العراق وأمريكا... انسحاب آمن أم عواقب وخيمة

 

شبكة النبأ: تسود أجواء الترقب والخوف والحذر في العراق، في ظل أزمة الانقسام السياسي واحتمالات انزلاق البلاد إلى مشاكل كبيرة. وإن النخبة السياسية العراقية التي أوكلت لها مهمة إدارة البلاد، بدأت تتبادل سهام النقد اللاذع للمنتمين إليها، بما ينذر بعواقب وخيمة على الدولة المسكونة بهواجس من حدوث مزيد من الأزمات والصراعات بعد انسحاب الجيش الأميركي منها.

بينما يتفق بعض الخبراء العسكريين على أن تخفيض أعداد القوات الأميركية بالعراق من شأنه منح الجيش الأميركي فرصة لالتقاط الأنفاس بعد أن فاقت هذه الحرب كل التوقعات بخصوص التكلفة، فقد قتل أكثر من 4400 من القوات الأميركية وإصابة أكثر من ثلاثين ألفا آخرين إضافة إلى الخسائر الهائلة في الجانب العراقي.

إن الحرب على العراق لم تنته بعد، وهناك أسئلة تبحث عن اجابة حول سر بقاء خمسين ألفا من القوات الأميركية.

هل يبقي أوباما القوات الامريكية

حيث تسير الولايات المتحدة نحو تحقيق هدف خفض قواتها في العراق الى 50 ألف جندي بحلول 31 أغسطس اب لكن هناك شكوكا في أن يتمكن الرئيس الامريكي باراك أوباما من الوفاء بوعده بسحب جميع قوات بلاده بنهاية 2011 .

وكمرشح رئاسي تعهد أوباما خلال الحملة الانتخابية بوضع نهاية مسؤولة للحرب المستمرة منذ سبع سنوات وكرئيس كان صريحا في تأكيداته للامريكيين بأنه لن يبقى أي جندي أمريكي في العراق بحلول يناير كانون الثاني 2012 .  لكن الفعل ليس في سهولة القول.

ورغم انحسار العنف بدرجة كبيرة في العراق منذ ذروة أعمال العنف الطائفي عامي 2006 و2007 لا يزال الوضع في العراق هشا للغاية ولم يحسم قادته عددا من القضايا السياسية المتفجرة التي يمكن بسهولة ان تشعل قتالا جديدا.

وتريد الولايات المتحدة عراقا مستقرا تربطها به علاقات صداقة ويتشكك محللون في أن يفعل أوباما أي شيء قد يجازف بذلك.

وقائد الجيش العراقي والجنرال الامريكي السابق الذي أشرف على تدريب قوات الامن العراقية ومسؤولون أمريكيون تفاوضوا على الاتفاقية العسكرية الامريكية العراقية الحالية من بين من يعتبرون الوجود العسكري الامريكي ضروري بعد عام 2011 .

وأبقى وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الباب مفتوحا أمام هذا الاحتمال خلال تصريحات أدلى لكنه أكد أنه يجب أن تطلب ذلك أولا الحكومة العراقية الجديدة التي لم تتشكل بعد في أعقاب الانتخابات غير الحاسمة التي أجريت في مارس اذار.

وقال جيتس اذ ما تشكلت حكومة جديدة هناك وأرادوا الحديث عما بعد 2011 فاننا مستعدون تماما لهذا النقاش. حسب رويترز

ولم تحظ تصريحاته على الارجح بترحيب البيت الابيض الذي يحرص على أن يظهر للناخبين قبل انتخابات صعبة للتجديد النصفي لاعضاء الكونجرس التي تحل في نوفمبر تشرين الثاني التزامه بما قاله بشأن العراق ألا وهو أن الرئيس متمسك بوعده بسحب جميع القوات الامريكية بحلول نهاية 2011 .

وقتل ما يزيد عن 4400 جندي أمريكي في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين.

وتوفر الاتفاقية العسكرية الامريكية العراقية التي بدأ سريانها عام 2009 الاساس القانوني لبقاء القوات الامريكية في العراق. وبموجب الاتفاقية يجب أن تنسحب كافة القوات الامركية بحلول 2012 . لكن المفاوضين الامريكيين يقولون انه عند مناقشة الاتفاقية أخذ في الحسبان احتمال تنقيحها في هدوء في وقت لاحق بما يسمح ببقاء قوات أصغر حجما لفترة أطول.

