الأمم الأوربية تعيد ترتيب أوراقها

 

شبكة النبأ: تختلف الأوضاع التي تمر بها دول الاتحاد الأوربي في الآونة الأخيرة، فبينما نجد هناك تطور في إحدى الدول وخطط لرسم مستقبل واعد للأجيال، يلفت انتباهنا مستوى الفقر المتزايد في دول أخرى، فيما تنعم دول أخرى باستقرار في مجالات الحياة، وقد نجد أخرى مشغولة بحل مشاكل قد يكون مردودها سلبيا على وضع البلد.

500 مليون نسمة

فقلد أفادت ارقام نشرها المكتب الاوروبي للاحصاء (يوروستات) ان عدد سكان الاتحاد الاوروبي تجاوز ال500 مليون نسمة.

وبلغ عدد سكان الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد 501,1 مليون نسمة في الاول من كانون الثاني/يناير 2010، مقابل 499,7 مليونا قبل عام.وخلال 2009، ولد 5,4 ملايين طفل في الاتحاد مما يشكل معدل ولادات يبلغ 10,7 ولادة لكل الف نسمة في تراجع طفيف عن 10,9 سجلت في 2009. بحسب وكالة فرانس برس .

وسجلت اعلى نسبة ولادات في ايرلندا (16,8) تليها بريطانيا (12,8) ففرنسا (12,7). اما النسبة الدنيا فسجلت في المانيا (7,9) والنمسا (9,1) والبرتغال (9,4) وايطاليا (9,5).

من جهة اخرى، بلغ عدد الوفيات 4,8 ملايين في 2009 اي 9,7 وفاة لكل الف نسمة وهي نسبة مستقرة بالمقارنة مع العام الذي سبقه. ولعبت الهجرة دورا مهما في ارتفاع عدد سكان الاتحاد.وقال مكتب الاحصاء في بيان ان "اكثر من ستين بالمئة بقليل من نسبة النمو السكاني في الاتحاد الاوروبي في 2009 نجمت عن الهجرة".

جهاز دبلوماسي

ونظرا للاهتمام بمستقبل الدول الاوربية وضمان عيشها الرغيد للمستقبل البعيد، فقد بات من الممكن انشاء اول جهاز دبلوماسي للاتحاد الاوروبي يفترض ان يحمل صوت اوروبا في العالم، في اعقاب اتفاق ابرم بعد اسابيع من مفاوضات شاقة وقد يكون على راسه ربما ثلاثي فرنسي الماني بولندي.

وقد ابرمت التسوية حول تنظيم وسير عمل "الجهاز الاوروبي للعمل الخارجي" اللذين كانا موضع نقاش، في جلسة محادثات اخيرة في مدريد. وشارك في المداولات وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون وممثلو البرلمان الاوروبي والمفوضية الاوروبية ودول الاتحاد الاوروبي.

وعلقت اشتون على ذلك بالقول "ان هذا الاتفاق سيسمح لنا بالمضي قدما، آمل ذلك، مع وضع هذا الجهاز الذي يستحقه مواطنو الاتحاد الاوروبي موضع التنفيذ والذي يتكيف مع مطالب القرن الحادي والعشرين". وتحدث رئيس المفوضية الاوروبية ايضا جوزيه مانويل باروزو عن "خطوة رئيسية الى الامام". ويشكل هذا الجهاز الدبلوماسي محط كل الرغبات لانه يشكل احد ابرز ابتكارات معاهدة لشبونة التي دخلت حيز التنفيذ في نهاية 2009. وسيساعد على اعطاء المزيد من الثقل للدبلوماسية الاوروبية.والجهاز الذي سيضم الاف الاشخاص في وقت لاحق، في بروكسل وفي سفارات خارج اراضي الاتحاد الاوروبي، سيبدأ العمل بحلول نهاية العام. ويعتبر السفير الفرنسي في واشنطن بيار فيمون مرشحا مرجحا لاعلى منصب في "المجلس الثلاثي" وهو "الامين العام التنفيذي".وافادت المصادر ان منصبي الامينين العامين الاخرين قد يعودان الى بولندي هو وزير الدولة للشؤون الاوروبية ميكولاي دوفغيليفيتز والى المانية هي هيلغا شميت. بحسب وكالة فرانس برس .

