شبكة النبأ: بالرغم من أنها حدثت قبل
أكثر من 60 مليون عام، لكنها ما زالت تشغل بال العلماء والباحثون في
الكيمياء الجيولوجية والجيوفيزياء، وخبراء في الصخور الرسوبية
والأحافير، وبدأت الأسئلة تتزايد عليهم لمعرفة الحقيقة ومن أهم الأسئلة
هو ما السبب الحقيقي الذي أدى الى انقراض الديناصورات،وذلك ما جعلهم
يبحثون ويحفرون في أي بقعة من الأرض للحصول على إجابات، فبعد أن قسموا
الى فرق بحث مختلفة تجوب العالم بكل جهاته، ولكن مع ذلك فأنهم لم
يجتمعوا على أجوبة واحدة، فكانت هناك نظريات وآراء مختلفة عن السبب
الحقيقي.
عقول الباحثين
فقد زعم علماء بريطانيون أن الديناصورات أبيدت عن وجه الأرض نتيجة
انخفاض مفاجئ في درجة الحرارة على وجه الكوكب، وليس بسبب مذنب كما كان
يعتقد سابقاً. ويدعي الباحثون إن التدني المفاجئ لدرجة حرارة مياه
البحر قبل أكثر من 137 مليون سنة، كانت الخطوة الأولى نحو طريق
الانقراض.
وخلص فريق البحث، بعد دراسة أحفورات ومعادن من منطقة "سفالبارد"
المتجمدة في النرويج، أن إبادة الديناصورات عن وجه الأرض، أثناء العصر
الطباشيري، تعود لتغير مفاجئ في تيار الخليج الأطلسي، كبداية إلى سلسلة
من التغيرات البيئية.
ويأتي الكشف مخالفاً لنظرية خبراء يعتقدون أن إبادة الديناصورات
ارتبط بكارثة كونية،ربما تسبب بها ارتطام مذنب بالأرض قبل 65 مليون عام.
بحسب وكالة السي ان ان .
وقال غريغوري برايس، من جامعة "بليموث" البريطانية إن تدني درجات
حرارة الأرض حدث عندما كانت الأرض تشهد مناخ الدفيئة، وهو مناخ مشابه
تماماً للمناخ السائد حالياً.
ووجد الفريق أن تدني درجات الحرارة كان من الشدة بحيث نفقت العديد
من فصائل الديناصورات،التي كانت تعيش في المناطق الدافئة، والبحار
الضحلة والمستنقعات والبر.
وأضاف برايس: "نعتقد أن الديناصورات، وكانت على الأرجح مخلوقات من
ذوات الدم البارد وكانت بحاجة للدفء للبقاء على قيد الحياة... نعتقد
أنهم نفقوا وانقرضوا تدريجياً، بسبب سلسلة التغييرات المناخية."
ويُعتقد أن انخفاض درجة الحرارة وقع بسبب ارتفاع مستويات ثاني أكسيد
الكربون في الغلاف الجوي، وما تبعه من ارتفاع في درجات الحرارة في
العالم وذوبان المناطق المتجمدة، وهو سيناريو يتوقع أن تشهده الأرض
مجدداً جراء ظاهرة الاحتباس الحراري.
بالمقابل فقد أثبتت الاختبارات والأدلة نظرية قديمة تعود إلى 30
عاماً، تؤكد أن اصطدام نيزك واحد تسبب في الانقراض الجماعي لتلك
المخلوقات.ومنذ عام 1980، جمع العلماء معلومات تنصب جميعها في خانة
التأكيد بأن نيزك واحد، بلغ قطره 6 أميال، هوى بسرعة 24 ألف ميل في
الثانية، ليصطدم بخليج المكسيك .
رأي مخالف
ولكن لم تستطع الدراسة السابقة ان تقنع الجميع وتغير آرائهم حول سبب
الانقراض، فقد عارض فريق علمي عالمي فكرة انخفاض درجات الحرارة وأكد
على إن ارتطام كويكب كبير بالأرض هو التفسير المقبول الوحيد لانقراض
الديناصورات آملين بذلك في ان يؤدي هذا الاستنتاج الى حسم خلاف احدث
انقساما بين الخبراء منذ عقود.