وهناك حاليا 56 ألف جندي أمريكي في العراق انخفاضا من نحو 140 ألفا عندما تولى أوباما منصبه في يناير 2009 .

وفيما تظهر استطلاعات الرأي أن الامريكيين سئموا من نحو عقد من الحروب في افغانستان والعراق فان أي قرار لتمديد أجل التدخل العسكري الامريكي في العراق سينطوي على مخاطرة هائلة بالنسبة لاوباما الذي يسعى لاعادة انتخابه في 2012.

ومن شبه المؤكد انه سيواجه رد فعل عنيفا من جانب زملائه الديمقراطيين في الكونجرس ومن الجناح اليساري في حزبه الذي يبدي استياءه بالفعل من أوباما.

وربما لا يرغب الرئيس الامريكي في التفريط في قاعدة حزبه في عام الانتخابات أو قد يقرر أن من مصلحة بلاده الاستراتيجية ابقاء القوات في العراق لفترة أطول لكن مرة أخرى لن يكون بوسعه هذا الا اذا طلبت منه ذلك الحكومة العراقية الجديدة.

ويقول اللفتنانت جنرال المتقاعد جيمس دوبيك الذي أشرف على تدريب قوات الامن العراقية في الفترة بين 2007 و2008 أثبت الرئيس انه زعيم عملي للغاية. مع تغير الظروف عدل مواقفه في افغانستان والعراق. لذا في تقديري انه يريد ان يفي بوعده حتى تملي الظروف غير ذلك.

ويضيف دوبيك الذي يعمل حاليا لدى معهد دراسات الحرب " مناقشة ما بعد 2011 لا تعتمد فحسب على ما يحتاجه العراق ولكن ما هو أفضل لمصالحنا الاستراتيجية."

وأردف أنه بعد 2011 سيظل العراق في حاجة الى المساعدة الامريكية والغربية لتحديث قواته وتدريبها على استخدام دبابات ام1 ابرامز وطائرات اف 16 وغيرها من المعدات العسكرية المتطورة التي اشترتها بغداد من الولايت المتحدة.

كما انه يرى حاجة الى قوات على غرار قوات حفظ السلام لتحقيق الاستقرار في مناطق لا تزال تشهد توترا على سبيل المثال على طول الحدود الجنوبية لكردستان العراق الى جانب قوات للمساعدة في عمليات مكافحة الارهاب.

وردا على سؤال عن حجم القوات المطلوبة لتنفيذ المهام المختلفة التي حددها قال دوبيك أكره أن أحدد رقما لكنه سيكون بالالاف.

ومؤخرا تسبب رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول بابكر زيباري في حالة من الانزعاج عندما قال ان قواته لن تكون مستعدة لحماية البلاد حتى عام 2020 وانه على واشنطن أن تبقي قواتها حتى ذلك الحين.

وتقول ادارة أوباما انها لا تخطط سوى لاقامة مكتب للتعاون الامني في السفارة الامريكية في بغداد. وسيساعد العاملون فيه في تدريب أفراد الجيش العراقي وتنسيق مشتريات الاسلحة لكن عددهم لن يزيد عن بضع عشرات أو ربما مئات.

وقال السفير الامريكي الاسبق في العراق رايان كروكر لصحيفة نيويورك تايمز سنبقى على الارض لفترة طويلة حتى لو كان الهدف هو مجرد تقديم الدعم لانظمة الاسلحة الامريكية لدى العراق فحسب.

كما أن هناك المخاوف القائمة من أن العراق لا يزال عرضة لتجدد العنف الطائفي بين الشيعة والسنة والذي دفع البلاد الى شفا حرب أهلية في 2006 و2007 .

وذكر ستيفن بيدل المحلل العسكري لدى مجلس العلاقات الخارجية والمستشار السابق للجنرال ديفيد بتريوس عندما كان قائدا للجيش الامريكي في العراق هناك الكثير من تصفية الحسابات على الجانبين التي يجب تسديدها.. والكثير من المخاوف المتراكمة من أن الجانب الاخر هو الذي سيكون رابحا.

