القرصنة الالكترونية... حروب دولية بمعايير استثنائية

احمد عقيل

 

شبكة النبأ: يوما بعد يوم يتم اكتشاف أسلحة جديدة في حرب جديدة أيضا، في سياق كوني اعتادت عليه بعض الأمم والشعوب، إلا إننا في معرض تقريرنا هذا نستعرض حربا قديمة جديدة كانت ولا تزال تسعى الى المعلومة حصرا في معاركها، لا تقل خطرا عن الحروب الكلاسيكية، حيث باتت تنتشر بشكل كبير وأكثر اتساعا، ولكن على شبكة الانترنت العالمية، أبطالها حسب ما يطلق عليهم هم "الهكر" أي بمعنى القراصنة، تسعى من ورائهم بعض الدول والمنظمات وتسهر على رعايتهم وتدريبهم حسبما ينقل، في سبيل الوصول او التخريب وفق نوع الأهداف المنتخبة، فيما تجاوز الأمر الى انخراط بعضهم في الأجهزة الإستخبارية والعسكرية لبعض الدول، بعد ان تم إنشاء وحدات عسكرية مهمتها هي القرصنة على باقي شبكات الدول.

حرب من نوع آخر

فالولايات المتحدة الامريكية وحسب ما نقلت تقارير صحفية عن مصدر أمني أمريكي انها بدأت تعد العدة للحرب الإلكترونية المقبلة، من خلال زرع الفيروسات والأبواب الخلفية والشيفرات السرية في أنظمة الطاقة والدفاع والنقل العائدة للدول المعادية لواشنطن.

وأوردت التقارير، عن لسان ريتشارد كلارك، الذي عمل لمدة 11 سنة في لجنة الأمن القومي التابعة للبيت الأبيض، إن أمريكا قادرة عبر ما زرعته من أفخاخ إلكترونية على شل أعدائها في أي حرب مقبلة، عبر ضرب بنيتهم التحتية في أماكن حساسة.وأضاف كلارك: "لا يمكن للمرء أن يستيقظ في صباح أحد الأيام ويقرر قرصنة نظام الطاقة التابع لدول معادية، لذلك فإن الولايات المتحدة فعلت ذلك مسبقاً قبل أشهر أو أعوام." بحسب وكالة السي ان ان .

وتابع المسؤول الأمني بالقول: "ولا بد من أن يحصل الاقتحام بأسرع وقت لأن الأعداء يطورون على الدوام وسائل دفاعية وبرامج لمكافحة القرصنة، لذا يجب حصول الاقتحام في وقت مبكر وترك باب خلفي يتيح العودة مستقبلاً في أي وقت."ولفت كلارك إلى أن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تقوم بهذا الأمر، بل هناك أكثر من ست دول لديها برامج مماثلة تتمكن من اختراق حصون الخصوم الإلكترونية دون أن يتاح لأحد رصدها.

واعتبر كلارك أن الخطر الأكبر الذي يعترض الولايات المتحدة على صعيد الهجمات الإلكترونية والاختراقات المعلوماتية حالياً يأتي من الصين، وتحديداً قطع الكمبيوتر والذاكرات الرقمية المصنعة في ذلك البلد.

وكان الكونغرس الأمريكي قد وافق على أن يقود مدير جهاز الأمن القومي، الجنرال كيث ألكسندر، وحدة جديدة معنية بأمن المعلومات في الولايات المتحدة، لحماية البيانات العسكرية، ولكن كلارك أشار إلى أن الخطر يهدد أيضاً البيانات الخاصة التي تمتلكها شركات تجارية وصناعية. وشرح كلارك قائلاً إنه في كل يوم تُسرق معلومات يفوق حجمها ما هو موجود في مكتبة الكونغرس خلال دقائق.

شبكات البنتاغون

ورغم كل هذا فأن هناك خرق كبير او محاولات للخرق في نظام البنتاغون ، فقد اعلن مسؤول كبير في مكافحة الجريمة المعلوماتية في الولايات المتحدة ان شبكات البنتاغون "تعترض" نحو ستة ملايين محاولة تسلل اليها يوميا مشيرا الى مخاطر "عمليات التخريب عن بعد".واعتبر الجنرال كيث الكسندر المسؤول على "سايبر كومند" (القيادة المعلوماتية) الاميركية في محاضرة بواشنطن ان شبكات وزارة الدفاع "تعترض مستخدمين غير مرخص لهم حوالى 250 الف مرة في الساعة اي ستة ملايين مرة في اليوم". بحسب وكالة فرانس برس .