فقد راجعت لجنة تضم 41 عالما من كل أنحاء العالم بحوثا شملت 20 عاما
لمحاولة التأكد من سبب ما أطلق عليه "أحداث الانقراض في العصر
الطباشيري" والذي خلق "بيئة جهنمية" قبل نحو 65 مليون عاما قضت على
أكثر من نصف الأنواع التي تعيش على كوكب الأرض.
وكان الرأي العلمي انقسم على ما اذا كان هذا الاندثار حدث بفعل سقوط
نيزك أم بسبب نشاط بركاني في منطقة "فخاخ ديكان" وهي الهند حاليا حيث
وقعت سلسلة من الانفجارات البركانية الكبيرة استمرت نحو 1.5 مليون سنة.
بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
ووجدت الدراسة الجديدة التي اجراها علماء من اوروبا والولايات
المتحدة والمكسيك وكندا واليابان ونشرت في دورية "ساينس" العلمية
Science ان نيزكا عرضه 15 كيلومترا ارتطم بالارض في شيكسولوب فيما يعرف
الان باسم "المكسيك" هو المسؤول عن هذه الاحداث.
وقالت جوانا مورجان من كلية "امبريال كوليدج لندن" والتي شاركت في
اعداد هذه المراجعة "لدينا الان ثقة كبيرة في ان كويكبا كان السبب في
الانقراض الذي حدث في العصر الطباشيري.
فقد ادى هذا الى اندلاع نيران على نطاق واسع ووقوع زلازل زادت شدتها
على 10 درجات على مقياس ريختر وحدوث انهيارات ارضية قارية وأمواج مد
بحري عاتية".
ويعتقد ان هذا النيزك ضرب الارض بقوة تعادل مليارات الاضعاف قوة
القنبلة الذرية التي القيت على هيروشيما.
وقالت مورجان "المسمار الاخير في نعش الديناصورات" جاء عندما طارت
المادة في الجو حيث كست الكوكب (الارض) بالظلام وتسبب في حدوث شتاء
عالمي وقتل الكثير من الانواع التي لم تستطع التكيف مع هذه البيئة
الجهنمية".وحلل علماء يعملون في هذه الدراسة عمل خبراء الاحافير
والكيمياء الجيولوجية ومتخصصين في اعداد نماذج المناخ وعلماء
الجيوفيزياء وعلماء الصخور الرسوبية الذين جمعوا أدلة بشأن الانقراض في
العصر الطباشيري خلال السنوات العشرين الاخيرة.وتشير السجلات
الجيولوجية الى ان هذا الحدث الذي ادى الى انقراض الديناصورات سريعا
دمر النظم البيئية البحرية والبرية وان ارتطام النيزك هو التفسير
المقبول لذلك".
من يأكل الديناصورات
ومن جانب اخر فقد قام علماء بأكتشاف بقايا أحفورية لثعبان هائل
الحجم، عاش على الأرض قبل 67 مليون سنة مضت، وكان يقتات على صغار
الديناصورات.
وعثر على الهيكل العظمي للثعبان الذي أطلق عليه "ساناجيه إنديكوس"
في عش ديناصورات، من فصيلة، "سوروبود" Sauropod، أكبر الحيوانات التي
مشت على الأرض على الإطلاق، بالقرب من "كوجرات" غربي الهند. وفي غابر
العصور، عرفت المنطقة بكونها منطقة أعشاش للديناصورات من فصيلة "سوروبود،"
التي تعرف باسم "تيتانصور."
وقال عالم الطبيعيات، جيسون هيد، من جامعة تورنتو في ميسيسوغا. "المئات
أو الآلاف من أطفال التيتانصور العزل ربما دعمت النظام الإيكولوجي
للحيوانات المفترسة خلال موسم الفقس." وتشير الدراسة، التي نشرت في
دورية المكتبة العامة للعلوم، إلى أول أدلة مباشرة على سلوك التغذية
عند الثعابين البدائية المتحجرة.
ويصل ارتفاع التيتانصور إلى نحو 60 قدماً، ويصل وزنه إلى 100 طن،
فيما لا يتعدى حجمه بعد الفقس 18 بوصة، مما جعله فريسة سهلة للثعابين
الضخمة. وقال الدكتور دانانجاي ماهوابي من هيئة المساحة الجيولوجية في
الهند، الذي اكتشف الحفرية تعليقا على الدافع وراء ما قام به: "إنه هذا
التشوق لاكتشاف مثل هذه اللحظة المتجمدة في الوقت المناسب."