وبيدل من بين أولئك الذين يدعون الولايات المتحدة الى سحب قواتها تدريجيا من العراق على مدار سنوات على غرار عملية حفظ السلام الاجنبية في البلقان.

وسيتطلب هذا من ادارة أوباما والحكومة العراقية التفاوض على اتفاقية جديدة لوضع القوات تحل محل تلك التي تنتهي في 2011 .

وقال بيدل اذا ما نفذت الاتفاقية (الحالية) سيكون عدد القوات الامريكية في العراق في الاول من يناير 2012 اقل من الموجودة في بريطانيا العظمى... المضي قدما في اتفاقية كما هي سيكون فكرة سيئة. أظن أن معظم القادة العراقيين يرونها فكرة سيئة أيضا.

قوات معاونة

من جهته قال السارجنت كريستوفر هاش من الكتيبة الاولى من الفوج 116 مشاة الذي انسحب الى الكويت في وقت سابق من الاسبوع الجاري من تجربتي الشخصية كانت العملية تستحق. دفعنا ثمنا باهظا.

وقال الميجر جنرال ستيفن لانزا المتحدث العسكري الامريكي في العراق انه لن يكون هناك تغيير فعلي يذكر على الارض في المهمة العسكرية الامريكية في العراق بحلول الاول من سبتمبر أيلول عندما تتحول الالوية الستة الباقية الى وحدات  ارشاد ومساعدة

وبدأت أغلب الوحدات العسكرية الامريكية بالفعل في تحويل تركيزها الى تدريب القوات العراقية ومساعدتها منذ أكثر من عام عندما انسحبت من المدن العراقية الرئيسية في 30 يونيو حزيران عام 2009 .

ولم يعد بمقدور القوات الامريكية قانونا القيام بعمليات عسكرية بمفردها في العراق بعد توقيع اتفاق أمني عراقي أمريكي ودخوله حيز التنفيذ في يناير كانون الثاني 2009 وبدأ الجيش الامريكي في خفض أعداد قواته. وكان عدد القوات الامريكية في العراق قد وصل في حده الاقصى الى 176 ألف جندي.

وأضاف لانزا كل جندي هو جندي مقاتل. انه تحول في المهمة. وهذا لا يغير هويتنا ولا يغير ما نفعله... لن تروا تغيرا كبيرا في الثاني من سبتمبر.

وستمثل نهاية المهمة القتالية الامريكية في العراق علامة بارزة في الطريق الذي بدأ في 2003 بالغزو الذي أطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

ولقي أكثر من 4400 جندي أمريكي حتفهم منذ الغزو في حين أن ما يصل الى 106071 مدنيا عراقيا قتلوا أيضا خلال الصراع الضاري الذي نشب بين الشيعة والسنة.

وانحسر العنف بصفة عامة بشدة منذ أوج الصراع الطائفي عامي 2006 و2007 عندما بلغ عدد الجنود الامريكيين نحو 170 ألف جندي.

لكن مقاتلين ما زالوا قادرين على تنفيذ هجمات مدمرة وما زال الوضع في العراق هشا.

ولم يحسم زعماء البلاد عددا من القضايا السياسية التي ربما تتفجر مما يعني سهولة احتمال تجدد القتال مثل التوترات بين العرب والاكراد والمصالحة بين السنة والشيعة.

كما أنهم لم يتمكنوا حتى الان من تشكيل حكومة جديدة بعد خمسة أشهر من اجراء انتخابات وطنية لم تسفر عن فائز واضح.

وزادت حدة التوترات نتيجة استمرار التفجيرات الانتحارية وهجمات أخرى يشنها المسلحون الذين يحاولون استغلال فراغ السلطة قبل نهاية المهمة القتالية الامريكية.

ولكن تجربة العراق مع الديمقراطية التي تفرضها الولايات المتحدة يمكن أن تخل بالتوازنات السياسية في منطقة اعتادت حكم الفرد.