وقال ان "مصالح بلادنا مهددة" مشيرا الى "نقاط ضعف كبيرة جدا" ومخاطر ناجمة عن عدد متزايد من الفاعلين الاجانب مثل الارهابيين والمجموعات الاجرامية والقراصنة المعلوماتيين.

وفي اول تصريحات يدلي بها منذ تعيينه على رأس القيادة المعلوماتية قال ان "ثمة شبهات بشأن محاولات اقتحام تستهدف بعض الشبكات لتنفيذ عمليات تخريب عن بعد". واضاف ان "عمليات التخريب والتدمير باتت ممكنة الان ويجب ان نوليها اهتماما بالغا".

وكان قائد مكتب التحقيقات الفدرالي (اف.بي.اي) حذر من "الارهابيين المعلوماتيين" و"المجرمين المعلوماتيين" الذين يهددون امن الولايات المتحدة. وقال روبرت مولر في محاضرة في سان فرانسيسكو (كاليفورنيا، غرب الولايات المتحدة) ان المخاطر التي تمثلها "الجريمة المعلوماتية باتت على ابوابنا بل انها غالبا ما باتت في الداخل".

أمريكا عاجزة

في الوقت ذاته حذر خبراء الكونغرس الأمريكي من أن عدم قدرة الحكومة وشركات التكنولوجيا على منع أو الرد على أي تهديد إلكتروني، يمكن أن يكون لها عواقب كارثية.

وخلص تقرير للمفتش العام في وزارة الأمن الوطني الأمريكية، إلى أن الوكالة المسؤولة عن حماية أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمدنيين، وشبكات المعلومات الأخرى، تعاني من نقص في الموارد البشرية، ولا صلاحيات لديها على الدوائر الحكومية الأخرى.

وعدد الاختراقات الأمنية على الانترنت ينمو بشكل كبير، ووفقا لتحليل مكتب المحاسبة الحكومية، فإن عدد الحوادث الأمنية التي أعلن عنها من قبل وكالات فيدرالية زاد بنحو 400 في المائة بين عامي 2006 و2009. بحسب وكالة السي ان ان .

وقال مسؤول وزارة الأمن الوطني السابق ستيوارت بيكر أمام لجنة الأمن الوطني في الكونغرس "نعلم جميعا أننا نواجه أزمة حقيقية عندما يتعلق الأم بأمن وسلامة الإنترنت، وعلينا أن نفعل شيئا."وفي النصف الأول من عام 2009، تعرضت شبكات البنتاغون لأكثر من 45 ألف هجمة إلكترونية، وقدر تقرير حكومي أن مجمل الهجمات خلال العام ذاته كاملا ارتفاع بنحو 60 في المائة عن عام 2008، وكلف الوزارة نحو 100 مليون دولار.

وبدأت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" في تدريب موظفيها على التسلل إلى أجهزة الكمبيوتر وشبكات الإنترنت الخاصة بالوزارة، في مسعى منها لمواجهة الهجمات المتزايدة التي يشنها القراصنة.

وقال جاي بافيسي، الذي اختار البنتاغون شركته للإشراف على تدريب عدد من موظفي الوزارة الذين يعملون في قطاعات مرتبطة بأمن الكمبيوتر، "حتى تتمكن من هزيمة القراصنة عليك أن تفكر مثلهم." وقد نظمت في الولايات المتحدة مسابقة "تحدي الشبكة" لاختراق أكبر عدد من أجهزة الكمبيوتر، ومن ثم الدفاع عنها بوجه هجمات أخرى، وقد فاز فيها القرصان الأمريكي كريس بيندكت.

برامج مكافحة

بينما أعلنت الوكالة الرئيسية لفك الشفرات والتنصت في الولايات المتحدة توقيع عقد للمساعدة على مكافحة التهديدات الالكترونية التي تتعرض لها شبكات الامن القومي الامريكي وذلك وسط مخاوف متزايدة بشأن امن الانترنت.

وقالت جوديث ايميل وهي متحدثة باسم وكالة الامن القومي ان البرنامج الذي أطلق عليه اسم "المواطن المثالي" هو "عقد لتقييم مخاطر التعرض للهجمات وتطوير القدرات."انه جهد بحثي وهندسي. لا ينطوي على نشاط مراقبة ولا أجهزة استشعار."وقالت صحيفة وول ستريت جورنال ان برنامج المواطن المثالي يعتمد على أجهزة استشعار سيتم وضعها في شبكات تشغل البنية التحتية الحساسة مثل شبكة الكهرباء ومحطات الطاقة النووية. بحسب وكالة الانباء البريطانية .

