سيتي (فلوريدا، جنوب شرق) حيث امضى عطلة نهاية الاسبوع مع اسرته لاظهار تضامنه مع سكان هذه المنطقة التي تضررت من البقعة النفطية في هذا البلد نعامل الجميع على قدم المساواة ووفقا للقانون دون اي اعتبار للجنس او للدين.

واكد الرئيس للصحافيين الذين يرافقونه في فلوريدا لم ولن اتحدث عن مدى صواب اتخاذ قرار بناء مسجد هناك بالقرب من موقع برجي مبنى مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

واوضح تحدثت تحديدا عن الحق المكفول للناس منذ تأسيس البلاد، في اشارة الى دستور الولايات المتحدة الذي يضمن حرية العقيدة، مشددا على ان هذا ما يعنيه بلدنا.

وتابع اوباما اعتقد انه من المهم جدا، ايا كانت صعوبة هذه المسائل، ان نستمر في التركيز على ما نحن عليه كشعب وعلى ما تمثله قيمنا.

وينطوي تدخل اوباما على مجازفة سياسية خطيرة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي التشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل حيث انه يتعارض مع غالبية الراي العام الاميركي. فقد اشار استطلاع للسي.ان.ان واوبينيون ريسرتش نشر مؤخرا الى ان 68% من الاميركيين يعارضون بناء هذا المسجد الذي لا يؤيده سوى 29%.

ولم تتوان المعارضة الجمهورية عن استغلال هذه الفرصة. فقد اتهم ممثل نيويورك في مجلس النواب بيتر كينغ الرئيس بانه استسلم لآداب اللياقة.

واعتبر النائب الجمهوري ان المسلمين يستغلون حقوقهم ويسيئون بشكل مجاني الى الكثيرين بهذا المشروع.

من جانبه اشاد مركز العلاقات الاسلامية الاميركية، المدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين ومقره واشنطن، بتدخل اوباما معتبرا انه سيشجع الذين يحاربون العداء المتنامي للاسلام في البلاد.

وتبدي الكثير من الجمعيات التي تمثل المسلمين الاميركيين قلقها ازاء شعور متنام بالعداء للاسلام مع اقتراب ذكرى 11 ايلول/سبتمبر، التي تتزامن هذه السنة مع عيد الفطر. وطلبت من الشرطة الاميركية تشديد تدابيرها الامنية لتفادي اي اعمال عدائية ضد المسلمين في هذه المناسبة.

ويؤكد انصار المشروع ان بيت قرطبة سيساعد على تجاوز الافكار النمطية المسبقة التي ما زال المسلمون في المدينة يعانون منها منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.

في المقابل يرى معارضو المشروع ان بناء مسجد بالقرب من غراوند زيرو يشكل اهانة لذكرى ضحايا هذه الاعتداءات.

وقد اعترف اوباما الجمعة بحساسية الموضوع، مشيرا الى ان اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر كانت صدمة عميقة لبلدنا.

وينطوي تدخل اوباما على مجازفة سياسية خطيرة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي التشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حيث إنه يتعارض مع توجهات غالبية الرأي العام الأميركي. فقد أشار استطلاع للسي.ان.ان واوبينيون ريسرتش نشر مؤخرا إلى أن 68 في المائة من الأميركيين يعارضون بناء هذا المسجد، الذي لا يؤيده سوى 29 في المائة.

كما لم تتوان المعارضة الجمهورية عن استغلال هذه الفرصة، فقد وصف جون بوينر، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي، موافقة اوباما على بناء المركز قرب موقع الهجمات بأنها أمر مثير للقلق. كما اتهم ممثل نيويورك في مجلس النواب بيتر كينغ الرئيس بأنه استسلم لآداب اللياقة.

كما اعتبر أيضا النائب الجمهوري أن المسلمين يستغلون حقوقهم و"يسيئون بشكل مجاني" إلى الكثيرين بهذا المشروع. كما قال معارضو المشروع إن بناء هذا المسجد يشكل إهانة لذكرى ضحايا اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر.

أما مركز العلاقات الإسلامية الأميركية المدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين ومقره واشنطن فقد أشاد بتدخل اوباما في هذه المسألة. كما يؤكد أنصار المشروع أن بيت قرطبة، الاسم الذي يحمله المركز الإسلامي المزمع إنشاؤه، سيساعد على تجاوز الأفكار النمطية المسبقة التي ما زال المسلمون في المدينة يعانون منها منذ اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2010.

أوباما مسيحي أم مسلم

من جهة أخرى تضاعفت نسبة الأمريكيين خلال عام واحد الذين يرون أن الرئيس باراك أوباما مسلماً، رغم أن أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي قد أكد مراراً أنه مسيحي، وهو ما يصدقه نحو ثلث الأمريكيين فقط، وفق استطلاع للرأي تم إعلان نتائجه الخميس.