ويجري نقل أغلب المعدات العسكرية الامريكية والكثير من الجنود المنسحبين من العراق الى أفغانستان حيث تحارب قوات حلف شمال الاطلسي طالبان التي صعدت عملياتها. ويبقى الوجود العسكري الامريكي في العراق مع استمرار وجود 50 ألف جندي في البلاد ضخما وهو يقرب من ضعفي الوجود الامريكي في شبه الجزيرة الكورية.

وقال أوباما انه لن يبقى في العراق جندي واحد بحلول الاول من يناير كانون الثاني 2012 رغم انه سيكون من المستحيل على العراق أن يعتمد على قواته الجوية وأن يكون مستعدا لحماية سلامة أراضيه بمفرده بحلول ذلك الوقت.

ونفد صبر الامريكيين من الحرب وأي قرار بتمديد العمليات العسكرية الامريكية في العراق سيثير قدرا كبيرا من الجدل

وسلم اللواء الامريكي الاخير المصنف رسميا باعتباره وحدة قتالية المسؤولية لنظرائه العراقيين في السابع من أغسطس اب لكن القوات الامريكة ظلت تنسحب من العراق بشكل منتظم على متن طائرات نقل أو برا منذ عام.حسب رويترز

وقال الستاف سارجنت كريستوفر هاش من الكتيبة الاولى من الفوج 116 مشاة الذي انسحب الى الكويت في وقت سابق من الاسبوع الجاري من تجربتي الشخصية كانت العملية تستحق. دفعنا ثمنا باهظا.

وقالت وسائل اعلام أمريكية يوم الاربعاء ان اخر قوات قتالية أمريكية غادرت العراق لكن مسؤولين أمريكيين أوضحوا أنه ما زال هناك 56 ألف جندي أمريكي في العراق لذلك فان ما وعد به الرئيس الامريكي باراك أوباما من خفض القوات الامريكية غير القتالية الى 50 ألفا بحلول الاول من سبتمبر أيلول ما زال أمامه بعض الوقت.

ولن يكون هناك تغيير فعلي يذكر على أرض الواقع في المهمة العسكرية الامريكية في العراق بحلول الاول من سبتمبر أيلول بما أن أغلب الوحدات العسكرية الامريكية بدأت تحول تركيزها على تدريب القوات العراقية ومساعدتها منذ أكثر من عام عندما انسحبت من المدن العراقية الرئيسية في 30 يونيو حزيران عام 2009 .

ويجري نقل أغلب المعدات العسكرية الامريكية والكثير من الجنود المنسحبين من العراق الى أفغانستان حيث تحارب قوات حلف شمال الاطلسي طالبان التي صعدت عملياتها.

لكن مقاتلين ما زالوا قادرين على تنفيذ هجمات مدمرة وما زال الوضع في العراق هشا.

ولم يحسم زعماء البلاد عددا من القضايا السياسية التي ربما تتفجر مما يعني سهولة احتمال تجدد القتال مثل التوترات بين العرب والاكراد والمصالحة بين السنة والشيعة.

كما أنهم لم يتمكنوا حتى الان من تشكيل حكومة جديدة بعد خمسة أشهر من اجراء انتخابات وطنية لم تسفر عن فائز واضح وزادت حدة التوترات نتيجة استمرار التفجيرات الانتحارية وهجمات أخرى يشنها المسلحون الذين يحاولون استغلال فراغ السلطة قبل نهاية المهمة القتالية الامريكية.

ووعد أوباما الناخبين الامريكين بأنه سيوقف المهام القتالية يوم 31 أغسطس اب قبل انسحاب أمريكي كامل بحلول نهاية 2011 كما تنص معاهدة أمنية ثنائية وقع عليها سلفه بوش.

ويواجه الرئيس الامريكي مواطنين سئموا من الحروب في الوقت الذي يسعى فيه الحزب الديمقراطي الذي ينتمي اليه الى الحفاظ على سيطرته على الكونجرس في الانتخابات التي تجرى في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال أوباما انه لن يبق في العراق جندي واحد بحلول الاول من يناير كانون الثاني 2012 غير انه من المستحيل على العراق أن يعتمد على قواته الجوية وأن يكون مستعدا لحماية سلامة أراضيه بمفرده بحلول ذلك الوقت.