ونقل التقرير عن شخص له صلة بالمشروع قوله ان شركة رايثون فازت بعقد سري للمرحلة الاولى من البرنامج بقيمة تصل الى مئة مليون دولار.وقالت جويس كوزمين وهي متحدثة باسم رايثون "ليس لدينا معلومات عن هذا الامر."ولم تعلق وكالة الامن القومي التابعة لوزارة الدفاع الامريكية على الامر بنفي أو تأكيد منح العقد لرايثون ومقرها ولاية ماساتشوستس.

وقالت ايميل "يوفر هذا العقد مجموعة من الحلول التقنية التي تساعد وكالة الامن القومي على فهم التهديدات التي تتعرض لها شبكات الامن القومي بشكل أفضل."وأضافت أنه سيكون من غير الملائم تأكيد أو نفي أي من التفاصيل الواردة في تقرير الصحيفة بسبب "الحساسية العالية لما نفعله في سبيل الدفاع عن أمتنا."

قراصنة الإنترنت

وبمحاولة للقضاء على تهديدات القرصنة الالكترونية ، شنت جمهورية إيرلندا حملة على قراصنة الإنترنت تقضي بحرمان الزبائن الذين ينتهكون قوانين الشبكة العنكبوتية من خدمات الإنترنت لمدة سنة.

وبدأت أكبر شركة إنترنت في البلد وتدعى إيركوم في إرسال رسائل تحذيرية إلى الأشخاص الذين صنفتهم على أنهم يتبادلون الملفات من الشبكة العنكبوتية بطريقة غير قانونية.وتعد إيرلندا أول دولة في الاتحاد الأوروبي تطبق مثل هذا النظام، وتنوي فرنسا تطبيق سياسة مماثلة في التعامل مع مخالفي خدمات الإنترنت.ومن المقرر أن تنشر منظمة بريطانية معنية بمراقبة وضع خدمات الإنترنت تدعى أف كوم مدونة السلوك بشأن كيفية تعامل مزودي خدمات الإنترنت في بريطانيا مع قراصنة الشبكة العنكبوتية.

وشركة إيركوم هي أكبر مزود بخدمات الإنترنت في إيرلندا، وتعد مسؤولة عن نحو 40 في المئة من خدمات الإنترنت في السوق المحلية.وبدأت رابطة الموسيقى التسجيلية في إيرلندا التي تعرف اختصارا بـ إيرما في تزويد شركة إيركوم بآلاف عناوين بروتوكولات الإنترنت إذ سيخضع نحو 50 عنوانا في الأسبوع لفحص مركز بهدف التعرف على العناوين الحقيقية للقراصنة.وتستعين شركة إيرما بشركة ديتي كنيت بهدف البحث عن المواقع المتخصصة في تبادل الملفات والتعرف بالتالي على القراصنة.

وستركز الشركة على الأشخاص الذين يتبادلون الملفات بدل التركيز على الأشخاص الذين ينزلون الملفات بطريقة غير قانونية.وأنشأت شركة إيركوم وحدة خاصة للتعامل مع هذا الملف إذ ستوجه في البداية رسائل تحذير إلى منتهكي قوانين الإنترنت ثم تتصل بهم هاتفيا في إطار المتابعة.

وفي حال مواصلة هؤلاء انتهاك قوانين الإنترنت للمرة الثالثة على التوالي، فإنهم سيجدون أنفسهم محرومين من خدمات الإنترنت لمدة أسبوع لكن إذا ضبطوا ينتهكون القوانين للمرة الرابعة فإن عقوبتهم ستكون الحرمان من خدمات الإنترنت لمدة سنة.

ومن المقرر أن تحيل الوحدة الخاصة الزبائن إلى البدائل القانونية المتاحة مثل خدمة موسيقية تأتي عبر الأونلاين.وستخضع هذه الإجراءات إلى التقييم بعد ثلاثة أشهر وإذا اقتضى الحال فإن سلطات تنظيم خدمات الإنترنت ستلجأ إلى إجراءات أشد مثل الحرمان الدائم من خدمات الإنترنت.

FBI يحقق

في السياق نفسه أطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI تحقيقات رسمية في عملية قرصنة الكترونية، قام خلالها القراصنة باقتحام موقع AT&T والحصول منه على بيانات العناوين الإلكترونية لعشرات الآلاف من مالكي جهاز كمبيوتر iPad "أيباد" الجديد الذي أطلقته "آبل" قبل أشهر قليلة.وقال بيان لـFBI إن المكتب "بات على علم بالتهديدات الجديدة المتصلة باختراق موقع AT&T، وقد باشر تحقيقاته لمواجهة هذه الخطر الإلكتروني،" وذلك دون أن يتطرق لطبيعة التحقيقات أو الاتجاه الذي تسلكه في الوقت الحالي. بحسب وكالة السي ان ان .

