معركة الحرائق.. قادمة

زاهر الزبيدي

في العراق، (بلد المليون حرامي) كما سماه الأستاذ هادي جلو مرعي في أحد مقالاته، حرب الحرائق قادمة وبقوة لتشغل مساحة كبيرة من أهتمام أبناء شعبه بكافة أطيافه.. حرب معروفة،على أقل تقدير، ماذا تستهدف وكيف تتم وعلى من ترمى مسؤولياتها فأما على ذلك التماس الكهربائي المجرم أو حتى جهاز الحماية العميل أو على القاعدة التكفيرية.. ماذا تلتهم وكم في رمادها من قضايا قد تهز ضمير الأنسانية إذا ما أكتشفت.. في بلد مثل بلدنا وهو الأول دائما في الفساد المالي والأداري فالحرائق قد تكون عاملاً أساسياً في الخلاص من القضايا الكبيرة التي أحرقت كل أولياتها وأصبحت رماداً تذروه الرياح لتنهي فصولاً مؤلمة من تلك المسرحية المشؤومة التي تدعى الفساد وضياع مشاهدها وحتى أسماء أبطالها.

والحرائق المفتعلة،إذا ما صح التعبير، بأمكانها أن تكون حرباً مؤثرة وكبيرة نفسياً ومادياً على العراق والسبب في ذلك هو أنك لا تحتاج فيها الى عبوات ناسفة من الـ (تي أن تي) أو السي فور أو أي من المواد الكيمياوية التي تستخدم في صناعتها... ولا تحتاج فناً في تركيبها.. أنها لا تحتاج سوى الى قداحة بربع دولار وعلبة صغيرة من البنزين.. لتشعل بها أكبر حريق قد يكلف العراق المليارت من الدولارات ونذكر من أهم تلك الحرائق.. حرائق الشورجه ـ أسواق العطور التي استمرت لأيام مستعمرة نارها وآخرها حرائق وزارة التجارة في بعض طوابقها.

أما لماذا حرائق وزارة التجارة فالله أعلم ولا أعتقد أن الوزارة ليست فيها حمايات أو فيها عناصر من الأمن أو فيها حراسات ليلية مستمرة في مراقبة طوابقها حتى بعد أنتهاء الدوام الرسمي (ليلاً)، وعناصر الأمن هؤلاء لو أحسنوا عملهم لما أتت النار على طوابق بأكملها وبكلام آخر لتمت السيطرة على النيران قبل أن تسيطر هي عليهم..

والظاهر أن هناك مشكلة أخرى تفرزها تلك الحرائق وهي عدم وجود نظام مراقبة دقيق في الوزارة يتيح مراقبة جميع مرافق البناية التي تشغلها بكفاءة وفي حالة وجوده فهو غير مستخدم من قبل حماياتها.. والحالتان أحداهما أتعس من الأخرى.. كذلك هناك تساؤل مهم ؟ لماذا لا تتخذ الوزارات كافة أحتياطاتها من حدوث تلك الحرائق التي يسببها (التماس الكهربائي).. كيف يحدث التماس الكهربائي الذي على بساطته قد يطيح بآلاف الوثائق المهمة فيها.

علينا الآن أن نضع حداً لتلك الحرائق بإيجاد سبل الحيلولة دون وقوعها بهذا الشكل المخزي فالذي يحترق أمامنا ليست غابات شاسعة لايمكن السيطرة على مراقبتها.. أنها مجرد بنايات قد تكون بمساحة ألف متر مربع فقط ولدينا الآلاف من رجال الحراسات (حماية المنشآت) علينا أن نحسن تدريبهم لا أنتركهم يأكلون ويشربون لتنتفخ كروشهم ويصبحوا غير قادرين على الحركة.

 لننهي تلك المعركة الآن لا ننتظر أن نربح جميع المعارك لنربح بعدها الحرب.. أنها معركة واحدة ضمن الحرب الكبرى ضد كل مظاهر التخلف والأنحطاط في وطن يجاهد دائماً في الخروج من أزماته المفتعلة.. فطوبى لوطن الأزمات.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/آب/2010 - 4/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م