ولفت عالم الطبيعيات في جامعة ميتشيغان، جيف ويلسون إلى أن الأبحاث
الأخيرة تشير إلى الديناصورات كانت تنمو سريعاً، بحيث تبلغ ثلاثة أرباع
حجمها عند البلوغ في سن المراهقة، وأن متوسط عمرها تفاوت بين 30 إلى 40
عاماً. بحسب وكالة السي ان ان .
ويذكر أن فريقاً من الخبراء في جامعة ميتشيغان وجامعة تورونتو قاموا
بدراسة الحفرية التي تم العثور عليها قبل أكثر من عقدين.
وكان قد عثر على بقايا الثعبان لأول مرة في الهند في عام 1987 ولكن
لم يتمكن العلماء الامريكيون من ملاحظة وجوده بين بقايا الديناصورات
حتى عام 2001. ويعتقد الباحثون الآن أن الثعبان كان يهاجم الديناصورات
الصغيرة التي كان تفقس لتوها من البيض. ويذكر أن معظم الثعابين الحديثة
قادرة على ابتلاع فرائس كبيرة الحجم وذلك بفضل جمجمتها المتحركة وفكها
المرن، على خلاف أسلافها التي عاشت قبل 98 مليون سنة مضت.وشرح ويلسون
أسباب تمكن تلك الثعابين من التهام فرائس كبرى كالديناصورات قائلاً إن
السبب لا يعود إلى كبر حجم فمها كبير، كما هي حال الثعابين حالياً، بل
إلى كبر حجم جسدها.
ديناصور بحجم الإنسان
ومن جانب آخر وجد العلماء مستحثات لديناصور صغير الحجم شمال شرق
الصين، يعتقد أنه عاش في تلك المنطقة قبل 125 مليون سنة، ورغم صغر حجمه
إلا أنه كان يملك أسناناً حادة وأرجلاً قوية وأذرعاً قصيرة.
وعاش الديناصور الذي اتفق على تسميته رابتوريكس، قبل حوالي 60 مليون
عام، قبل ظهور الديناصور T-rex، وكان حجمه أكبر بقليل من حجم الإنسان،
وفق العلماء، وسيتم الإعلان عن الاكتشاف الجمعة في دورية "العلوم".
وتتشابه الديناصورات الصغيرة في شكلها وتخصص أعضائها مع "تيرانصور
ريكس"، لكن الفرق الواضح هو حجم الديناصورين.
وعن هذا الاكتشاف يقول عالم الطبيعيات في المتحف الأمريكي للتاريخ
الطبيعي، ستيفن بروسات: "الشيء الأكثر أهمية في الاكتشاف الجديد أنه لم
يكن متوقعاً، لقد أصبح من الصعب جداً العثور على مستحاثات كهذه، وهذا
سيأخذنا إلى منحى جديد."
حسب اعتقاد العلماء الذين درسوا المستحاثة الجديدة، والتي توفي فيها
الديناصور بعمر 5-6 سنوات، يظنون أن هذا الديناصور هو من أسلاف "
تيرانصور ريكس".
ويرى عالم الطبيعيات في جامعة شيكاغو، بول سيرينو أن "هذا الاكتشاف
يعد نقطة محورية في تاريخ مجموعة الديناصورات التي يمثلها، والمفاجئة
أن هذه المجموعة جاءت من هذه الديناصورات الصغيرة." بحسب وكالة السي ان
ان.
واستناداً إلى أشكال الديناصورات الشبيهة للديناصور الجديد
رابتوريكس، يتوقع العلماء أن حجم ديناصور بالغ من نوع رابتوريكس يبلغ
طوله تسعة أقدام، ويزن 143 باوند.
وبالمقابل، فإن تيرانصور ريكس التي يعتقد أنها جاءت من رابتوريكس،
وانقرضت قبل حوالي 65 مليون عام، كانت التقوقعات تشير إلى أنها تزن
خمسة أطنان على الأقل.
ويبدو أن الديناصور الصغير، كان يتبع نفس طريقة الكبار في صيد
فرائسه، وذلك باستخدام أرجله القوية، ورأسه الكبير، إضافة إلى أسنانه
القاطعة، كل ذلك كان يمكنه من اصطياد حتى الفريسة التي تكبره بالحجم.
وعندما وجدت المستحثات في الصين، تم تهريبها للولايات المتحدة،
واشتراها احد هواة جمع الآثار وقام بالتبرع بها للأبحاث العلمية. |