وكانت مجموعة من القراصنة تحمل اسم "غوتسي" قد اقتحمت الموقع الذي لا بد لأصحاب "أيباد" من دخوله لتشغيل أجهزتهم بعد شرائها، وقامت بسرقة بيانات البريد الإلكتروني لأصحاب الأجهزة.وأرسلت المجموعة آلاف البيانات التي حصلت عليها إلى مدونة "جوكر" الإلكترونية التي نشرتها لإظهار انتصار القراصنة في اختراق الموقع، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 114 ألف عنوان إلكتروني باتت بحوزة المجموعة.من جهتها، تجنبت إدارة موقع AT&T الحديث عن حجم الاختراق ونوعية المعلومات المسروقة، مكتفية بالقول إن هناك ثغرات أمنية تتعامل معها.وأضافت الإدارة أن القراصنة لم يتمكنوا من الوصول إلى ما هو أكثر من العناوين البريدية، وعجزوا بالتالي عن الوصول إلى معلومات شخصية، ووعدت بأن تطلع أصحاب العناوين التي كشفت على وجود الخرق الأمني، دون أن تعلق على تحقيقات FBI.يذكر أن موقع AT&T يقدم لأصحاب "أيباد" رقماً تسلسلياً خاصاً يمكنهم من تصفح المواقع الإلكترونية وبريدهم والاستفادة من خدمات أخرى دون كتابة كلمات السر.

كوماندوز إنترنت

وللسيطرة اكثر على الدول العربية وتوسيع سيطرتها على المنطقة ، أفاد تقرير إعلامي بأن الجيش الإسرائيلي أعلن عن تشكيل "كوماندوز إنترنت" لمهاجمة المواقع الإلكترونية العربية وذلك بسبب تزايد اقتحام المواقع الإلكترونية الإسرائيلية".

ونشرت صحيفة "القدس العربي" تقريرها تحت عنوان "بسبب تزايد اقتحام المواقع (الإلكترونية الإسرائيلية) واستعداداً للحرب.."، وذلك في إشارة إلى الحرب "المحتملة" التي "تعتزم" إسرائيل القيام بها ضد إيران بسبب برنامجها النووي الذي تتخوف إسرائيل من أن يكون عسكرياً. إلا أن الصحيفة اللندنية لم تذكر أية تفاصيل عن تلك الحرب "المزمعة"، والتي ستلقى تعاطفاً وتأييداً إسلامياً وعربياً في حال حدوثها ما سيترجمه بعض الهاكرز إلى مهاجمة المواقع الإلكترونية الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة، إنه "في أعقاب تزايد اقتحام مواقع الإنترنت الحكومية وغير الحكومية والحساسة جداً في الدولة العبرية، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن الجيش الإسرائيلي شكل مؤخراً وحدة جديدة لمواجهة المرحلة القادمة والتي تستعد لها إسرائيل جيدا بناء على التطور التكنولوجي، وذلك لمواجهة أخطار الإنترنت وإمكانية اختراق الهاكرز (القراصنة) للمواقع الإسرائيلية، والتي تشمل مكاتب حكومة بنيامين نتنياهو والمؤسسات العامة وصولاً إلى الجيش والتي قد تسبب أضراراً كبيرة للدولة العبرية، بحسب المصادر الرسمية في تل أبيب، والتي تحدثت للصحيفة الإسرائيلية.

وشكل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) في جيش الاحتلال الجنرال "عاموس يدلين" هذه الوحدة التي أطلق عليها (8200)، لتكون تحت مسؤولية جهاز الاستخبارات، واسند مسؤوليتها إلى مسؤول الوحدة التكنولوجية في جهاز الاستخبارات.

وأضافت الصحيفة اليومية، أنه في أعقاب الحرب الأخيرة على قطاع غزة واختراق العديد من المواقع الإسرائيلية من قبل الهاكرز، أصبح هذا الموضوع في أولويات الاهتمام لدى جهاز الاستخبارات العسكري الإسرائيلي، حيث تمّ إدراج هذا الموضوع في التمرين العسكري الواسع الذي قامت به الحكومة الإسرائيلية والذي سُميّ بـنقطة تحول 4، حيث تعتبر الدولة العبرية أنّ المرحلة القادمة ستشهد حرباً واسعة من خلال اختراق أنظمة المعلومات الإسرائيلية المختلفة، وكذلك إمكانية السيطرة على وسائل الإعلام والتأثير عليها".

