لاتنظروا بافواه مفتوحة كتلك التي شغلت فاتن حمامة في فيلم أفواه
وأرانب وهي ترى إبن شقيقتها محسن محيي الدين يسرق دجاجات ليشبع البطون
الخاوية.
أنظروا بواقعية مثالية للأمر فالمثلية الجنسية ليس إبتكارا غربيا أو
نتاج الشخصية المبتذلة في القارة الامريكية الجنوبية. العصر العباسي
وهو عصر نهضة بغداد في مجالات الابداع الفكري والثقافي على مستوى الشعر
والموسيقى والتأليف وفي مجال ترف المعيشة والإنفتاح وتلاقح الحضارات
وانواع المآكل والملبس الناعم وكذلك السيطرة والنفوذ والفتوحات لبلدان
بعيدة.
وأشتهرت بغداد بما سمي أدب الغلمان وكان شعراء يبرعون في نسج قصائد
في وصف جمال الغلمان وحسنهم والاسواق التي يباعون فيها والقصور التي
يعيشون ويلعبون ويداعبون الراغبين بهم. وهو كالتغني بالشراب المسكر
الذي صار غرضا شعريا عند أبي نواس.
يجري الحديث وبقوة عن التولع بالغلمان وإتيان الذكور بدل الإناث في
المجتمع العراقي والعربي وأنواع الزينة المستخدمة عند فئات منهم حيث
يجتمعون ويلعبون ويمارسون هواياتهم. طبعا بطريقة مختلفة نوعا ما عنها
في الغرب. ومن النادر ان تجد من هؤلاء من ينتعل الصندل في الشارع ويضع
يده بيد مثيله لكن هنا في العراق تجد اللباس والوجه والحركة وطريقة
إداء الصوت دليلا على وجود هذه الطائفة من الناس. بمعنى ان مايجري في
العراق ليس إبتكارا غربيا وافدا إنما هو أصل عندنا من عصور مضت.
وكان مشهورا في مواضع بعينها في بلادنا وفي مهن عديدة كالجيش ان
يكون إتيان الذكور دون النساء لاسباب يراها البعض موضوعية لإفتقاد
النساء ونراها مخلة فالرجل الشريف لايفعل ذلك مهما إحتاج إليه لأنه
بخلاف الفطرة الإنسانية.
الفرق ان الغرب يتعاطى مع الموضوع براحة بال ولذلك لاضير ان يمر
الشاب المثلي في طريق وهو يسحب معه مثيله وقد مرا في محكمة عقدت لهما
قرانا مثليا. وعندنا قد نقتل هؤلاء لان الدين يتداخل والسياسة والوعي
الاخلاقي بالتقاليد الموروثة في حين إن الزعماء الغربيين قد يوجهون
دعوات جماعية للمثليين ليأكلوا ويشربوا ويضحكوا دون ضجر أو خشية.
المثيلة بدأت عندنا فلاتتهموا الغرب بتصديرها. هناك طرق مبتكرة
يمارسها العديد من المتنفذين في بلاد عربية لمعاشرة الغلمان. وربما
سنجد في القريب تجمعات لهؤلاء ليمارسوا علاقاتهم في ظل حماية رسمية.
hadeejalu@yahoo. co |