وبينما تظهر استطلاعات رأي أمريكية أن صبر الامريكيين نفد من نحو عشر سنوات من الحرب في أفغانستان والعراق فان أي قرار بتمديد العمليات العسكرية الامريكية في العراق سيكون على قدر هائل من الخطورة بالنسبة لاوباما الذي سيواجه انتخابات رئاسية في 2012.

ومن شبه المؤكد أنه سيواجه انتقادا من الديمقراطيين في الكونجرس ومن الجناح اليساري داخل حزبه الذين يشعرون بخيبة أمل فيه أصلا.

وظلت الحرب في العراق مستمرة لفترة أطول من الحرب الاهلية الامريكية أو الحرب العالمية الاولى أو الحرب العالمية الثانية.

اخر الفرق تغادر

من جهتها وسائل ذكرت اعلام اميركية ان اخر الفرق القتالية الاميركية غادرت العراق واجتازت الحدود باتجاه الكويت، بعد حوالي سبعة اعوام ونصف العام على الاجتياح الاميركي للعراق في اذار/مارس 2003.

واظهرت مشاهد بثها التلفزيون الاميركي صورا لمراسل شبكة ام اس ان بي سي برفقة فرقة سترايكر الرابعة وفرقة المشاة الثانية، يجتازون الحدود باتجاه الكويت، على ان يتبعهم في الساعات المقبلة باقي جنود الفرقة القتالية.حسب فرانس برس

وتناقلت وسائل اعلامية اميركية عدة هذا الخبر، من بينها صحيفة واشنطن بوست وشبكة سي ان ان وصحيفة لوس انجليس تايمز، وكافة هذه الوسائل لديها مراسلون يرافقون الجنود الاميركيين خلال مغادرتهم العراق. وذكرت شبكة سي ان ان الاخبارية ان 56 الف جندي اميركي سيبقون في العراق بعد مغادرة اخر الفرق القتالية.

ومن المقرر ان يبقى 50 الف جندي فقط بعد 31 اب/اغسطس، الموعد الذي حدده الرئيس الاميركي باراك اوباما لانتهاء المهام القتالية للجيش الاميركي في العراق، لتبدل مهامها وتصبح مهمة تدريب واستشارة عسكرية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي، في تصريحات مباشرة لشبكة ام اس ان بي سي خلال بثها صورا لدبابات اميركية تجتاز الحدود العراقية الى الكويت، انها لحظة تاريخية، لكنه اشار الى ان الالتزام الاميركي في العراق صلب وطويل الامد.

واضاف اخر ما نريده، هو بروز مناسبة جديدة لارسال جنود الى العراق وان يكون علينا انهاء مرحلة القتال مجددا. وتابع "نحن لا نضع حدا لالتزامنا في العراق. سيكون امامنا عمل هام لانجازه. هذه ليست نهاية امر ما، بل انتقال نحو شيء مختلف. لدينا التزام طويل الامد في العراق.

واشار الى ان النزاع العراقي الذي ادى الى مقتل 4400 اميركي، وكلف واشنطن الف مليار دولار، كان له "ثمن مرتفع، موضحا اننا قمنا باستثمارات ثقيلة في العراق وعلينا القيام بكل ما في وسعنا للحفاظ على هذا الاستثمار ولينخرط العراق وجيرانه في وضع اكثر سلمية بكثير، يخدم مصالحهم ومصالحنا.

وفي رسالة مؤرخة بيوم 18 اب/اغسطس تم نشرها على الموقع الالكتروني للبيت الابيض، حيا الرئيس الاميركي باراك اوباما انتهاء المهام القتالية للقوات الاميركية في العراق، من دون تقديم اي اشارة الى مغادرة اخر الفرق القتالية الاميركية العراق ليل الاربعاء-الخميس.

وكتب اوباما في الرسالة اليوم، اعلن بسعادة انه بفضل الخدمة المذهلة لجنودنا ومدنيينا في العراق، ستنتهي مهمتنا القتالية هذا الشهر وسننجز انسحابا مهما لقواتنا.