وستكون مهمة هذه الوحدة الجديدة منع إمكانية اختراق أنظمة الحاسوب الإسرائيلية والمواقع ووسائل الإعلام، وبالوقت نفسه مهاجمة المواقع التي وصفتها المصادر الإسرائيلية بالمعادية، وهذا ما دفع الصحيفة الإسرائيلية إلى وضع عنوان لتعريف الوحدة الجديدة في الجيش الإسرائيلي بكوماندوز الإنترنت.

ورأى خبير الإنترنت الإسرائيلي" تال بافيل" أنّ الأزمة السياسية والدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل، تزامنت مع أزمة أخرى تشهدها ساحة الشبكة العنكبوتية، إذ لم تمر ساعات قليلة على انتشار نبأ السيطرة على السفينة ومقتل عدد من ركابها، حتى جاء الرد التركي على شكل هجوم إلكتروني متزامن هدفه اختراق مواقع الإنترنت الإسرائيلية. النتيجة في اليوم الأول للهجوم الذي لا يزال مستمراً: اختراق 54 موقعاً إسرائيلياً، من ضمنها موقع المطرب يزهار أشدوت، على يد 19 من الهاكرز الذين وضعوا على صفحة الشاشة في المواقع المخترقة علمي تركيا وفلسطين، بجانب كلمات معادية لإسرائيل، ومتضامنة مع الفلسطينيين في غزة.

وفي 31 مايو/أيار الماضي، قتل تسعة أتراك من المناصرين للفلسطينيين عندما اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية السفينة "مافي مرمرة" التي ترفع العلم التركي في إطار عملية لوقف قافلة مساعدات بحرية مكونة من ست سفن كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر.

وذكرت صحيفة "القدس العربي"، أنه ارتفع عدد المواقع الإسرائيلية المخترقة وفقاً لمعطيات إسرائيلية إلى ما يزيد عن ألف موقع إسرائيلي منذ اندلاع أزمة قافلة السفن. وبحسبه فإنّ الملفت للنظر في موجة اختراق المواقع الإسرائيلية هو الدور المحوري الذي يلعبه الهاكرز الأتراك، وهي مجموعات غير رسمية وأفراد، في الهجوم الإلكتروني المذكور، كما شارك فيه مخترقون من دول أخرى كالجزائر والمغرب وقطاع غزة وإندونيسيا. وقد استهدف أولئك الهاكرز باختراق مواقع تجارية أو خاصة، ومواقع أخرى مثل موقعي فريقي مكابي تل أبيب وهبوعيل تل أبيب في كرة القدم.

وفي ظل عدم استهداف المواقع الحكومية الإسرائيلية، واقتصار حملة الاختراق على المواقع الصغيرة نسبياً، وعدم استهدافها للمواقع الحكومية، يشير إلى حقيقة كون هذه المواقع الحكومية أكثر حصانة من الناحية التقنية، ولا يمكن عادة اختراقها بسهولة ودون تنسيق مسبق بين مجموعة كبيرة من الهاكرز. في حين أنّ اختراق المواقع الخاصة الصغيرة يتم بسهولة نسبية، وبواسطة برامج اختراق بسيطة قد يحصل عليها المتصفح بسهولة. في المقابل، فقد أعلنت مجموعة هاكرز إسرائيلية باسم (فريق غلعاد) أنّها قررت الرد على حملة اختراق المواقع الإسرائيلية التي تزامنت مع أزمة قافلة السفن، بمهاجمة أو اختراق مواقع تركية تعتبرها مؤيدة للفلسطينيين. وكان ذات القراصنة الإسرائيليين قد اخترقوا مواقع عربية العام الماضي بعد تعرض موقع بنك إسرائيل لعملية اختراق من قبل هاكرز عرب.

وذكرت الصحيفة التي يرأس تحريرها "عبدالباري عطوان"، أنه "ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها مواقع الإنترنت الإسرائيلية للاختراق من قبل هاكرز مسلمين أو عرب. ففي أثناء حرب لبنان الثانية في 2006، ثم إبان حرب الرصاص المصبوب في غزة أواخر 2008، وأوائل 2009، تعرضت مئات من المواقع الإسرائيلية لعمليات اختراق وقرصنة".

ومن أبرز المواقع التي تمّ اختراقها خلال الحرب على غزة موقع مصرف (ديسكونت)، وموقع صحيفة "يديعوت احرونوت"، الأمر الذي دفع العديد من الأوساط الإسرائيلية إلى التحذير من تصاعد حملة اختراق المواقع الإسرائيلية لتطال مواقع حكومية وحزبية واقتصادية وصحافية، في حال استمرار الأزمة الحالية، بل وتفاقمها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 18/آب/2010 - 7/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م