وشميت هي موظفة رفيعة في الادارة الاوروبية حيث عملت سابقا الى جانب وزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشر وسلف اشتون، خافيير سولانا.وكانت المفاوضات حول هيكلية الجهاز شاقة بسبب مخاوف البرلمان الاوروبي من ان يتحول (هذا الجهاز) الاداة الرئيسية لدول الاتحاد. كما يخشى النواب الاوروبيون بشكل عام من تصاعد نفوذ العواصم الاوروبية على قيادة الاتحاد الاوروبي امام المفوضية التي يفترض ان تجسد المصلحة العامة. كما انهم غير راضين عن انبثاق "حكومة اقتصادية اوروبية" تضم رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الاوروبي.في النهاية، سيتمتع البرلمان الاوروبي بسلطة الاطلاع على بعض نواحي الموازنة، لكنه سيترك للجهاز الاوروبي الجديد استقلاليته، بحسب مصدر دبلوماسي.

تاريخ وتراث

ومن القرى الاوربية التي تهتم بتاريخ اوربا قرية شينجن، وتقع هذه القرية الصغيرة جنوب شرق لوكسمبورج وتحديدا عند التقاء حدود ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورج.قبل خمسة وعشرين عاما، لم يكن هناك من يسمع أو يعرف شيئا على الإطلاق عن تلك المنطقة في أوروبا، لكنها حازت شهرة واسعة في الرابع عشر من حزيران/يونيو 1985 عندما وقعت كل من المانيا وفرنسا وبلجيكا ولوكسمبورج وهولندا اتفاقية شينجن.

وقعت الاتفاقية على متن السفينة السياحية "برينسيس ماري أستريد"، وصيغت في الأساس بشكل مستقل عن الاتحاد الأوروبي. وبعد خمس سنوات ألحق باتفاقية شينجن ميثاق تنفيذي ينص على إلغاء الرقابة الحدودية بين الدول الموقعة على الاتفاقية. وادرجت معاهدة امستردام الموقعة عام 1997 اتفاقية شينجن - التي تضم حاليا 25 دولة أوروبية - في الاطار العام لقوانين الاتحاد الأوروبي.

وتستعد القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها 540 نسمة هذه الأيام للاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتوقيع الاتفاقية الأصلية بإنشاء متنزه خاص على ضفاف نهر موسل يتيح لمرتاديه رؤية مشاهد خلابة في ولاية سارلاند الألمانية المجاورة لها.

من المقرر أيضا افتتاح متحف أوروبي داخل مركز المعلومات الجديد ، يعرض كل ما يرتبط باتفاقية شينجن من وثائق وكذلك يؤرخ للرسوم الجمركية الخاصة بالمنطقة. كما يقام معرض مفتوح يتيح لزواره مشاهدة 55 صورة ضخمة تم عرضها على جدران المنازل وفي الحدائق المنتشرة في القرية. بحسب وكالة الانباء الالمانية .

وفي إطار الاحتفالات يقيم المصور مارك شونتجن معرضا تحت عنوان "قرية النبيذ الأوروبي وسكانها" يستعرض فيه الحياة اليومية لسكان شينجن من خلال صور فوتوغرافية بالأبيض والأسود.ولن تقتصر الاحتفالية على هذين المعرضين فحسب حيث يتوقع أن يتوافد على القرية والمناطق المحيطة بها آلاف الزوار للتمتع بنزهة تتخلل الدول الثلاث قبل التجمع لتذوق أفضل ما تقدمه المنطقة من مأكولات في مهرجان للطعام يقام في شينجن.

من بين المواقع الجديرة بالاهتمام والزيارة في المنطقة مدينة بيرل في ولاية سارلاند الألمانية حيث تقع "فيلا بورج" وهي قصر يصور الحياة في تلك البقاع قبل 1800 عام عندما كان الرومان يعيشون على ضفاف نهري موسل وسار.

ازدياد الفقر

في هذه الاثناء نجد ان عدد الاسبان الذي يعيشون دون عتبة الفقر في تزايد، وهو ما يقارب بمليون نسمة بين عامي 2007 و2009 جراء الازمة الاقتصادية التي تضرب البلاد على ما افادت دراسة نشرتها منظمة "كاريتاس" غير الحكومية.

واظهرت ارقام كاريتاس انه في العام 2009 كان 22,7 % من السكان الاسبان في حالة فقر "متوسطة" او "حادة" (من اصل نحو 46,5 مليونا عدد سكان البلاد مطلع العام 2009) في مقابل 19,3 % في 2007 (مع نحو 45 مليون نسمة). بحسب وكالة فرانس برس .