وانفردت صحيفة لوس انجليس تايمز عن باقي وسائل الاعلام الاميركية بنشر معلومات تفيد بان الاليات العسكرية الاميركية البالغ عددها 360 والجنود ال1800 التابعين للفرقة الرابعة ستحتاج الى ثلاثة ايام للانتقال من بغداد الى الحدود العراقية، بعد اجتياز المناطق ذات الغالبة الشيعية في جنوب العراق. فيما ذكرت وسائل الاعلام الاخرى ان انتهاء الانسحاب مسالة ساعات قليلة.

واعلنت وزارة الدفاع الاميركية منذ فترة ان عدد الجنود الاميركيين الموجودين في العراق سينخفض من 64 الفا الى 50 الف جندي بحلول نهاية اب/اغسطس، على الرغم من تحذيرات مشؤولين سياسيين وعسكريين عراقيين رفيعي المستوى من خطر التسرع في الانسحاب الاميركي من العراق.

وياتي انسحاب الفرقة الرابعة غداة تفجير انتحاري استهدف مركزا لتجنيد المتطوعين في الجيش في بغداد، وادى الى سقوط 59 قتيلا وجرح مئة على الاقل.

وينص اتفاق بين واشنطن وبغداد على انسحاب اخر جندي اميركي من العراق بحلول نهاية العام 2011، ويؤكد اوباما اصراره على احترام هذا الموعد.

بقاء56 ألف جندي

من جانب آخر قال مسؤول كبير في ادارة اوباما ان عدد القوات الامريكية في العراق حاليا انخفض الى 56 ألف جندي وليس 50 ألفا مثلما أبلغ رويترز في وقت سابق.

وقال المسؤول كان لدي معلومات غير صحيحة.

وقالت ادارة اوباما انها تتوقع ان تصل مستويات قواتها عند اتمام عملية انسحاب القوات المقاتلة بحلول الحادي والثلاثين من اغسطس اب الى 50 ألف جندي وان القوات التي ستبقى ستواصل تدريب وحدات القوات المسلحة والشرطة العراقية.

والوفاء بموعد الحادي والثلاثين من اغسطس يعني ان الرئيس باراك اوباما يسير نحو هدفه لتحقيق تأكيداته للامريكيين بأن جميع القوات الامريكية ستنسحب من العراق بحلول نهاية 2011 حتى وهو يخوض صراعا صعبا في افغانستان.

وشن الرئيس الامريكي السابق جورج بوش -سلف اوباما الجمهوري- الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 والذي أطاح بصدام حسين. لكن الحرب فقدت التأييد الشعبي بين الامريكيين مع تزايد عدد القتلى بين صفوف القوات الامريكية وسط عنف طائفي متنام.

وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) انه حتى يوم الاربعاء بلغ عدد العسكريين الامريكيين الذين قتلوا في العراق منذ الغزو 4419 قتيلا.حسب رويترز

وقالت شبكة تلفزيون (ان.بي.سي. نيوز) ان اخر القوات المقاتلة الامريكية غادرت العراق. ورافق مراسل للشبكة التلفزيونية لواء سترايكر الرابع اثناء مغادرته برا خلال الليل ووصوله الى الكويت قبيل الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي. واظهرت لقطات تلفزيونية القافلة وهي تمر عبر البوابات الحدودية.

السفير الجديد

من جهته تسلم السفير الاميركي الجديد في العراق جيمس جيفري مهامه في بغداد، على ما اعلنت السفارة الاميركية الاربعاء.

وقالت السفارة في بيان ان السفير الجديد وصل الاربعاء وقدم اوراق اعتماده الى الرئيس العراقي جلال طالباني ووزير الخارجية هوشيار زيباري. وهو بذلك يخلف كريستوفر هيل الذي بقي 16 شهرا سفيرا لواشنطن في بغداد.حسب فرانس برس

وجيفري خبير بشؤون العالم العربي ولا سيما العراق حيث كان "الرجل الثاني" في السفارة الاميركية بين حزيران/يونيو 2004 وآذار/مارس 2005 حين اصبح قائما باعمال السفير حتى حزيران/يونيو 2005. وهو يتسلم السفارة في فترة حساسة للغاية.