وبحسب الاستطلاع الذي أجراه "منتدى بيو للأديان والحياة العامة"، فإن واحد من كل خمسة أمريكيين يعتقدون أن أوباما يعتنق الدين الإسلامي، مقارنة بنتائج استطلاع آخر جرى العام الماضي، أظهر أن شخصاً من كل عشرة أمريكيين يعتقدون أن أوباما مسلماً. حسب سي ان ان.

ورغم أن معظم من يقولون إنهم يعتقدون أن أوباما مسلماً ينتمون إلى الحزب الجمهوري، إلا أن عدد المستقلين الذين لديهم نفس الاعتقاد، ارتفع بشكل ملحوظ، من عشرة إلى 18 في المائة، من مجموع من لديهم اعتقاد بأن الرئيس الأمريكي يدين بالدين الإسلامي.

كما أن نسبة الأمريكيين الذين يقولون إنهم غير متأكدين من ديانة أوباما، ارتفعت أيضاً بشكل كبير، حتى بين أفراد القاعدة الشعبية للرئيس الأمريكي، فعلى سبيل المثال، فإن ما يقل عن نصف الديمقراطيين والأمريكيين من أصول أفريقية، يقولون حالياً إنهم يعتقدون أن أوباما مسيحياً.

ففي الاستطلاع السابق، الذي أُجري في مارس/ آذار من العام الماضي، قال 36 في المائة من الأمريكيين الأفارقة إنهم لا يعرفون الديانة التي يعتنقها أوباما، أما في الاستطلاع الأخير، فقد ارتفعت هذه النسبة إلى 46 في المائة، ممن يقولون إنهم لا يعرفون انتمائه الديني.

ويُعلق مساعد مدير منتدى بيو لشؤون الأبحاث، آلان كوبرمان، على هذه النتائج بقوله: قد تعتقد أنه كلما أمضى الشخص فترة أطول في البيت الأبيض، فإن عدد غير العارفين يجب أن يتراجع.. ولكن عدد غير العارفين تزايد الآن عما كان عليه وقت توليه منصبه.

يتزامن الإعلان عن نتيجة الاستطلاع، الذي تم إجراؤه خلال الفترة من أواخر يوليو/ تموز الماضي، وحتى مطلع أغسطس/ آب الجاري، مع تزايد الجدل حول موقف الرئيس الأمريكي الداعم لبناء مركز إسلامي بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي، الذي دمر في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001.

وخلال حفل إفطار أقامه الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، في 13 من الشهر الجاري، والذي وافق ثالث أيام شهر رمضان، أكد أوباما أن للمسلمين الحق في ممارسة شعائرهم الدينية، شأنهم شأن أي شخص آخر في الولايات المتحدة.

جورج بوش يمتنع عن التعليق

من جهته رفض الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الذي حاول لسنوات اقناع الشعب الاميركي بان الاسلام ديانة سلام، التعليق على مشروع لبناء مسجد مثير للجدل.

وقال ديفيد شيرز المتحدث باسم بوش ان الرئيس السابق رفض التدخل في مسألة اقامة مركز اسلامي ومسجد قرب موقع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك.

وعارض جمهوريون وبينهم المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس سارة بايلن، وعدد من المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية في 2012 بشدة مشروع بناء مركز اسلامي ومسجد على بعد مسافة قريبة من الموقع السابق لمركز التجارة العالمي.

وكان الرئيس الاميركي السابق دعا الاميركيين الى عدم لوم كل المسلمين للهجمات الارهابية التي نفذها زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.

وكان بوش قال خلال زيارة للمركز الاسلامي في واشنطن بعد ستة ايام من وقوع الهجمات ان الارهاب ليس الوجه الحقيقي للاسلام والاسلام لا يعني الارهاب بل السلام وهؤلاء الارهابيين لا يمثلون السلام بل الحرب والحقد.

وكان بوش وجه كلمة شديدة اللهجة الى الاميركيين الذين سيصبون غضبهم وسخطهم على المسلمين الاميركيين فقال لا نسمح بذلك ولن يحصل ذلك في اميركا.

واضاف ان اولئك الذين يعتقدون ان بامكانهم صب غضبهم وغيظهم على مواطنيهم لا يشكلون خيرة الاميركيين بل اسوأ البشر وعليهم ان يخجلوا من تصرفهم.

وانتقد الجمهوريون بشدة مشروع بناء مسجد على مسافة قريبة من الموقع الذي نفذ فيه اسلاميون متطرفون هجماتهم في الولايات المتحدة واعتبر ان ذلك اهانة لذكرى الضحايا.