ويستنتج من هذه الارقام ان عدد الفقراء زاد بمليون شخص. وبعد مقارنة الدراستين استنتجت كاريتاس انه "بشكل عام زادت مستويات التهميش الاجتماعي بنسبة 13,5 % خلال هاتين السنتين" اللتين شهدتا الازمة العقارية ودخول البلاد في حالة انكماش في العام 2008.

وبعد سنوات من النمو الكبير دخل الاقتصاد الاسباني مرحلة انكماش نهاية العام 2008 بسبب الازمة المالية العالمية وتلاشي الفورة العقارية. اما نسبة البطالة فوصلت الى اكثر من 20 % من اليد العاملة بعدما تراجعت الى مستوى ادنى قياسي بلغ 8 % في صيف العام 2007. وشملت دراسة كاريتاس 3500 شخص في 1683 اسرة.

تفكيك 300 مخيم

في فرنسا، فقد أعلنت الحكومة الفرنسية عن مشروعها لتفكيك حوالي 300 مخيم غير شرعي متواجد على التراب الفرنسي يقطنه الغجر والرُحّل ، بحسب وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتوفو.

وأضاف الوزير، على إثر اجتماع وزاري حول "المشاكل التي يطرحها الرُحّل والغجرفي فرنسا" عُقد في قصر الإليزيه تحت إشراف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أن فرنسا ستعمد إلى ترحيل و"بشكل شبه مباشر" الغجر والرُحّل المتحدرين من رومانيا وبلغاريا في حالة تورط بعضهم في مشاكل تمس بالأمن العام. وقد تم طرد حوالي 10.000 غجري من فرنسا في العام 2009.وفي بيان صادر عن الرئيس الفرنسي، أعلن الأخير أن الدولة "ستبدأ العمل على إصلاح تشريعي" وذلك من أجل "تفعيل طريقة إخلاء المخيمات غير الشرعية".

ومن بين التدابير المتخذة كذلك خلال هذا الاجتماع، أعلن أورتوفو عن تكليف عشرة من مفتشي الضرائب مهمة مراقبة وضعية القاطنين بالمخيمات غير الشرعية، نظرا لظهور بعض معالم الثراء على بعضهم من خلال السيارات التي يملكونها والتي يقطنون داخلها بحسب الوزير. بحسب وكالة الانباء البريطانية .

وقد تم إحصاء 400 ألف من الرحّل على التراب الفرنسي بحسب تقرير يعود للعام 1990. وأظهر التقرير أن 95 في المئة هم من أصول فرنسية وليس أجنبية كما يعتقد البعض. أما "الروم" الذين يمثلون الغجر ذوي الجنسيات الرومانية والبلغارية وجنسيات دول أوروبا الوسطى فهم يشكلون أقلية.

وكالة الاستخبارات

وفي السياق نفسه ، فقد اعلن مصدر دبلوماسي اوروبي ان الفرنسي باتريس برغاميني عين رئيسا لوكالة الاستخبارات التابعة للاتحاد الاوروبي التي ستقوم بتبادل المعلومات الحساسة بين الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، ووصفها البعض بانها نواة ل"سي آي ايه اوروبية".

ويبلغ برغاميني الاربعين من العمر وهو حاليا عضو في مكتب وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون. ويعتبر دبلوماسيا متخصصا بمسائل الدفاع والامن.

وقبل ان ينضم في الربيع الماضي الى فريق آشتون، عمل طويلا الى جانب سلفها الاسباني خافيير سولانا وكان مساعد مدير مكتبه.

ويبدو ان تعيينه على راس "المركز المشترك للاتحاد الاوروبي" والذي يختصر بالانكليزية بكلمة "سيتسن"، جاء بناء على رغبة آشتون لان وكالة الاستخبارات الاوروبية هذه تشكل جزءا من الجهاز الدبلوماسي الاوروبي الجديد والذي اعلن انشاؤه رسميا. بحسب وكالة فرانس برس .

ويخلف برغاميني في هذا المركز البريطاني ويليام شابكوت الذي عين على رأس سيتسن منذ اقامته عام 2001. وتضم هذه الوكالة في الوقت الحاضر نحو مئة شخص فقط وهم مفرزون من اجهزة استخبارات نحو 20 بلدا اوروبيا.ومهمة هذا الجهاز الجديد القيام بعمل تحليلي انطلاقا من معلومات حساسة عن منطقة او عن موضوع معين. والهدف هو اعطاء المسؤولين السياسيين الاوروبيين ادوات لتمكينهم من اتخاذ المواقف السياسية الصائبة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 22/آب/2010 - 11/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م