فالعراق يمر بازمة سياسية ناجمة عن عدم تمكن الاحزاب الرئيسية من التوصل الى اتفاق حول تشكيل الحكومة الجديدة بعد خمسة اشهر على الانتخابات التشريعية التي جرت في 7 آذار/مارس.

وبينما البلاد غارقة في هذه الازمة تنهي الولايات المتحدة في 31 آب/اغسطس سحب قواتها المقاتلة من العراق حيث سيبقى 50 الف جندي اميركي حتى كانون الاول/ديسمبر 2011 سيتولون خصوصا مهام تدريب القوات العراقية.

وقال جيفري بحسب بيان السفارة انه لشرف لي ان اعود الى العراق. ساستأنف صداقاتي السابقة، وتعزيز العلاقات مع القادة العراقيين، وتعميق علاقاتنا على المدى البعيد مع هذه الارض التاريخية.

وهو خامس سفير اميركي يعين في بغداد منذ الاطاحة بنظام صدام حسين اثر الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في آذار/مارس 2003. وقبل تعيينه سفيرا في بغداد كان جيفري سفيرا في انقرة وقبلها بين 2002 و2004 سفيرا في تيرانا، كما عمل في السفارة الاميركية في الكويت.

مكاتب دبلوماسية

الى ذلك قال مسؤولون امريكيون ان الولايات المتحدة تعكف على انشاء قنصليات او فروع لسفارتها في أربع مدن ذات اهمية حيوية لمستقبل العراق مع انهائها دورها القتالي وتعزيزها نشاطها الدبلوماسي.

وقال مايكل كوربن نائب مساعد وزيرة الخارجية الامريكية انه يجري انشاء قنصليتين امريكيتين في البصرة قرب ميناء ام قصر النفطي الحيوي وفي اربيل عاصمة كردستان.

واضاف قائلا للصحفيين هاتان القنصليتان ستقدمان منبرا دبلوماسيا مهما معترفا به لجميع انواع البرامج التي نريد القيام بها الان والتي سنريد القيام بها مستقلا. حسب رويترز

وقال كوربن قنصلية في المنطقة الكردية في الشمال واخرى في البصرة -التي لها اهمية اقتصادية هائلة لقربها من ام قصر الميناء الوحيد للعراق ووجودها علي مقربة من حقول النفط الجديدة.

واضاف ان الولايات المتحدة تعتزم ايضا انشاء مكتبين فرعيين مؤقتين لسفارتها سيبقيان مفتوحين لثلاث الي خمس سنوات. وسيجري انشاء احدهما في مدينة كركوك الغنية بالنفط التي يطالب بها كل من العرب والاكراد والاخر في الموصل التي ما زالت تعاني اعمال عنف مرتبطة بالمسلحين.

وقال كوربن هناك مشاكل في كركوك والموصل لها علاقة ليس فقط بالمسائل العربية- الكردية بل ايضا بالاقليات .. اليزديين والمسيحيين ونريد ان يكون بمقدورنا معالجة هذه المسائل.

واضاف ان العنف ما زال مشكلة في الموصل فهي ما زالت المكان الذي يوجد به أكبر قدر من التمرد وأكبر قدر من الهجمات الارهابية.

وقال كولن كاهل نائب مساعد وزير الدفاع الامريكي ان الوضع الامني في العراق في مجمله ايجابي بشكل عام مع اقتراب الحادي والثلاثين من اغسطس اب وهو موعد انتهاء الدور القتالي الامريكي في العراق.

واضاف قائلا عدد حوادث العنف في العراق يبقى عن أدنى مستوى له في الحرب. وقال ان اجمالي عدد الضحايا في الاشهر الخمسة الاولى من هذا العام -بما في ذلك المدنيون والعسكريون العراقيون والامريكيون- عند أدنى مستوى مسجل.

وأكد الرئيس الامريكي باراك اوباما في وقت سابق من هذا الشهر ان القوات الامريكية ستنهي العمليات القتالية في العراق بحلول الحادي والثلاثين من اغسطس وسيبقى 50 ألف جندي في البلاد للقيام بمهام تدريبية واستشارية.