مخاوف من هجمات على المسلمين

من جهة اخرى طلبت جمعيات مسلمة في الولايات المتحدة من الشرطة الأمريكية تشديد تدابيرها الأمنية لتفادي أي أعمال عدائية ضد المسلمين بسبب تزامن عيد الفطر مع الذكرى السنوية التاسعة لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، قالت متحدثة باسم المجلس الإسلامي للشؤون العامة، ومقره في لوس انجلوس إن قوات الأمن الأمريكية تلقت إرشادات تطالبها بالبقاء على أهبة الاستعداد تحسباً لأي أعمال عنف خلال عيد الفطر.

وذكرت أيدينا ليكوفيتش أن التحذير يأتي وسط "جو متنام من العداء للإسلام" تصاعدت حدته في الأشهر الأخيرة.

وأشارت ليكوفيتش إلى الاحتجاجات على بناء مركز إسلامي ومسجد في مانهاتن في موقع قريب من البرجين اللذين دمرتهما اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول.

وقالت ليكوفيتش لوكالة فرانس برس نلاحظ احتجاجات كثيرة أمام بعض المساجد تنظمها مجموعات معادية للإسلام.

وأضافت ليكوفيتش إن الإجراءات وقائية في المرحلة الحالية لأن هناك عدداً كبيراً من المساجد في البلاد تشعر بالقلق على جالياتها، وتريد التأكد من اتخاذ تدابير وقائية.

وشددت ليكوفيتش على أن رمضان وعيد الفطر يجريان بدون حوادث في الولايات المتحدة عادة وأن المسلمين يحتفلون بهما بسلام.

إلا أن مشاعر الغضب في الولايات المتحدة إزاء مخطط بناء مسجد في نيويورك، وكذلك إعلان كنيسة في فلوريد نيتها تنظيم يوم دولي لإحراق القرآن يوم 11 سبتمبر/أيلول المقبل عززا مخاوف المسلمين من احتمال تعرضهم لاعتداءات خلال هذه الفترة.

قس يهاجم الإسلام

من جانب اخر واصلت القوى اليمينية المتشددة في الولايات المتحدة حملتها على المسلمين في البلاد، مع بداية شهر رمضان، من خلال توسيع حملة رفض بناء مسجد قرب موقع هجمات سبتمبر/أيلول في نيويورك، لتشمل المطالبة بوقف بناء أو توسعة المساجد في كل أمريكا، بقيادة القس فيليب بنهام، الذي أطلق حملة تحمل اسم عملية إنقاذ أمريكا.

وقال بنهام إن الإسلام ليس ديانة بل حركة سياسية مبنية على كذلة مصدرها حفرة من حفر الجحيم لأنه يرفض ألوهية المسيح والإقرار بصلبه ويدعو إلى العنف، وقد رد عليه الباحث في علوم الأديان، بروس فيلر، الذي قال إن بنهام لا يعرف ما يقوله وقد غاب عن ذهنه مقتل 50 مليون مسيحي أوروبي بحروب بين المسيحيين لأسباب دينية. حسب سي ان ان

ولدى سؤاله بنهام من قبل عن أسباب تحركه ضد المسلمين بأمريكا وعدم الإقرار لهم بحرية العبادة قال: لدينا معركة حول الحقيقة لأن المسلمين يقولون إن المسيح لم يصلب ولم ينهض من بين الأموات، كما ينكرون أنه الله، ولذلك لدينا مشكلة في العقيدة معهم.

وأضاف: الإسلام بالنسبة لنا هو كذبة وعلينا أن نصرح بهذا الأمر ونقوله بأعلى الصوت في الشوارع ونواصي الطرق.

وعن أسباب قيامه مؤخراً باحتجاج ضد توسعة مسجد بولاية كونتيكيت بطريقة صاخبة قال بنهام: نحن لم نكن نحتج بل نقول الحقيقة وهي أن المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص والإسلام هو كذبة مصدرها حفرة من حفر الجحيم.

ولدى رد مذيع عليه بسؤاله: هل تقبل أن يأتي المسلمين إلى مركز عبادتك ليقولوا لك إن دينك كاذب؟ قال بنهام، لقد أتوا بالفعل إلى بلدي وحطموا الأبراج وقتلوا ثلاثة ألاف شخص، الإسلام ليس ديانة بل أفكار سياسية ترغب في فرض وجهة نظرها على الآخرين." في إشارة إلى هجمات سبتمبر/أيلول 2001.

واعتبر بنهام أنه من المستحيل أن يكون المسلم مواطناً صالحاً بأمريكا "لأن ولائه يكون لربه وديانته ولحكم الشريعة، وقال إن التفريق بين المسلمين على أساس وجود معتدلين ومتطرفين أمر غير ممكن.

ورد بروس فيلر، الباحث في تاريخ الأديان الذي كان يشارك في الحوار مباشرة على بنهام بالقول: يمكن له الحديث عن رأيه ولكنني أتحدث عن تاريخ الأديان، ليس هناك ديانة تخلو من الجانب العنفي.

وتابع فيلر: هناك 50 مليون مسيحي قتلوا في أوروبا بحروب بين المسيحيين.. يمكن للأديان أن تتقاتل أو تتعايش، والتعايش يكون من خلال الحوار، وما نسمعه من بنهام هو تعبير عن حرب تشن اليوم ضد الإسلام وهذا يهدد كل أتباع الأديان بأمريكا لأنه في مرحلة ما جرى رفض بناء معابد يهودية أو كنائس للكاثوليك.

وأكد فيلر أن كلام بنهام غير مقبول تجاه أكثر من مليار مسلم في بداية رمضان وهو يهدد المجتمع الأمريكي المبني على فكرة ضرورة تعايش الحضارات والأديان.

موظفة مسلمة تقاضي ديزني لاند

من جهة اخرى تقدمت موظفة في مجمع ديزني لاند للملاهي في اناهيم (جنوب كاليفورنيا) بشكوى ضد المجمع، متهمة اياه بمنعها من ارتداء الحجاب في مكان عملها، على ما اعلنت النقابة التي تنتمي اليها هذه الشابة.

وتعمل ايمان بدلال، وهي طالبة في ال26 من العمر من اصل مغربي، منذ اكثر من عامين في احد المطاعم الكثيرة التي يضمها المجمع. وقالت المتحدثة باسم نقابة اتحدوا هنا لي شلتون في بيان منذ بداية عملها هنا، تخلع (بدلال) حجابها قبل التوجه للعمل لان (ارتداء الحجاب) يتعارض مع النظام الداخلي لديزني.حسب سي ان ان

واضافت لكن مؤخرا، مرت (الشابة) باختبارات عدة فتحت عينيها، وقررت الاعتراض على النظام الداخلي، لانه لا قانوني وغير عادل.

وتقدمت ايمان بدلال قبل اشهر بطلب للحصول على الجنسية الاميركية، وقد حصلت عليها في حزيران/يونيو، وقامت بتبديل وجهة نظرها حيال ارتداء الحجاب بعد الدروس التي تلقتها بشان الدستور الاميركي الذي يدافع بشكل اساسي عن حرية المعتقد، بحسب شلتون.

ومن جهتها، قالت سوزي براون المتحدثة باسم ديزني لاند ان المجمع عرض على الشابة حلا عقلانيا للسماح لها بمتابعة عملها، الا انها لم تقبل به.

وبحسب شلتون، الحل المقترح يقضي بعمل بدلال في المنطقة الخلفية للمجمع، بعيدا عن اعين رواد ديزني لاند.

وقالت بدلال في بيان اقتراحهم لي بالعمل في المنطقة الخلفية للمجمع مذل. واضافت يقترحون هذا لانني عربية، مغربية ومسلمة. هم لا يريدون رؤيتي.

ودافعت سوزري براون عن ديزني لاند، مؤكدة ان المجمع يثمن التنوع ويطبق منذ زمن بعيد سياسة مناهضة للتمييز.

ائمة كنديون يدينون التطرف

مجموعة من الائمة الكنديين من جهتها نددت بالتطرف الاسلامي، في اعلان مشترك دعوا فيه الى السلام والمساواة بين الرجال والنساء.

ومن المفترض ان يتلى الاعلان المؤلف من سبع نقاط والموقع من 38 اماما بارزا في كندا، في مئات المساجد الكندية خلال الايام الاولى لشهر رمضان.

وجاء في الاعلان نؤمن بالتعايش السلمي، والحوار، والتعاون ومد الجسور بين مختلف المذاهب والناس من اجل خير الانسانية. الاسلام لا يسمح بقتل ابرياء، ايا كانت معتقداتهم، اتنيتهم، عرقهم او جنسيتهم. قدسية الحياة البشرية تتغلب على القوانين الدينية.

وتطرق الاعلان الى موقع الرجل والمراة في المجتمع.حسب فرانس برس

وورد في الاعلان نؤمن بالمساواة بين الرجال والنساء الذين يملكون حقا الهيا في التعليم، والحق في تقديم مساهماتهم في المجتمع، وفي العمل وفي ان يعاملوا باحترام وكرامة.

كما دافع الائمة عن حرية المعتقد، بما في ذلك حق الافراد في ارتداء اللباس الذي يريدونه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 24/آب/2010 - 12/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م