تسلسل زمني

فيما يلي تسلسل زمني للقوات الامريكية في العراق منذ 2003

20 مارس اذار 2003 - غزت قوات بقيادة الولايات المتحدة العراق انطلاقا من الكويت.

- كان هناك نحو 125 ألفا من القوات الامريكية والبريطانية ومشاة البحرية في العراق. وبحلول نهاية ابريل نيسان قالت الولايات المتحدة انها ستضيف 100 ألف اخرين لقوة الغزو التي تقودها.

9 ابريل نيسان - استيلاء القوات الامريكية على بغداد واختفاء صدام.

1 مايو ايار - أعلن الرئيس الامريكي جورج بوش انتهاء العمليات القتالية.

- بين 20 مارس اذار والاول من مايو ايار قتل 138 جنديا أمريكيا.

13 ديسمبر كانون الاول - القوات الامريكية تقبض على صدام قرب تكريت.

22 فبراير شباط 2006 - تفجير في مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء مما أشعل صراعا طائفيا واسع النطاق وأوجد مخاوف من نشوب حرب أهلية.

14 فبراير شباط 2007 - شن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حملة أمنية مدعومة من الولايات المتحدة بهدف ابعاد العراق عن حافة الحرب الاهلية.

- تم ارسال خمسة ألوية قتالية أمريكية الى جانب قوات داعمة أي ما يوازي 30 ألف جندي الى العراق بين فبراير شباط ومنتصف يونيو حزيران 2007 . والى جانب الحد من العنف كانت واشنطن ترغب في ايجاد متنفس لزعماء العراق لاحراز تقدم في القوانين التي ينظر لها على أنها حيوية لترسيخ المصالحة الوطنية.

15 يونيو حزيران - قال الجيش الامريكي انه أتم حشد قواته أو رفع حجم القوة الى 160 ألف جندي.

- من ابريل نيسان الى يونيو حزيران 2007 قتل 331 جنديا أمريكيا لتصبح بذلك الفترة التي تشهد أكبر عدد من القتلى خلال الحرب في صفوف الجيش الامريكي.

10 سبتمبر أيلول - أوصى القائد الامريكي في العراق الجنرال ديفيد بتريوس بخفض القوات بأكثر من 20 ألفا بحلول منتصف 2008 .

22 يوليو تموز 2008 - قال الجيش الامريكي ان اخر كتيبة ضمن خمس كتائب قتالية اضافية أرسلت الى العراق عام 2007 انسحبت مما يعني أن حجم القوات في العراق أصبح أقل من 147 ألف جندي أمريكي.

17 نوفمبر تشرين الثاني - وقع العراق مع الولايات المتحدة اتفاقا يتطلب من واشطن أن تسحب قواتها بحلول نهاية 2011 . يعطي هذا الاتفاق الحكومة العراقية السلطة على البعثة الامريكية للمرة الاولى وحل الاتفاق بذلك محل التفويض الذي منحه مجلس الامن التابع للامم المتحدة للقوات الامريكية. وأقر البرلمان العراقي الاتفاق بعد 10 أيام من التوقيع بعد مناقشته.

الاول من يناير كانون الثاني 2009 - بدء سريان الاتفاق الامني الامريكي العراقي مما وضع 140 الف جندي امريكي تحت سلطة العراق.

27 فبراير شباط - أعلن الرئيس الامريكي الجديد في ذلك الوقت باراك أوباما خطة لانهاء العمليات القتالية الامريكية في العراق بحلول 31 أغسطس اب 2010 لكنه قال انه سيترك ما يصل الى 50 ألف جندي لتدريب القوات العراقية.

30 يونيو حزيران - انسحاب كل الوحدات القتالية الامريكية من المدن الرئيسية بالعراق واعادة نشرها في قواعد خارجها.

4 يونيو 2010 - أعلن الجيش الامريكي ان هناك 88 ألف جندي في العراق.

18 أغسطس اب - قال مسؤول رفيع بالادارة الامريكية ان حجم القوات في العراق أصبح 56 ألف جندي.

- قال الجيش ان 4419 فردا من الجيش الامريكي قتلوا منذ الغزو عام 2003 .

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 22/آب/2010 - 11/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م